استهداف معسكرات الجيش الصومالي لعبة قطرية لدعم الشباب الارهابية بالسلاح

الخميس 20/فبراير/2020 - 02:38 م
طباعة  استهداف معسكرات علي رجب
 

 

 

منذ سيطرة رجل قطر فهد ياسين، مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالية، على مقاليد الأوضاع في القصر الرئاسي في مقديشيو، وهناك تصاعد واضح لعمليات حركة الشباب الإرهابية بما يخدم أهداف قطر وتنظيم الإخوان في الصومال والقرن الأفريقي.

وتعد عمليات استهداف مقرات الجيش الصومالي، مخططة واستراتيجية ومتسللسة لا يكاد يمر شهر دون وجود عمليات استهداف من قبل ارهابي الشباب لمقرات الجيش الصومالي، وهو ما يعتبره المراقبون عمليات دعم غير مباشر من قبل تنظيم الاخوان وقطر، لحركة الشباب بالسلاح والعتاد بالاضافة الى الدعم المالي الذي رصدته تقارير استخباراتية عديدة.

وقد هاجمت حركة الشباب الصومالية، الأربعاء 19 فبراير 2020، قاعدتين عسكريتين صوماليتين قبل أن يتم صدها بدعم من قوات الاتحاد الأفريقي، كما أعلن مسؤول في الجيش الصومالي.

والهجوم الأكبر بينهما، نفذه انتحاري كان في سيارة مفخخة سلكت جسرا يؤدي إلى قاعدة قريولي الواقعة على بعد 95 كلم غرب مقديشو ثم فجر نفسه.

وقبل ذلك هاجمت حركة الشباب، التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، قاعدة عسكرية أخرى على بعد 30 كلم من ذلك الموقع.

وقال محمد آدن القائد العسكري في مدينة مجاورة: "الإرهابيون شنوا هجوما ضد قاعدتين.. لكن عناصرنا قاموا بصدهم"، مضيفا: "تعرضت حركة الشباب لخسائر فادحة هذا الصباح، وبات الجيش يسيطر حاليا على الوضع في المنطقتين".

ومنذ 2020 تكررت عمليات استهداف مقرات ومعسكرات الجيش الصومالي، وتخرج  الشباب بغنائم السلاح، في الدرجة الاولة، بما يشكل تهديد للدولة الصومالية وعم اخواني قطري عبر هذه الهجمات لحركة الشباب بتسهيل الاستيلاء على سلاح الجيش الصومالي.

وفي اغسطس 2019 أصدر مجلس الوزراء الصومالي قرارا بتعيين مراسل قناة الجزيرة السابق فهد الياسين مديراً لجهاز المخابرات خلفاً لحسين عثمان، بعد أن شغل منصب نائب المدير منذ عام، في إجراء يؤكد مخاوف سياسيين وقادة بالجيش من مخاطر تصاعد نفوذ الدوحة في البلد الذي يعاني ويلات الإرهاب.

ويعتبر المراقبون أن فهد ياسين من الشخصيات الأكثر تأثيراً في الساحة السياسية الصومالية في الوقت الحالي، وحيث بات يعرف بمنفذ سياسات نظام الدوحة في البلاد.

وذكر مراقبون أنه منذ تعيين الياسين نائبا لرئيس الاستخبارات تعالت أصوات قادة في الجيش الصومالي للتحذير من مخطط قطري للهيمنة على مفاصل البلاد واتخاذها منصة للعمليات الإرهابية في القرن الأفريقي للتأثير على المنطقة الاستراتيجية.

ويُشير تاريخ ياسين بارتباطه الوثيق مع الجماعات المتطرفة، حيث كان عضواً في «جماعة الاعتصام» السلفية، وعبر علاقته الوطيدة بمرشد الاخوان يوسف القرضاوي انضم فهد ياسين لجماعة الإخوان الإرهابية.

ونشر اللواء عبدالله عبدالله، مدير جهاز الأمن والمخابرات الصومالي السابق، وثيقة مؤرخة في 2 سبتمبر2018، تتضمن دعوى إلى الادعاء العسكري والمحكمة العسكرية ضد مدير الوكالة حسين عثمان حسين ونائبه فهد أحمد طاهر المعروف باسم فهد ياسين طاهر، يتهمهما بالتنسيق التام مع حركة الشباب الإرهابية في الفترة بين 2014-2015 و2016-2017.

وذكرت تقارير صحافية صومالية، إن فهد ياسين تحوّل إلى حافظ ملفات الحكومة الصومالية وأسرارها من خلال عمله داخل القصر الرئاسي، حيث كان يسافر ويجتمع مع مسؤولين قطريين بلا أي إعلان من الحكومة.

وأثار ياسين أزمة عنيفة بين فرماجو والبرلمان في ديسمبر2018، حيث تقدم 92 نائباً من أعضاء البرلمان لرئيسه مطالبين بمساءلة رئيس الجمهورية وسحب الثقة منه، متهمين إياه بسوء إدارة البلاد وتعريض سيادتها للخطر، وإحداث تغييرات في المؤسسات الأمنية والعسكرية دون الرجوع إلى حكام الأقاليم ومجلس الوزراء، ونظراً لتوغل ياسين داخل الدولة وعلاقاته المتشعبة بأركانها، استطاع إجهاض ذلك الطلب قانونياً، حيث تراجع 14 نائباً عن الطلب المقدم ليفشل في اكتمال النصاب القانوني لنجاحه.

وكانت صحيفة «سونا الصومالية» كشفت في يناير 2018، أن النظام القطري يرعى ويدعم «حركة الإصلاح» الصومالية لنشر نفوذ الدوحة في البلاد، وأبرزت العلاقات الوطيدة لفهد ياسين الذي وصفته بـ«رجل قطر» مع قادة الحركة المتطرفة، مشيرة إلى أن الدوحة تتعاون من خلاله مع قادة الحركة لتشكيل جناح مسلح جديد يتم تجنيده من بين أفراد حركة الشباب الإرهابية بدعم مادي ولوجستي قطري.

كما تستضيف قطر، الرجل الثاني في حركة شباب المجاهدين، محمد سعيد أتم، الذي أدرجته دول الرباعي العربي (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) الداعية لمكافحة الإرهاب، في نوفمبر 2017 على قوائم الإرهاب، والذي هناك ثمة تشابهات بينه وبين فهد ياسين، في إطار التعاون فيما بينهما، وأخذ معلومات منه عن الأوضاع الأمنية في الصومال.

 

 

 

شارك