لماذا تراجعت النهضة وقررت المشاركة في حكومة الفخفاخ؟

الخميس 20/فبراير/2020 - 12:11 م
طباعة لماذا تراجعت النهضة علي رجب
 

تراجعت النهضة عن موقفها السابق في عدم الدخول في تشكيلة حكومة إلياس الفخفاخ، بإعلان نيتها منح الثقة للحكومة الجديدة، في وقت رأى مراقبون أن موقف النهضة وعدولها عن موقفها السابق بعدم منح حكومة الفخفاخ يكشف عن الانتهازية السياسية لرفاق زعيم "إخوان تونس" راشد الغنوشي، وايضا تخوفهم من التوجه الرئيس التونسي قيس سعيد بإجراء انتخابات مبكرة.

وقدم رئيس وزراء تونس المكلف، إلياس الفخفاخ، قائمة بأسماء وزراء حكومته الجديدة إلى الرئيس قيس سعيد.

وقال الفخفاخ إن تشكيلة الحكومة الجديدة ضمت 32 عضوا، ما بين وزير ووزير دولة، وتكونت من "ائتلاف واسع يمثل معظم القوى السياسية في البلاد"، بهدف ضمان الاستقرار وإعادة الثقة للتونسيين.

وتحتاج الحكومة الجديدة إلى دعم 109 من أعضاء البرلمان المكون من 217 عضوا، كي تبدأ في ممارسة عملها.

الفخفاخ والنهضة يدركان جيدا أنهما في وضع غير مريح لكليهما، فهما سيغادران معركة كسر العظام بخسائر لا احد منهما يرغب في تكبدها لذلك فان كلا منهما ينتظر من صاحبه أن يتقدم اليه بخطوة، والخطوة التي تجسدت في العرض الجديد الذي دفع به الوسطاء وسعوا في الأرض لاقناع كل الفاعلين في المشهد به، واولهم النهضة والفخفاخ، عبر جهود انتهت الى صياغة عرض جديد قوامه تعديل بعض الأسماء المقترحة في حكومة الفخفاخ التي أعلن عنها بشكل غير رسمي يوم السبت الماضي، اسماء تتعلق بوزارات محددة لطمأنة حركة الغنوشي بانها غير مستهدفة والاساسي بتقديم "«تنازل" لرئيسها ليتمكن من تسويقه في مجلس شورى النهضة ولدى باقي قواعدها وانصارها لتبرير لماذا يجب ان تتنازل الحركة بدورها.

 

من جانبه قال وليد جلاد نائب الشعب وعضو الهيئة السياسية لحزب حركة تحيا تونس:الياس فخفاخ يقوم بتعديلات بسيطة على التركيبة الحكومية أخذاً بعين الاعتبار لبعض الملاحظات الواردة من جملة الأطراف المكوّنة للحزام السياسي وليس نزولا عند شروط حركة النّهضة.

وأضاف  جلاد أن  حركة النّهضة مضطرّة لمنح الثقة للحكومة تفاديا لسيناريو إعادة الانتخابات، باعتبارها أكبر متضرّر منه، ولنا في التغيير السريع لمواقفها دليل على ذلك.

وكان الرئيس التونسي قد هدد بحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، إذا ما فشلت محاولات تشكيل الحكومة.

وقال عضو الهيئة السياسية لحركة تحيا تونس في تصريحات لإذاعة "هنا شمس":" ماكان يدبّر لحكومة يوسف الشاهد، اليوم يحاك لحكومة الياس الفخفاخ قبل أن تولد، ولن نسمح بالتلاعب بالاستقرار السياسي لتونس".

فيما ترى رابحة بن حسين النائبة السابقة بمجلس نواب الشعب التونسي، أن حركة النهضة تراجعت تراجع استراتيجي في ظل مخططها للحفاظ على مكانتها داخل السلطة، وان اعلان عدم منح الثقة كان يهدف الة الضغط والابتزاز للحصول على أكبر عدد من الحقائب الوزارية وكذلك بهدف حتى تتنصل من المسؤولية السياسية والأخلاقية أمام الشعب التونسي.

وقالت رابحة في تصريحات خاصة لـ"بوابة الحركات الاسلامية" أن النهضة ايضا تراجعت لانها شعرت ان موازين القوى لا تلعب لصالحها وتجنب العزلة التشريعية  والحكومية بما ينعكس عليها في الشارع.

وتابعت البرلمانية التونسية السابقة، أن النهضة مرعوبة من وضعها في الركن يعني عزلة، فهي دائما تتدعي انها تريد ان تحكم مع البقية، مؤكدة أن خسارة النهضة محققة لو قبلت التحدي من رئيس الجمهوري والتلاعب بالدستور وتاويله حسب اهدافها.

 

 

 

 

شارك