سيطرة القوات السورية على "سراقب".. صفعة قوية على وجه تركيا

السبت 08/فبراير/2020 - 03:12 م
طباعة سيطرة القوات السورية أميرة الشريف
 
استعادت القوات الحكومية السورية السبت، السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية الواقعة في ريف إدلب شمال غربي سوريا، والخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن وحدات الجيش بدأت بتطهير المدينة، الواقعة شمال غرب سوريا، من الألغام والمتفجرات التي زرعتها قوات المعارضة.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري، القوات الحكومية تجوب شوارع المدينة داخل المركبات المدرعة، وجثث القتلى تملأ الشوارع.
ووفقا لما ذكره التلفزيون السوري، فقد سيطر الجيش على كامل مدينة سراقب، التي تشكل نقطة التقاء بين طريقين دوليين يربطان مناطق عدة، في محافظة إدلب.
وبث التلفزيون السوري لقطات مباشرة قال إنها من المدينة التي بدت خالية من السكان، مشيرا إلى أن "وحدات من الجيش العربي السوري تنهي تمشيط مدينة سراقب بالكامل من المفخخات والألغام".
ويعد هذا التقدم أحدث مكسب في حملة كبيرة بدأها الجيش في ديسمبر الماضي بدعم روسي، في محافظة إدلب لاستعادة آخر معقل من الفصائل المسلحة.
وأوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية أن نقاط المراقبة التركية في "نقاط خفض التصعيد ستواصل مهامها"، مشيرا إلى أن ثلاث نقاط مراقبة تركية أصبحت الآن في المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات النظام" السوري.
وفي وقت سابق، عرض التلفزيون الرسمي السوري لقطات لمجموعات من القوات الحكومية وهي تجوب الشوارع الخالية في المدينة، التي دمرتها ضربات جوية روسية وسورية مكثفة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن مصير من بقي داخل المدينة لا يزال مجهولا حتى الآن، كما لا يزال مصير عشرات المقاتلين الذين كانوا محاصرين داخل المدينة غير معلوم، مضيفا أن بعض المقاتلين تمكنوا من الخروج عبر ممرات وطرق زراعية.
وتعد سراقب المدينة الثانية بعد معرة النعمان التي يسيطر عليها الجيش السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتزامنت معركة استعادة سراقب مع إرسال تركيا تعزيزات إلى الشمال من المدينة، بعد يوم من تحذير أنقرة من مغبة استمرار القوات الحكومية السورية في عملياتها بالمحافظة.
وحذرت أنقرة من أن القوات التركية "سترد فوراً على أي اعتداء من قبل القوات الحكومية السورية على الجنود الأتراك بمناطق خفض التصعيد في سوريا".
من ناحية ثانية، واصلت قوات الحكومية السورية محاولات تقدمها في ريف إدلب الشرقي بمحاذاة الطريق الدولي المعروف باسم "إم 4" انطلاقا من مواقعها شمال مدينة سراقب، وفقا لما ذكرته مصادرنا.
ووفق سكاي نيوز فإن القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي روسي وميليشيات إيرانية، اخترقت الحدود الإدارية لمحافظة حلب.
وأشارت المصادر إلى أن ذلك يأتي بعد سيطرتها على بلدات محاريم وآجاز وخواري ومكحلة وتل التباريز، التي تقع على الحدود الإدارية لمحافظتي إدلب شرقا وحلب جنوبا، وذلك بهدف التقدم والسيطرة على الطريق الدولي بين سراقب وبلدة الزربة في ريف حلب الجنوبي، المقدر بحوالي 30 كيلومترا.
وتحظى مدينة سراقب بأهمية إستراتيجية، وهي تقع عند تقاطع طريقين رئيسيين تسعى القوات القوات السورية لتطهيرها ضمن حملة لاستعادة محافظة إدلب، آخر معقل للمعارضة في الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أعوام.
تقع مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي على الطريق الرابط بين العاصمة دمشق ومدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري، كما تشكل عقدة مواصلات بين أطراف ريف إدلب.
اعتمدت المدينة قبل الثورة السورية بدرجة رئيسية على الأنشطة الزراعية والتجارية، وساهم في ذلك موقعها الجغرافي ووقوعها على الطريق الدولي الرابط بين دمشق وحلب، وظلت عبر العصور السابقة محطة لعبور القوافل التجارية العابرة إلى أنحاء سوريا والمنطقة العربية.
كما ساهم قربها من بعض الموانئ البحرية والمطارات -كميناء اللاذقية ومطار حلب- في تطوير النشاطات الصناعية فيها وتعزيزها.
غير أن المكانة الاقتصادية للمدينة تراجعت خلال السنوات الماضية بحكم الأوضاع العسكرية والأمنية والسياسية المتدهورة التي تعيشها، كباقي المدن السورية منذ اندلاع الثورة ومواجهتها بعنف من قبل قوات النظام وحلفائه.
كانت سراقب من أولى مدن إدلب وسوريا عموما التحاقا بركب الثورة، وكان أول تجمع تشهده المدينة في 25 مارس 2011، حين تجمع عشرات الشبان بعد صلاة الجمعة فيما عرف حينها بـ"جمعة العزة" هاتفين بشعارات منها "ما ظل خوف بعد اليوم".
وعرفت المدينة -وفق باحثين- بأنها من أكثر المدن السورية انخراطا في الثورة، سواء كان ذلك في مرحلة الاحتجاجات السلمية أم في مرحلة الثورة المسلحة.
وفي يناير 2017 سيطرت عليها حركة أحرار الشام، قبل أن يستعيد تحالف مكون من جبهة فتح الشام وفصائل أخرى السيطرة على المدينة من جديد.
وتعرضت سراقب لقصف متكرر من قبل، ومنذ أواخر يناير 2018 تتعرض المدينة لحملة عسكرية كثيفة.

شارك