الثورة الإسلامية في إيران.. سنوات القمع والإرهاب

الثلاثاء 18/فبراير/2020 - 01:52 م
طباعة الثورة الإسلامية نورا بنداري
 
بعد مرور 41 عامًا على الثورة الإسلامية في إيران، التي اندلعت في فبراير 1979، وأطاحت بنظام الشاه، تحطمت الآمال التي علقها الشعب عليها، إذ بدأت الثورة التي أتت بقيادة «آية الله الخميني»، التنصل من الوعود التي أطلقت قبل اندلاعها، حتى باتت البلاد من أكثر الدول قمعية وتعسفية.



ورغم رفض العديد من أطياف الشعب الإيراني لسياسة نظام الملالي، إلا أنهم لم يخرجوا في احتجاجات في الداخل في الذكرى 41 للثورة، كما فعلوا العام الماضي 2019 في الذكرى 40.



وفي 11 فبراير 2020، شهدت العاصمة الفرنسية «باريس» تظاهرات لإيرانيين احتفالًا بإسقاط ديكتاتورية الشاه في 1979 في إيران، رافعين شعارات «لا الشاه ولا خامنئي کلاهما ظالمان فليسقط الظالم فليسقط الظالم»، إضافة إلى قيام أهالي مدينة «دير الزور» السورية برفع لافتات بمناسبة ذكرى الثورة الإيرانية، للتأكيد أن ثورة «الخميني» لم تجلب إلا الدمار والخراب للشعب وللمنطقة ككل.



وعلى الجانب الآخر، دفع النظام الإيراني بعض المؤيدين له في مسيرات تجوب الشوارع الإيرانية في ذكرى الثورة، مطلقين شعارات تمجد تخلصهم من نظام «الشاه»، إضافة لإطلاق أذرع النظام حملة مؤيدة على موقع التواصل «تويتر» تؤيد الثورة الإيرانية، وتمجد نظام ولاية الفقيه.



انقلاب «الخميني»

ما يؤكد أن «آية الله الخميني» انقلب على طموحات الإيرانيين، ما كشف عنه «أبو الحسن بني صدر» أول رئيس لإيران بعد الثورة خلال مقابلة مع وكالة «رويترز»، في فبراير 2019، أنه اجتمع مع «الخميني» ومجموعة من مناصريه من مختلف الأيديولوجيات في فرنسا قبل الثورة، واتفقوا على مبادئ النظام الجديد في إيران الذي يتضمن إقامة ديمقراطية وحقوق الإنسان، ووافق «الخميني» على كل ما قيل له دون أي تردد، وأعطى «الخميني» الجميع يقينًا بأن هناك التزامًا قاطعًا، وأن كل هذه المبادئ ستتحقق.

وأكمل «بني صدر» أن «الخميني» في أول خطاب له بعد العودة بدا أنه يريد الانفراد بالحكم دون مشاورة الأطراف الأخرى، وأضاف أنه ذهب لمقابلته ليشكو إليه ضغوط السلطة الدينية؛ من أجل إجبار النساء على ارتداء غطاء الوجه، مؤكدًا أن من حق النساء الاختيار، إلا أن «الخميني» رد قائلًا: إن الأمور التي ذكرها في فرنسا كانت ملائمة، لكنه ليس ملزمًا بكل ما نطق به هناك، وأنه سيقول العكس لو شعر أن ذلك ضروري.

وأشار «بني صدر» إلى أن فكرة ولاية الفقيه كانت تراود «الخميني»، إلا أنه لم يكن سيجد فرصة أفضل من تنفيذ مشروعه الخاص الذي سيسمح له بحكم إيران منفردًا مدى الحياة، وهذا المشروع كان جمهورية إسلامية تقصي كل الطوائف السياسية من غير الإسلاميين، ولا تعطي حقوقًا للأقليات غير الفارسية، ولذلك بدأ «الخميني» في استبعاد أشخاص وفصائل من تحالف الثورة، وبدأ جناح الثورة المتطرف الذي يقوده الإمساك بزمام الأمور، إضافة إلى إلغاء نقابات عمالية، وإغلاق صحف، والتضييق على وجود المرأة في المساحات العامة، ومنعت النساء من سلك القضاء.

وعقب الثورة، بدأ «الخميني» في إعدام آلاف معارضيه، وعلى رأسهم اليساريون؛ خوفًا من قيامهم بمحاولة الانقلاب على النظام الجديد، وشكل قوات الحرس الثوري لتكون قوة موازية للجيش.
الاقتصاد بعد الثورة

بعد مرور 41 عامًا على الثورة الإسلامية الإيرانية، ازدادت أحلام نظام الملالي التوسعية، وفي سبيل ذلك أنفق مليارات الدولارات على الميليشيات الإرهابية التابعة له في المنطقة؛ ما أدى لتدهور الحالة الاقتصادية للبلاد، وتراجع المستوى المعيشي، إضافة لانتشار الفساد، ووفقًا لإحصاءات صندوق النقد الدولي، مثلت نسبة التضخم 37.2% في عام 2019 مقارنة بـ31.2% في 2018، ونسبة البطالة 15.4% في عام 2019، مقارنة بـ13.9% في 2018، وانكماش الاقتصاد بنسبة 6% في 2019 مقارنة بـ3.9% في 2018.


أحداث سياسية



شهدت إيران خلال أواخر عام 2019، جملة من الأحداث السياسية التي بينت ضعف وهشاشة نظام الملالي من الداخل، إذ شهدت المدن احتجاجات شعبية في نوفمبر؛ بسبب قرار رفع أسعار الوقود ثلاثة أضعاف سعره، واستمرار عمليات قتل واعتقال المعارضين.

زرع الفتن في المنطقة العربية

في ذكرى الثورة الإيرانية، لفت ناشطون في تغريداتهم على موقع التواصل «تويتر» إلى أنه منذ عودة «الخميني» إلى طهران، والتفافه على الثورة؛ وتعاني منطقة الخليج من فتن الطائفية وقلاقل، ومحاولات متكررة للتوسع، وتصدير الثورة إلى جيرانها من الدول العربية، وقال الناشطون إن أحوال الإيرانيين الاقتصادية والسياسية في زمن «الشاه» أفضل منها في زمن «الخميني وخامنئي».

وفي تغريدة له على «تويتر» قال لقاء مكي، الباحث والمحلل السياسي العراقي: إن إيران استلبت مفهوم المقاومة الفلسطينية، وجعلته غطاء لأجندتها العدوانية، ولذلك يكفي التساؤل كم قتلت إيران في سوريا والعراق؟.

شارك