أكدت صحيفة "آراب ويكلي" البريطانية، أن الحرب في ليبيا مشتعلة بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، لافتة إلى أن خسائر المتمردين السوريين الموالين لتركيا كانت كثيرة للغاية، خلال الأشهر الماضية حتى أصبحوا عاجزين عن الصمود أمام الجيش الوطني.

ووصفت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأحد التدخل التركي في ليبيا بـ"التدخل الأكثر غرابة في هذه الحرب"، مضيفة أنه مع تلقي حكومة الوفاق الهزائم المتتالية دفع تركيا لإرسال المزيد من المرتزقة السوريين إلى البلاد لمواجهة الجيش الوطني الذي من المتوقع أن يسيطر على العاصمة طرابلس في وقت قريب.

وأوضح التقرير أن السوريين الذين يقاتلون مع فرق السلطان مراد والمعتصم أكدوا وجودهم في ليبيا، في مقاطع الفيديو التي تم نشرها عبر الإنترنت، مشيرًا إلى  أن خسارة أردوغان في سوريا وحصار مقاتليه دفعهم للهروب إلى ليبيا للبحث عن مكاسب في مكان آخر.

ونوهت الصحيفة أن هناك أسباب أخرى وعلى رأسها الرواتب الشهرية، ففي حين أن رواتب المقاتلين في الوحدات المتحالفة مع تركيا في شمال سوريا تقترب من 50 دولارًا شهريًا، فإن الذين يسافرون إلى ليبيا يحصلون على رواتب أفضل بكثير، والتي تصل أحيانا الى 2000 دولار شهريا.

ومن جانبها قالت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية أن تدخلات تركيا، تزيد من تعقد أوضاع الأزمة الليبية، والتي ستحدث أضرار بالغة بأمن أوروبا، عبر زيادة تدفق المهاجرين إليها.

وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن الوضع الليبي يتطلب مواقف حاسمة من المجتمع الدولي ضد تجاوزات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعدم التزامه بما تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر برلين من احترام حظر الأسلحة، ووقف إطلاق النار واستعادة مؤسسات الدولة الليبية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال أقل من أسبوع من مؤتمر برلين، انتهكت تركيا حظر تصدير السلاح.

واستشهدت الصحيفة بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي قال فيها: "رصدنا سفناً تركية، تحمل مرتزقة سوريين متجهة إلى ليبيا".

التقارير الصحفية تأتي بالتزامن مع إعلان مصادر عسكرية بأن القوات المسلحة العربية الليبية دمرت عددا من الآليات عسكرية للمليشيات التابعة لفائز السراج في محور عين زارة بالعاصمة طرابلس.

وقالت المصادر إن المليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين الموالين لفائز السراج حاولوا التقدم في منطقة عين زارة بالعاصمة، إلا أن قوات الجيش الوطني الليبي أحبطت محاولاتهم.

وأوضحت المصادر أن "العملية الفاشلة" نتج عنها تدمير سبعة آليات للمليشيات والمرتزقة السوريين الموالين السراج في محور عين زارة.

جدير بالذكر أن محاولات مماثلة لـ"مليشيات مصراتة فشلت أيضا في التقدم بمنطقة "أبو قرين"، بعدما أوقفها طيران سلاح الجو الليبي، إذ استهدفت نقاط تجمع لعناصر المليشيات المسلحة في منطقة "أبو قرين" جنوب شرقي مدينة مصراتة.

حيث أفادت مصادر خاصة أن ضربات سلاح الجو الليبي أمس السبت تجاه المليشيات كانت دقيقة وناجحة جدا على الأرض، لكنها لم تفصح عن مدى خسائر العدو في الوقت الحالي.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر بسماع دوي انفجارات نتيجة ضربات جوية في مناطق "زمزم ووداي بي" وهي مناطق تسيطر عليها الميليشيات المسلحة وتمارس فيها خرقا للهدنة الملتزم بها قوات الجيش الليبي.

وأشارت المصادر إلى أن ميليشيات مصراتة تواصل حشد عناصرها على تخوم تلك المناطق استعدادا لمهاجمة قوات الجيش الوطني.