ردًا على هجوم "التاجي"... أمريكا تُنفذ ضربات انتقامية ضد ميليشيا الملالي في العراق

الجمعة 13/مارس/2020 - 03:17 ص
طباعة ردًا على هجوم التاجي... فاطمة عبدالغني
 
أفادت مصادر إعلامية عدة اليوم الجمعة 13 مارس، أن قصفاً جوياً عنيفاً استهدف مقرات حزب الله العراقي بمنطقة جرف الصخر شمال محافظة بابل.
حيث ذكرت المصادر أن الطائرات بدأت القصف في تمام الساعة12:20 من ليلة الجمعة، مستهدفة 5 مواقع لحزب الله في محافظة بابل، وطال القصف أيضاً منطقة الهري التابعة لمحافظة البوكمال السورية المحاذية لقضاء منطقة القائم على الحدود العراقية. 
كما قصفت الطائرات الأمريكية مطاراً قيد الإنشاء في مدينة كربلاء، ومواقع لحزب الله في ذات المدينة، وسط مواصلة الطيران الأمريكي تحليقه في عدد من محافظات البلاد. 
كما أفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" شن ضربات جوية ضد ميليشيات موالية لإيران في العراق، فجر الجمعة، في وقت تحدثت مصادر عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف كتائب حزب الله جراء هذه الغارات المكثفة.
وقال المسؤول، إن سلاح الجو الأمريكي نفذ ضربات في العراق فجر الجمعة مستهدفًا مجموعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران ومسؤولة عن استهداف قاعدة التاجي، وأن الاستهداف جاء ردا على الهجوم الصاروخي الذي أدى إلى مقتل جنديين أميركيين وجندي بريطاني وجرح 14 آخرين من قوات التحالف الدولي في قاعدة التاجي شمال العاصمة بغداد.
وأكد البنتاغون في بيان أن الولايات المتحدة نفذت ضربات ضد كتائب حزب الله في مناطق عدة بالعراق، وأن القوات الأمريكية استهدفت خمسة مخازن أسلحة، وذلك "بهدف خفض قدراتها على شن أي عمل عدائي مستقبلي ضد قوات التحالف".
يأتي هذا بعد يوم من إعلان قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة الولايات لمتحدة أول أمس الاربعاء 11 مارس  أن معسكر "التاجي" الواقع شمال العاصمة العراقية والذي يأوي عناصره تعرض لاستهداف بـ18 صاروخًا من نوع كاتيوشا.
 وأكد التحالف حينها أنه بصدد التحري مع قوات الأمن العراقية في ملابسات الهجوم الذي أوقع 3 قتلى هم جنديان أمريكيان وآخر بريطاني، ورغم أن الهجوم لم تتبنه أي جهة فإن القوات الأمريكية ردت  بقصف منطقة الهري في مركز منطقة القائم على حدود محافظة الانبار بالعراق والذي يضم مقار للحشد الشعبي وهو ما يشير إلى اشتباه التحالف في وقوف جهات موالية لإيران وراء الهجوم، وذلك في إطار التوتر القائم بين إيران والولايات المتحدة منذ أشهر.
وبحسب وكالة الانباء الفرنسية يعد الهجوم الصاروخي على قاعدة التاجي الهجوم 22 من نوعه الذي يستهدف مصالح عسكرية أمريكية بالعراق منذ أواخر أكتوبر 2019.
وفي وقت متقارب للهجوم على قاعدة التاجي، أكدت مصادر سورية تعرض قاعدة لقوات الحشد الشعبي العراقي في البوكمال غرب سوريا لغارات جوية، وأكدت المصادر أن الغارات نفذتها ثلاثة طائرات واستهدفت منطقة الحسيان التي  تتخذها الميليشيات الموالية لإيران مقرات عسكرية، واسفرت الغارات عن مقتل 26 عنصراً من الحشد ليل أول أمس الأربعاء، ووفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الخميس.
ورجح المرصد، الذي كان أفاد سابقاً عن مقتل 18 عنصرا من قوات الحشد الشعبي "أن القصف "نفذته ثلاث طائرات استهدفت قاعدة الإمام علي ومنطقة الحسيان في منطقة البوكمال بالقرب من الحدود مع العراق، التي تتخذها المليشيات الموالية لإيران مقرات عسكرية لها".
هذا وقد دانت الرئاسة العراقية الهجوم على معسكر التاجي وقالت الرئاسة في بيان إنها "تدين الاعتداء الإرهابي على قاعدة التاجي العسكرية العراقية بقصف بصواريخ كاتيوشا، والذي أدى إلى خسائر في الأرواح وإصابات لعدد من المدربين والمستشارين ضمن قوات التحالف الدولي التي تعمل في العراق في نطاق محاربة الإرهاب، بدعوة من الحكومة العراقية".
وأضاف البيان "إن هذا الاعتداء يعد استهدافا للعراق وأمنه"، وأكدت الرئاسة "على ضرورة إجراء التحقيقات الكاملة للوقوف على خلفياته وتعقب العناصر المسؤولة عنه".
ومن جهته، أعلن الجيش العراقي فتح تحقيق في هذا "العمل العدائي". وأفادت وكالة الأنباء العراقية، أن قيادة العمليات المشتركة باشرت بأمر من القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، بفتح تحقيق لمعرفة الجناة المسؤولين عن مهاجمة قاعدة التاجي العسكرية ومحاسبتهم.
وقال الناطق باسم العمليات، اللواء تحسين الخفاجي إن "قيادة عمليات المشتركة فتحت تحقيقا كبيرا لمعرفة الجناة المسؤولين عن مهاجمة قاعدة التاجي وإلقاء القبض عليهم ومحاسبتهم مهما كانت شخصياتهم". وأضاف أن "القيادة مصممة على معرفة الجناة، لأن تلك الأعمال تضر بعلاقات العراق ومصالحه لاسيما أن عصابات داعش تحاول معاودة نشاطها بعد استهدافها والقضاء عليها".
كما أشار إلى أن "الجهود الاستخبارية والأمنية التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية باشرت التحقيق، وفي حال الحصول على معلومات سيتم تقديمها للقائد العام للقوات المسلحة".
وكانت بريطانيا، طالبت أمس الخميس، السلطات العراقية باتخاذ تحرك جدي لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة التاجي.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان: "ينبغي أن نعثر على المسؤولين.. أرحب بدعوة الرئيس العراقي لفتح تحقيق فوري لمحاسبة الجناة.. لكن لابد أن نرى تحركا".
كما أضاف أنه تحدث مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مساء الأربعاء، واتفق معه على ضرورة "التصدي لهذه الأعمال المروعة".
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا تعهدتا في وقت سابق الخميس بمحاسبة مرتكبي الهجوم الدامي على القاعدة العراقية. وشدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ونظيره البريطاني دومينيك راب في مكالمة هاتفية على ضرورة "محاسبة المسؤولين عن تلك الهجمات"، وفق بيان صادر عن الخارجية الأمريكية.
ومن جانبه حذّر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر الخميس من أنّ "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة"، وقال إسبر في مؤتمر صحافي في البنتاغون إن "الولايات المتحدة لا تتسامح مع الهجمات ضد رجالنا أو مصالحنا أو حلفائنا".
وأضاف "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة وننسّق مع شركائنا لمعاقبة المذنبين والحفاظ على الردع، كما فعلنا خلال الأشهر الأخيرة"، مؤكّداً أنّ الهجوم شنّته "جماعات مسلّحة شيعية موالية لإيران" لم يذكر أسماءها.
وأشار الوزير إلى أنّه تحدث مساء الأربعاء مع الرئيس دونالد ترامب حول إجراءات الرد الممكنة، وأن الرئيس أعطاه كل الصلاحيات من أجل "فعل ما يجب فعله".
ولم يحدد اسبر طبيعة اجراءات الرد ولا مكانها، لكنه أشار إلى عدم وجود نية لدى بلاده لضرب الأراضي الإيرانية، اذ قال "نركز على الجماعة التي ارتكبت هذا (الهجوم) في العراق"، بحسب وكالة الانباء الفرنسية.
ومن جهته، لم يلق كينيث ماكينزي الجنرال بمشاة البحرية الأمريكية وقائد القيادة المركزية الأمريكية اللوم على جماعة بعينها، لكنه أشار إلى أن كتائب حزب الله المدعومة من إيران هي الوحيدة التي كانت معروفة بشن هجمات في السابق.
وقال في جلسة لمجلس الشيوخ: "ما زلنا نحقق في الهجوم لكنني سأشير إلى جماعة كتائب حزب الله التي تعمل بالوكالة لصالح إيران فهي الجماعة الوحيدة المعروف عنها أنها نفذت في السابق إطلاق نار غير مباشر بهذا النطاق على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق".
وبحسب المراقبون تأتي الضربة الانتقامية الأمريكية التي استهدفت مقرات كتائب حزب الله المدعومة إيرانيًا، في وقت دأبت فيه ميليشيا الملالي على شن هجمات بالصواريخ والقذائف على قواعد في العراق تستضيف قوات أمريكية إلا أن الهجوم الاعنف استهدف قاعدة عين الاسد التي تأوي أمريكيين، وتبنت إيران بنفسها الهجوم والذي اطلقت فيه 11 صاروخًا باليستيا على القاعدة ردًا على مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني  في غارة نفذها الجيش الامريكي ولم يسفر الهجوم الايراني آنذاك إلا عن وقوع إصابات في صفوف الأمريكية، ما يجعل الهجوم على قاعدة التاجي الأكثر دموية في صفوف قوات التحالف.

شارك