"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الجمعة 06/مارس/2020 - 10:50 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم  6 مارس 2020. 
الاتحاد: رفع الجاهزية القتالية للجيش اليمني إلى «أعلى مستوى»
أقر اجتماع استثنائي، برئاسة وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محمد علي المقدشي، أمس الخميس، رفع الجاهزية القتالية لجميع الوحدات المسلحة والأمنية إلى «أعلى مستوى»، وذلك «لمواجهة المخاطر والتحديات الماثلة». وذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية (سبتمبر نت) أن الاجتماع الذي عقد بمدينة مأرب، وحضره رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن صغير بن عزيز، ومحافظو محافظات مأرب اللواء سلطان العرادة، وصنعاء اللواء عبدالقوي شريف، والجوف اللواء أمين العكيمي، ناقش «التطورات والمستجدات الميدانية»، بعد سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية على أجزاء واسعة من مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، شمال شرق البلاد.
وأكد الاجتماع بحضور قائد قوات تحالف دعم الشرعية بمأرب، اللواء الركن عبدالحميد المزيني، على متابعة سير العمليات القتالية في مختلف جبهات القتال مع الميليشيا الحوثية المتمردة، مشدداً على ضرورة تحمل الجميع مسؤولياتهم في هذه المرحلة الفاصلة التي يمر بها الوطن، وعدم التهاون مع أي تقصير أو تخاذل.
وحث وزير الدفاع، الفريق المقدشي، على أهمية رفع الروح المعنوية للمقاتلين وحفظ الأمن والاستقرار في المناطق والمحافظات المحررة، موجهاً بـ«التعامل بحزم مع أي محاولات للإخلال بالسكينة العامة، والضرب بيد من حديد ضد كل العناصر التخريبية»، وأكد المقدشي «أن المعركة الوطنية لن تتوقف إلا باستعادة كافة مؤسسات الدولة والقضاء على كافة براثن الإمامة والكهنوت التي تسعى إلى إعادة اليمن إلى عصور الظلام والرجعية والتخلف».
وكان وزير الدفاع اليمني ومعه قائد قوات تحالف دعم الشرعية بمأرب، اللواء الركن عبدالحميد المزيني، تفقدا في وقت سابق الخميس، سير العمليات القتالية في جبهات محافظة الجوف، والتقيا القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية السادسة، اللواء الركن أمين الوائلي، وقيادات عسكرية أخرى.
ميدانياً، شرعت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس الخميس، بحفر خنادق شرقي مدينة الحزم تحسباً لهجوم محتمل من قوات الجيش اليمني التي تتمركز على بعد نحو 15 كيلومتراً إلى الشرق بالقرب من محافظة مأرب.وذكرت مصادر محلية في الحزم لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي واصلت اقتحام العشرات من منازل المواطنين والمؤسسات الحكومية وسط حملة اعتقالات واسعة، مشيرة إلى أن الميليشيات أغلقت المستشفى الحكومي في المدينة ونهبت مخازن المستشفى ومكتب الصحة العامة. وأوضحت المصادر أن ميليشيا الحوثي تمركزت داخل العديد من المباني الحكومي، وحولتها إلى ثكنات عسكرية.

الاتحاد: اليمن.. منشورات تعرض حوافز للإبلاغ عن قادة القاعدة
ألقت طائرات يعتقد أنها أميركية، صباح أمس الخميس، منشورات على منطقة يكلا، وهي معقل رئيسي لتنظيم القاعدة المتطرف في مديرية ولد الربيع بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وذكرت مصادر محلية أن المنشورات دعت أهالي منطقة «يكلا» إلى تقديم «معلومات عن قادة (تنظيم) القاعدة» مقابل «مكافأة تصل إلى ستة ملايين دولار».
وتضمنت المنشورات أسماء وصور قادة القاعدة المطلوبين وهم: سعد عاطف، وخالد باطرفي، وعمار الصنعاني، بالإضافة إلى أرقام للتواصل.. وخالد باطرفي، المنحدر من محافظة حضرموت، هو القائد الجديد لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب بعد مقتل زعيم التنظيم، قاسم الريمي، في غارة جوية أميركية على محافظة مأرب في يناير الماضي.
وحثت المنشورات سكان «يكلا» على المسارعة في تقديم المعلومات، وكُتب على بعضها عبارات «تخلص من فوضى القاعدة وأمن مستقبلك. قدم معلومات!»، و«لا تسمح للقاعدة بتعريض إخوانك للخطر، احم نفسك وعائلتك وقبيلتك»، و«لا تستطيع القاعدة حماية قادتها، فكيف ستستطيع حمايتك». 

البيان: الشرعية تخترق خطوط الميليشيا شرق صنعاء
نفّذت قوات الجيش اليمني، عملية نوعية خلف خطوط ميليشيا الحوثي، في جبهة صلب بمديرية نهم شرقي صنعاء.

وأعلن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، في بيان، أنّ الجيش الوطني توغّل خلف خطوط الميليشيا في جبهة صلب، وتمكن خلالها من القضاء على عناصر الميليشيا المتمركزة في الموقع، وإحراق مدرعة قتالية بما فيها من أسلحة وذخائر متنوعة.

ولفت البيان، إلى أنّ الميليشيا الحوثية أصبحت في أضعف حالاتها، وأن هذه العملية أصابتها بالهلع والرعب، مشيداً بكفاءة الجيش الوطني وقدراته العالية على توجيه ضربات موجعة للميليشيا.

إلى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين القوات المشتركة، والميليشيا في محيط منطقة مرخزة جنوبي الفاخر غرب الضالع في حدود محافظة إب.

وذكرت القوات المشتركة، أنّ اشتباكات عنيفة دارت في أطراف محافظة إب مع الميليشيا التي هاجمت مواقع القوات المشتركة، إثر محاولة الميليشيا الالتفاف على مواقع القوات المشتركة عبر إحدى الطرق الفرعية. وأوضحت مصادر مطلعة، أنّ الميليشيا مستمرّة في حشد مقاتليها بجبهات شمال وغربي الضالع، لاسيّما في مديرية دمت وفي مديرية السبرة شرق محافظة إب.

إفشال مخطّطات

على صعيد متصل، تعهّد وزير الدفاع اليمني، الفريق محمد المقدشي، باستمرار المعركة ضد الميليشيا، وإفشال المخططات الإيرانية الهادفة لزعزعة الأمن القومي العربي.

وأكّد المقدشي، أنّ قوات الجيش ترابط بثبات في ميادين الشرف والفداء للذود عن الوطن ودفن مشاريع الدم والدمار، إلى جوار التحالف العربي الداعم للشرعية في معركة استكمال مواجهة الميليشيا، وإفشال المخططات الإيرانية الرامية للعبث بأمن واستقرار اليمن والمنطقة وزعزعة الأمن القومي العربي.

وشدّد المقدشي على ألّا رجعة عن تحرير صنعاء وصعدة وكل التراب اليمني مهما كانت التحديات والظروف.

نفي

إلى ذلك، نفى مدير عام مدير مديرية رغوان، طه علوي الباشا بن زبع، مزاعم الميليشيا سيطرتها على المديرية، مشيراً إلى أنّ الانتصارات الزائفة والأكاذيب المفضوحة التي تروّج لها وسائل إعلام الميليشيا هدفها التغطية على الهزائم التي تتكبدها يومياً على أيدي الجيش الوطني في مختلف الجبهات.

وذكر بن زبع، أن الميليشيا تلجأ لأسلوب اختلاق الأكاذيب وصناعة الانتصارات الوهمية، كلما تكبدت الخسائر لتضليل أتباعها وبيعهم الوهم ليدفعوا بأبنائهم لمحارق الموت وتعويض خسائرها في كافة الجبهات.

وام: ندوة في جنيف تناقش حقـوق الإنسـان فـي اليمـن
ينظم المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بالشراكة مع النادي السويسري للصحافة، ندوة دولية، اليوم الجمعة، في مدينة جنيف تحت عنوان «تقارير حقوق الإنسان باليمن.. حقيقة الالتزام بالمبادئ والمعايير الدولية».

وتشارك في الندوة العديد من المنظمات العربية والدولية المعنية بحقوق الإنسان بوجه عام، إلى جانب عدد من الخبراء الدوليين المعنيين بحالة حقوق الإنسان باليمن تحديداً، وذلك لمناقشة عدة محاور من بينها تقارير الهيئات الأممية والدولية وتقارير المنظمات غير الحكومية، والتقارير الإعلامية المعنية بحالة حقوق الإنسان والسعي إلى الارتقاء بها.

ويتحدث في الندوة الدكتور علاء شلبي رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ونبيل الأسيدي عضو نقابة الصحفيين اليمنيين، رئيس لجنة الحقوق والحريات، وصدام أبو عاصم الناشط والمدافع عن حقوق الإنسان في اليمن.

ويسعى المشاركون في الندوة إلى التوصل إلى معالجات فاعلة وناجعة تستند إلى جملة من الإجراءات والآليات الكفيلة بالوصول إلى تحقيق السلام في اليمن، وفقاً لما أكدته المفوضة السامية لحقوق الإنسان الدولية. (وام)

الشرق الأوسط: الحوثيون يجبرون كل مدرسة على انتقاء 15 طالباً للقتال
على وقع المواجهات العنيفة التي تشهدها محافظة الجوف وجبهات قتالية أخرى بين قوات الجيش الوطني اليمني وميليشيات الحوثي الانقلابية، تدور معارك ثانية من نوع آخر في عدد من مناطق وأحياء العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى خاضعة للميليشيات.

ونتيجة للضربات الموجعة والخسائر الفادحة، التي تعرضت وما زالت تتعرض لها الميليشيات بصورة مستمرة في جبهات قتالية عدة، شنّت الجماعة خلال اليومين الماضيين في العاصمة صنعاء والمناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرتها، حملات حشد وتجنيد واسعتين لاستقطاب مقاتلين جدد في صفوفها.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن جماعة الحوثي فرضت على أعيان الأحياء والحارات رفد جبهات القتال بعناصر جدد، حيث ألزمت كل عاقل حي بتوفير 10 مقاتلين، وهددتهم بعقوبات مشددة في حال خالفوا أوامرها وتوجيهاتها.

وبدأ مشرفو الجماعة وعقال الأحياء - وفق المصادر – في افتعال أزمة في غاز الطهي بمعظم حارات العاصمة، وتعمد وكلاء الميليشيات إخفاء الأسطوانات والتلاعب بأسعارها؛ بهدف الضغط على السكان ومقايضتهم بمد الجماعة بمقاتلين مقابل توفير مادة الغاز.

وعلى صعيد ما تعانيه مدارس العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى من استهداف حوثي ممنهج بالذات لعقول الصغار، فقد شهدت مدارس العاصمة، منذ مطلع الأسبوع الحالي، غياباً ملحوظاً لمئات الطلبة الذين رفضوا استمرار الحضور، جراء ما تقوم به الجماعة من حملات تجنيد في أوساطهم واستخدامهم وقوداً في معاركها العبثية.

وكشفت مصادر تربوية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن أن عدداً كبيراً من أولياء الأمور قرروا منع أولادهم من الذهاب للمدارس، خصوصاً تلك التي تُطبق الميليشيات الحوثية الخناق والسيطرة الكاملة عليها، وفضّلوا إبقاءهم في المنازل خوفاً عليهم من عملية الاستهداف الواسعة التي تشنها الميليشيات في أوساط طلبة الصفوف (الابتدائية والإعدادية والثانوية).

كما كشف معلمون في مدارس حكومية بصنعاء، عن خلو الفصول الدراسية بمدارسهم، وارتفاع نسبة تسرب الطلبة، وأرجعوا ذلك إلى الحملة الحوثية المتواصلة التي تستهدف المدارس وتستغل صغار السن في معاركها تعويضاً لخسائرها الفادحة بجبهات القتال.

وتحدث معلمون لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة فرضت على مديري المدارس اختيار 15 طالباً من كل مدرسة حكومية في صنعاء؛ لأخذهم إلى جبهات القتال دون علم أهاليهم.

وفي حين أشار المعلمون إلى موجة غضب في أوساط السكان المحليين نتيجة استغلال الميليشيات للمؤسسات التعليمية بعد تعطيلها وتجريفها واستمرار حملاتها التي تلزم الطلاب بالالتحاق بصفوفها، شكا عدد من أولياء الأمور لـ«الشرق الأوسط»، من تجنيد الحوثيين القسري لأطفالهم بعد أخذهم عنوة من فصول الدراسة دون علمهم إلى أماكن مجهولة وتدريسهم «الملازم الخمينية»، وكذا تدريبهم على الأساليب والوسائل القتالية كافة، وتلقينهم أفكاراً طائفية.

في السياق نفسه، ألزمت الميليشيات الحوثية في ذمار (جنوب صنعاء)، عقال الحارات ومديري المدارس باستقطاب مجندين، وتحصيل مبالغ مالية من الطلبة لدعم الجبهات.

وأفادت مصادر محلية في ذمار لـ«الشرق الأوسط»، بأن ميليشيات الحوثي، المدعومة إيرانياً، عقدت مطلع الأسبوع الحالي، اجتماعاً بعقال الحارات والأحياء ومديري مدارس المحافظة بمدينة ذمار، برئاسة القيادي الحوثي المدعو عباس العمدي وألزمت من خلاله كل عاقل حي بجمع خمسة مقاتلين، ومديري المدارس بتحصيل 300 ريال كمجهود حربي من كل طالب وطالبة (نحو نصف دولار).

وقالت المصادر، إن عناصر الميليشيات بذمار تعيش حالة من الذعر والإرباك، وتعاني نقصاً شديداً في أعداد مقاتليها، نتيجة ما تتكبده من خسائر كبيرة في جبهات القتال.

واستمراراً لمسلسل الانتهاكات والجرائم الحوثية المتواصلة بحق أبناء ذمار، اختطفت الجماعة، منتصف الأسبوع الماضي، العشرات من الأطفال من صغار السن من عدد من المديريات التابعة للمحافظة.

ورصد مراقبون محليون قيام الجماعة باختطاف 39 طفلاً من عدد من أحياء ومديريات المحافظة خلال الأسبوع الأخير من شهر فبراير (شباط) المنصرم، بعد اختطاف 17 طفلاً في الأسبوع الثالث من الشهر ذاته.

وأوضح المراقبون المحليون، أن الميليشيات اختطفت 29 طفلاً من أحياء وشوارع مدينة ذمار، كما اختطفت 10 أطفال من قرى مديريتي «جهران وميفعة عنس»، ونقلتهم إلى مراكز خاصة بالتعبئة الطائفية تحت مسمى «دورة ثقافية».

ويرجّح المراقبون، أن الميليشيات الحوثية بصدد الدفع بالأطفال المختطفين إلى معسكرات التدريب، بعد إنهاء الدورة التعبوية، ومن ثم الزج بهم في جبهات القتال، في حين لا يعرف الأهالي مصير أبنائهم حتى اللحظة، إلا أنهم في دورات ثقافية، بحسب قول الميليشيات لهم.

وأفاد سكان في ذمار بأن الجماعة اختطفت أيضاً خمسة أطفال من قرية «حصن قديد» بمديرية ميفعة عنس (شرق المحافظة) في حين حمّل الأهالي كامل المسؤولية عن الاختطاف عدداً من القادة الحوثيين، وهم يحيى الديلمي المكنى بـ«أبو علي»، وأحمد علي الحماطي «أبو عامر»، وعادل مطهر.

وأكدت المصادر، أن القيادي الحوثي أحمد لقمان المكنى «أبو الزهراء»، اقتحم مع عدد من عناصره، قرية صنعة بمديرية جهران الواقعة شمال محافظة ذمار، واختطف خمسة أطفال واقتادهم إلى أماكن غير معروفة.

وتقول تقارير محلية، إن الجماعة الانقلابية لا تزال حتى اللحظة تمارس عمليات الاختطاف والتعبئة الخاطئة للأطفال التي تجعل البعض منهم يفر من أهله وينتقل إلى صفوف الميليشيات، ومن المرجح أن المختطفين تم نقلهم إلى مديرية آنس، حيث النقطة الأولى للدورات التحريضية والطائفية، ومن ثم إلى جبهات القتال الحوثية.

ويأتي ذلك الكم الهائل من الانتهاكات والجرائم الحوثية بحق اليمنيين، بالتزامن مع الخسائر الفادحة التي تتكبدها الجماعة المدعومة من إيران، في أكثر من جبهة، حيث خسرت أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى بينهم قيادات بارزة؛ الأمر الذي ضاعف من حاجتها إلى تعويض تلك الخسائر بحملات تجنيد جديدة تستهدف مختلف الشرائح والفئات اليمنية.

وعلى صلة بالموضوع، استمرت الجماعة في استقبال جثث المئات من قتلاها إلى مشافي العاصمة صنعاء بصورة يومية. وكشفت مصادر خاصة بصنعاء، عن توجيه الجماعة الانقلابية قبل أسبوع ونصف الأسبوع من الآن وبشكل سري بسرعة إخراج المئات من جثث قتلاها المكدسين داخل عدد من ثلاجات مستشفيات العاصمة ودفنهم بصورة سرية وغامضة. وأكدت المصادر، أن قادة الجماعة المسيطرين على الصحة وجهوا بشكل سري، بإخراج العشرات من صرعى الميليشيات من ثلاجات المستشفيات الحكومية والخاصة التي تكتظ بها بسبب الضغط الكبير عليها، واستمرار تدفق عشرات الجثث يومياً من المعارك الدائرة في جبهات الجوف وصرواح.

وكشفت المصادر عن أن غالبية الجثث من قتلى الميليشيات التي تم إخراجها من المستشفيات نقلت على متن شاحنات نقل متوسطة وهي مجهولة الهوية ومبتورة الأطراف وبلا رؤوس وبعضها عبارة عن أشلاء.

ورجحت المصادر قيام الميليشيات بدفن قتلاها بمقابر جماعية تقع في مناطق نائية خارج العاصمة صنعاء بطريقة وصفت بـ«اللاإنسانية» لتخفيف الضغط على ثلاجات المستشفيات بالعاصمة صنعاء حتى تتسع لجثث قتلاها القادمة من جبهات القتال.

الشرق الأوسط: يمنيون يشكون من «حوثنة» القيود الاجتماعية ويخشون تماديها
وصل عناصر مسلّحون من دون سابق إنذار ودخلوا عنوة مقهى للنساء في العاصمة اليمنية صنعاء، ثم أمروا بإغلاقه فوراً، في حادثة تأتي في إطار حملة لفرض قواعد اجتماعية صارمة في مناطق سيطرة المتمردين، وعندما طلبت صاحبة المقهى بعضاً من الوقت للسماح للزبائن بلملمة أغراضهن، صاح أحد المسلحين بوجهها، حسبما كتبت على «فيسبوك»، «فليجلسن في بيوتهن. لماذا خرجن؟».

ويخشى يمنيون مما يسميه الناشطون «حوثنة الحياة الاجتماعية». ومن تماديها إلى بقية مناطق سيطرة الانقلاب.

وذكر تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحملة تأتي لفرض القواعد الاجتماعية هذه لتزيد من المعاناة اليومية لليمنيين الذين يعيشون في ظل حرب دامية منذ أكثر من خمس سنوات قتل وأصيب فيها عشرات آلاف المدنيين.

وقام مسلحون في الأشهر الأخيرة بإغلاق مطاعم يختلط فيها الرجال والنساء، بينما بدأ التدقيق بقصات الشعر لدى الشبان، وسار عناصر في مجمّعات مدرسيّة وجامعيّة ليتأكدوا من التزام الطلاب بملابس معيّنة.

ونفّذت هذه الحملة من دون قرارات رسمية صادرة عن السلطة السياسية للمتمردين المؤيدين لإيران، باستثناء بعض الحالات وبينها الطلب، عبر رسالة صادرة عن جهة حكومية، من منظمات إنسانية محلية التقيّد بإجراءات معيّنة في هذا الإطار.

ودعت الرسالة الحوثية إلى «استبعاد جميع الأنشطة التي تهدف إلى إثارة الضحك والمرح والترفيه بين المتمردين والذي يعمل على إذابة الفواصل وتلاشي موانع الحياء بين النساء والرجال». وأضافت: «هذا يتنافى تماماً مع تعاليم الدين الإسلامي وأخلاقيات مجتمعنا اليمني».

وأفاد مقهى يرتاده الشبان والفتيات في صنعاء أن «مديرية الوحدة بأمانة العاصمة» قامت حديثاً بإغلاقه «من دون أي مسوغ أو إجراء قانوني». وقالت إدارة المقهى في منشور «تمت المداهمة (...) والتعامل مع رواده المتواجدين بطريقة غير لائقة من قبل موظفي المديرية الذين قاموا بإغلاق المبنى، وباشروا بالكتابة على البوابات الزجاجية الداخلية».

وفي نهاية العام الماضي، تداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لتعميمات أصدرها المشرفون الحوثيون حديثاً على الإدارات الأمنية في عدد من مديريات محافظات إب وعمران وذمار والبيضاء، وقاموا بتوزيعها على الحلاقين.

وأفادت مصادر محلية في صنعاء بأن مسلحين من أتباع الجماعة أطلقوا النار على أحد الحلاقين في أثناء عمله في محله الواقع في منطقة الجراف شمال العاصمة، فيما يُعتقد أنه ضمن مخطط الجماعة لفرض قَصّات الشعر التي لا يرغب زعيمها في انتشارها في المجتمع.

وكرس زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي إحدى خطبه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لما سماه الحرص على اتباع «الهوية الإيمانية»، في إشارة إلى معتقداته المذهبية المتطرفة فيما يخص العادات والتقاليد وضرورة الالتزام بالمظهر والهيئة التي يبدو عليها زعيم الجماعة.

ولم تكن أوامر الجماعة للحلاقين بالأمر الجديد، ففي وقت كان زعيم الجماعة يلقي إحدى خطبه في مطلع أبريل (نيسان) الماضي، بمناسبة ذكرى مصرع شقيقه حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس الجماعة، كانت ميليشياته تقتحم أحد الأعراس في مدينة رداع بمحافظة البيضاء لتنكّل بأصحاب العرس وبالفنانين الشعبيين المشاركين فيه.

وأقدم مسلحو الجماعة حينها على اقتحام مكان العرس واعتدوا على الفنان ملاطف الحميدي بالضرب بأعقاب البنادق قبل أن تقوم بالتشهير به عبر حلاقة شعره الطويل الذي عُرف به في أثناء رقصاته الشعبية الشهيرة (البرع).

وبالإضافة إلى ضحايا النزاع، لا يزال هناك 3.3 مليون نازح، فيما يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً.

ولطالما تمتّع اليمنيون بمساحة من الحرية رغم كون مجتمعهم محافظاً، حيث كانت تقام مناسبات موسيقية مختلطة وفعاليات ترفيهية.

وبحسب سكان في صنعاء، فإنهم لاحظوا منذ نهاية 2019. في أعقاب فترة من الانتصارات العسكرية والخلافات مع منظمات تابعة للأمم المتحدة، تشدّداً اجتماعياً أكبر من قبل المتمردين.

ومن بين الحوادث التي وقعت حديثاً، قام عناصر من المتمردين بتمزيق قميص أحمر ارتداه أحد الشبان عشية عيد الحب في 13 فبراير (شباط)، بعدما كان اليمنيون يحتفلون بهذه المناسبة بالورود والحلوى.

شارك