"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الثلاثاء 10/مارس/2020 - 10:28 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم  10 مارس 2020.
الاتحاد: الجيش اليمني يأسر عشرات «الحوثيين» في الجوف
وجّه الجيش اليمني، أمس، ضربة قاصمة لميليشيات الحوثي الانقلابية، واستعاد بغطاء جوي من التحالف العربي، قاعدة عسكرية ومناطق استراتيجية في الجوف (شمال شرق). وقالت مصادر ميدانية لـ «الاتحاد» إن قوات الجيش تمكنت من السيطرة الكاملة على منطقة اليُتمة في مديرية خب والشعف، شمال شرق المحافظة، وطردت الميليشيات منها بعد تطويقها وتكبيدها خسائر بشرية ومادية كبيرة، إضافة إلى أسر عشرات العناصر.
وشنت مقاتلات التحالف، 12 غارة على مواقع وآليات عسكرية للحوثيين في منطقة اليتمة ومحيطها، و6 غارات على تحركات وتعزيزات للميليشيات في مناطق متفرقة بمديرية خب والشعف التي تحتل معظم مساحة الجوف، وترتبط بحدود برية مع المملكة العربية السعودية. وحصدت الضربات الجوية عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، ودمرت معدات وآليات عسكرية.
وأكد العميد خالد خرصان، قائد اللواء السابع حرس حدود، التابع للجيش اليمني، استعادة معسكر الخنجر الاستراتيجي، المتمركز شرقي اليتمة. وكتب مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة الجوف، يحيى قمع، في تغريدة على «تويتر»: «الجيش يتمكن من تطهير معسكر الخنجر، وموقع عرق أبو داعر، وفتح الطريق البرية التي تربط اليتمة بمحافظة مأرب».
وشن الجيش اليمني، مساء، هجومين على ميليشيات الحوثي، الأول استهدف منطقة السليلة غرب اليتمة، والثاني منطقة المهاشمة الجنوبية. وتجددت المعارك العنيفة ليلاً بين قوات الجيش والميليشيات الحوثية على تخوم جبال السليلة ومنطقة المهاشمة اللتين سيطر الحوثيون عليهما أواخر الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر عسكري في الجوف أن قوات الجيش بدأت عملية تمشيط واسعة في منطقة المهاشمة ومواقع قريبة من الوجف والسليلة لملاحقة فلول الميليشيات الهاربة، مشيراً إلى أن قوات الجيش أسرت العشرات من الحوثيين خلال سيطرتها على اليتمة ومحيطها.
وسُجلت، اشتباكات متقطعة بين قوات الجيش اليمني وميليشيات الحوثي التي سيطرت، مطلع مارس الجاري، على مدينة الحزم مركز المحافظة (جنوب)، بينما تراجعت قوات الجيش كيلومترات إلى قرب حدود مأرب التي تشهد أيضاً مواجهات في مديريتي مجزر الشمالية وصرواح الغربية. وشنت مقاتلات التحالف، 6 غارات على تحركات للميليشيات في مديرية مجزر، و3 غارات على مواقع للميليشيات في جبل هيلان بمديرية صرواح. كما دمرت المقاتلات هدفاً تابعاً للميليشيات في مديرية خولان الطيال التابعة لصنعاء، واستهدفت تعزيزات في جبل صلب شرق مديرية نهم المحاذية لمأرب.
إلى ذلك، واصلت ميليشيات الحوثي، أمس، تصعيدها العسكري وانتهاكاتها اليومية لقرار وقف إطلاق النار في الحديدة. وذكرت مصادر ميدانية لـ «الاتحاد» أن الميليشيات قصفت بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية أحياء سكنية في مديريتي الدريهمي وحيس، ما أدى لإثارة الهلع والخوف في أوساط الأهالي لا سيما النساء والأطفال. واقتحمت الميليشيات منزل أحد المواطنين بمنطقة الحسينية في مديرية بيت الفقيه واعتدت بالضرب على بعض أفراد أسرته وبينهم نساء، قبل أن يقوموا باختطاف أحد الأفراد وسط تهديدات بتفجير المنزل.
من جهة ثانية، أكد المتحدث الرسمي لجبهات الضالع، فؤاد جباري أن القوات العسكرية والمقاومة على أتم الاستعداد لأي مواجهات مع ميليشيات الحوثي التي باتت تستقدم بشكل شبه يومي تعزيز مواقعها المنهارة في ضواحي الضالع. وأشار في تصريحات لـ «الاتحاد» إلى أن مواجهات متفرقة تشهدها جبهات هجار بابا غلق والفاخر وجنوب مديرية العود وصبيرة الجب وبتار حبيل يحيى شمال شرق مديرية الخشاء، موضحاً أن الميليشيات الانقلابية تواصل استخدام التعزيزات الواصلة إليها بشكل مستمر من أجل تحقيق انتصارات زائفة للزج بمزيد من المغرر بهم صوب جبهات الضالع. موضحاً أن هناك تنسيقاً مع قيادة التحالف العربي التي عملت على دراسة الموقف عسكرياً، وتبنت استراتيجية فعالة رادعة لأي تقدم حوثي صوب مناطق الضالع المحررة.

الخليج: الجيش اليمني يحرر مناطق بالجوف ويأسر عشرات الحوثيين
حررت قوات الجيش الوطني اليمني، أمس الاثنين، مناطق جديدة في مديريتي اليتمة والمهاشمة شمال محافظة الجوف، شمالي البلاد، بعد دحرها لميليشيات جماعة الحوثي من تلك المناطق. وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، في بيان، إن أبطال الجيش الوطني نفذوا هجوماً عكسياً عقب تسلل مسلحين من الميليشيات إلى سوق اليتمة، قادمين من مواقع وادي سرحان والمحمولة عبر منطقة العرفاء وبونه غرب اليتيمة.

وأكد أن الجيش الوطني تمكن من دحر الميليشيات، والتقدم في محيط المديرية بمسافة 25 كيلومتراً، مشيراً إلى أن وحدات عسكرية تقوم بعملية تمشيط واسعة في منطقة المهاشمة ومواقع قريبة من الجوف والسليلة؛ لملاحقة فلول الميليشيات الهاربة. وذكر البيان، أن العشرات من عناصر الميليشيات تم أسرهم في الصحراء، وسط حالة من الخوف والهلع؛ بعد أن أطبقت عليهم قوات الجيش الوطني الحصار في محيط سوق اليتمة.

في غضون ذلك، اشتعلت عدد من جبهات القتال بين القوات المشتركة من جهة وميليشيات جماعة الحوثي من جهة أخرى، في شمال وغرب محافظة الضالع، جنوبي اليمن.

وتجددت المواجهات المسلحة بين وحدات من القوات المشتركة ومسلحين حوثيين في جبهة بتار، جنوبي غرب مديرية قعطبة، وأوضح مصدر ميداني: إن عناصر تابعة للميليشيات الحوثية الانقلابية حاولت التسلل صوب مواقع القوات المشتركة، واندلعت على إثر ذلك اشتباكات عنيفة انتهت بانسحاب وفرار ميليشيات الحوثي صوب مواقعها السابقة.

كما تصدت قوات اللواء الخامس مقاومة، لهجوم حوثي على موقعي الشويق والفراشة، غربي مديرية الأزارق، وقال قائد جبهة الأزارق - قائد اللواء الخامس مقاومة العقيد محمود البتول: إن القوات المرابطة في منطقة المواجهات على الحدود مع مديرية ماوية في محافظة تعز تصدت لهجوم حوثي، وسيطرت على الموقف العسكري بشكل كامل، وأوقعت خسائر فادحة في صفوف الميليشيات الحوثية.

من جانب آخر، شنت ميليشيات جماعة الحوثي، قصفاً مدفعياً استهدف قرى سكنية في مديرية الدريهمي، جنوبي محافظة الحديدة، غربي اليمن، مواصلة بذلك سلسلة انتهاكاتها وخروقها اليومية للهدنة الأممية بشأن الحديدة. وقالت مصادر محلية: إن الميليشيات الحوثية قصفت القرى السكنية الواقعة جنوب مديرية الدريهمي بقذائف مدفعية الهاون عيار 120وقذائف الهاوزر بشكل همجي، ما تسبب بحالة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين.

يأتي ذلك عقب يوم واحد من مقتل مواطنين اثنين؛ جرّاء انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات الحوثية بالقرب من المنازل؛ وذلك في إطار تواصل الجرائم اليومية للحوثيين بحق المدنيين الأبرياء.

البيان: الشرعية تحرّر مناطق في الجوف ومأرب
حرّر الجيش الوطني اليمني، وبإسناد من التحالف العربي، منطقة اليتمة في مديرية خب والشعف كبرى مديريات محافظة الجوف، وقتلت العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي.

وقالت مصادر عسكرية لـ«البيان»، إنّ قوات الجيش اليمني وبإسناد من مروحيات الأباتشي، نفذت هجوماً مضاداً على الميليشيا التي سيطرت على المنطقة ومواقع أخرى في المديرية الواقعة على الحدود مع المملكة العربية السعودية، وتمكّنت من استعادة كامل المنطقة وأجزاء من منطقة المهاشمة وبمساحة تقدر بـ 30 كيلومتراً.

ووفق المصادر، فقد حرّرت قوات الجيش الوطني، عدداً من المواقع في وادي المهاشمة وجبال السليلة، مشيرة إلى أنّ أكثر من 120 من عناصر الميليشيا لقوا مصرعهم خلال المواجهات، فضلاً عن سقوط عدد كبير من الجرحى في صفوفهم، وأسر العشرات وغنم كميات كبيرة من الأسلحة.

على صعيد متصل، طهرت قوات الجيش اليمني، معسكر الخنجر وعرق أبوداعر، وفتحت الطريق البري الذي يربط منطقة اليتمة بمحافظة مأرب. وأكّدت مصادر حكومية، أنّ قوات الجيش تقدّمت وسيطرت على مواقع جديدة في جبهتي السليلة والمهاشمة بإسناد مروحيات الأباتشي، وذلك بعد تحرير منطقة اليتمة بالكامل. وفرّت عناصر الميليشيا نحو الغرب فيما استمرت قوات الجيش الوطني في مطاردتهم.

مطالب دولية

إلى ذلك، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، أنّ تصعيد ميليشيا الحوثي، أعاقت الجهود المبذولة لمساعدة المرضى والمحتاجين. ولم تتمكن سيارة الإسعاف من إجراء عملية إجلاء طبي، بسبب عدم توفر إمكانية الوصول الآمن، فيما لم تتمكن اللجنة الدولية من تزويد مستشفى الجوف العام بالإمدادات الجراحية والطبية، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من ديارهم.

وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى أنّ ما يجري أمر مقلق للغاية في بلد تعمل فيه نصف المرافق الصحية فقط. وطالبت اللجنة، بضمان توفير إمكانية الوصول الآمن للعاملين الصحيين باعتباره أمراً ضرورياً للغاية، مضيفة: «يجب أن تظل المرافق الطبية مفتوحة وألّا تستهدف أبداً أثناء العمليات العسكرية، يجب حماية الموظفين الطبيين وسيارات الإسعاف والمرافق الصحية».

في الأثناء، رصدت غرفة عمليات ضباط الارتباط المشتركة المنبثقة عن لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، خرقاً صارخاً للهدنة الأممية من قبل ميليشيا الحوثي خلال الساعات الماضية.

وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة، أن نقطة الرقابة المتمركزة في كيلو 16 شرق مدينة الحديدة، أبلغت غرفة عمليات ضباط الارتباط في السفينة الأممية، عن قيام الميليشيا باستحداث نفق قرب نقطة الرقابة. ولفت إلى أن الميليشيا تقوم بحفر النفق في وضح النهار، وذلك في ظل صمت اللجنة الأممية عن خروقاتها المتصاعدة للهدنة.

الشرق الأوسط: اتهامات يمنية لجنرال الحديدة بـ«محاباة» الحوثيين
أثار البيان الأخير لرئيس بعثة الأمم المتحدة في الحديدة الجنرال الهندي أبهيجيت غوها، غضباً عارماً في الشارع السياسي اليمني، كما أثار استغراب الحكومة الشرعية، وسط اتهامات للبعثة بـ«محاباة» الحوثيين و«غض الطرف» عن قواربهم المفخخة وصواريخهم وطائراتهم المسيرة، وورش تصنيع الألغام المبثوثة في موانئ الحديدة.
كان الجنرال الهندي، الذي يرأس لجنة تنسيق إعادة الانتشار والبعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة، عبر في بيان يوم الأحد الماضي، عن قلقه جراء تدمير تحالف دعم الشرعية لستة أهداف حوثية قرب ميناء الصليف شمال الحديدة، تشمل ورشاً لإعداد الزوارق المفخخة والألغام البحرية، زاعماً أن هذه الضربات الجوية «تعرقل عملية السلام وتهدد تنفيذ اتفاق الحديدة».
وفي حين زعم بيان الجنرال غوها، وجود «انخفاض في المستوى العام للعنف في الحديدة خلال الأشهر الماضية»، إلا أنه عاد للقول بأن «الوضع في المحافظة لا يزال متقلباً».
وفي هذا السياق، أبدى وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، استغرابه الشديد من بيان الجنرال الهندي بشأن العملية النوعية التي نفذها تحالف دعم الشرعية بالصليف ضد أهداف عسكرية للميليشيا الحوثية، وتدمير مواقع لتجميع وتفخيخ وإطلاق الزوارق المفخخة والمسيّرة شكلت تهديداً للملاحة البحرية.
وقال الإرياني إن حديث الفريق غوها عن «انخفاض المستوى العام للعنف في الحديدة خلال الأشهر الماضية» هو بمثابة «تضليل للمجتمع الدولي، في ظل عشرات الاختراقات اليومية التي ترتكبها الميليشيا الحوثية لوقف إطلاق النار والاستحداثات والهجمات بالصواريخ الباليستية والطيران والقوارب المسيرة المفخخة».
وأكد الوزير اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة وتحالف دعم الشرعية «لن يسمحا للميليشيا الحوثية باستغلال اتفاق السويد لتحويل موانئ الحديدة إلى معامل ومخازن للقوارب المفخخة والألغام البحرية ومنطلق للتخطيط وتنفيذ عمليات الجماعة الإرهابية التي تهدد خطوط الملاحة الدولية، تنفيذاً للسياسات الإيرانية في استهداف وتقويض أمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم».
وحمل الإرياني، بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، «كامل المسؤولية عن مصير تنفيذ بنود الاتفاق، على رأسها انسحاب الميليشيا الحوثية من مدينة الحديدة وموانئها وفتح الممرات الإنسانية، ووقف خروق وقف إطلاق النار كافة، وأنشطة الجماعة الإرهابية في البحر الأحمر وباب المندب، التي تمثل تهديداً لمصالح العالم أجمع».
«شرعنة أممية للميليشيات»
من جهته، اتهم الكاتب والمحلل السياسي اليمني نجيب غلاب، البعثة الأممية، بأنها «لعبت دوراً محورياً في مساعدة الميليشيا الحوثية في انقلابها، ومن ثم شرعنتها، ودعمها لوجيستياً عبر عمليات ضخمة وواسعة باسم الأعمال الإنسانية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتصور أحد أن تصل الوقاحة إلى أن تتحول البعثة الأممية، وكأنها جناح سياسي للحركة الحوثية، ولتنفيذ أجندات إطالة الحرب وتعظيم المأساة الإنسانية».
وعدّ غلاب، البيان الأخير للجنرال غوها، «متسقاً مع الدور العام للأمم المتحدة في اليمن، الذي يعمل على كبح جماح الدولة اليمنية في الدفاع عن وجودها ومستقبل أبنائها، ودستورها، وقوانينها، وتحقيق السلام الناجز الذي ينقذ اليمنيين». كما اتهم الأمم المتحدة بأنها «تعمل في كل نقلة صراع على شرعنة الحوثية، وترسيخ قوتها، وإعاقة أي حل، عبر تدليل الميليشيا الحوثية، وتركها تصعد في كل الجبهات من دون اعتراض، وبمجرد أن تقوم الشرعية بالدفاع عن نفسها ينتفض موظفو الأمم المتحدة، وكأنهم خلية حوثية».
وأشار إلى أن الجماعة الحوثية «لم تلتزم بأي بند من بنود المقررات الأممية، ولا ببند من اتفاق استوكهولم، وتطلق الصواريخ والطائرات، وتهدد أمن الملاحة الدولية من دون أي اعتراض أممي، ولو بالتلميح، لكن عندما يقوم التحالف بمهامه وفق القانون ومقررات مجلس الأمن يخرج الموظفون للاعتراض».
ويعتقد غلاب أن الملف اليمني «أصبح أداة ابتزاز لدى البيروقراطية الأممية، ولدى أطراف أخرى، في حين أصبحت الجماعة الحوثية أقذر الأدوات الموظفة، ليس من إيران وحسب، وحتى من قوى دولية أخرى». كما رأى أن «الدور الأممي المنافح والمشرعن للميليشيا الحوثية ليس إلا انعكاساً لهذا الدور الخبيث ضد اليمن دولة ومجتمعاً، وضد الأمن القومي العربي».
«اختلال» في الرؤية الأممية
لا يذهب الباحث السياسي والأكاديمي اليمني الدكتور فارس البيل، بعيداً عما طرحه غلاب، إذ يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه البيانات من مكتب المبعوث الدولي إلى اليمن أو الرقابة أو الهيئات التابعة لملف الأزمة في اليمن لا تظهر سوى في حالة تضرر الحوثيين، والأدلة على ذلك كثيرة، غير أنه يمكن القول إن ذلك من واجب وطبيعة الأمم المتحدة للمحافظة على خفض التصعيد، لو كانت المواقف موضوعية مع انتهاكات الميليشيا وخروقاتها المستمرة التي للأسف لا تلقى مثل هذه البيانات».
واتهم الميليشيات الحوثية بأنها «عرقلت كل الاتفاقات، واعتدت عليها، وتحايلت على كل الجهود للوصول إلى خطوات السلام، وصعدت إزاء ذلك من عملياتها العسكرية واعتداءاتها». وقال إن «الموقف الأممي المطلوب إزاء ذلك ينبغي أن يكون واضحاً في مقابل التزام الحكومة بعدم التصعيد، بل إن هذه المعايير المختلة للموقف الأممي هي ما يربك عملية السلام، ويشجع الحوثي على مزيد من التمرد والمناورة».
ودعا البيل، الأمم المتحدة، إلى تجاوز «الاختلال في الرؤية، والتناقض في الحكم، والضعف إزاء الميليشيات». وقال إن «ذلك كله يشكل إطالة للأزمة اليمنية، ويزيد من معاناة اليمنيين، ويمنح الميليشيا مساحة أوسع للمناورة، ويجعل من الأمم المتحدة شريكاً في المعاناة». وأكد أن الحل السياسي يبدأ من الأمم المتحدة ذاتها، من خلال «القدرة على قول الحقيقة، والقدرة على النزاهة، والقدرة على تنفيذ الوساطة بشكل إنساني، يراعي ملايين المعذبين، لا عن طريق أوراق الضغط السياسي».
«عجز وتواطؤ» أمميان
ويؤكد الناشط والصحافي اليمني همدان العليي، أن الحوثيين لم يتوقفوا عن هجماتهم ضد القوات المشتركة في الساحل الغربي منذ توقيع اتفاق استوكهولم، كما لم تتوقف انتهاكاتهم ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحوثي منذ حوالي شهرين، وهو يشن الهجمات، ويقتحم المدن، ويهجر سكانها في الوقت الذي كان الناس يسيرون فيه نحو السلم، ومع ذلك تصمت الأمم المتحدة أمام هذا كله، وعندما تنفذ القوات المشتركة عمليات استهداف قوارب مفخخة حوثية تهدد الملاحة الدولية، تصدر الأمم المتحدة بيانات التنديد».
ويعتقد العليي أن هذا السلوك الأممي «هو ما جعل اليمنيين لا يثقون بالأمم المتحدة، بل وجعلهم يؤمنون بعدم قدرتها على تحقيق السلام في اليمن، فضلاً عن إيمانهم بأنها تقوم اليوم بتثبيت حكم الحوثيين بما يخالف القرارات الدولية، على رأسها 2216».
وفي سياق الغضب اليمني ذاته من بيان جنرال الحديدة، قال الكاتب الصحافي وضاح الجليل لـ«الشرق الأوسط»، إن تصريحات غوها «تأتي ضمن التواطؤ الأممي الواضح مع جماعة وميليشيا الحوثي التي استمرت بخرق اتفاق استوكهولم، خصوصاً بند وقف إطلاق النار، وتعطيل أي إمكانية لتنفيذ الاتفاق». وعلى الرغم من كل هذه الانتهاكات، استغرب الجليل من «عدم إصدار أي مسؤول أممي إدانة لممارسات الحوثيين وانتهاكاتهم». وقال: «يأتي غوها ليصدر مثل هذا التصريح، وكأنه يشعر بالحسرة على استهداف قدرات الحوثيين العسكرية، وهو يعلم تماماً أن موانئ الحديدة ما زالت خارج الاتفاق برفض الحوثيين تسليمها، وأن الحوثيين يستخدمونها في أغراض عسكرية، ويستقبلون عبرها الأسلحة المهربة، وينفذون من خلالها أعمالاً إرهابية تهدد الملاحة العالمية».
وعدّ الجليل موقف الجنرال الأممي في الحديدة «خروجاً عن مهمته وانحيازاً للحوثيين». وقال: «كان الأجدر به أن يستنكر أولاً ممارسات وخروقات الحوثيين التي طالت حتى الفرق الأممية، ووصلت حد الاعتداء عليها ومنعها من تنفيذ مهامها وتضليلها».
«إملاءات» حوثية
وفي حين لم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على أجوبة من بعثة الأمم المتحدة في الحديدة، حول بيان الجنرال الهندي، اتهم المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، ضباط الارتباط الحوثيين الموجودين على متن السفينة الأممية، بـ«إملاء البيان» على الجنرال غوها، حسب ما قاله الدبيش لـ«الشرق الأوسط».
وأكد أن «القوات المشتركة في الساحل الغربي لم تتفاجأ أبداً بالبيان الصادر من البعثة الأممية»، واصفاً إياه بأنه «بيان حوثي خالص ويتماهى مع الجماعة بشكل كامل». واتهم عضو الارتباط الحوثي على متن السفينة الأممية المدعو «أبو عمار» بـ«إملاء البيان على الجنرال أبهيجيت غوها والضغط عليه لإصدار البيان، وتهديده برفض استمرار وجوده في الحديدة على رأس البعثة الأممية».
وانتقد الدبيش «عدم إدانة البيان للأعمال العدائية الحوثية واستمرار الجماعة في إنشاء ورش تجهيز القوارب المفخخة والألغام البحرية التي لا تهدد فقط الحكومة اليمنية أو التحالف الداعم لها، وإنما تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر». وقال إن «البيان يكشف وكأن الجنرال الأممي أصبح موظفاً عند الجماعة الحوثية وليس بيده فعل أي شيء، على رغم تحركاته المزمعة بين يومي 12 و16 من الشهر الحالي لزيارة المخا والخوخة ومناطق أخرى في الساحل الغربي».
ويعتقد المتحدث العسكري أن الطريق الأمثل لتحقيق السلام، سواء في الحديدة، أو في غيرها، يكون بفصل الجماعة الحوثية عن إيران ومخططها، أما من دون ذلك فستظل الأمم المتحدة، حسب تعبيره، «ضعيفة وواهية وخاضعة للإملاءات الحوثية».
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن، أعلن فجر الأحد، عن تنفيذ عملية نوعية لاستهداف مواقع تجميع وتفخيخ وإطلاق زوارق مفخخة مسيرة عن بعد وألغام بحرية، في مديرية الصليف بمحافظة الحديدة، إذ أكد أن هذه المواقع تستخدم لإعداد الأعمال الإرهابية التي تهدد الملاحة البحرية والتجارة الدولية وتنفيذها.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، إن العملية كانت ضد أهداف عسكرية مشروعة تتبع للميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، إذ شملت تدمير 6 مواقع لتجميع وتفخيخ وإطلاق الزوارق المفخخة المسيّرة عن بُعد، والألغام البحرية، حيث يتم استخدام هذه المواقع للإعداد لتنفيذ الأعمال العدائية والعمليات الإرهابية التي تهدد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
وأكد المالكي أن «عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية. وقد تم اتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين ومواقع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية التي تبعد مسافة كيلومترين من المواقع المستهدفة».
وأوضح أن الميليشيات الحوثية «تتخذ من محافظة الحديدة مكاناً لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار والزوارق المفخخة والمسيّرة عن بعد، وكذلك نشر الألغام البحرية عشوائياً، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وانتهاك لنصوص اتفاق استوكهولم لوقف إطلاق النار بالحديدة».
وقال إن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستستمر «بتطبيق الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع مثل هذه الأهداف العسكرية المشروعة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، واستمرار دعمها لجميع الجهود السياسية لتطبيق اتفاق استوكهولم وإنهاء الانقلاب».

العربية نت: اليمن: اتفاق ستوكهولم لن يكون نافذة لإيران لتهديد الملاحة 
عبّرت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، مساء الاثنين، عن أسفها لمواقف الأمم المتحدة السلبية تجاه اتفاق ستوكهولم، واعتبرت هذه المواقف "مشجعة لميليشيا الحوثي في تنفيذ الأجندة الإيرانية المستهدفة أمن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب".
وقال عضو قيادة القوات المشتركة عضو الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، العميد صادق دويد، إن "آمال الأمم المتحدة في إنجاح "ستوكهولم" ولو بالتغاضي عن خروقات الحوثيين وتقييدهم عمل الفريق الأممي في الحديدة، جعل الاتفاق رهينة العبث".
وأكد العميد دويد، إن ذلك التغاضي جعل من الاتفاق "نافذة تستغلها إيران لإقلاق أمن الملاحة والتجارة الدوليتين في البحر الأحمر".
وأشار إلى أن إيران وأذنابها لن تنل ذلك.
وتعهد بأن لا "يكون الاتفاق غطاء لمحاولات إرهابية بحرية"، بحسب تعبيره.
وجاء هذا التصريح بعد ساعات قليلة من انتقاد بعثة الأمم المتحدة في الحديدة، استهداف تحالف دعم الشرعية زوارق حوثية مفخخة كانت معدة لضرب سلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب.

وأتى هذا الموقف المتحيز لصالح ميليشيات الحوثي في بيان لرئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة والذي عبر عن قلقه إزاء الضربات الجوية التي وقعت في الصليف في وقت مبكر من صباح الأحد.
وقال الجنرال أباهيجيت جوها، رئيس بعثة الأمم المتحدة ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة، إن هذه الضربات الجوية تعرقل عملية السلام وتهدد تنفيذ اتفاق الحديدة، بحسب البيان.
وتجاهل الجنرال جوها الخروقات المستمرة التي ترتكبها الميليشيات الحوثية وبشكل يومي للهدنة الأممية، وتطال مواقع عسكرية ومدنية وأحياء سكنية كذلك.
واستغرب مراقبون هذا الموقف الأممي الذي يعترض على تأمين ممرات الملاحة الدولية من محاولات إيرانية لاستثمار تواجد ذراعها العسكري في اليمن ممثلة بميليشيات الحوثي لتهديد المصالح الدولية.
وكان تحالف دعم الشرعية، أعلن أن هجماته في الصليف تستهدف منشآت تشكل تهديدا لخطوط الملاحة في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، إلا أن الموقف الأممي انحاز لتوجه الميليشيات الحوثية باستخدام اتفاق السويد غطاءً لتحركاتها في الحديدة وساحل البحر الأحمر.
وبحسب الإعلام العسكري للقوات المشتركة، فإن إيران والميليشيا الموالية لها، استغلت اتفاق ستوكهولم في إيجاد منطقة آمنة لاستمرار دخول السلاح الإيراني بما فيه صواريخ وألغام بحرية وقوارب موجهة عن بُعد، وكذا التجهيز لعمليات إرهابية في واحد من أهم طرق التجارة والملاحة البحرية في العالم.
وسبق للميليشيات الحوثية منذ إبرام الاتفاق بإشراف من الأمم المتحدة أواخر العام 2018، أن حاولت تنفيذ عمليات إرهابية في البحر الأحمر إضافة لاستخدام أراضي الحديدة في إطلاق طائرات مسيرة نحو الأراضي السعودية، بجانب خروقات متواصلة لوقف إطلاق النار المتضمَن في الاتفاق.

شارك