لن تنتهي قريبا... حرب أمريكا ومليشيات إيران في العراق

الإثنين 16/مارس/2020 - 10:51 ص
طباعة لن تنتهي قريبا... روبير الفارس
 
تمثل مليشيات ايران في العراق خطر حقيقي  علي امريكا ولذلك لن تنتهي المعركة بينهما . وللاسف يدفع العراق الثمن من امنه واستقراره .حيث يقول الباحث “مايكل نايتس” الذي عمل سابقا في العراق في مقال خصصه لتوضيح كيفية منع  الهجمات على القواعد العسكرية الامريكية، أن ضربة مليشيا “كتائب حزب الله” ضد القاعدة كانت “شديدة الدقة”، بالنظر إلى أن القاعدة تمتد على مساحة شاسعة (نحو 15 ميلا مربعا) ورغم ذلك فقد أصابت الهدف في “المكان والتوقيت الصحيحين”.

ويرى الكاتب الذي زار من قبل هذه القاعدة المترامية، أن هذه الضربات والضربات التي تلتها من قبل القوات الأميركية لن تكون نهاية هذه الحلقة من الأعمال الانتقامية من قبل الطرفين.

ويشير إلى أن أمام الولايات المتحدة ثلاثة خيارات للتعامل مع الموقف الحالي، الأول هو انسحاب الولايات المتحدة من العراق، وهو ما تريده مليشيا “كتائب حزب الله” والحرس الثوري الإيراني لكن ربما ستضطر الولايات المتحدة إلى العودة “لمحاربة عراق تحت سيطرة إيران”.

والخيار الثاني هو أن تلعب الولايات المتحدة مع إيران وميليشياتها بطريقتهم، باستهداف المزيد من عناصرهم، وهو ما قد يؤدي إلى “خفض كبير على المدى البعيد لنفوذ إيران في العراق”، لكن هذا الخيار قد “يزيد من مشاعر العداء للولايات المتحدة”.

أما الخيار الأخير فهو أن تلعب الولايات المتحدة “دور الضحية واللاعب المسؤول” في هذا الصراع وأن تقصر ردها على الضربات “الفورية والمتناسبة” التي تكون خارج حدود العراق إلى حد كبير.

ويرى الكاتب أن الضربات التي الاخيرة  كانت أقرب إلى الخيار الثالث، ويقترح اتباع طريقا وسطا بين الخيارين الثاني والثالث وذلك بتنفيذ “هجمات سريعة وحاسمة ضد بعض كبار قادة الميليشيات العراقية لجعل القادة الآخرين يفكرون بجدية شديدة في مستقبلهم الشخصي”.

ويقترح نايتس شن ضربات “رادعة” ضد هؤلاء القادة متى كانوا متاحين لأنهم عادة ما يختفون بعد أي عملية يستهدفون فيها أميركيين.

والضربات الأميركية الجديدة في العراق، على معسكرات ومواقع متقدمة للمليشيات المسلحة تفتح  الباب مجدداً أمام تصعيد أمني آخر قد لا يكون محدوداً هذه المرة ويفتقد لصفة السيطرة عليه، خصوصاً مع ضعف ومحدودية صلاحيات حكومة تصريف الأعمال الحالية،  وتغول نفوذ المليشيات في الدولة العراقية، وغياب الضابط والمنسق الأول لعملها، إذ يغلب على العلاقة في ما بينها طابع التنافس على النفوذ واتساع الخلافات منذ قتل القوات الأميركية لزعيم “فيلق القدس” قاسم سليماني، مطلع العام الحالي.
وكشف مصدر رسمي  ان العراق تلقى إخطاراً من القيادة الأميركية الوسطى في المنطقة قبل نحو ساعتين من الغارات التي نفذتها مقاتلات أميركية على خمسة مواقع متفرقة لفصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران، 

واعتبر قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال “كينيث ماكينزي” في مؤتمر صحافي، أن التهديد الذي تمثله إيران لا يزال كبيراً، وذلك على الرغم من تعبيره عن اعتقاده بأن الضربات الأميركية، التي استهدفت خمسة مواقع، ستردع “الهجمات المستقبلية المماثلة”، في إشارة إلى الهجوم الصاروخي على قاعدة التاجي.

 وأضاف “أعتقد أن التهديد لا يزال مرتفعاً بشدة، وأرى أن التوتر لم ينخفض في الواقع”. وأشار إلى أنه “بعد مقتل سليماني أصبح من الأصعب على إيران اتخاذ قرارات وإصدار توجيهات الحرب بالوكالة”.

واعتبر “ماكينزي” أن الضربات في العراق تبعث رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة لن تتهاون مع الهجمات الإيرانية غير المباشرة، بأسلحة توفرها إيران”.

وفي تحذير مبطن عن استعدادات  القوات الأميركية لاستهداف مواقع أخرى تابعة لـ” مليشيا حزب الله”، قال ماكينزي: “هناك أهداف أخرى تخص كتائب حزب الله، لم نضربها تحلياً بضبط النفس”، مشيراً إلى أنه يجري نقل صواريخ باتريوت إلى العراق وإنها “ستكون جاهزة هناك خلال أيام”، وأن “حاملتي طائرات ستواصلان العمل في منطقة القيادة المركزية”. وفي سياق الضربات وحرب التجسس كشفت صحيفة نيويورك تايمز. ان  الولايات المتحدة اتهمت  مترجمة عملت مع الجيش الأمريكي في العراق بتسريب معلومات سرية للغاية لحزب الله المدعوم مع إيران، 

وقال ممثلو الادعاء إن المترجمة، مريم طه تومسون، والبالغة من العمر 61 عاماً، كثفت من عمليات التجسس التي تقوم بها بعد زيادة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران خلال الأشهر الأخيرة.

وتواصلت طه تومسون مع شخص من حزب الله وسربت له أسماء المخبرين الأجانب الذين يعملون مع الولايات المتحدة وذلك على الرغم من خطورة الكشف عن أسماء المخبرين مما عرض حياتهم وحياة العسكريين الأمريكيين للخطر.

وقال المسؤولون الامريكيون إن المعلومات التي تم تسريبها خطيرة للغاية وإن القضية التي عملوا عليها تعد من أخطر قضايا مكافحة التجسس التي رأوها مؤخراً.

وحضر جلسة المحاكمة عدد من كبار المدعين في الأمن القومي الأمريكي بالإضافة إلى محامي الحكومة الأمريكية في مقاطعة كولومبيا مما يدل على أهمية القضية.

تواجه عقوبات بالخيانة

وقال جون سي ديمرز، مساعد المدعي العام للأمن القومي في بيان له "إذا كانت الأدلة صحيحة، هذا يعني وصمة عار، خصوصاً لشخص يعمل كمتعاقد مع الجيش الأمريكي.. ستعاقب بتهمة خيانة البلد وخيانة زملائها".

وكانت طه تومسون تعيش في أربيل وتعاقدت مع الجيش الأمريكي للعمل كمترجمة وتمكنت مع ازدياد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الأيام الأخيرة من كانون الأول للوصول إلى ملفات حكومية سرية تضمنت أسماء وصورا حقيقية لمصادر تعمل مع الاستخبارات الأمريكية.

شارك