تحذيرات أوروبية من استخدام أردوغان لورقة اللاجئين كأداة مساومة

الجمعة 06/مارس/2020 - 02:36 م
طباعة تحذيرات أوروبية من فاطمة عبدالغني
 
شهدت الحدود التركية اليونانية توتراً، إثر اندلاع اشتباكات على حدود الجانبين، صباح الجمعة 6 مارس، حيث استخدمت السلطات اليونانية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لصد محاولات المهاجرين للدخول عبر الحدود إلى اليونان، في حين أطلقت السلطات التركية كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع على الجانب اليوناني من الحدود.
وقالت مصادر بالحكومة اليونانية إن حرس الحدود اليوناني رفض ما يقرب من 7000 محاولة خلال الـ24 ساعة الماضية فقط، ليصل العدد الإجمالي منذ 29 فبراير إلى 34778 وعدد من اعتقلوا إلى 244 شخصًا.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه ألمانيا، أنها سترسل فريقا من الخبراء الأمنيين إلى اليونان للمساعدة في عملية ضبط الحدود مع تركيا ومنع تدفق اللاجئين، حسبما أفادت "سكاي نيوز".
وقالت ألمانيا، اليوم الجمعة، أنها سترسل عددا من خبرائها الأمنيين إلى اليونان للمساعدة في عمليات ضبط الحدود مع تركيا التي تشهد تدفقا للاجئين بعد سماح السلطات التركية لهم بالتوجه إلى هناك.
فيما دعا مستشار النمسا، سيباستيان كورتز، الدول الأوروبية إلى عدم الاستسلام أمام الضغط الذي تمارسه تركيا بواسطة اللاجئين، مؤكدا أن اليونان تتعرض لهجوم منظم من طرف أنقرة.
وقال كورتز في حوار مع صحيفة "Funke": "نشهد هجوما منظما على اليونان من طرف تركيا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان... هذا هجوم مخطط له وله أهداف، تنظمه وتديره دولة (تركيا)، أوروبا لا يجب أن تستسلم لهذا الضغط".
وأوضح أنه في حال دخل المهاجرون إلى أوروبا فإن أعدادهم ستزداد، مضيفا أنه "قريبا أعداد المهاجرين ستصبح بعد ذلك بالملايين، وهذا من شأنه أن يضعنا أمام ظروف كتلك التي شهدناها سنة 2015".
وأشار مستشار النمسا إلى أن جزءا كبيرا من الذين وصلوا إلى الحدود اليونانية "هم ليسوا لاجئين فارين من مناطق سورية بسبب الحرب، ولكن أكثرهم لاجئون يعيشون منذ سنوات في تركيا، وتستخدمهم أنقرة للضغط على الاتحاد الأوروبي".
ومن جانبه طالب أرمين لاشيت رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا كبرى الولايات الألمانية من حيث عدد السكان، إلى تبني موقف حاسم ضد أردوغان بعد تفاقم الوضع على حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية التي تمثلها حدود اليونان مع تركيا.
وقال لاشيت في تصريحات لصحيفتي "فيستفيليشه ناخريشتن" و"فيستفالن بلات" الصادرتين اليوم الجمعة "لابد من زيادة الضغط على أردوغان حتى يدع هذه اللعبة، بما تتضمن من خوض حرب في إدلب ووضع أوروبا تحت الضغوط واستخدام اللاجئين".
وأضاف لاشيت الذي يعتزم ترشيح نفسه لمقعد قيادة الحزب المسيحي الديمقراطي "من الواضح أن ما جرى في 2015 لا يجب أن يتكرر" حينما تدفق عشرات الآلاف من طالبي اللجوء على دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضح لاشيت قائلاً: السلوك الأوروبي صائب، وهو حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي".
من ناحية أخرى كرر الاتحاد الأوروبي الجمعة موقفه الرافض لاستخدام اللاجئين كورقة ابتزاز أو مساومة، في إشارة إلى مواقف الرئيس التركي الأخيرة رجب طيب أردوغان، والتي لوح خلالها ببحر من اللاجئين باتجاه أوروبا، في مسعى لحصد مزيد من الدعم الأوروبي لبلاده.

شارك