الأمريكان ومحاصرة تنظيم القاعدة وسط اليمن

الخميس 05/مارس/2020 - 01:24 م
طباعة الأمريكان ومحاصرة حسام الحداد
 
ألقت طائرات يعتقد أنها أمريكية، في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس 5 مارس 2020، منشورات في مناطق "يكلا" بمديرية "قيفة" في محافظة البيضاء "وسط اليمن"، وفق ما أفادت به مصادر محلية "المصدر أونلاين".
وقالت المصادر إن الطائرات ألقت منشورات تطالب المواطنين بالإبلاغ عن قيادات في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتعرض عليهم مكافئات مالية مقابل ذلك.
وتضمنت المنشورات الملقاة في "يكلا" أسماء وصور قادة في التنظيم مطلوبون وهم: خالد باطرفي، وسعد عاطف، وعمار الصنعاني، بالإضافة الى أرقام للتواصل.
وعرضت المنشورات مكافأة مالية تصل الى 6 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الشخصيات المذكورة.
كما تضمنت المنشورات عبارات مثل "تخلص من فوضى القاعدة وامن مستقبلك. قدم معلومات"، و "لا تسمح للقاعدة بتعريض إخوانك للخطر. احم نفسك وعائلتك وقبيلتك" و عبارة تقول إن "القاعدة لا تستطيع حماية قادتها، فكيف ستستطيع حمايتك؟".
وكان شهود عيان أكدوا لصحف عدة بينها المصدر أونلاين، عبور 3 طائرات مروحية –يعتقد أنها أمريكية-أجواء مديريات الشرية وردمان والسوادية متجهة الى يكلا.
وأضاف الشهود لـ"المصدر أونلاين" أن الطائرات حلقت بعلو منخفض في سماء المديريات الثلاث، وهي مناطق تقع تحت سيطرة جماعة الحوثيين، بعد عبورها مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة.
وتعد "يكلا" أحد أهم معاقل التنظيم المتطرف، ويعتقد مراقبون وجود قيادات كبيرة في التنظيم داخلها، وسبق أن استهدفتها الطائرة الأمريكية بعدة غارات في أوقات سابقة.
وفي يناير 2017 نفذ الجيش الأمريكي عملية إنزال جوي، أدت إلى مقتل الزعيم القبلي الموالي للتنظيم عبدالرؤوف الذهب ومسلحين آخرين، بالإضافة الى سقوط عدد من الضحايا المدنيين بينهم طفلة. 
وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو تنظيم متطرف يتخذ من جنوب اليمن مقراً له. تطورت عملياته بعد ذلك لتشمل السلطة القائمة في كل من الرياض وصنعاء بعدما سعى البلدين إلى القضاء على التنظيم. توالى عدد من الشخصيات على قيادة التنظيم في السعودية وفي اليمن، وقد قتل بعضهم واستسلم أخرون، لكن ظهر بعد الاندماج قيادات جديدة على الساحة.
في 16 يونيو 2015، عين التنظيم قاسم الريمي زعيماً له، خلفاً لناصر الوحيشي الذي قتل بغارة لطائرة بدون طيار في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرق اليمن.
وقد أعلن البيت الأبيض الخميس 6 فبراير 2020، في بيان له مقتل زعيم تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" خلال عملية نفذتها القوات الأمريكية في اليمن.
وجاء في البيان "بتعليمات من الرئيس دونالد ترامب، نفذت الولايات المتحدة عملية في إطار مكافحة الإرهاب في اليمن ونجحت في تصفية قاسم الريمي مؤسس وقائد جماعة القاعدة في الجزيرة العربية".
وأضاف البيان أنه تحت قيادة الريمي نفذ التنظيم "أعمال عنف يصعب وصفها ضد مدنيين في اليمن وسعى لاقتراف أو الحض على تنفيذ اعتداءات عدة ضد الولايات المتحدة وقواتنا".
وتابع أن مقتل الريمي "يزيد من إضعاف تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وتنظيم القاعدة العالمي وهو ما يقربنا من القضاء على التهديدات المتأتية من هذه المجموعات على أمننا القومي".
وذكرت الإدارة الأمريكية أن الريمي انضم إلى القاعدة في تسعينيات القرن الماضي وعمل لحساب أسامة بن لادن في أفغانستان المسؤول عن اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
واستغل تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" ضعف السلطة المركزية في اليمن لتعزيز وجوده في جنوب وجنوب شرق اليمن الذي دمرته الحرب منذ 2015.
وكان تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" قد تبنى إطلاق نار في بداية كانون الأول/ديسمبر في قاعدة عسكرية أمريكية في بينساكولا بفلوريدا، والذي خلف ثلاثة قتلى من عناصر المارينز، وفق بيان الأحد للمركز الامريكي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت).
وبحسب المركز "فقد تبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في رسالة بصوت قائده قاسم الريمي، هجوم كانون الأول/ديسمبر 2019 في قاعدة بينساكولا الجوية التابعة للبحرية".
وضاعفت الخارجية الأمريكية في 2018 قيمة المكافأة المخصصة للقبض على الريمي، لتصبح عشرة ملايين دولار.
وكانت وزارة المالية الأمريكية والأمم المتحدة قد فرضتا عقوبات على الريمي لمشاركته في اعتداء دامٍ قرب السفارة الأمريكية في صنعاء ولدعمه المفترض للنيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول في عيد ميلاد المسيح في 2009 تفجير رحلة بين أمستردام وديترويت من خلال إخفاء متفجرات في ملابسه الداخلية.
وكثفت الولايات المتحدة هجماتها بالطائرات المسيرة التي تستهدف القاعدة في اليمن منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة.
وأذن ترامب بهجمات أخرى في الشرق الأوسط منها الهجوم الذي أدى إلى تصفية الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد في بداية كانون الثاني/يناير.
وفي 2011 قتل أنور العولقي العضو النافذ في القاعدة الذي ولد ونشأ في الولايات المتحدة قبل انضمامه لشبكة بن لادن في اليمن، في غارة لطائرة مسيّرة.
وقتل ناصر الوحيشي القائد السابق للتنظيم في غارة مماثلة في 2015.
كما قتل جلال بلعيدي القيادي الكبير في التنظيم بداية 2016 مع اثنين من حراسه في غارة بطائرة مسيرة أمريكية على سيارتهم.
يذكر أن الشقيقين شريف وسعيد كواشي منفذي الاعتداء في 2015 على صحيفة أسبوعية بباريس، أعلنا انتماءهما لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب".

شارك