صحيفة أمريكية: حان الوقت لإنهاء كابوس الاستبداد الوحشي في إيران

الجمعة 14/فبراير/2020 - 02:07 م
طباعة صحيفة أمريكية: حان فاطمة عبدالغني
 
كتب سام فديس المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي أيه"، مقال في صحفية واشنطن تايمز الأربعاء 12 فبراير، يكشف فيه الوجه الحقيقي لنظام المالي ويطالب بوضع نهاية لكابوس النظام الاستبدادي الوحشي في إيران. 
وقال فديس في مقاله "في عام 1979، انطلق الطلاب الإيرانيون بمسيرة في شوارع واشنطن العاصمة، وانضموا إليها أمريكيون متعاطفون معهم، وانتقدوا "القمع" في وطنهم وهتفوا "الموت للشاه".
بعد فترة وجيزة، عندما تخلى الرئيس جيمي كارتر عن حليف أمريكا القديم، عاد خميني من باريس وبدأ فرض فترة ظلامية في تاريخ إيران.
وينتقد كاتب المقال السياسيون الغربيون الذين يحاولون إقناع أنفسهم بأن الثيوقراطية المجنونة في طهران تمثل الشعب الإيراني، لكن ذلك لا يجعلها حقيقة.
فالنظام الإيراني هو حكم استبدادي وحشي من العصور الوسطى، واستطاع البقاء في السلطة من خلال استخدام القمع الوحشي الذي لا يمكن تخيله.
ويلفت المقال إلى أساليب القمع الوحشية لنظام الملالي داخل إيران فإجمالي عدد الأشخاص الذين يتم إعدامهم كل عام في إيران يتجاوز العدد في أي دولة أخرى على هذا الكوكب. ومن بينها الصين التي يبلغ عدد سكانها 17 ضعف عدد سكان إيران. فنظام المالي ينفذ عقوبة الإعدام على الجرائم غير العنيفة. ووفقًا لقانون العقوبات الإيراني، يمكن إعدام فتيات لا تتجاوز أعمارهن 9 أعوام وأطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 عامًا.
علاوة على ذلك، وفق النظام القضائي لإيران يمكن الحكم على الأفراد بالإعدام بتهم غامضة مثل "شن حرب ضد الله" أو انتقاد المرشد الأعلى الإيراني، ولا يتم الاكتفاء بالإعدام الذي يشمل أساليب عديدة مثل الشنق والرمي بالرصاص والصلب والرجم، وغالباً ما يتم جلد الأفراد قبل إعدامهم لكي يقدروا خطورة جرائمهم.
وبحسب المقال، وضعت طهران مؤخراً تشريعاً يسمح ببيع أعضاء السجناء الذين يتم إعدامهم، ويستطيع المشترون طلب الأعضاء الجديدة سلفاً واستلامها فوراً بعد تنفيذ عمليات الإعدام.
بيد أن استخدام القوة المميتة من قِبل النظام لا يقتصر على عمليات الإعدام التي يقرها القضاء. فخلال الاحتجاجات الأخيرة التي هزت إيران، تم إطلاق النار على المتظاهرين المسالمين في رأسهم من قبل قناصة الحرس المتمركزين على أسطح المنازل القريبة. عندما سئل وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني-فضلي، عن هذه الممارسة، أجاب "لقد أطلقنا عليهم النار في كل من الرأس والساقين، وليس الرأس فقط. نحن استهدفنا أيضا الساقين. "
كما أن استخدام القوة ضد المحتجين تم تبنيه استجابة لأوامر المرشد الأعلى علي خامنئي. الذي قال: ”الجمهورية الإسلامية في خطر. افعلوا كل ما يتطلبه الأمر لإنهائه“.
ويصف كاتب المقال الأشخاص الذين قُتلوا على أيدي نظام الملالي بأنهم ربما يكونون "الأكثر حظاً"؛ حيث إن النظام يستخدم التعذيب المنهجي لسحق المعارضة والحفاظ على سيطرته على السلطة، و"يتعرض السجناء الموضوعين في حبس انفرادي والمحرومين من التواصل مع أي من عائلاتهم أو أصدقائهم إلى الضرب والصعق بالكهرباء والجلد والمعاملة الوحشية بدون توقف حتى يكونوا مستعدين للتفوه بأي شيء يجعل الألم يتوقف".
وبين المسؤول الأمريكي السابق في تحليله أن الاعترافات القسرية غالبًا ما تكون الدليل الوحيد الذي تستند إليه الاتهامات، وما أن تتم إدانتهم، يتعرض السجناء لعقوبات بربرية لا يمكن تخيلها".
ويقول كاتب المقال هذا هو الوجه الحقيقي للنظام في طهران. هذا ما يحاربه الشعب الإيران الشجاع. لقد حولنا أعيننا لفترة كافية. لقد حان الوقت للوقوف مع شعب إيران وإحداث تغيير في النظام.
هذه ليست حجة للحرب التقليدية أو العداوات المفتوحة. إنها حجة لسياسة تودع آيات الله وأتباعهم في مزبلة التاريخ. إن العقوبات الأمريكية  التي وضعها الرئيس ترامب اتت أوكلها وسحقت الاقتصاد الإيراني، وحطمت آلة الإرهاب التابعة للملالي، مما تسبب في حدوث احتجاجات محلية. كما أن الآثار المترتبة على ذلك تم الشعور بها في أماكن بعيدة مثل بيروت، حيث يعاني حزب الله في لبنان من غياب تدفق الأموال الإيرانية ويكافح من أجل البقاء.
ويدعو كاتب المقال إلى مواجهة وكلاء إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولا يتطلب ذلك استخدام القوات التقليدية الأمريكية، وإنما تقديم الدعم المالي والعسكري لحلفاء أمريكا في المنطقة واتخاذ تدابير وإجراءات من جانب الاستخبارات الأمريكية وقوات العمليات الخاصة للتخلص من الحوثيين والميليشيات الشيعية العراقية وغيرهم من الوكلاء الإيرانيين، وبخاصة مع انشغال نظام الملالي بالخروج من أزمة العقوبات الصارمة.
ويرى كاتب المقال وجوب الحفاظ على تواجد عسكري قوي في الشرق الأوسط وتوطيد العلاقات مع الحلفاء الأمريكيين بالمنطقة ودعمهم، فضلاً عن تكثيف الحملات الإعلامية والاجتماعية الأمريكية داخل إيران لدعم الشعب الإيراني وتشجيعه على المقاومة والتخلص من القهر والخوف.
ويختتم المقال: "قبل أربعين عاماً كانت إيران دولة علمانية، وواحدة من أكبر حضارات العالم، ولكنها وقعت فريسة لبرابرة يصرون على جرها إلى الخلف، إلى العصور المظلمة. وطوال حكم نظام الملالي يعيش الشعب الإيراني في كابوس ويتحمل أهوالاً لا يستطيع معظم الأمريكيين تخيلها، ولكن حان الوقت للقيام بالشيء الصحيح وإنهاء هذا الكابوس".

شارك