الغاز والذهب.. لعبة قطر الخطيرة في موزمبيق

الإثنين 10/فبراير/2020 - 01:41 م
طباعة الغاز والذهب..  لعبة علي رجب
 

أينما تتواجد قطر وتنظيم الإخوان، إلا ويطل الارهاب بدمويته في المناطق التي تستهدفها  الدوحة وجماعة حسن البنا، ومؤخرا استهدف تنظيم داعش الارهابي، موزمبيق مؤخرا بسلسلة هجمات إرهابية منذ اعلان تدشين فرعه في الدولة الافريقية الغنية بالثروات المعدنية، في  يونيو 2018، عن تدشين خلية جديدة تابعة له في دولة موزمبيق، عبر نشره صورًا لأعضاء الخلية على قنوات «التليجرام» التابعة له.

 

داعش في موزبيق

وأخر هجمات التنظيم الارهابي كانت الجمعة 7 فبراير 2020، حيث فر الناس من اقليم كابو ديلجادو بشمال بعد هجوم دموعي لداعش تم خلالها  قطع رؤوس وخطف جماعي وإحراق قرى وتسويتها بالأرض.

وقال وسائل إعلامية دولية، إنها هجماتها في إقليم كابو ديلجادو، ذو الغالبية المسلمة والغني بالنفط والغاز أودى بحياة المئات منذ أن اندلعت شرارته عام 2017.

وفي يونيو 2019 قتل أكثر من 200 شخص، خصوصاً بالسواطير أو حرقاً في هجمات على قرى وكمائن على الطرقات».

وقال أندريه ماهيسيتش المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن القرويين النازحين تحدثوا عن أعمال قتلوبتر أعضاء وتعذيب وتدمير محاصيل.

وأضاف في مؤتمر صحفي في جنيف “إنهم يتحدثون عن تعرض الرجال علىوجه الخصوص للاستهداف وقطع الرؤوس، وتقارير كثيرة للغاية عن نساءوأطفال… يتم اختطافهم أو يختفون”.

ويبدو أن بعض المهاجمين قطاع طرق. وأضاف ماهيسيتش “لكن هناكأيضا العنصر الخاص ببعض الجماعات التي تحركها أيديولوجية أو أفكارأخرى. إنهم أشرار للغاية… في نشر الرعب في هذا الجزء منموزامبيق”.

وأطلق المتشددون على أنفسهم اسم “أهل السنة والجماعة” عندما بدأوا شن الهجمات عام 2017، وتشير التقديرات إلى أن عدد عناصر التنظيم تصل لنحو 1500 عنصر، يعملون في خلايا صغيرة على طول الساحل الشمالي في موزمبيق. واتضح أن المجموعة عملت على تجنيد عناصر آخرين في مناطق أخرى في البلاد.

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن بعض الهجمات في الآونة الأخيرة عبر منافذه الإعلامية، لكن لم يرد تأكيد من جهة مستقلة لوجود رابط بين التنظيم والمتشددين.

وبحسب موقع مجموعة "سايت" الذي يرصد مواقع الجماعات المسلحة، نشر "داعش" مساء الجمعة بيانا يؤكد مسؤوليته عن الهجمات في الاقليم الغني بالنفط والغاز.

وبدأ تنظم داش الارهابي منذ أكتوبر عام 2017، استهداف القرى المعزولة في كابو ديلاغو، حيث أدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 250 شخصا، وأجبر الآلاف على مغادرة منازلهم، رغم الحضور القوي للشرطة والجيش في هذه المنطقة الحدودية مع تنزانيا.

 

 

غاز موزبيق والدور القطري:

وأعلنت موزمبيق موخراً اكتشافها الضخم من المواد النفطية " الغاز الطبيعي " بالقرب من سواحلها والتي تستطيع من خلاله أنتاج 30 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي، والذي تحدث عنه الخبراء الدوليين قائلين أن موزمبيق سوف تمتلك أكبر مشروعات الغاز على مستوي العالم بحلول عام 2022.

وتعمل شركتي إكسون موبيل وتوتال في مشروعات ضخمة للغاز الطبيعي المسال من الممكن أن تحدث تحولا في الاقتصاد، بدولة الافريقية.

كذلك يتنشط في الاقليم  صناعة تعدين الجواهرن حيث تمتلك موزمبيق أكبر رواسب الياقوت الأزرق الوردي في العالم. وتمتلك شركة “غيم فيلدز” البريطانية امتيازًا في هذا البلد الذي يحظى بـ40% من الصادرات العالمية من الياقوت.

 

 

 

قطر والارهاب في شرق افريقيا

تصاعد وتيرة هجمات داعش جاءت مع توقيع شركة قطر للبترول، في مارس  2019 صفقة لتنقيب عن الغاز في موزامبيق.

ووقعت شركة قطر للبترول اتفاقية مع شركة "إيني" الإيطالية تستحوذ بموجبها على 25,5 في المئة من امتياز الاستكشاف في المنطقة التي تحمل اسم كودي هو (A5A) في حوض أنغوشي البحري في موزامبيق، بحسب الموقع الرسمي للشركة.

وتبلغ مساحة المنطقة التي حصلت  قطر على حق المشاركة في استكشاف ثرواتها حوالي 5133 كيلومترا مربعا وتقع في مياه يتراوح عمقها بين 300 و1800 متر.

كذلك في نوفمبر 2012 بدأت الخطوط الجوية القطرية  تسيير رحلات منتظمة إلى الموزمبيق– وجهتها التاسعة عشرة في القارة الإفريقية وعاشر وجهة جديدة تدشنها هذا العام.

وتسيّر القطرية ثلاث رحلات أسبوعياً إلى العاصمة الموزمبيقية مابوتو الغنية بالموارد الطبيعية والفرص التجارية.

وهناك دلائل على أن قطر لديها علاقة بالجماعات الارهابية في موزبيق، وانتقال  مقاتلين أجانب، تلقوا تدريبات عسكرية في الصومال وخاصة في معسكرات حركة الشباب إلى موزبيق.

ويرى محللون أن المجموعة على اتصال وثيق بتنظيم الشباب في الصومال، وبشبكات جهادية في شرق إفريقيا.

ولفتت مجلة «فاينانشال أفريك» الفرنسية،إلى النشاط الدبلوماسي الكثيف بين أمير قطر تميم بن حمد ورئيس اتحاد دول شرق إفريقيا رئيس رواندا بول كاغامى، الذي يضم 16 دولة وهي: «ملاوي، وموزمبيق، وأنجولا، وليسوتو وجزر القمر، وجنوب أفريقيا، وموريشيوس، ومدغشقر، وسيشيل، وناميبيا والكونغو الديمقراطية، وإسواتيني، وبوتسوانا، وزامبيا، وزيمبابوي، وتنزانيا»، وتشكل رابع أكبر قوة اقتصادية في إفريقيا، حيث يقدر صندوق النقد الدولي الناتج المحلي الإجمالي المستقبلي لهذا الاتحاد بنحو 131 مليوناً و772 ألف دولار، فيما ترى قطر أن هذا الاتحاد فرصة جيدة ومغرية يجب استغلالها لبسط نفوذها على هذه المنطقة.

ونوهت المجلة الفرنسية بأن قطر تستغل الأحداث الجارية في البلدان الإفريقية لنشر الفوضى والإرهاب فيها، من أجل التوغل فيها بزعم تنميتها وإعادة الاستقرار إليها.

وكانت تقارير سابقة أشارت إلى ضلوع الدوحة في تمويل الجماعات الإرهابية في شرق افريقيا خاصة في الصومال وكينيا وتنزانيا.

وقالت تقارير لوزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيَّة، ومراكز ومعاهد دراسات وأبحاث: إن قطر تُعَد أكبر دولة تمول الجماعات المتطرفة والإرهابيَّة في منطقة القرن الأفريقي.

كما ذكرت مؤسسة «دعم الديمقراطية» الأمريكية -في تقرير سابق لها، بعنوان «قطر وتمويل الإرهاب»- أن قيادات من تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية، وحركة الشباب الصوماليَّة، تلقُّوا دعمًا من رجال أعمال، وشيوخ قطريين، مقيمين في إمارة قطر.

ويؤكد التقرير أن حركة الشباب الصوماليَّة المتطرفة، تلقَّت تمويلًا من رجل الأعمال القطري المطلوب دوليًّا عبدالرحمن النعيمي، بمبلغ 250 ألف دولار، وأن هناك علاقة قوية كانت تربط «النعيمي» بزعيم الحركة حسن عويس، المُحتجَز حاليًا لدى السلطات الصوماليَّة.

ومن جهة أخرى أشارت وثائق مسربة نُشِرت على موقع «ويكيليكس»، أن السفيرة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة سوزان رايس، طلبت من تركيا -في العام 2009- الضغط على قطر؛ لوقف تمويل حركة الشباب الإرهابيَّة.

وقالت «رايس» حسب الوثيقة: إن التمويل القطري لحركة الشباب الإرهابيَّة، كان يتم عبْرَ تحويل الأموال إلى الصومال عن طريق إريتريا.

ويُعَد تمويل قطر لحركة الشباب الإرهابيَّة، التي شنَّت عدة هجمات خارج حدود الصومال، مثالًا واحدًا على التحديات التي يمثلها تمويل النظام القطري للإرهاب، وتحول هذا الأمر إلى أزمة دوليَّة ملحة.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، في مذكرة لها أعدتها في العام 2009: إن المسؤولين الأمريكيين، يشكون منذ أيام الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (الأمير القطري السابق)، من عدم تعاون قطر في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، كما وصفت في التقرير ذاته تعاون قطر في مجال مكافحة الإرهاب بـ«الأسوأ في المنطقة».

ويرى مرتقبون  أن تشهد الصومال وموزمبيق، وربما كينيا، اتفاع فغي العمليات الارهابية، مع زيادة المشاريع الجديدة التي تقدمها مؤسسة قطر الخيرية، وجمعية الشيخ عيد آل ثاني الخيرية في شرق أفريقيا، وهي الجمعيات المصنفة على قوائم الارهابي  لدول التحالف الرباعي (مصر- السعودية-الامارات-البحرين).

ولفت المراقبون أن قطر تلجا للارهاب في السيطرة وسرقة ونهب اموال الشعوب ، واستخدام الميليشيات كورقة لتهديد الدولة الوطنية.

شارك