مراقبة المرتزقة وحظر بيع السلاح إلي ليبيا.. صفعة قوية على وجه أردوغان

الثلاثاء 11/فبراير/2020 - 02:52 م
طباعة مراقبة المرتزقة وحظر أميرة الشريف
 
تبادل الجيش السوري والقوات التركية، الثلاثاء 11 فبراير الجاري، إطلاق النار قرب مواقع مراقبة تركية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بينما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن دمشق ستدفع ثمنا "غاليا جدا" إذا شنت أي هجوم جديد ضد قواته.
ووفق سكاي نيوز قالت مصادر ميدانية إن رتلا عسكريا جديدا للجيش التركي دخل من معبر كفرلوسين باتجاه عمق المحافظة، ويضم الرتل ما يقرب من 60 آلية (10 دبابات، 8 ناقلات جند، 28 مدرعة، 10 شاحنات، 3 جرافات.
يأتي ذلك في وقت بدء اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة بين كل من الجيش الوطني الليبي، وحكومة السراج الإخوانية المدعومة من تركيا، بعد أن تم الاتفاق على تشكيل هذه اللجنة برعاية الأمم المتحدة بتمثيل (5+5) بمؤتمر برلين مطلع يناير الماضي.
وحين عقد مؤتمر برلين، تعهد زعماء روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في قمة في برلين، بوقف التدخل في ليبيا واحترام حظر إرسال الأسلحة إليها، إلا أن رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، كعادته خالف ما تم التعهد به، ليستمر في إرسال مرتزقته من المعارضة السورية المسلحة والجماعات الإرهابية إلى ليبيا، وقد كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع عدد المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى العاصمة الليبية طرابلس، ليصل إلى نحو 4700، في حين بلغ عدد المرتزقة الذي وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب نحو 1800.
ورغم إرسال أردوغان المرتزقة إلى ليبيا وتحديدا مصراتة و طرابلس، إلا أن الجيش الوطني الليبي لازال يسيطر على تمركزاته ونجاحاته على الأرض التي حققها منذ مطلع إبريل الماضي، وقد استهدف الطيران الحربي، التابع للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر تجمعات تابعة لميليشيات مصراتة، الداعمة لحكومة الوفاق ، التي يترأسها، فايز السراج، وذلك في منطقة أبو قرين جنوب مدينة مصراتة.
في سياق متصل، قام مطار معيتيقة الدولي، الذي يعد قبلة المرتزقة السوريين القادمين من تركيا، بتركيب أجهزة تفتيش أمني جديدة بالبوابات الرئيسية لمحطة الركاب، ومنطقة تفتيش الحقائب المحمولة.
وتعمل إدارة المطار على تنفيذ تركيب أجهزة العفش بمنطقة الوصول؛ لتعزيز الإجراءات الأمنية المتبعة بالمطار، وذلك بالرغم من أن المطار يستقبل يوميا الرحلات التي تقل مرتزقة أردوغان القادمين بكامل أسلحتهم وعتادهم.
وتشير تقارير إلى تورط الخطوط الأفريقية في استغلال طائرات الشركة القابضة المملوكة للشعب الليبي في نقل المرتزقة السوريين إلى مطار معيتيقة، وجاء ذلك عقب نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان مقطعا مرئيا يظهر عشرات المرتزقة السوريين على متن إحدى الطائرات المدنية في رحلة من تركيا إلى ليبيا.
وفي منتصف يناير الماضي أكدت مصادر أن رئيس حكومة الوفاق فائز السراج وضع قبل فترة عددا من المسؤولين على رأس شركة الخطوط الأفريقية لمساعدته في أغراضه ونقل وتهريب من يحتاجهم من وإلى تركيا.
ويسلك المرتزقة طريقا يبدأ من مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، باتجاه معبر حور كلس العسكري، ومنه إلى مطار غازي عينتاب وبعدها إلى الأراضي الليبية عبر طائرة مدنية.
ويتبع أردوغان، سياسة خاصة في نشر الفوضى بالمنطقة العربية، حيث تقوم تلك الخطة على عدم المجازفة بالجنود الأتراك، تفاديا للضغوط الداخلية عليه في تركيا، لذلك فهو يعتمد في سياسته بالتدخل في ليبيا، على إرسال المرتزقة والإرهابيين في ليبيا، وذلك حسبما ورد في تقرير عرضته قناة "مداد نيوز" السعودية، على موقع "يوتيوب".
وأوضح التقرير، أن مصادر بالأمم المتحدة، ذكرت أنه جرى نشر 3 آلاف مسلح سوري، في المناطق التابعة لحكومة فايز السراج غربي ليبيا، فضلًا عن نقل طيران عسكري تركي، مقاتلين سوريين من غازي عنتاب "على الحدود السورية التركية" إلى إسطنبول، ومن ثم إلى ليبيا، وأن فريق خبراء لجنة عقوبات مجلس الأمن المعنية في ليبيا، يبدأ التحقيق في الاتهامات الموجهة لتركيا، بنقل مقاتلين أجانب من سوريا إلى ليبيا.
في هذا السياق، بدأ الاتحاد الأوروبي، اليوم ، مهمة بحرية تهدف إلى فرض الحظر الأممي على بيع الأسلحة إلى ليبيا، يمكن أن تتجنب مسارات الهجرة عبر البحر المتوسط.
ووفق صحيفة دي فيلت الألمانية ، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خوسيب بوريل، إن الاتحاد الأوروبي، يتعهد ببذل قصارى جهده لمنع دخول الأسلحة إلى ليبيا، لكن الدول الأعضاء لا توافق على استئناف الدوريات البحرية في إطار مهمة العملية صوفيا الحالية التي تقوم أيضا بانتشال المهاجرين من البحر.
وأضاف بوريل أنه من وجهة نظري، يمكن نشر السفن (التي تنفذ حظر السلاح) في أعالي البحر بعيداً عن المسار الذي يستخدمه الأشخاص في الخروج من ليبيا، مشيرا إلى أنه يمكن نشر السفن في شرق البحر المتوسط”، مشيرًا إلى أن “ذلك هو المسار الذي تصل الأسلحة منه.
 وفي الوقت نفسه، قال بوريل إن وجود الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط لم يكن عامل جذب يشجع المزيد من المهاجرين على الدخول من خلال معبر بحري خطير، مشيراً إلى أن “مثل هذه المخاوف لا تدعمها الحقائق، موضحا أن مهمة الاتحاد الأوروبي- التي يمكن إطلاق اسم آخر عليها – يجب أن تفعل المزيد لا أن يقتصر دورها فقط على مجرد مراقبة المسارات البحرية.
 ودعا بوريل الأوروبيين إلى تعزيز انخراطهم في منطقة الساحل الأفريقي، حيث تقود فرنسا عمليات لمكافحة الإرهاب هناك. وقد رفضت ألمانيا على وجه التحديد وفي عدة مناسبات، المساهمة بقوات خاصة.

شارك