تهديدات أردوغان بضرب قوات النظام السوري في أي مكان ويتهم روسيا بـ "ارتكاب مجازر"

الأربعاء 12/فبراير/2020 - 12:37 م
طباعة تهديدات أردوغان بضرب حسام الحداد
 
بعد أن اقتربت قوات النظام السوري أمس الثلاثاء 11 فبراير 2020، من السيطرة على الطريق الدولي حلب- دمشق ولم يبق أمامها سوى كيلومترين فقط لاستعادته كاملاً إثر تقدم جديد حققته في شمال غرب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء 12 فبراير 2020، بتهديد المجتمع الدولي بأن قواته ستضرب عناصر النظام السوري في أي مكان بشمال سوريا إذا أُصيب أي جندي تركي آخر وإنها قد تستخدم القوة الجوية، متهماً الجيش الروسي بـ "ارتكاب مجازر" مع القوات السورية في إدلب.
وحسب ما نشرته "الاندبندنت" من أن أردوغان قال في كلمة أمام كتلة حزبه الحاكم في البرلمان في أنقرة "أعلن أننا سنضرب قوات النظام في كل مكان اعتباراً من الآن بغضّ النظر عن اتفاقية سوتشي، في حال إلحاق أدنى أذى بجنودنا ومواقع المراقبة التابعة لنا أو في أي مكان آخر"، مضيفاً أن "النظام والقوات الروسية التي تدعمه يهاجمون المدنيين من دون توقف ويرتكبون مجازر".
وقال الرئيس التركي إن جنوده عازمون على طرد قوات الحكومة السورية إلى ما وراء مواقع المراقبة التركية في إدلب (شمال غربي سوريا) مع نهاية فبراير (شباط) الحالي. وأضاف "سنقوم بكل ما يلزم على الأرض وفي الجو من دون تردد".
في المقابل، قال الكرملين اليوم الأربعاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش مع نظيره التركي في اتصال هاتفي اليوم الأربعاء الصراع المتصاعد في محافظة إدلب السورية. وأضاف في بيان مقتضب بشأن الاتصال أن بوتين وأردوغان اتفقا على أهمية تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية بخصوص سوريا، وكذلك ضرورة مواصلة الاتصالات بين بلديهما بشأن سوريا من خلال الوكالات المعنية.
وعبّر بوتين وأردوغان عن رغبتهما في"التطبيق الكامل" لاتفاقات خفض التصعيد التي توصل بلداهما إليها في سوريا بحسب بيان الكرملين.
وتطرق الرئيسان بشكل خاص إلى المنطقة المنزوعة السلاح التي أُقيمت في إدلب، حيث تواجهت القوات التركية والسورية في الأيام الماضية.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن "ألمانيا قدمت 40 مليون يورو لدعم خططنا لتوطين اللاجئين السوريين في إدلب".
 وكانت أنقرة وجهت إنذاراً جديداً الثلاثاء إلى دمشق في حال شنّت هجوماً آخر ضد قواتها المنتشرة في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، حيث قُتل طياران سوريان جراء إسقاط مروحيتهما في حادث نسبه المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى القوات التركية.
وبدأت قوات النظام في ديسمبر الماضي، بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً، ما دفع بنحو 700 ألف شخص للنزوح عنها. كما أسفر عن سقوط مئات القتلى، آخرهم 12 مدنياً الثلاثاء.
وحققت قوات النظام الثلاثاء هدفاً طال انتظاره بسيطرتها، للمرة الأولى منذ العام 2012، على كامل طريق حلب - دمشق الدولي.
وبعد أسابيع من القصف والمعارك، تشهد المنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي توتراً ميدانياً قلّ مثيله بين أنقرة ودمشق تخللته مواجهات أوقعت قتلى بين الطرفين، كان آخرها الاثنين.
وأرسلت تركيا أخيراً تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة تتألف من مئات الآليات العسكرية، دخل القسم الأكبر منها بعد تبادل لإطلاق النار قبل أسبوع بين القوات التركية والسورية خلّف أكثر من 20 قتيلاً من الطرفين، بينهم ثمانية أتراك.
من جهة أخرى، شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء على وقوف بلاده إلى جانب تركيا. وقال في تغريدة "يجب أن تتوقف الاعتداءات المستمرة لنظام الأسد وروسيا"، مشيراً إلى أنه أرسل موفداً إلى أنقرة "لتنسيق الخطوات للرد على الاعتداء المخل بالاستقرار".
ووصل مساء الثلاثاء الموفد الأميركي الخاص المكلّف الملف السوري جيمس جيفري إلى أنقرة حيث سيجري الأربعاء محادثات. وأكد جيفري لدى وصوله أن الولايات المتحدة تريد دعم تركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي "بأكبر قدر ممكن".

شارك