بين التجنيد والاختطاف والقتل.. سدس أطفال العالم يعيشون في مناطق النزاعات

الجمعة 14/فبراير/2020 - 01:42 م
طباعة بين التجنيد والاختطاف أميرة الشريف
 
مع الأوضاع التي تشهدها المنطقة والنزاعات والحروب المستمرة في بعض الدول، مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن، يعيش الأطفال أسوأ مراحلهم في ظل ضياع الحلم الذي يعيشون من أجله في توفير حياة هادئة بعيدة عن النزاعات والصراعات في دولهم ولكن هؤلاء الأطفال أصبحوا يدفعون ثمن صراعات وحروب داخلية ليس لهم ذنب فيها علي الإطلاق، وكشفت دراسة أعدتها منظمة أنقذوا الأطفال ، أن 415 مليون طفل يعيشون معاناة في مناطق النزاعات حول العالم، وهو ما يعادل سدس أطفال العالم عام 2018 بزيادة ملحوظة مقارنة مع السنة التي سبقتها، ما يشكل تحديا حقيقيا للمنظمات الإنسانية وللضمير العالمي.
وتحت عنوان "الحرب ضد الأطفال" لمنظمة "سيف ذي تشيلدرن" "أنقذوا الأطفال" دراسة بمناسبة مؤتمر ميونيخ الأمني الذي يبدأ اليوم الجمعة 14 فبراير 2020، وأوضحت الدراسة أن عدد الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاعات تضاعف منذ عام 1995، مضيفة أن هناك 415 مليون طفل في مناطق النزاعات، يمثلون 17% من أطفال العالم.
وأشارت إلى أن هؤلاء الأطفال لا يحصلون على مساعدات إنسانية، ويتعرضون لمختلف أشكال الانتهاكات، من اغتصاب واعتداءات بدنية، لافتة إلى أن بعض الجماعات المسلحة تجند الأطفال وتعرضهم لأخطار كبيرة.
واعتادت الجماعات الإرهابية في مختلف الدول منها بوكوحرام وداعش والحوثيون علي تجنيد واستقطاب الأطفال وتدريبهم علي التسليح والإرهاب، ما أدي إلي ضياع مستقبل الأطفال علي يد الجماعات الإرهابية.
الدراسة كشف أن عدد الفتيات أقل نسبيا من الفتيان مقارنة بعام 2017، حيث كان كل طفل خامس (420 مليون) يعيشون في تلك المناطق. كما أن نسبة هؤلاء الأطفال ارتفعت منذ عام 2010 بنسبة 37 في المائة.
ووفقًا للدراسة ، فإن أكثر عشر دول تعرض فيها الأطفال للخطر في عام 2018 كانت أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والعراق واليمن ومالي ونيجيريا والصومال وجنوب السودان وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى، بعد ذلك، يعيش كل طفل من أربعة في إفريقيا في منطقة أزمة 170 مليون.
وقُتل أو أصيب حوالي 12125 طفلًا في مناطق النزاع أكثر من عام 2017، وفق الدراسة، فيما اختطفت الجماعات المسلحة حوالي 2500 طفل، 80 في المئة منهم من الذكور. 
وقتل أو شوٍه 44 في المئة من الصبية و17 في المئة من الفتيات، فيما لم يتم التمكن من تسجيل جنس 39 في المئة المتبقية.
وسجلت الدراسة نسبة أكبر لحالات اغتصاب الفتيات أو إجبارهن على الزواج المبكر، إضافة إلى 87 في المئة من حالات العنف الجنسي التي تشمل الفتيات بشكل خاص في عام 2018. 
ووثقت المنظمة حوالي 7000 مجند قسري بين عامي 2005 و2018، فيما أُجبر حوالي 65000 طفل على المشاركة في النزاعات المسلحة.
 وانتقدت المنظمة "الرفض المنهجي" لتقديم المساعدات الإنسانية للأطفال في مناطق النزاعات، مؤكدة أن العالم يراقب تنامي العنف الشديد ضد الأطفال.
 وقالت سوزانا كروغر، الرئيسة التنفيذية للمنظمة "سيستمر التدمير الذي لا معنى له لحياة الأطفال، ما لم تعمل جميع الحكومات والأطراف المتحاربة الآن على دعم بلورة معايير وقواعد دولية  تضمن محاسبة مرتكبي الجرائم في حق الأطفال.
ويعانى المجتمع الدولي من ظاهرة تجنيد الأطفال التي تتزايد مع تزايد النزاعات المسلحة، لِما لها من خطورة ليست على الأطفال أنفسهم فقط، بل تتجاوز ذلك لتنال تهديد السلم والأمن الدوليين، كما أنها برزت في الفترة الأخيرة مع تزايد النزاعات الداخلية، والحرب على الإرهاب، لتمثل تحدٍ كبير بالنسبة للدول والعديد من المنظمات الدولية والجهود الدولية، وفق تقارير دولية.
ووفق تقارير دولية، تبقي مشكلة تجنيد الأطفال من أكثر المشاكل التي تواجه حقوق الأطفال، ومثار قلق للمجتمع الدولي، وتم وضع برتوكول اختياري في 25 مايو 2000 سميَ البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة وأُقر في وثيقة الأمم المتحدة A/RES/54/263، والذي يتضح من عنوانه أنه جاء ليحد من استخدام الأطفال في القوات المسلحة و ساحات المعارك.

شارك