"طالبان "تعلن إنهاء الهدنة الجزئية... وتستأنف هجماتها ضد الحكومة الأفغانية

الثلاثاء 03/مارس/2020 - 12:22 م
طباعة طالبان تعلن إنهاء فاطمة عبدالغني
 
كان من المفترض أن يضع الاتفاق المّوقع في بين طالبان وواشنطن حداً لأطول حرب في تاريخ أمريكا، ويُنهي عقوداً من سفك الدماء تقاتل خلالها الأفغان مع بعضهم بعضاً ومع قوات أجنبية، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث أعلنت حركة طالبان، أمس الاثنين 2 مارس، أنها ستستأنف هجماتها ضد القوات الأفغانية، مؤذنة بانتهاء الهدنة الجزئية التي سبقت التوقيع على الاتفاق بين طالبان وواشنطن.
وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن "خفض العنف انتهى الآن وستتواصل عملياتنا كالمعتاد"، كما شدد على أن الحركة لن تشارك في مفاوضات بين الأفغان حتى يتم الإفراج عن نحو خمسة آلاف من سجنائها. 
وأضاف "بحسب الاتفاق (بين طالبان وواشنطن) فإن مجاهدينا لن يهاجموا القوات الأجنبية، ولكن عملياتها ستتواصل ضد قوات إدارة كابول". 
وقال لوكالة رويترز في اتصال هاتفي "إذا لم يتم الإفراج عن سجنائنا الخمسة آلاف - 100 أو مئتان أقل أو أكثر لا يهم- فلن تكون هناك مفاوضات بين الأفغان".
ويأتي إعلان طالبان بعد يوم من تمديد الرئيس الأفغاني أشرف غني الهدنة الجزئية مع طالبان لمدة أسبوع من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار "كامل" في البلاد. 
وأضاف غني بأن الحكومة لم تتعهد بالإفراج عن 5 آلاف معتقل من طالبان كما نص عليه الاتفاق بين واشنطن وحركة طالبان الذي وقع السبت 29 فبراير في الدوحة.
وكان غني صرح الأحد 1 مارس خلال مؤتمر صحفي في كابول إن "خفض العنف سيستمر بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار كامل"، موضحا أن قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال الأمريكي سكوت ميلر أبلغ طالبان بهذا القرار.
ووفق اتفاق الموقع بين طالبان وواشنطن، لا يمثل وقف إطلاق النار سوى "عنصرا" في المفاوضات القادمة وليس شرطا لانعقادها على غرار ما يأمل أشرف غني.
فيما قال المتحدث المساعد باسم وزارة الدفاع الأفغانية فواد أمان "نحن بصدد التأكد إن (كانت الهدنة المؤقتة قد) انتهت. لكننا لم نسجل هجمات كبيرة حتى الآن".
من جانبه كشف وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن بلاده تعمل على إقناع السلطات الأفغانية لإطلاق سراح 5000 عنصر من حركة "طالبان".
وجاء هذا الإعلان يوم الاثنين في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، ردا على سؤال حول موقف واشنطن من تصريحات للرئيس الأفغاني أشرف غني، مفادها أن السلطات ليست ملزمة بالإفراج عن أعضاء "طالبان" الأسرى، ولا بمضمون اتفاق الحركة مع الولايات المتحدة؟
وبحسب قناة  ITV، قال الرئيس الأفغاني أيضا إنه لم يبرم اتفاقات مع الجانب الأمريكي بشأن إطلاق سراح عناصر "طالبان"، وأكد أن الولايات المتحدة لا تملك سلطة اتخاذ مثل هذه الخطوات.
وقال بومبيو إن الصعوبات في محاولة "كسر العادات الراسخة يجب ألا تفاجئ أحدا". "إذا نظرت إلى الاتفاق (بين الولايات المتحدة وحركة طالبان) ، فهو يتضمن حكما بشأن تبادل الأسرى، وهو يشير إلى مفاوضات مع جميع الأطراف المعنية بإحراز تقدم".
وشدد بومبيو على أن الخبراء الأمريكيين يعملون على تنفيذ هذا البند من اتفاق السلام، وهو "خطوة مهمة في بناء الثقة".
يشار إلى أن الاتفاق ينص على أن تبدأ المفاوضات بين الأفغان في 10 مارس الجاري، وسيناقش المشاركون توقيت وطرق وقف إطلاق النار الدائم والشامل وخريطة الطريق السياسية المستقبلية لأفغانستان. وتنص الاتفاقية كجزء من تدابير بناء الثقة، على أن تفرج الحكومة الأفغانية عما يصل إلى 5000 من أنصار "طالبان" وما يصل إلى ألف شخص تحتجزهم الحركة مع بدء المفاوضات بين الأفغان.
من ناحية أخرى أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أنه منح الضوء الأخضر لكبير قادة القوات الأميركية في أفغانستان للبدء في سحب أولي للقوات من هناك.
وفي مؤتمر صحفي بمقر الوزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون"، الاثنين، قال إسبر إنه ليس متأكدا مما إذا كان الانسحاب بدأ، ولكنه قال إنه يتطلب أن يبدأ في غضون 10 أيام من التوقيع على اتفاق السلام مع حركة طالبان السبت.
وأوضح المسؤول الأمريكي أيضا أن الجنرال سكوت ميلر، قائد القوات الأميركية في كابول، لديه صلاحية بدء سحب القوات إلى حد 8600 جندي من الإجمالي الحالي البالغ 13 ألفا.
وتابع قائلا: "سوف نظهر حسن النية ونبدأ سحب قواتنا".
وفي السياق، قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إنه لا يوجد توقع بأن العنف في أفغانستان "سوف يصل إلى الصفر" سريعا، بعد التوقيع على اتفاق السلام السبت.
وأشار إسبر إلى أن الولايات المتحدة تتوقع أن "يتراجع" العنف، ما يفضي إلى بداية مفاوضات سلام بين الجماعات الأفغانية بما فيها طالبان بحلول العاشر من مارس الجاري.
من ناحية أخرى، وبعيد ساعات من إعلان طالبان المستجد أفادت الشرطة الأفغانية بمقتل 3 مدنيين، وإصابة 11 بجروح، في شرق أفغانستان في هجوم بدراجة نارية مفخخة، خلال مباراة كرة قدم. 
وقال مدير شرطة ولاية خوست سيد أحمد بابازي لفرانس برس: "انفجرت دراجة نارية مفخخة خلال مباراة كرة قدم في مقاطعة نادر شاه كوت. قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 11 بجروح" في الهجوم الذي لم تتبنه أي جهة حتى الآن.
في غضون ذلك، ذكر تقرير إخباري، أمس الاثنين، أن سلسلة من الغارات الجوية الأمريكية، تمت في إقليم كونار شرق أفغانستان، مما أسفر عن مقتل 6 مسلحين تابعين لتنظيم داعش. 
ونقل موقع "خاما برس" الإلكتروني الإخباري، أمس الاثنين، عن الجيش الأفغاني قوله في بيان إن طائرات من دون طيار تابعة للجيش الأميركي استهدفت مقاتلي تنظيم داعش في منطقة سوكي بإقليم كونار، أول من أمس. 
وأضاف البيان أن الغارات الجوية استهدفت أيضاً عناصر تابعين لـداعش في منطقة ديواجول فالي بالإقليم، مما أسفر عن مقتل 6 على الأقل من مسلحي التنظيم الإرهابي.
 وأضاف الجيش أن الغارات الجوية أسفرت عن مقتل "غني" القائد المسؤول عن سجون داعش، وقاري زاهر وهو قائد محلي آخر بارز في التنظيم. ولم يعلق أي من الموالين لداعش على الغارات الجوية حتى الآن.

شارك