مقتل " فرهاد دبيريان".. خسائر الحرس الثوري هل تدفع إيران للخروج عسكريا من سوريا؟

السبت 07/مارس/2020 - 01:13 م
طباعة مقتل  فرهاد دبيريان.. علي رجب
 

خسارة جديدة  لإيران في سوريا، حيث أعلنت طهران مقتل العميد في الحرس الثوري الإيراني، فرهاد دبيريان، في منطقة “السيدة زينب”  بدمشق، في ظروف غامض، وهو ما يفتح العديد من السيناريوهات والتساؤلات حول تساقط رجال المرشد علي خامنئي في سوريا بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في ضربة أمريكية بمطار بغداد في 3يناير الماضي.
ونقلت وكالة “فارس” الرسمية للأنباء، اليوم السبت، أن العميد في الحرس الثوري، فرهاد دبيريان، قتل في منطقة “السيدة زينب” بدمشق مساء الجمعة، حيث كان يعمل مسؤولًا عن “البلدية الزينبية” في المنطقة.
الوكالة الإيرانية القريبة من الحرس الثوري، لم تذكري أى تفاصيل بشأن مقتل دبيريان، والمسؤول عنها، في ظل وجود حالة من التخبط لدى الميليشيات الايرانية في سوريا بعد مقتل فقاسم سليماني، وعدم ملء حزب الله اللبناني مكان قاسم سليماني في دمشق.
وتولى القيادي في وقت سابق قيادة العمليات العسكرية إلى جانب قوات النظام السوري في مدينة تدمر، ضد تنظيم "داعش"
وتشهد منطقة السيدة زينب ومناطق عدة جنوبي دمشق مثل حجيرة وسبينة، زيارات متكررة لعناصر وقياديين تابعين للميلشيات الإيرانية، وتضم تلك المناطق مزرات دينية.
وشهدت سوريا مقتل واغتيال عدد كبير من القياديين والضباط في الحرس الثوري على مدى أعوام.
ووفقا لأرقام غير رسمية، فإن ألفين و400 عسكري إيراني على الأقل لقوا حتفهم في سوريا منذ بداية الأزمة في البلاد عام 2011.
وذكرت صحيفة "كيهان.لندن" الإيرانية المعارضة، أن خسائر فيلق القدس المسؤول عن العمليات العسكرية لقوات الحرس الثوري خارج الحدود الإيرانية، شهدت تصاعدا ملحوظا خلال المدة الأخيرة في سوريا.
وبيّن أن الإحصائية الأخيرة لقتلى الحرس الثوري في سوريا تعود لمقاتلين ينتمون لكتيبة ”الإمام الصادق“، وهي إحدى الكتائب البارزة بالحرس الثوري، التي نشطت مؤخرًا بالتعاون مع قوات الحكومة السورية للسيطرة على مدينة حلب.
وأوضحت الصحيفة الايرانية، أن أعدادا كبيرة من قوات الفيلق لا سيما أعضاء لواء ”فاطميون“ لقوا مصرعهم سواء في الاشتباكات مع معارضي الحكومة السورية أو في الهجمات الجوية، التي تشنها إسرائيل من آن لآخر على سوريا، والتي تستهدف مواقع إيرانية.
وفي يناير 2020، قتل قائد لواء “فاطميون” الأفغاني التابع للحرس الثوري الإيراني، محمد جعفر الحسيني، بعد عامين على إصابته في المعارك الدائرة في سوريا، وذلك خلال مشاركته في القتال إلى جانب قوات النظام السوري.
كما تم الإعلان في نهاية ناير الماضي، عن مقتل أحد قادة ميليشيا حزب الله، جعفر الصادق، في سوريا. وبعد أربعة أيام، تم إعلان عن مقتل ثلاثة من مقاتلي حزب الله هم عمار درويش وعباس يونس وعباس طه، وجميعهم قتلوا في ريف حلب. ومع اشتداد القتال في مناطق مثل الزهراء، قتل أحد مقاتلي حزب الله وهو مهيب النمر.
كما قُتل قائد قوة الحرس الثوري الإيراني، أصغر باشابور، المرافق لقاسم سليماني، وكان مسؤولاً عن تجهيز وتدريب الميليشيات الشيعية في سوريان، خلال معارك حلب في فبراير الماضي. 
وفي أكتوبر 2017، قتل الجنرال، غلام رضا سمائي، أحد مستشاري الحرس الثوري، في إحدى المعارك الدائرة في سوريا “دفاعًا عن مزار السيدة زينب”.
وشهد العام ذاته مقتل القيادي العسكري في “الحرس الثوري”، بهرام مهرداد، خلال مشاركته إلى جانب قوات النظام السوري في معارك البادية السورية.
وتضمّ قائمة خسائر إيران من الجنرالات، ”دريوش دوروستي“ الذي قتل بمعارك في محافظة حماه وسط سوريا بداية سبتمبر2015، إلى جانب الجنرال المتقاعد ”غلام أحمدي“ مساعد قائد ما يسمى فرقة ”سيد الشهداء“ الذي لقي مصرعه بحلب في 31 أغسطس2015ن ومقتل الجنرال ”حسين همداني“، نائب قائد ”فيلق القدس“ في اكتوبر 2015.

كذلك أكد معهد الدفاع عن الديمقراطية الأمريكي، تكبد ميليشيات إيران وحزب الله خسائر فادحة في عناصرها جراء المواجهات المسلحة مع الفصائل السورية المعارضة في سوريا.
وتوقع التقرير ، الصادر في فبراير 2020، ارتفاع هذه الخسائر بسبب تمسك الفصائل المسلحة والمتشددة بأراضيها، وشنها هجمات مضادة أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام السوري وحلفائه، بينهم قادة عسكريون بارزون .
وفيما يتعلق بالخسائر الاقتصادية لإيران، يُقدر خبراء اقتصاديون تكلفة تورط نظام طهران في الصراعات الإقليمية والدولية بثلاثة تريليونات دولار منذ قيام سيطرة نظام الملالي على الدولة الإيرانية عام 1979.
واوضح مركز فارس للدراسات الشرق أوسطية، ان نحو 15 مليار دولار سنويا تدفعها إيران لتغطية تكلفة الحرب وتمويل دفع رواتب  ميليشياتها التي  تقاتل في سوريا.
فيما قدر منصور فارهنج الدبلوماسي الإيراني السابق والباحث الحالي المقيم في الولايات المتحدة حجم إنفاق إيران في سوريا بنحو 30 مليار دولار كمساعدات عسكرية واقتصادية لدمشق، بينما أشارت تقديرات أخرى إلى أن الإنفاق بلغ 105 مليارات دولار بمعدل 15 مليارا سنويان وفقا لصحيفة "فورين بولسي" الأمريكية.
وبحسب الدبلوماسي الإيراني السابق فإن إيران تمتلك بسوريا حاليا 11 قاعدة لقواتها الرسمية و 9 قواعد تضم ميليشيات مدعومة من طهران ممتدة على حمص ودير الزور وحلب بالإضافة إلى 15 قاعدة ونقطة مراقبة لحزب الله بالقرب من الحدود اللبنانية.

من جانبه يرى الباحث في الشؤون الايرانية، الدكتور محمد بناية، ان خسائر إيران في سوريا يضع العديد من السناريوهات، في مقدمتها ارتفاع الضغوط الشعبية وتردي الوضع الاقتصادي مما يؤدي الى خروج الحرس الثوري من سوريا مع الابقاء على مصالحها الاقتصادية.
وأضاف بناية في تصريحات لـ"بوابة الحركات الاسلامية" ان السيناريو الثاني، هو  التوصل لاعادة هيكل وانتشار لميليشيات ايران في سوريا، وتقنين وضعها، بما يخدم الاهداف الايرانية في سوريا، وأيضا يخفف الضغط والمواجهة مع روسيا، في ظل الصراع المكتوب بين موسكو وطهران في سوريا.
ولفت إلى ان السيناريو الأضعف هو خروج إيران بشكل كامل من سوريان عسكريا وسياسيا  واقتصاديا، وهو ما يشكل خسارة فادحة لطهران، ولكن هذا السيناريو تحقيقه ضعيف جدا، في ظل  قدرة النظام الايراني على اعادة تدوير مصالحه مع موسكو ودمشق بما يخدم اهدافه في سوريا والمنطقة.


شارك