هل تكون بروكسل محطة جديدة لأردوغان في ابتزاز الاتحاد الأوروبي؟

الإثنين 09/مارس/2020 - 12:13 م
طباعة هل تكون بروكسل محطة حسام الحداد
 
دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليونان إلى فتح أبوابها أمام المهاجرين الذين يتكدسون على حدود البلدين بعدما فتحت لهم تركيا معابرها للتوجه إلى دول الاتحاد الأوروبي الذي اتهمها باستخدام المهاجرين ورقة للضغط السياسي والابتزاز. وقال إردوغان، في كلمة أمام تجمع نظمه حزب العدالة والتنمية الحاكم، خلال افتتاح طريق في ضواحي إسطنبول، أمس (الأحد): «أتمنى أن نخرج بنتيجة مختلفة في اجتماع الاثنين (اليوم) مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بلجيكا حول أزمة طالبي اللجوء».
في هذا الاطار ركّزت صحيفة "تايمز" البريطانية في تقرير بعنوان "اردوغان يريد المزيد من أموال الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق اللاجئين"، على أنّ "من المتوقع أن يطالب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بملايين اليورو من الاتحاد الأوروبي اليوم في مقابل وقف "طوفان المهاجرين" المحتشدين على حدود اليونان، أثناء محادثاته في أثينا".
ولفتت إلى أنّ "القادة الأوروبيّين يواجهون ضغوطًا لإنقاذ اتفاق يبقي نحو أربعة ملايين نازح ولاجئ داخل تركيا، ولكنّهم لا يودّون الإذعان لما يراه الكثير من الدبلوماسيّين الأوروبيّين ابتزازًا من قبل تركيا"، موضحةً أنّ "اردوغان قد يطلب أيضًا بتخفيف القيود على التأشيرة وتخفيض القيود على التجارة أثناء اجتماعه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "في الأسبوعين الماضيين، حال ضباط الحدود اليونانيين دون دخول أكثر من 38 ألف مهاجر، الكثير منهم من إيران وباكستان وأفغانستان، جاء الكثيرون منهم مستقلّين حافلات وفّرتها السلطات التركية". وذكرت أنّ "اردوغان هدّد بـ"فتح الأبواب" لمئات الآلاف من المهاجرين إذا لم توافق أوروبا على مطالبه، ويقول إنّ الاتحاد الأوروبي لم يلتزم باتفاقه بتقديم ستة مليارات يورو من المعونات لتركيا، مقابل تشديد تركيا لقبضتها على الحدود ومنع تدفّق اللاجئين".
وقالت مصادر بالرئاسة التركية إن إردوغان سيبحث مع المسؤولين الأوروبيين أزمة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين المحتشدين على الحدود اليونانية، كما سيطالب الاتحاد بالوفاء بتعهداته، والالتزام ببنود اتفاقية الهجرة، وإعادة قبول اللاجئين المبرمة بين الجانبين في 18 مارس عام 2016. وأضافت المصادر أن الأزمة الإنسانية في محافظة إدلب السورية ستكون على أجندة إردوغان خلال لقائه مع المسؤولين الأوروبيين في بروكسل.
واتهم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماع طارئ، في زغرب، الجمعة الماضية، تركيا باستخدام المهاجرين واللاجئين ورقة للضغط السياسي والابتزاز. وتحدث الوزراء عن بحث تقديم معونات إضافية لتركيا بقيمة 500 مليون يورو، تضاف إلى 6 مليارات تعهد بها الاتحاد الأوروبي في اتفاقية الهجرة في 2016 دفع نصفها تقريباً حتى الآن.
وفتحت تركيا حدودها في 27 فبراير الماضي، أمام المهاجرين الراغبين في التوجه إلى حدود أوروبا، في مسعى للضغط عليها لتقديم الدعم لعملية عسكرية أطلقتها ضد القوات الحكومية السورية بعد مقتل 36 جندياً تركياً في هجوم جوي على نقطة مراقبة عسكرية في إدلب. وبعد ذلك، أكد إردوغان أن بلاده ستبقي أبوابها مفتوحة أمام الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، مؤكداً أن بلاده لا طاقة لديها لاستيعاب موجة هجرة جديدة. واتهم الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاقية الهجرة وإعادة القبول الموقعة في 2016. كما اتهم الدول الأوروبية بالنفاق في التعامل مع الأزمة بسبب تقديم دعم فوري لليونان بلغ 700 مليون يورو، بينما تمتنع عن الوفاء بتعهداتها المالية لبلاده من أجل مواجهة أزمة اللاجئين.
وتوعدت أنقرة، أول من أمس، الحكومة اليونانية بموجات جديدة من المهاجرين باتجاه حدودها، مؤكدة أن ما جرى حتى الآن ما هو إلا بداية.
وقالت شرطة خفر السواحل التركية، أمس، إنها أنقذت 121 طالب لجوء إثر قيام خفر السواحل اليونانية بإجبارهم على العودة إلى المياه الإقليمية لتركيا قبالة سواحل ولاية إزمير التركية في بحر إيجه غرب البلاد؛ حيث حاولوا الوصول إلى الجزر اليونانية باستخدام زوارق مطاطية كانت تقل 47 أفغانياً، و49 سورياً، و24 من جمهورية الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى أنجولي واحد.
وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن التدفق الحالي لآلاف المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى اليونان عبر الحدود التركية سيرتفع بشكل كبير قريباً. وأضاف أن عدد المهاجرين الذين توجهوا إلى اليونان بلغ أكثر من 143 ألف شخص، قائلاً: «هذه مجرد بداية... شاهدوا ماذا سيحدث بعد اليوم. ما جرى حتى اليوم ليس شيئاً يذكر».

شارك