الديكتاتور العثماني يستغل قضية كشمير لتحقيق حلم الخلافة

الثلاثاء 18/فبراير/2020 - 12:44 م
طباعة الديكتاتور العثماني فاطمة عبدالغني
 
استدعت الهند السفير التركى شاكر أوزكان تورونلار أمس الاثنين 17 فبراير، لتقديم احتجاج دبلوماسي على تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن إقليم كشمير المتنازع عليه وحذرت من تبعات ذلك على العلاقات الثنائية بحسب ما أوردته وكالة رويترز للأنباء.
وقالت وزارة الخارجية الهندية إنها أبلغت السفير التركي بأن تصريحات أردوغان افتقرت لفهم تاريخ النزاع في كشمير.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رافيش كومار "الموقف الأخير ضرب مثالا آخر على نمط التدخل التركي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. تعتبر الهند ذلك أمرا غير مقبول البتة". وأضاف "أن الهند قدمت احتجاجًا رسميًا دبلوماسيًا قويًا لتركيا". وتابع كومار قائلاً: "لتلك التطورات تبعات بالغة على علاقاتنا الثنائية"، في إشارة لتصريحات أردوغان.
وكان أردوغان، صرح خلال زيارة لباكستان الأسبوع الماضي، "إن وضع الشطر الهندي من كشمير آخذ في التدهور بسبب التغييرات الجذرية التي طبقتها نيودلهي في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة وإن تركيا تتضامن مع شعب كشمير".
وأضاف الرئيس التركي في كلمة أمام البرلمان الباكستاني "إن المشكلة في كشمير لا يمكن حلها عبر الضغط، بل يجب أن يؤسس الحل على العدالة والإنصاف".
وكانت الهند، انتقدت السبت 15 فبراير، تصريحات أردوغان بشأن كشمير، وطلبت منه عدم التدخل في الشؤون الداخلية للهند.

وقال رافيش كومار: "إن الهند ترفض جميع الإشارات التي أشار إليها الرئيس التركي بشأن جامو وكشمير"، مشيرًا إلى أن المنطقة جزء لا يتجزأ وغير قابل للتصرف من الهند.
وأضاف: "إننا ندعو القيادة التركية إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للهند وتطوير فهم مناسب للحقائق".
تكتيك الطاغية أردوغان وحيلة الاستعمارية القديمة باتت مفضوحة وغير مجدية، ما يجعل وهمه المتعاظم من أجل استعادة الخلافة العثمانية الساقطة ورقة محروقة في أعين العالم وهو الأمر الذي أكده تقرير لقناة المعارضة القطرية "مباشر قطر".
وأشار التقرير إلى أن الديكتاتور العثماني تجاوز الخطوط الحمراء مجددًا في تصريحاته الأخيرة حول إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، قائلاً إن أنقرة ستدعم موقف باكستان في محاولة لزيادة التوتر بين الجانبين.
لكن الهند فطنت إلى حيل أردوغان وأكدت أن مواقفه المتذبذبة لابد من صدها عبر لهجة حادة، مشيرة إلى أن هذا الاصطفاف الكاذب الذي تبديه اليوم أنقرة إلى جانب إسلام أباد لطالما أظهرته لنيودلهي في وقت ما، لكن مع تبدل مصالحها تتغير بوصلة الدعم ويغيب الحياد.
ويؤكد خبراء الشأن الأسيوي أن الحيثيات والحقائق تشير إلى أن أردوغان دخل على الخط  في النزاع الهندي- الباكستاني حول إقليم كشمير، لتأجيج الصراعات بين الأطراف المتنازعة لضمان السيطرة وتحقيق أعلى المكاسب بين الجانبين.
ويرى تقرير المعارضة القطرية أن موقف الطاغية التركي في التعامل مع أزمة كشمير بات مفضوحًا، فتارة يرتدي أردوغان القناع العلماني ويدعم الهند في نزاعها مع باكستان حول كشمير، مقابل إقامة علاقات اقتصادية وفتح أسواق جديدة للأتراك في هذا البلد.
ولكن حين يلتقي الباكستانيين يلقي بالوجه العلماني ويظهر قناعًا آخر إسلاميًا يتشوق من خلاله لدور الخليفة.  
فدعم أردوغان لباكستان، بشأن قضية كشمير، ينبع من جهوده ليصبح راعيًا وقائدًا للأمة الإسلامية على مستوى العالم، وتحقيق حلم أن يكون الخليفة العثماني الجديد، وهو الأمر الذي أكده أبهيناف بانديا، المحلل السياسي المتخصص في مكافحة الإرهاب، والسياسة الخارجية الهندية وزميل الشئون العامة بجامعة كورنيل.
وقال بانديا "رغم أن تركيا دعمت باكستان تقليديا في منظمة التعاون الإسلامي ضد الهند، بشأن قضية كشمير، إلا أن نشاطها الأخير في شئون جنوب آسيا ينبع من طموحات الرئيس رجب طيب أردوغان الأكبر في قيادة العالم الإسلامي".
وتابع بانديا أن أردوغان يسعى لإحياء مؤسسة الخلافة للمطالبة بالقيادة الإسلامية العالمية، لكنه ركز انتباهه على محنة المسلمين من الدول غير العربية، المطالبة بالقيادة من قبل المسلمين العرب.
ويشير المراقبون إلى أن مشروع أردوغان يهدف إلى تحقيق طموحات الاستيلاء على القيادة السياسية للعالم الإسلامي، بشرعية كونه الخليفة التاريخي للإمبراطورية العثمانية. إنها لعبة قوة دينية، على خلفية جذوره السياسية الإسلامية، ومناورة السياسة الخارجية التي تعزز مصالح تركيا.

شارك