ليبيا مقبرة الغزاة... أردوغان يضحي بالمزيد من المرتزقة لتحقيق أوهامه

الأحد 08/مارس/2020 - 12:21 م
طباعة ليبيا مقبرة الغزاة... فاطمة عبدالغني
 
ترتفع الخسائر في صفوف المرتزقة السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لليبيا يومًا بعد يوم، ومع سقوط المزيد منهم يصل العدد إلى 117 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن أمس السبت 7 مارس سقوط قتلى في صفوف المرتزقة السوريين خلال الاشتباكات الدائرة على محور صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب المطار، ومحور مشروع الهضبة، فيما يتم إسعاف الجرحى والقتلى إلى كل من 3 نقاط طبية، تعرف باسم مصحة المشتل ومصحة قدور ومصحة غوط الشعال .
وقال المرصد في بيان له رصدنا خلال الفترة السابقة ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن إلى نحو 4750 "مرتزق"، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1900 مجند، ومع ارتفاع أعداد المتطوعين وتخطيها للرقم المطلوب من قبل تركيا "6000" شخص إلا أن عمليات التجنيد سواء في عفرين أو مناطق "درع الفرات" ومنطقة شمال شرق سورية والمتطوعين هم من فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وفيلق الشام وسليمان شاه ولواء السمرقند"، وذلك بالتزامن مع استمرار الاستياء الشعبي الكبير من عملية نقل المرتزقة إلى ليبيا في الوقت الذي يجب أن يبقوا هؤلاء للوقوف في وجه قوات النظام التي تشن عمليات عسكرية بدعم روسي في حلب وإدلب.
وترى تقارير صحفية، إن أغلب ميليشيات حكومة "الوفاق" باتت تشعر بالحرج من وجود المرتزقة داخل العاصمة، وأن هناك صراعاً معلناً، خصوصاً بسبب تناقض المرجعيات العقائدية بين مسلحين محليين وآخرين وافدين، لافتة إلى أن أعداداً من المرتزقة ينتمون إلى تنظيمي داعش والقاعدة.
وأضافت التقارير أن عدداً من المرتزقة تمت تصفيتهم من قبل عناصر ميليشيات أو من جهات أمنية موالية للجيش، أو من خلايا نائمة مناوئة لحكومة السراج والتدخل التركي.
والأحد الماضي سلمت قوات أمنية تابعة لحكومة الوفاق أحد جرحى المرتزقة لمفرزة أمنية موالية للجيش الوطني داخل العاصمة للتحقيق معه، في إشارة وصفها المراقبون بالمثيرة للاهتمام، باعتبارها تؤكد وجود قوات داعمة للجيش من داخل طرابلس.
من ناحية أخرى أعلن الجيش الوطني الليبي، أمس السبت، إسقاط طائرة تركية مسيّرة تعمل لصالح القوات الموالية لحكومة "الوفاق" التي يرأسها فائز السراج جنوب العاصمة طرابلس.
وأوضح عضو شعبة الإعلام الحربي المنذر الخرطوش، ومسؤول إعلام غرفة عمليات إجدابيا عقيلة الصابر، في تصريحات منفصلة لوسائل الإعلام، أن الدفاعات الجوية للقوات المسلحة الليبية أسقطت طائرة مسيّرة تركية بالقرب من منطقة الأحياء البرية جنوبي طرابلس.
وأضاف أن منصات الدفاع الجوي استهدفت الطائرة التركية التي أقلعت من قاعدة معيتيقة العسكرية، بعد أن حاولت استهداف مواقع تمركز الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة جنوب العاصمة.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الجيش الوطني طلب عدم تعريفه إن "الميليشيات الموالية لحكومة السراج في طريقها لانهيار متوقع ووشيك".
واكتفى المسؤول وهو أحد كبار معاوني المشير حفتر، ويقود قوات الجيش في أحد محاور العاصمة، بالقول إن "خسائر هذه الميليشيات في تصاعد، وأيضاً خسائر (المرتزقة) الموالين لتركيا، سواء بشرياً أو عسكرياً... لديها نقص في المقاتلين رغم الاستعانة بـ(المرتزقة)، وقوات الجيش تتقدم باطراد، وإن كان هادئاً، صوب العاصمة طرابلس".
وأكد اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، إسقاط الطائرة التركية المسيرة بعد إقلاعها من مطار معيتيقة الخاضع لسيطرة حكومة السراج، وقال "لا زلنا كقيادة عامة ملتزمين التزاماً تاماً بالهدنة المعلنة في 12 يناير الماضي. وما قمنا به أمس من عمليات يستهدف ردع الميليشيات التركية والإرهابية الليبية التي تحاول من حين لآخر اختراق الهدنة ومهاجمة قواتنا، مستغلة المساحة الواسعة التي تمنحها هذه الهدنة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يسقط فيها الجيش الوطني الليبي طائرات مسيرة تركية، كان آخرها إسقاط دفاعاته الجوية مساء 28 فبراير 6 طائرات مسيرة تركية، خرجت دفعة واحدة من الشق العسكري لمطار معيتيقة، للإغارة على تمركزات قواته جنوب طرابلس.
ويتهم "الجيش الوطني" حكومة السراج بتحويل مطار معيتيقة الدولي إلى قاعدة للهجمات التي يشنها الطيران المسير التركي ضد قواته، والتي يقترب هجومها الذي بدأ في الرابع من شهر أبريل الماضي للسيطرة على طرابلس من إنهاء عامه الأول.

شارك