"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 02/فبراير/2020 - 09:50 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم  2 فبراير 2020.

الاتحاد: القوات المشتركة تتأهب في الحديدة
كشفت مصادر عسكرية يمنية لـ «الاتحاد» عن رفع القوات المشتركة المرابطة في الساحل الغربي جاهزيتها القتالية تمهيداً لإطلاق عمليات واسعة لتحرير ما تبقى من مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة الحديدة.
وأشارت المصادر إلى أن القوات المشتركة تنظر إلى خروقات الميليشيات الحوثية لاتفاق السويد وقصفها المتصاعد للمناطق المحررة ومواقع القوات المشتركة بالمحافظة إعلان صريح من بتنصلها عن الاتفاق الذي أبرمته مع الحكومة اليمنية قبل أكثر من عام دون تحقيق أية من بنوده. وأضافت المصادر أن التصعيد الحوثي في الحديدة مؤخراً بات عمليات عسكرية وليست خروقات، وأن التحرك العسكري الحوثي رافقه صمت مريب وغير مبرر من قبل اللجنة الأممية في المحافظة.
وأوضحت المصادر أن قيادات عسكرية في القوات المشتركة تفقدت خلال الأيام الماضية عدد الخطوط الأمامية في جبهات القتال في الحديدة واطلعت على الجاهزية القتالية تحسباً لأي عمليات قادمة في حال تم الإعلان رسمياً عن فشل الاتفاق والهدنة الأممية.
وأضافت المصادر أن القوات المشتركة لن تصمت كثيراً إزاء التصعيد العسكري الذي تقود الميليشيات الحوثية ضد المناطق المحررة ومواقعها في مختلف الجبهات وصولاً إلى استهداف وقصف نقاط المراقبة الأممية، مضيفاً أن القوات المشتركة طالبت اللجنة الأممية بعدم الصمت عن الخروقات المتصاعدة للميليشيات الحوثية التي جرى توثيقها وتسليم اللجنة نسخه منها.
ونشرت وسائل إعلام موالية للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي قيام قيادات عسكرية بينها عضوا القيادة المشتركة في الساحل الغربي العميد أحمد الكوكباني قائد اللواء الأول تهامة والعميد صادق دويد الناطق الرسمي للمقاومة الوطنية بتفقد عدداً من مواقع خطوط التماس بمديرية بيت الفقيه التابعة لمحافظة الحديدة.
وأطلعت القيادات العسكرية على جاهزية القوات المرابطة في جبهات القتال في منطقتي الطور والجاح الاستراتيجيتين التي شكلت مؤخراً أكبر مقبرة جماعية للمليشيات الحوثية المتسلل إلى تلك المناطق المحررة.
وأشاد القيادات العسكرية مدى الجاهزية القتالية في كافة الجبهات على طول خطوط التماس في مديرية بيت الفقيه، وكما هي داخل مدينة الحديدة ومختلف الجبهات في حيس والتحيتا والدريهمي، مثمنين الأدوار البطولية للقوات المشتركة المرابطة في جبهات القتال والتي تواصل التصدي لكل محاولات التسلل التي نفذتها المليشيات التابعة لإيران وكبدتها خسائر لا تقل فداحة عن خسارتها قبل اتفاق ستوكهولم.
وأكدت القيادات العسكرية في الساحل الغربي أن جاهزية القوات وقدراتها العسكرية في تنامي، موضحة أن رهان المليشيات الحوثية على الوقت بمماطلتها في تنفيذ الاتفاق هو رهان خاسر.

الاتحاد: مقتل عشرات الحوثيين بغارات ومعارك مع الجيش في الجوف
قتل العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية وجرح عشرات آخرون، أمس، بغارات جوية للتحالف العربي في اليمن ومعارك عنيفة مع القوات الحكومية في عدة جبهات بالبلاد. ففي وقت مبكّر أمس السبت احتدم القتال بين الجيش اليمني وميليشيا الحوثي الانقلابية، في جبهات محافظة الجوف (شمال شرق)، وفي أجزاء من مديريتي مجزر التابعة لمحافظة مأرب (شرق)، ونهم المتاخمة لها والقريبة من العاصمة صنعاء، فيما أعلن الجيش اليمني، في وقت لاحق السبت، تحرير مرتفعات جبلية استراتيجية شرق مدينة تعز الرئيسية (جنوب غرب) بعد مواجهات عنيفة مع الميليشيات الانقلابية.
وذكرت مصادر محلية في الجوف لـ«الاتحاد» أن معارك عنيفة اندلعت فجر السبت بين منطقتي الساقية والغضبة بمديرية الغيل جنوب غرب المحافظة، موضحة أن المواجهات نشبت إثر تصدي قوات الجيش لمحاولة تقدم لميليشيات الحوثي باتجاه المواقع التابعة للجيش في الأجزاء المحررة بالمديرية.
وأكدت المصادر أن مقاتلات التحالف العربي ساندت القوات الحكومية خلال المواجهات وشنت أربع غارات على أهداف ثابتة ومتحركة للميليشيات الحوثية، ما أسفر عن تدمير ثلاث مدرعات ومدافع رشاشة ومقتل وإصابة العديد من عناصر ميليشيا الحوثي.
وذكر مسؤول محلي في محافظة الجوف أن ما لا يقل عن عشرة مسلحين حوثيين قتلوا في الغارات الجوية، مشيراً إلى مصرع آخرين وأسر سبعة حوثيين أثناء المعارك مع الجيش التي استمرت ساعات، وفشلت خلالها ميليشيا الحوثي بتحقيق أي اختراق أو إنجاز ميداني.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن قائد عمليات المنطقة العسكرية السادسة، العميد الركن علي الهدي، قوله: «شنت الميليشيات الحوثية هجوماً في جبال الساقية بمديرية الغيل، وحاولت التقدم بالمدرعات، إلا أن قوات الجيش، بإسناد من مقاتلات التحالف العربي، تصدت للهجوم وكبدت الميليشيات خسائر في الأرواح والعتاد».
وبحسب القائد العسكري اليمني، فإن ميليشيات الحوثي «تلقت ضربة موجعة» خلال المعارك بمديرية الغيل، والغارات الجوبة التي أصابت «تجمعات» للحوثيين. كما قتل مسلحون حوثيون بكمين مسلح لقوات الجيش اليمني في جبال حام بمديرية المتون، الواقعة شمال الغيل جنوب غرب الجوف.
وذكر موقع الجيش اليمني على شبكة الإنترنت أن «قوات الجيش استدرجت مجاميع من الميليشيات، عقب محاولاتها التسلل إلى مواقع (عسكرية حكومية) في جبهة حام، قبل أن تستهدفها» وتقتل خمسة على الأقل من الحوثيين وتصيب آخرين، لافتاً أيضاً إلى مصرع عدد آخر من ميليشيا الحوثي، وتدمير آليات عسكرية، في قصف جوي للتحالف على مواقع وتحركات للميليشيات في المنطقة ذاتها. وقال مصدر عسكري ميداني، إن الغارات الجوية دمرت عربة ومركبتين عسكريتين للحوثيين، وقتلت العديد من عناصرهم المسلحة.
وفي السياق ذاته، جدد الطيران العربي، السبت، غاراته على مواقع وتعزيزات للميليشيات الحوثية في منطقة العقبة التابعة لمديرية خب والشعف، ولا تبعد كثيراً عن مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف. وأفادت مصادر ميدانية متعددة بأن مقاتلات التحالف نفذت سبع غارات على أهداف تابعة للحوثيين في منطقة العقبة حيث تحاول الميليشيا التقدم باتجاه مدينة الحزم التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية منذ مطلع العام 2016.
وأوقعت الضربات الجوية قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات ودمرت عتاداً عسكرياً تابعاً لها. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية على موقعها الإلكتروني، مساء السبت، أن «العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية» لقوا مصرعهم «خلال معارك عنيفة مع الجيش وقصف لمقاتلات التحالف» في عدد من مناطق الصراع بمحافظة الجوف.
وإلى الجنوب من الجوف، تواصلت، أمس، المعارك بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي شمال غرب مديرية مجزر الواقعة شمال محافظة مأرب، وشرق مديرية نهم المجاورة وتبعد 50 كيلومتراً عن شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء. وشنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، السبت، 11 غارة على مواقع وتحركات للميليشيات في مديرية نهم، ودمرت في أربع غارات أهدافاً للحوثيين شمال مجزر، فيما أكدت مصادر الجيش اليمني، بحسب وسائل إعلام رسمية، تحرير عدد من المواقع المطلة على مديرية مجزر القريبة لسلسلة جبال الجرشب المحاذية لجبال يام التي تمتد من نهم شمالاً إلى مديرية الغيل جنوب الجوف. وفي صنعاء، أفادت مصادر محلية وطبية باستقبال مستشفيات العاصمة اليمنية، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أكثر من 80 قتيلاً وجريحاً من ميليشيات الحوثي، لافتة إلى أن عدد صرعى الميليشيا يناهز الثلاثين بينهم قيادات ميدانية في الجماعة الانقلابية.
وفي تعز ثالثة مدن البلاد، أعلن الجيش اليمني، أمس السبت، مرتفعات جبلية استراتيجية في هجوم مباغت على مواقع تابعة لميليشيات الحوثي شرق المدينة. وقال الناطق العسكري لمحور تعز، العقيد عبد الباسط البحر، إن قوات الجيش «هاجمت مواقع الميليشيات الحوثية في الجبهة الشرقية للمدينة، وتمكنت من تدمير دبابات وعربات عسكرية ومدافع، واختراق التحصينات الدفاعية والسيطرة على تبة المقرمي الاستراتيجية التي تطل على تبة الجعشاء ومواقع السلال ووادي صالة».
وأوضح البحر، أن الموقع المحرر يطل أيضاً على الطريق الرئيسي الذي يربط وسط تعز بمنطقة الحوبان المدخل الرئيسي والشرقي للمدينة. وفي جبهة البرح غرب محافظة تعز، أعلنت القوات اليمنية المشتركة تدمير مواقع وآليات عسكرية تابعة لميليشيات في قصف مدفعي للواء الثامن عمالقة على مواقع الحوثيين في جبال رسيان، مضيفة أن القصف أوقع قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين قُدر عددهم بالعشرات.

الخليج: الجيـش اليمنـي يحـرر مناطـق استراتيجيـة فـي نهـم
عززت عمليات إسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي، انتصارات الجيش الوطني اليمني عبر استهداف عناصر الميليشيات الحوثية في جبهة نهم قرب صنعاء، حيث أكدت مصادر عسكرية مصرع العشرات من ميليشيات الحوثي في جبال الساقية، بينما تلقت الميليشيات هزائم جديدة شرقي تعز.
وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش استدرجت مجموعة من العناصر الحوثية، عقب محاولاتها التسلل إلى مواقع في جبهة حام، قبل أن تستهدفها، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى في صفوفها، وجرح آخرين. كما لفت إلى استهداف مقاتلات تحالف دعم الشرعية، مواقع وتجمعات للميليشيات الحوثية في الجبهة ذاتها، مما أسفر عن إيقاع خسائر بشرية وتدمير آليات.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن قائد عمليات المنطقة العسكرية السادسة العميد الركن علي الهدي، أن ميليشيات الحوثي تلقت ضربة موجعة من قوات الجيش بإسناد من مقاتلات التحالف التي شنت عدة غارات استهدفت تجمعات الميليشيات.
وأضاف: «شنت الميليشيات هجوماً وحاولت التقدم بالمدرعات وتصدت لها قوات الجيش الوطني وتكبدت الميليشيات خسائر في الأرواح والعتاد».
وتشهد جبهات الجوف مواجهات عنيفة للأسبوع الثاني على التوالي تلقت فيها الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
من جانب آخر، قالت قوات الجيش الوطني، إنها حققت تقدماً كبيراً خلال معاركها المتواصلة مع الحوثيين، وتمكنت من بسط سيطرتها على «3 مواقع استراتيجية»، شرقي تعز جنوبي غربي اليمن.
وقال نائب مساعد القائد للتوجيه المعنوي في محور تعز، العقيد عبد الباسط البحر في بيان، إن القوات الحكومية شنت هجوماً واسعاً على مواقع مقاتلي الحوثي، وسيطرت على أهم التلال الحاكمة بالجبهة الشرقية للمدينة المطلة على الحوبان. وأكد البحر أن قوات الحكومة اليمنية سيطرت على تبة المقرمي، وبعض التلال المجاورة لها، واستكملت تأمين وادي صالة، مشيراً إلى أن «المعركة ما زالت مستمرة».

البيان: التضليل الإعلامي ورقة الحوثي لبث الشائعات
تشهد وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية التابعة لميليشيا الحوثي ضخاً كثيفاً للشائعات والأخبار المفبركة مترافقة مع المواجهات العنيفة التي تشهدها جبهات نهم والجوف ومأرب.
وتستند الميليشيا في ذلك على قرابة 8 قنوات فضائية، و 15 إذاعة محلية ووسائط التواصل وصحف ورقية ومئات المواقع الالكترونية لتمرير الأخبار الملفقة وإيهام اليمنيين بمسار آخر للمعارك الدائرة ورفع معنويات مقاتليهم ومناصريهم. كما تخوض حرباً موازية في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات عبر فرق تعمل برواتب، لبث الشائعات المنسقة الهادفة لزعزعة ثقة الناس بالجيش اليمني، والثناء على الميليشيا.
حرب نفسية
ويعتبر الناطق الرسمي لمحور تعز العسكري عبدالباسط البحر أن مايجري «دعاية وتضليل واسع وحرب إعلامية ونفسية وغسيل دماغ من قبل الميليشيا مستغلة الجهل المتفشي لبث الأوهام والخيالات والأساطير والخزعبلات».
وفي حين أن ما يحسم المعارك عادة اكثر حتى من فاعلية السلاح هو عدالة القضية، ووحدة الأمر والقيادة، والهدف، ثم إرادة القتال أو ( الروح المعنوية)، وتمنع عن مقاتليها بل عن كل اليمنيين الواقعين تحت سيطرتها كل وسائل الإعلام الحرة، وتشن حرباً على كل من يثير قضايا تمس المعركة مستخدمة أساليب الترهيب والترويع ضد كل من يخالفها وتخلق عزلة حتى ونحن في زمن التواصل والقرية الواحدة.
من جهته، يقول مصطفى الجبزي الكاتب والدبلوماسي اليمني المقيم في فرنسا لـ«البيان» إن المعارك الأخيرة رافقها إرباك إعلامي بسبب تضارب الأخبار داعياً إلى تعيين ناطق رفيع المستوى بشكل يومي يعطي المعلومة مصداقيتها.
غياب المواجهات
بدوره دعا الإعلامي فيصل الحذيفي الحكومة إلى تحويل دفة المعركة الإعلامية من التلقي إلى الصناعة ومن الدفاع إلى الهجوم ومن التفنيد إلى التنفيذ وهذا بين يدي وزير الإعلام وطاقمه ووسائل إعلام الشرعية بقنواتها ووسائلها المتعددة لتنفيذ خطة إعلامية تواكب الأحداث والتطلعات، «لنكون جميعاً على قدر من المسؤولية أمام هذه المهمة الوطنية من تاريخ شعبنا».

الشرق الأوسط: تقرير أممي يوثّق انتهاكات الحوثيين ويلوّح بمسارات تهريب الأسلحة
رجح أحدث تقرير للجنة الخبراء الأمميين التابعين لمجلس الأمن في شأن اليمن وصول أسلحة نوعية للميليشيات الحوثية خلال 2019 عبر مسار تهريب يمر بعمان والسواحل الجنوبية إلى اليمن. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن التقرير الذي أرسله الخبراء إلى مجلس الأمن يتكون من أكثر من 200 صفحة، ويتضمن رصداً لكثير من جرائم الميليشيات الحوثية خلال العام الماضي، بما في ذلك خطف النساء واعتقالهن.
والتقرير الأممي ليس هو الأول من نوعه، إذ سبق للمنظمة الدولية إصدار كثير من التقارير التي تضمنت اتهامات للميليشيات الحوثية بإعاقة حركة العمل الإنساني وفرض القيود على المنظمات الدولية وسرقة المساعدات الإنسانية.
ومن المرتقب أن يضع التقرير الأحدث المجتمع الدولي أمام الانتهاكات الأخيرة التي حدثت خلال 2019 بشأن حظر وصول الأسلحة إلى اليمن، خصوصاً الأسلحة التي يرجح أنها مقبلة من إيران عبر شبكات التهريب. وأفاد التقرير الأممي الذي تسربت منه فقرات إلى وسائل الإعلام، بأن الميليشيات الحوثية باتت تستخدم نوعاً جديداً من الطائرات المسيرة من طراز «دلتا»، إضافة إلى نموذج جديد من صواريخ كروز البرية.
ولم يعرف أن هذا التسليح كان ضمن القوات اليمنية قبل الانقلاب الحوثي، غير أن الترجيحات تشير إلى ضلوع النظام الإيراني في تزويد الجماعة الانقلابية بمختلف أنواع الأسلحة، فضلاً عن وجود عشرات الخبراء الإيرانيين ومن عناصر حزب الله اللبناني في مناطق سيطرة الجماعة للإشراف على إعادة تجميع الصواريخ واستخدامها، وفق ما تقوله الحكومة اليمنية الشرعية وتقارير دولية أخرى.
ويعتقد المحققون الدوليون أن هناك اتجاهين ظهرا العام الماضي، قد يشكلان انتهاكاً للحظر، يتمثّل الاتّجاه الأوّل في نقل قطع غيار متوافرة تجاريّاً في بلدان صناعيّة مثل محرّكات طائرات بلا طيّار، التي يتمّ تسليمها إلى الحوثيين عبر مجموعة وسطاء، في حين يتمثل الاتجاه الآخر في استمرار تسليم الحوثيين رشاشات وقنابل وصواريخ مضادّة للدبابات ومنظومات من صواريخ «كروز» أكثر تطوراً.
وأوضح الخبراء في تقريرهم أن هذه الأسلحة لديها خصائص تقنية مشابهة لأسلحة مصنوعة في إيران، حيث يبدو أن القِطَع غير العسكريّة والعسكرية - بحسب تقديرهم - أُرسلت عبر مسار تهريب يمر بسلطنة عمان والساحل الجنوبي لليمن، عبر مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، وصولاً إلى صنعاء المختطفة من قبل الجماعة منذ أواخر 2014.
وفي الوقت الذي كانت فيه الجماعة الموالية لإيران أعلنت تبني عدد من الهجمات الإرهابية على المنشآت النفطية السعودية، استبعد الخبراء الأمميون أن تكون الجماعة هي المسؤولة عن الهجمات، وهو ما يتسق مع استنتاجات سعودية في هذا الشأن أثبتتها التحقيقات الأولية، حيث أشارت إلى وقوف إيران وراء هذه الهجمات.
وكان مسؤولون يمنيون في محافظة الحديدة تحدثوا قبل أيام عن رصد أكثر من 12 زورقاً من زوارق الصيادين تحمل أسلحة وذخيرة ومعدات للميليشيات الحوثية وصلت إلى ميناء الحديدة، حيث يرجح أنها نقلت حمولتها من على متن سفن مجهولة في عرض البحر الأحمر.
واستند الخبراء إلى ما قامت به البحرية الأميركية من توقيف مركب شراعي في بحر العرب في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، يحمل صواريخ يعتقد أنها كانت في طريقها إلى الحوثيين، وأشاروا إلى أن ذلك يثبت «استمرار النقل البحري في لعب دور في الانتهاكات المحتملة للحظر المستهدف للأسلحة».
واعترفت الجماعة الحوثية علناً العام الماضي بالنظام الإيراني وقامت بتعيين ممثل لها في طهران في منصب سفير اليمن، بعد أن أرسل زعيمها الحوثي رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يعترف فيها بنظام ولاية الفقيه الذي اعتبره امتداداً لحكم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب، كما كشف عن ذلك الموقع الرسمي لخامنئي.
وتعرض التقرير الأممي الأحدث إلى انتهاكات الميليشيات الحوثية للقانون الإنساني الدولي ولحقوق الإنسان من قبيل التوقيفات والاعتقالات التعسّفية وعمليّات الإخفاء القسري وتعذيب المحتجزين.
وذكر الخبراء أنهم حدّدوا شبكة حوثيّة متورّطة بقمع النساء اللاتي يُعارضن الحوثيين، بما في ذلك استخدام العنف الجنسي، يقودها القيادي الحوثي المتحدر من صعدة والمعين مسؤولاً للمباحث الجنائية في صنعاء ويدعى سلطان زابن.
وأشار التقرير الأممي إلى استمرار الميليشيات الحوثية في تعزيز سيطرتها السياسية والعسكرية، خصوصاً من خلال أجهزنها القمعية المنتشرة، التي تشمل ما يسمى «جهاز الأمن الوقائي» ومخابرات الجماعة التي وحدتها في جهاز جديد تحت اسم «جهاز المخابرات والأمن».
ووثق التقرير الأممي الأحدث - بسب ما تسرب من فقراته - قيام الميليشيات الحوثية بقمع المعارضين القبليين والسياسيين إضافة إلى ما قامت به فرق الأمن النسائية الحوثية المعرفة بـ«كتائب الزينبيات» من أعمال الاعتقال والاحتجاز التعسفي للنساء، والنهب، والاعتداء الجنسي، والضرب، والتعذيب، وتسهيل عمليات الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية.
وأكد المحققون الأمميون أن غياب سيادة القانون والرقابة سمح بالإثراء غير المشروع لقادة الميليشيات، إضافة إلى تورط الحوثيين في حالات انتهاك تدابير تجميد الأصول عن طريق السماح بتحويل الأصول المجمدة والأموال العامة.
وأشاروا في تقريرهم إلى ما تقوم به الجماعة من سيطرة على الأموال العامة والخاصة لمصلحة الجماعة الحوثية عبر القيادي في الجماعة صالح مسفر الشاعر الذي عينته في منصب الحارس القضائي على أموال وعقارات ومنازل وشركات المعارضين للجماعة والمسؤولين في الحكومة الشرعية. 
ووثق المحققون ما قامت به الجماعة من قمع لقبائل حجور في مديرية كشر في حجة وتنكيلهم برجال القبائل في عمران وإب، وقالوا إن النساء في مناطق سيطرة الجماعة يستهدفن بشكل مباشر وغير مباشر على السواء عندما يكنّ، أو يُنظر إليهن، على أنهن تهديد لحكم الحوثيين.
وأشار الفريق الأممي إلى أنه وثق نمطاً متزايداً من قمع المرأة عبر 11 حالة من النساء اللائي تعرضن للاعتقال والاحتجاز والضرب والتعذيب أو الاعتداء الجنسي بسبب انتماءاتهن، حيث تشير اتهامات الفريق للقيادي الحوثي سلطان زابن والقيادي الآخر عبد الحكيم الخيواني المعين قائداً لمخابرات الجماعة السياسية أو مشاركتهن في أنشطة سياسية أو احتجاجات عامة.
وكانت تقارير أممية وأخرى حقوقية محلية وحكومية وثقت قيام الميليشيات الحوثية بآلاف الانتهاكات في 2019 في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها، سواء فيما يتعلق بقمع الحريات والمعارضين وخطفهم أو في تجريف الاقتصاد ونهب المؤسسات أو سرقة المساعدات الإنسانية.
وقبل نحو أسبوع، أقدم مسلحون حوثيون على نهب أكثر من 127 طناً من المساعدات الإنسانية من مستودع لبرنامج الغذاء العالمي في محافظة حجة، وتحديداً في مديرية أسلم، بحسب بيان للبرنامج الأممي.
وتتهم الحكومة اليمنية الميليشيات الحوثية بأنها احتجزت ونهبت منذ وصول لجنة المراقبين الدوليين إلى الحديدة عقب اتفاق استوكهولم في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2018 إلى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2019، نحو 440 شاحنة محملة بمساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات طبية ووقود خاص بالمستشفيات في محافظات الحديدة وإب وصنعاء.
وذكرت الاتهامات أن الجماعة نهبت مساعدات طبية خاصة بشلل الأطفال وإنفلونزا الخنازير في عدد من المحافظات وقامت ببيعها للمستشفيات الخاصة بمبالغ كبيرة، ونهبت مبلغ 600 مليون ريال (الدولار 600 ريال) تابعاً لمنظمة الصحة العالمية خاصاً بلقاحات شلل الأطفال في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
كما منعت الجماعة العام الماضي 120 موظفاً من الوصول إلى أحد مخازن برنامج الأغذية العالمي في الحديدة الذي يحتوي على 51 ألف طن من المساعدات تكفي لأكثر من 3.7 مليون شخص لأكثر من 8 أشهر، وقصفت تلك المخازن، ما أدى إلى إتلاف كمية كبيرة من تلك المساعدات، فضلاً عن احتجاز 20 موظفاً تابعين لوكالة التعاون التقني والتنمية الفرنسية (ACTED) (شريك برنامج الأغذية العالمي في محافظة حجة) ومنعتهم من تنفيذ المشاريع الإغاثية، كما منعتهم من مغادرة مديرية بني قيس بالمحافظة وصادرت جوازاتهم لأكثر من أسبوع.
وأغلقت الميليشيات - بحسب تقارير حكومية - مكاتب منظمات أممية ودولية في محافظات الضالع وذمار وإب وصنعاء، واقتحمت مخازن المنظمات في محافظات ريمة وذمار والضالع، واحتجزت فريق منظمة الصحة العالمية في مطار صنعاء وصادرت أجهزة مستلزمات خاصة بالمنظمة، كما قامت بإغلاق الطريق الواصلة بين الحديدة وصنعاء واحتجاز عدد من القوافل الإغاثية فيها.

شارك