حملة مداهمات في ألمانيا ضد يمينيين متطرفين والاعتذار عن الخطابات المعادية للمسلمين

الإثنين 17/فبراير/2020 - 05:04 م
طباعة حملة مداهمات في ألمانيا حسام الحداد
 
صرَّح المتحدث باسم المدعي العام الفيدرالي الألماني بأن الشرطة الألمانية قد شنَّت حملة مداهمات في 6 ولايات اتحادية، وهي: «بادن فورتمبيرغ، وراينلاند بالاتينات، وساكسونيا السفلى، وشمال الراين- وستفاليا، وساكسونيا- أنهالت، وبافاريا»، وقامت بإلقاء القبض على 13 شخصًا مشتبهًا بهم في التخطيط لهجمات إرهابية ضد سياسيين ومواطنين مسلمين.
وكشفت التحقيقات عن تخطيط تلك المجموعة التي تطلق على نفسها اسم: «النواة الصلبة» لارتكاب أعمال تؤدي إلى إحداث الفوضى وزعزعة النظام الاجتماعي لجمهورية ألمانيا الاتحادية، كما أظهرت أن أحد الموقوفين يشغل منصبًا إداريًّا في شرطة ولاية «شمال الراين- وستفاليا». وذكرت صحيفة «شبيجل» الألمانية أن السلطات الأمنية قد صنفت قبل عدة شهور قائد المجموعة المدعو «فيرنر س.» كيميني متطرف وخطير.
وتعقيبا على هذا الخبر يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن ما كشفته تحقيقات النيابة العامة الفيدرالية مع الموقوفين في تهم تتعلق بالقيام بأعمال إرهابية ضد سياسيين وطالبي لجوء ومسلمين، ما هو إلا تأكيد لما حذر منه المرصد في تقاريره ودراساته حول تعاظم خطر تيار اليمين المتطرف، مشددًا على ضرورة مواجهته فكريًّا وأمنيًّا؛ لما يمثله من خطر على السلم الاجتماعي والعيش المشترك داخل الجمهورية الألمانية.
وعلى صعيد أخر قال هيلجي ليند، عضو الحزب الاجتماعي بالبرلمان الألماني، إننا «نحتاج إلى نصب تذكاري في قلوبنا وعقولنا، ويتجلى في أعمالنا عرفانًا بالإنجازات التي حققها المسلمون في ألمانيا من أجل رخائها، كما نحتاج إلى نصب تذكاري للازدراء والعنف الذي يُمارس ضدهم في هذا البلد».
وأضاف «ليند» في كلمته أمام البرلمان أن حزب «البديل من أجل ألمانيا» يعمل على نشر كراهية الإسلام والعنصرية ضد المسلمين، وأنه يجب أن نعتذر للمسلمين عن الخطابات المعادية التي تتسم بالتمييز والحقد الدفين، والتي تلقوها على مرأى ومسمع من الجميع خلال العقود الأخيرة.
وطالب النائب البرلماني بوجوب العمل على أن يشعر الجميع بالأمان دون استثناء، وضرورة أن يتوقف المجتمع عن فرض الوصاية على المسلمين، وذلك بشرح الصورة التي ينبغي أن يكون عليها الإسلام في العصر الحديث، لافتًا إلى أنه على الشعب الألماني أن يدرك مدى الآثار السلبية للعنصرية على العيش المشترك في ألمانيا، وأن نوضح معاناة المرأة المحجبة في إيجاد فرصة عمل.
ومن جانبه ثمن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف موقف النائب البرلماني هيلجي ليند، تجاه ما يتعرض له المسلمون من كراهية بغيضة وعنصرية مقيتة داخل جمهورية ألمانيا الاتحادية، مؤكدًا أن تلك المواقف الصريحة والرسمية التي تدين ما يقوم به تيار اليمين المتطرف من ممارسات ضد المسلمين، من الممكن أن يتم البناء عليها لمواجهة ذلك التيار المعادي للإسلام، وتعزيز اندماج حقيقي للمسلمين داخل الجمهورية الألمانية.

شارك