وكالة روسية تكشف دعم تركي - قطري لميليشيات الوفاق بليبيا

الجمعة 07/فبراير/2020 - 12:39 م
طباعة وكالة روسية تكشف فاطمة عبدالغني
 
تسقط الحدود، وتذوب الرايات والانتماءات، ومن طريق الأحلام التركية، يعبر نحو ليبيا، من يعبر من مرتزقة. ووفق تقرير لوكالة الأنباء الروسية، منذ الـ24 من ديسمبر الماضي نقلت أنقرة أكثر من 1200 مرتزق سوريين إلى ليبيا، هؤلاء تلقوا تدريبات في معسكرات بالقرب من مدينة أزمير التركية ومن ثم نقلوا إلى طرابلس عبر طائرات الأجنحة الليبية والخطوط الأفريقية
وكشفت وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية خلال المعلومات والوثائق، التي حصل عليها مراسلو الوكالة، أنّ الأسلحة التي أرسلتها تركيا إلى ليبيا، اشترتها أنقرة بأموال قطر.
كما أوردت الوكالة، المعروفة بقربها من الكرملين، في تقرير لها بعنوان "تفاصيل إرسال تركيا للإرهابيين إلى ليبيا" أنّ رواتب المرتزقة الذين ترسلهم تركيا إلى ليبيا تدفعها قطر.
وكشف الوكالة إرسال أنقرة 50 مدربًا عسكريًُا إلى شركة "سادات" الأمنية التركية في طرابلس التي يملكها عدنان تانري فيردي، الذي استقال من منصب المستشار العسكري للرئيس التركي أردوغان منذ فترة قريبة، حيث تتولى الشركة جلب المرتزقة لحكومة الوفاق وتسليحهم وتدريبهم، وتمول قطر الشركة بما تحتاجه من أموال. 
وعلاوة على ذلك، يوجد بين الجنود الذين أُرسلوا 20 خبيراً عسكرياً من القوات المسلحة التركية، من الذين أبرموا عقوداً طويلة الأجل مع شركة "سادات"، بما في ذلك؛ مهندسو اتصالات، ومبرمجون، وموظفون، وأكد التقرير الروسي حصول "سادات"  على 100 معدة عسكرية بأموال قطرية. 
وفي السياق ذاته، أشار مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب في تصريحات صحفية إلى أن أكثر من ٣ آلاف مسلح من المرتزقة السوريين أرسلهم النظام التركي إلى ليبيا للقتال ضمن صفوف ميليشيات حكومة الوفاق.
وأضاف أن هؤلاء المرتزقة ينتمي كثير منهم لتنظيم داعش الإرهابي ويتواجدون في العاصمة طرابلس وبجبهتي السدادة وأبوقرين، القريبتين من مدينة مصراتة غربي البلاد.
وأشار إلى أن هؤلاء المرتزقة السورية يتم تدريبهم في الأراضي التركية، وأن من يشرف على توجيههم هم مستشارون أتراك يتواجدون في ليبيا، لافتا أيضاً إلى إصابة نحو ٤٥ مسلحا آخر من المرتزقة السوريين.
وأوضح المحجوب أن بعض هؤلاء المرتزقة يأتي لليبيا من أجل الهرب إلي أوروبا، وكشف عن أن هناك خلافات "بين الميليشيات الليبية والمرتزقة السورية".
وأكد أن الميليشياوي الليبي يتقاضى نحو ٣ آلاف دينار في حين يتقاضى المرتزق السوري نحو ١٠ آلاف من حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
وعلى الصعيد ذاته، أفادت وكالة أسوشيتد برس، بأن أكثر من 4000 مرتزق سوري، ينتمي الكثيرُ منهم لتنظيماتٍ إرهابية مثل القاعدة وداعش، أرسلهم النظامُ التركي، للقتالِ إلى جانبِ حكومِة الوفاق ضد الجيشِ الليبي. 
ونقلت الوكالةُ عن اثنين من قادةِ الفصائلِ المسلحة في ليبيا، أن المرتزقة الذين تم إرسالهم ينتمون للفصائلِ المسلحة التابعة لتركيا في شمال سوريا، والتي تضم مسلحين قاتلوا مع القاعدة وداعش وغيرِها من التنظيماِت الإرهابية، وارتكبوا جرائمَ وحشية بحق قواتِ سوريا الديمقراطية، والمدنيين السوريين.
من ناحية أخرى أكد المرصدُ السوري وجودَ عشراتِ العناصر من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، من بين حوالي 4700 مرتزق سوري في ليبيا، موضحاً أن هؤلاء الإرهابيين انضموا فيما سبق، إلى ما يسمى "الجيشُ الوطني" الذي استخدمته أنقرة لاحتلال شمال سوريا العام الماضي، مضيفا بوصول نحو 1800 مرتزق آخر إلى المعسكرات التركية تمهيدا لإرسالهم لليبيا.
وأوضح المرصد أن 64 مرتزقا سوريا من الذين وصلوا إلى ليبيا تسربوا إلى أوروبا، وأنهم ينتمون لفصائل تعرف بـ"لواء المعتصم" و"فرقة السلطان مراد" و"لواء صقور الشام" و"الحموات" و"فيلق الشام" و"سليمان شاه" و"لواء السمرقند".
 في نفس السياق، قالت اسوشيتد برس نقلاً عن مصادرها، إن الوعودَ المالية أو الحصول على الجنسية التركية، أو الرغبة بالسفر إلى أوروبا، هي الدوافعُ الرئيسية للمسلحين السوريين الذين أُرسلوا إلى ليبيا، مؤكدة أنَّ لا أحد من هؤلاء يقاتل بسببِ قناعةٍ شخصية أو أيديولوجية.
وأشارت الوكالةُ إلى أن النظامَ التركي يركز على ليبيا لتأسيس منطقةِ نفوذٍ في البحر المتوسط، ولكنه لا يريد المجازفةَ بخسائر كبيرة في صفوف قواته، لذلك يستخدم المرتزقة السوريين لدعم حكومةِ الوفاق.

شارك