"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الثلاثاء 18/فبراير/2020 - 10:25 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم  18 فبراير 2020.

الاتحاد: الجيش اليمني يحرر مواقع في الجوف
حرر الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي، أمس الاثنين، مواقع جديدة من ميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة الجوف شمال شرق البلاد. وذكرت مصادر ميدانية في الجوف لـ«الاتحاد» أن المعارك العنيفة تواصلت، الاثنين، بين قوات الجيش وميليشيات الحوثي في مديريتي الغيل والمصلوب جنوب غرب المحافظة، مشيرة إلى أن المواجهات دارت بأسلحة ثقيلة ومتوسطة في السلسلة الجبلية الواقعة جنوب غرب مديرية الغيل، وفي جبال المقاطع المحاذية لجبال يام الممتدة من مديرية نهم المجاورة والتابعة لمحافظة صنعاء.
كما استمرت المعارك بين الطرفين في مواقع المحزمات الجبلية الواقعة جنوب الغيل ومطلة على مديرية مجزر التابعة لمحافظة مأرب. وأكدت المصادر مصرع أكثر من 20 عنصراً من ميليشيات الحوثي الانقلابية وإصابة عشرات آخرين، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في الاشتباكات مع القوات الحكومية في مرتفعات المحزمات وجبال المقاطع، مضيفة أن قوات الجيش تمكنت من تحرير العديد من المواقع من ميليشيات الحوثي في منطقة المحزمات الجبلية على الحدود بين مديريتي الغيل ومجزر.
وصدت قوات الجيش اليمني، بإسناد من رجال القبائل المحلية، في وقت مبكّر أمس الاثنين، هجوماً عنيفاً شنته ميليشيا الحوثي على منطقة سداح بمديرية المصلوب. وقال مصدر ميداني إن قوات الجيش «كسرت» الهجوم الحوثي على منطقة سداح بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعات.
وناقش اجتماع لقيادة الجيش اليمني في الجوف (المنطقة العسكرية السادسة)، أمس الاثنين، إمكانية تعزيز القوات والوحدات العسكرية في جبهات المحافظة لإفشال الهجمات الحوثية المستمرة منذ نهاية يناير والهادفة إلى السيطرة على المديريات المحررة بما في ذلك مدينة الحزم، العاصمة المحلية.
ونفى محافظ الجوف، اللواء أمين العكيمي، الليلة قبل الماضية، الأنباء التي تروج لها ميليشيات الحوثي عبر وسائلها الإعلامية، مؤكداً في تغريدات على تويتر أن «محافظة الجوف بخير، وستظل كذلك بفضل تضحيات الجيش الوطني». وأشار العكيمي إلى أن المعارك مع الحوثيين في الجوف تدور في «نطاق محافظة صنعاء» وفي مواقع متاخمة لمحافظة مأرب، مثمناً موقف السعودية، التي تقود التحالف العربي في اليمن، «ودعمها المستمر للجيش، واستهدافها المستمر لآليات وتجمعات الميليشيا ما الحق بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».
ودعا محافظ الجوف المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين إلى الحفاظ على أبنائهم «وألا ينخدعوا بمزاعم الميليشيات وانتصارتها الوهمية التي تسعى من خلالها إلى جر أبناء الناس إلى محارقها في جبهات الجوف»، متوعداً بأن «الشيء الوحيد الذي ستلاقيه الميليشيات (في محافظة الجوف) هو الموت فقط»، بحسب تعبيره.
وأفادت تقارير إعلامية، مساء الاثنين، بمقتل 367 عنصراً من ميليشيات الحوثي منذ مطلع فبراير الجاري، لافتة إلى أن هؤلاء القتلى سقطوا في المعارك التي تشهدها حالياً محافظة الجوف ومديريات نهم ومجزر وصرواح بمحافظتي صنعاء ومأرب، وفي المواجهات المتقطعة مع القوات المشتركة في جبهتي الساحل الغربي ومحافظة الضالع الجنوبية.
وأفشلت القوات اليمنية المشتركة، أمس، هجومين لميليشيات الحوثي الانقلابية على مواقعها غربي مديريتي قعطبة والأزارق بمحافظة الضالع. وقالت مصادر في القوات المشتركة بالضالع لـ«الاتحاد» إن القوات المشتركة صدت هجوماً للحوثيين على موقع «لكمة عثمان» على أطراف مدينة الفاخر غرب قعطبة، مشيرة إلى صد هجوم آخر للميليشيات على جبل الفراشة على الحدود بين مديرية الأزارق، ومديرية ماوية التابعة لمحافظة تعز.

الخليج: «الجامعة» ترحب بتبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين
رحبت الجامعة العربية، بالتوصل لاتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وذلك خلال لقاء الأمين العام للجامعة، أحمد أبوالغيط، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، أمس، بالقاهرة.
وأفاد مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان أمس، بأن أبوالغيط أشاد في اللقاء بنجاح جهود جريفيث المتواصلة، التي استمرت لشهور عدة، وعبر ثلاث جولات، وصولاً إلى اتفاق تبادل الأسرى، وأعرب عن أمله أن يمثل هذا التطور خطوة على طريق خفض التصعيد العسكري، بما يسهم في زيادة فرص التسوية السياسية.
وأكد أبوالغيط أن هذه التسوية سوف تصب في النهاية في صالح الشعب اليمني، الذي تحمل ويلات الحرب، وكلفتها الإنسانية الباهظة عبر السنوات الماضية، مشدداً على أهمية تحقيق التسوية أيضاً لجيران اليمن، وأن تضمن استقلال اليمن وسيادته.
إلى ذلك، يترقب الشارع اليمني، حالياً، تنفيذ المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى والمعتقلين، والتي تشمل نحو 1420 شخصاً بينهم سعوديون وسودانيون. وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان وعضو الفريق الحكومي في لجنة الأسرى والمختطفين والمخفيين ماجد فضائل، إن الآلية الحالية المتفق عليها تقضي بأنه بعد الاتفاق على أعداد المشمولين بالمرحلة الأولى، يتم تبادل قوائم بالأسماء وبعد التوافق عليها، يتم التنسيق حول الأمور اللوجيستية لإتمام عملية التبادل مع مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن والصليب الأحمر الدولي، وبموجبها تتم تنفيذ عملية التبادل.
وبشّر أهالي وذوي الأسرى والمختطفين باقتراب حدوث انفراجة فعلية في ملف الأسرى والمختطفين، وأن تلك الانفراجة مرهونة بالتزام الحوثيين بالاتفاق وتنفيذه بدون أي مماطلة أو تسويف كما هي عادتهم دائماً، لافتاً إلى أن هناك مراحل أخرى لاستكمال إطلاق سراح الأسرى والمختطفين وصولاً إلى الإفراج الشامل عن كافة الأسرى، وأن هناك اجتماعاً آخر بعد حوالي شهر للتنسيق بشأن إتمام المرحلة الثانية من عملية تبادل الأسرى والمختطفين على غرار المرحلة الأولى.
ميدانياً، سقط قتلى وجرحى في صفوف جماعة الحوثي، عقب اندلاع مواجهات مسلحة إثر نشوب خلافات وانقسامات بين قيادات وعناصر الجماعة الحوثية في بلاد العود العليا جنوبي محافظة إب، وسط اليمن. وأفادت مصادر ميدانية، أن خلافات بين الأجنحة الحوثية ممثلة بجماعة يقودها المدعو أبو قيس المراني من محافظة صعدة وأخرى بقيادة المدعو علي الشامي المكنى ب«أبي سفيان» من مديرية السدة بمحافظة إب، تطورت إلى اندلاع مواجهات واقتتال بسبب الخلافات على جمع الإتاوات والجبايات المالية.
وقُتل مدني وأصيب آخر حالته خطيرة إثر شن عناصر الحوثي، قصفاً بقذائف الهاون استهدف عزلة سُليم الآهلة بالسكان جنوبي منطقة العود بمحافظة الضالع، جنوبي اليمن، في حين أحبطت القوات المشتركة محاولة تسلل في محيط مدينة الفاخر، شمالي غرب الضالع.

البيان: الحوثي يتلاعب بالسلام عبر تصعيد الانتهاكات
تتوغل ميليشيا الحوثي في الجرائم التي ترتكبها في حق المناهضين لها؛ مدنيين وعسكريين، متجاهلة الانتقادات الدولية وأخلاق وقيم المجتمع اليمني.
ولأن العالم أجمع بات يدرك اليوم أن الحوثيين يتلاعبون بالسلام من خلال تصعيد الانتهاكات، فإن اليمنيين ينتظرون موقفاً دولياً حازماً من الجرائم التي ترتكبها الميليشيا والانتهاكات الفظيعة التي يتعرض لها المدنيون على يد أجهزتها المخابراتية وتجاوزت كل القيم وأعراف المجتمع اليمني، خاصة أن هذه الميليشيا مستمرة في ممارساتها وانتهاكاتها، وإن المسؤولين عن تلك الجرائم ما زالوا يتقلّدون المناصب الأمنية والمخابراتية التي منحتهم صلاحيات ارتكاب مثل تلك الجرائم، وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي ناشدت المبعوث الأممي الخاص باليمن مارتن غريفيث التدخل الفوري لوقف حملة الاعتقالات التي تستهدف كوادر الحزب والانتهاكات التي تطال منتسبيه في المحافظات الخاضعة لسيطرة هذه الميليشيا.
وإذا بدأت الميليشيا الحملة بإقالة عدد من وزراء حزب المؤتمر الشعبي واعتقال مسؤولين أمنيين وعسكريين فإنها وصلت مؤخراً إلى شن حملة اعتقالات واسعة امتدت إلى مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وهدفت إلى إحلال عناصرها الطائفية محل القيادات الوسطية في مؤسسات الدولة.
ومع إعلان الحوثيين القبض على ما قالت إنها خلية أمنية كانت تخطط لتنفيذ عمليات واسعة في مناطق سيطرتها فقد أكدت مصادر في المؤتمر أن الحملة غايتها تبرير إقالة كوادر وزارة الداخلية والأمن واستكمال تطهير الوزارة والأجهزة الأمنية من الكوادر التي لا تتبع ميليشيا الحوثيين ورفضت الانخراط في دورات طائفية ومذهبية وضعت كأساس للبقاء في الوظيفة العامة.
حملة الاعتقالات إلى جانب أنها استهدفت الكوادر الأمنية وعناصر المخابرات فإنها شملت أيضاً ناشطين وأعضاء في حزب المؤتمر الشعبي وامتدت لتستهدف النساء أيضاً تحت شعار اعتقالات للخلايا المتعاونة مع الشرعية والتحالف، وبهدف قمع وإرهاب كل المناهضين لمشروعها أو الرافضين الانخراط في ذلك المشروع.
ميدانيا، لقي الحارس الشخصي لزعيم الميليشيا الحوثي مصرعه كما قتل قائد لواء حرس الحدود ومعهم ما سمي بـرئيس هيئة الزكاة في المواجهات الدائرة في محافظة الجوف وغارات مقاتلات التحالف.
وذكرت مصادر الجيش الوطني ان محمد حميد الدين وهو احد الحراس الشخصيين لزعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي إضافة إلى يحيى المنبهي ، وهو قائد اللواء 417 حرس حدود التابع للميليشيا الحوثية وتلقيا تدريباتهما في ايران ولبنان على يد الحرس الثوري كما قتل شمسان ابو نشطان وهو شيخ قبلي من مديرية ارحب.
المصادر ذكرت أن طيران التحالف شن غارات دقيقة ومباشرة في جبهة الغيل والمحزمات والجرشب استهدفت تجمعات للميليشيا الحوثية ومخزن سلاح ومعدات قتالية، وكبدت الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

الشرق الأوسط: أوامر حوثية تفرض «الصرخة الخمينية» محل النشيد الوطني في المدارس
بحزمة جديدة من القرارات والتعميمات الحوثية غير القانونية، استقبلت الميليشيات الانقلابية الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي، بالتزامن مع سلسلة أخرى من الانتهاكات والجرائم والممارسات التي اعتادت الجماعة على ارتكابها بحق ما تبقى من قطاع التعليم ومنتسبيه، في العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى خاضعة لسيطرتها.
وكشفت مصادر تربوية بالعاصمة صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، أن من بين تلك التعميمات، إصدار المنطقة التعليمية الخاضعة لسلطة الانقلاب بصنعاء تعميماً جديداً يلزم جميع طلبة المدارس في العاصمة، بأداء «الصرخة الخمينية» كل يوم في طابور الصباح.
وشددت الميليشيات الحوثية - وفق المصادر - على ضرورة الالتزام بما تضمنه التعميم، في حين لوحت الجماعة بعقوبات شديدة وصارمة ستتخذ ضد المخالفين. وطبقاً للمصادر التربوية، فإن مديري ومديرات مدارس في صنعاء، معظمهم حوثيون، سارعوا فور تلقيهم التوجيهات إلى إلزام طلابهم وطالباتهم بترديد «الصرخة» في طابور الصباح، بدلاً عن النشيد الوطني وتحية العلم الوطنية.
وأفادت المصادر ذاتها بأن من بين تلك المدارس التي التزمت بما ورد في تعميم الميليشيات: «مدرسة قميعة في منطقة السنينة، ومدرسة شهداء الجوية، ومدرسة أم هاني للبنات، ومجمع هائل سعيد، ومدارس حكومية أخرى». وكشفت المصادر أيضاً عن تعرض عدد من الطلبة والطالبات لعقوبة الحرمان من بعض الحصص الدراسية، نتيجة رفضهم ترديد الصرخة الحوثية في طابور الصباح.
من جهة ثانية، أفاد تربويون بصنعاء بأن التعميم الحوثي الأخير يأتي تزامناً مع تعميم مماثل يلزم مدارس صنعاء بتخصيص يوم الأربعاء من كل أسبوع لإقامة أنشطة طائفية، تحت شعار «تفعيل اليوم الثقافي».
وأصدرت الجماعة الحوثية، مطلع فبراير (شباط) الجاري، تعميماً آخر، يلزم مدارس العاصمة صنعاء، الحكومية والأهلية، بتدشين أنشطة طائفية تحت شعار «تفعيل اليوم الثقافي». وكشف التربويون أن التعميم الموجه من القيادي الحوثي عبد السلام الغولي المعين من الميليشيات مديراً لإحدى المناطق التعليمية بالعاصمة، يلزم المدارس بتدشين فعاليات طائفية تحت شعار «اليوم الثقافي»، وبذريعة «تأصيل الهوية الإيمانية» التي دعا إليها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وأمر التعميم الحوثي الموجه للمدارس بالقيام بتفعيل اليوم الثقافي كل يوم أربعاء، من الساعة الحادية عشرة والنصف في جميع مدارس المنطقة، حكومية وأهلية، على أن تقوم الجماعة بتوفير «المادة الطائفية المرئية» كل يوم ثلاثاء، ليتم عرضها على كادر المدرسة يوم الأربعاء بجهاز «البروجكتر» أو شاشة التلفاز.
وتشكل هذه المواد التي تقدمها الميليشيات للمدارس - بحسب التربويين - محاضرات تحريضية ومواد مرئية وأفلاماً قتالية، تحرض بمجملها طلبة المدارس على الانضمام للقتال في صفوف الجماعة.
في موضوع متصل، وفي مخلاف العود بمديريات النادرة وقعطبة ودمت الخاضعة للميليشيات بمحافظتي إب والضالع، شكا أولياء طلبة من استمرار الميليشيات في غزو مدارس الصغار بمناطقهم، وتنفيذها بخطى متسارعة حملات تعبوية وطائفية. وكشف عدد من هؤلاء الأولياء لـ«الشرق الأوسط»، أن لجنة حوثية شُكِّلت أخيراً برئاسة مشرف من صنعاء، وعضوية مشرفي المحافظات المستهدفة، نفذت الأربعاء الماضي نزولاً ميدانياً إلى المدارس الأساسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بمخلاف العود. وأكدوا أن اللجنة الحوثية زارت عدداً من مدارس مديريتي قعطبة ودمت، بمحافظة الضالع، ومديرية النادرة، بمحافظة إب، ووجهت بإلغاء الشعارات الجمهورية من الطابور الصباحي، واستبدال «الصرخة الحوثية» وشعارات مذهبية وعقائدية أخرى بها.
وتحدث أولياء الأمور عن تغيير أجرته اللجنة الحوثية على خريطة البرامج الإذاعية المدرسية، ركزت خلاله على تكريس المفاهيم والتعاليم ذات الأبعاد المذهبية والطائفية، ودشنته في جميع المدارس التي تم النزول إليها.
واستخدمت الميليشيات الحوثية - وفق ما صرح به أولياء الأمور - ما عُرف أخيراً بـ«صفقة القرن»، كغطاء لمناهجها الطائفية لتمرير مشروعها دونما أي معارضة، ساعية بذلك إلى غرس مفاهيمها التعبوية في عقول الأطفال.
وناشد أولياء الأمور وعدد من الأهالي في تلك المناطق، المنظمات الدولية وحقوق الإنسان، لإيقاف هذا العبث بعقول الصغار. وطالبوا في الوقت ذاته الأمم المتحدة بسرعة اتخاذ موقف جاد وحازم تجاه هذه الجماعة التي قالوا إنها تشكل خطراً يُهدد المستقبل.
وقال ولي أمر أحد الطلبة بمنطقة دمت، لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات ترغم التلاميذ على تأدية شعارات وبرامج إذاعية طائفية وتعبوية، معتبراً أن سلوك الميليشيات يكشف دائماً عن واقع مأزوم بفكرها العقيم، وينبئ بمستقبل ملغوم. وأضاف أن الميليشيات، وبالتزامن مع استهداف طلبة المدارس في المنطقة، أخضعت أعيان القرى ومديري المدارس والمعلمين والشخصيات الاجتماعية، لحضور دورات عقائدية وطائفية بشكل مكثف، وتضم كل دورة أكثر من 30 فرداً.
وبالعودة إلى مدارس العاصمة صنعاء، وعلى مدى أسبوعين ماضيين منذ انطلاق النصف الثاني من السنة الدراسية، شكا أولياء أمور في صنعاء من استمرار حرمان أبنائهم الطلبة من الحصول على نتائج امتحانات النصف الأول من العام الدراسي الحالي.
وأكد عدد من أولياء الأمور لـ«الشرق الأوسط» أن مديري مدارس موالين للميليشيات في صنعاء، ما زالوا حتى اللحظة يرفضون تسليم نتائج الامتحانات، بحجة عدم دفع مبالغ مالية لهم تتراوح ما بين (1000 ريال، و5 آلاف ريال)، كدعم مجتمعي يقدم لتلك المدارس (الدولار حوالي 600 ريال).
وكثيراً ما تكثف الميليشيات الانقلابية من دوراتها وبرامجها وأهدافها الطائفية، بغية استهداف طلبة المدارس صغار السن، عبر فرض أنشطة مدرسية غير معتادة، ومناهج ودورات تكرس الفكر الطائفي للجماعة في عقول جميع الطلاب.
وتسعى الجماعة من وراء ذلك - وفق مراقبين محليين - إلى التغرير بطلبة المدارس، وتحويلهم إلى محارق للموت، من خلال الزج بهم في جبهات القتال.
ويحذر مراقبون يمنيون من استمرار اتخاذ الميليشيات من مدارس المناطق منصة للحشد والتعبئة والدعم لجبهات القتال. وأكدوا أن طلبة المدارس بمناطق سيطرة الانقلابيين لا يزالون یتعرضون لأبشع أنواع المعاناة والحرمان من حقوقھم.
على صعيد متصل، أكدت الحكومة اليمنية أخيراً، أن أكثر من 30 ألف طفل يمني مجندون في صفوف ميليشيات الحوثي، يواجهون مخاطر الموت وانتهاك حقوقهم على أيدي هذه الميليشيات. ودعا مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله السعدي، خلال كلمته في الدورة الأولى للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إلى مراجعة آليات الرصد والمراقبة الخاصة بالانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين. وأكد أن الإحصائيات التي تقدمها الآليات الحالية بعيدة عن الواقع. وأشار إلى ممارسات الميليشيات الحوثية واستغلالها للظروف الاقتصادية والإنسانية للأسر، وإجبارها على تجنيد أطفالها والزج بهم في محارقها العبثية. وأثنى المندوب اليمني في الأمم المتحدة على «الدور الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في تمويل مركز إعادة تأهيل الأطفال في محافظة مأرب»، داعياً في الوقت ذاته «يونيسيف» إلى «إنشاء مراكز أخرى في المناطق المحررة، لإعادة تأهيل الأطفال المتضررين من الصراع وإدماجهم في المجتمع».

وتشير تقارير حقوقية ودولية عدة إلى استمرار الجماعة الحوثية في استقطاب الأطفال إلى صفوفها، عن طريق تلقينهم أفكار الجماعة في المدارس والمساجد والأماكن العامة.
وكانت الجماعة قد نظمت دورات طائفية فكرية خلال العام الماضي، من خلال إنشاء أكثر من 3 آلاف مركز صيفي في صنعاء ومختلف مناطق سيطرتها، لغرض الاستقطاب والتجنيد. ودائماً ما تحوِّل الميليشيات الانقلابية الموالية لإيران جدران المدارس إلى معارض تعلِّق عليها صور القتلى من عناصرها، في سياق سعيها لتحريض الطلبة على الالتحاق بجبهات القتال.

الشرق الأوسط: الجيش اليمني يؤكد استمرار تهريب السلاح الإيراني للحوثيين
أكد مصدر عسكري يمني رفيع، أن تورط النظام الإيراني في تهريب الأسلحة والصواريخ إلى الميليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن لا يزال مستمراً.
وأوضح العميد عبده مجلي، المتحدث باسم الجيش اليمني - في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» - أن عمليات تهريب الأسلحة والصواريخ التي يرسلها النظام الإيراني إلى الميليشيات الحوثية تتم عبر موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، على شاطئ البحر الأحمر. وأضاف: «نحن أمام منطقة مفتوحة. يتم التهريب عبر القوارب من المياه الدولية ومن ثم تنقل الأسلحة والصواريخ لمناطق سيطرة الحوثيين، وأحياناً يتم التهريب على شكل قطع متفرقة، ومن ثم يعاد تركيبها عبر خبراء إيرانيين، سواء في صنعاء أو صعدة».
واستشهد المتحدث باسم الجيش اليمني بضبط القوات البحرية الأميركية أخيراً شحنة أسلحة، تضم عشرات الصواريخ الإيرانية الحديثة التي كانت في طريقها للحوثيين، عبر أحد القوارب في بحر العرب. وقال مجلي: «التهريب متواصل؛ فالصواريخ بعيدة المدى التي تطلقها الميليشيات على السعودية أو بعض المحافظات اليمنية، لم تكن لدى الجيش اليمني».
ميدانياً، دعا العميد مجلي منظمة «الصليب الأحمر» الدولية إلى انتشال مئات الجثث التابعة لعناصر حوثية منتشرة على امتداد جبهات نهم والجوف، بعدما تركتها الميليشيات إثر تصدي الجيش الوطني اليمني لعمليات التسلل التي حاولت القيام بها، خلال الأسابيع الماضية. ولفت إلى أن «انتصارات الجيش متواصلة في محافظة الجوف؛ وتحديداً حيث تحوَّل الجيش الوطني من عملية الدفاع إلى الهجوم ضد الميليشيات الانقلابية الحوثية (...) والسيطرة باتت على مساحات شاسعة، وهناك تحقيق تقدم كبير بإسناد طيران التحالف، وتم تدمير معدات وأسلحة الحوثيين وتكبيدهم خسائر في الأرواح».
وشدد العميد مجلي على أن أكثر من 80 في المائة من محافظة الجوف باتت في قبضة الشرعية اليمنية. وقال: «العلميات مستمرة كذلك في جبهة نهم؛ حيث أصبح الجيش يملك زمام المبادرة والمفاجأة، وسيطر على عدد من الجبال؛ خصوصاً الجبال السود. ندعو (الصليب الأحمر) الدولي لانتشال جثث قتلى الحوثيين في نهم ومحافظة الجوف، وهم بالمئات».
في السياق ذاته، شن الجيش الوطني هجوماً واسعاً على مواقع الميليشيات الحوثية في مران بمحافظة صعدة، بمساندة مروحيات ومدفعية تحالف دعم الشرعية. وقال قائد «اللواء الثالث عاصفة» اللواء محمد العجابي، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن «الهجوم أسفر عن مقتل وجرح عديد من عناصر الميليشيات في تخوم جبل العقيم المطل على جبال المسطبة والمروي، وتدمير آليات عسكرية تابعة للميليشيات». وتابع بأن «طيران التحالف العربي استهدف تعزيزات للميليشيات الإرهابية القادمة من مديرية الظاهر، وأسفر ذلك عن تدمير عربتين، وقتل جميع من كانوا عليهما».

العربية نت: ميليشيا الحوثي تداهم منازل ضباط.. بحثا عن وثائق إيرانية
أفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن ميليشيات الحوثي شنت حملة مداهمات، طالت العشرات من كوادر وضباط "جهاز الأمن القومي، الذي تم دمجه مع جهاز الأمن السياسي" مؤخراً في العاصمة اليمنية، بينهم مسؤولو دوائر حساسة داخل الجهاز.
كما طالت المداهمات منازل قيادات ومسؤولي الصف الثاني في الجهاز، أسفرت عن اعتقال نحو 7 ضباط ونقلهم إلى جهة مجهولة، بعد تفتيش منازلهم بحثاً عن وثائق "سرية" متعلقة بالخطط الإيرانية في اليمن، وفق وكالة محلية يمنية.

يذكر أن مئات الوثائق تم إتلافها خلال الأشهر الثلاثة الماضية كانت بحوزة جهازي الأمن السياسي والقومي تتعلق بخطط إيران في اليمن، ودعم طهران للميليشيات الحوثية، ونقل خبراء إيرانيين إلى صعدة لتدريب مقاتليها، إضافة إلى مئات الوثائق والملفات التي تؤكد علاقة الانقلابيين بحزب الله والحرس الثوري الإيراني منذ سنوات.
والشهر الماضي، هدد الحوثيون موظفي ومنتسبي جهازي الأمن القومي والسياسي بتعرضهم لأعمال انتقامية في حال وجه لهم الانقلابيون أي تهم لافقة، وفق مصادر في صنعاء.
كما أجبر الجناح الأمني في الميليشيات منتسبي جهازي الأمن القومي والسياسي التوقيع على أوراق تتيح إعدامهم بدون محاكمة، ما يكفي لتلفيق التهم التي توجهها قيادة الميليشيات للعامة من الناس كذريعة ومبرر لاعتقالهم أو تنفيذ أعمال انتقامية بحقهم، وفق ما أوضحت المصادر لوكالة محلية يمنية.
إلى ذلك هدد الحوثيون هؤلاء باختطاف أولادهم وإخفاء أي من أفراد عوائلهم قسرياً.

شارك