اسقاط حكومة علاوي.. كيف نجحت إيران في قص أجنحة مقتدى الصدر في العراق؟

الإثنين 02/مارس/2020 - 02:39 م
طباعة اسقاط حكومة علاوي.. علي رجب
 

اسقاط  البرلمان العراقي حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، واعلان الاخير اعتذاره للرئيس العراقي برهم صالح، عن تكليفه بتشكيل الحكومة، يشكل خسارة فادحة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورسالة قوية من القوى السياسية العراقية بشكل عام والشيعية بشكل خاص، على تحجيم نفوذ الصدر في بلاد الرافدين، وقص "أجنحته" من قبل القوى الشيعية وإيران.

وأمس قدمت علاوي، المكلف برئاسة الحكومة العراقية والمدعوم من قبل التيار الصدري،  اعتذاره عن تكليف بتشكيل الحكومة، قائلا:" كنت امام هذه المعادلة - منصب رئيس الوزراء مقابل عدم الصدق مع شعبي و الاستمرار بالمنصب على حساب معاناته".

وأضاف علاوي:" كان الخيار بسيط وواضح هو ان أكون مع شعبي الصابر و خاصة عندما رأيت ان بعض الجهات السياسية ليست جادة بالإصلاح و الإيفاء بوعودها للشعب و وضعت العراقيل امام ولادة حكومة مستقلة تعمل من اجل الوطن".

المراقب للملف العراقي يرى أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كان يعول كثيراً على اصطفاف مختلف الاطراف السياسية بكل مكوناتها، خلفه، وحل عقدة تشكيل الحكومة الجديدة، بعد استقالة عادل عبد المهدي، عقب تظاهرات احتجاجية عارمة في مختلف مدن الوسط والجنوب، جوبهت بالعنف والتنكيل والاختطاف، والتي أدت إلى سقوط المئات من القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن "سائرون"، الذي تلقى سيلاً من الاتهامات من قبل المحتجين بـ"ركوب الموجة"، على حساب دماء المتظاهرين.

وكان تحالف الصدر في البرلمان "شائرون" والذي يملك (54 نائبا)، كان أبرز الداعمين لتمرير حكومة علاوي، رغم ا نه لم يرشح الأخير سوى 14 أسما في حكومة، وفشل في الحصول على دعم القوى الكردية والسنية.

تحالف "سائرون" اتهم عدة أطراف شيعية، بالتعاون مع الكرد والسنة على عدم تمرير حكومة علاوي، متهماً إياها بالإبقاء على نظام المحاصصة في البلاد.

ويقدر عدد النواب الشيعة في البرلمان العراقي يقدر بأكثر من 180 نائباً، وبإمكان هذا العدد تمرير الحكومة وأي قانون داخل مجلس النواب العراقي، ولكن ما حدث انه لم يحضر جلسة البرلمان العراقي لتمرير حكومة علاوي سوى 108 نائبا.

وندد الصدر  بالقوى السياسية التي وقفت عائقاً أمام تمرير حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي في البرلمان، إثر اعتذار الأخير عن مهمته.

وتساءل الصدر، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "إلى متى يبقى الغافلون، ممن يحبون المحاصصة، ولا يراعون مصالح الوطن يتلاعبون بمصائر الشعب؟ إلى متى يبقى العراق أسير ثلة فاسدة؟ وإلى متى يبقى بيد قلة تتلاعب بمصيره، ظانين حب الوطن، وهم عبيد الشهوات؟".


المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي قال :" أظن العبرة التي تعلمها محمد علاوي وقادة سائرون والفتح؛ ساحات التظاهرات الركن القوي والشديد والنقي الذي ينبغي أن يأوي له رئيس الوزراء عند الإصلاح ومكافحة الفساد".

وتابع :"وعند أهمال الساحات فلن تستطيعوا ان تنبذوا رأي البارزاني والحلبوسي والمالكي وتجعلونه خلف ظهوركم، ولن تستطيعوا الحكم".

المحلل السياسي محمود جابر يقول لـ"بوابة الحركات الاسلامية"، ان سقوط حكومة علاوي يحمل عدة رسائل للتيار الصدري.

وأضاف جابر :" ما حدث للكابينة الوزارية للمرشح لتولى رئاسة الوزراء هي ضربة وجهها تحالف الفتح ودولة القانون بالاتفاق مع كتلة السنة والكرد  لتيار الصدرين فحكومة توفيق علاوى كان ورائها سائرون بقيادة مقتدى الصدر والنصر بقيادة رئس الوزراء الاسبق العبادىن واسقاطها يشكل ضربة لمقتدى الصدر".

وتابع الخبير في الشؤون العراقية، ان خطوة اسقاط حكومة علاوي، وتحالف الفتح ودولة القانون ضد مقتدى الصدر يمكن ان توصف بانها ضربة ايرانية لزعيم التيار الصدري في العراق.






 


شارك