بات العراق بلد انتاج الميليشيات اكثر من انتاج النفط أو زراعة النخيل، واذا كان العراق بلدا الطوائف المتعددة، فإنه اليوم أصبح موطن الميليشيات المستنسخ بتوجهتها المذهبية والدينية، ترفع شعار محرابة القوات الأمريكية، ولكن مع القوت تصبح سيف على رقبات العراقيون.

الاحد 15 مارس أعلن تشكيل فصائلي يطلق على نفسه " عُصبة الثائرين" تبنى العمليات العسكرية التي استهدفت القوات الأمريكية في معسكر التاجي شمال بغداد، بما يؤشر على ولادة تنظيم جديد في العراق، ينضم للتنظيمات السنية بمختلف تسمياتها وتوجهاتها، وايضا التنظيمات الشيعية مختلف مشاربها وولائها.

هجومان منفصلان أسفرا عن مقتل ثلاثة جنود (أمريكيّان وبريطاني) وجرح عددٍ آخر من العاملين في بعثة التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، بقيادة واشنطن، المنتشرة على طول العراق.

بيان " عُصبة الثائرين" أكّد أن العمليّات هي الأولى في سياق الرد على اغتيال واشنطن نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي"، أبا مهدي المهندس، وقائد "قوّة القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ورفاقهما، في محيط مطار بغداد مطلع العام الجاري، مؤكداً أنها ستأخذ "مساراً تصاعديّاً ينتهي بجلاء قوات الاحتلال".

والملفت أن شعار التنظيم هو يجمع بين شعارات الميليشيات الشيعية والتي تعد تقلد شعار الحرس الثري، وذلك الشعارات اليسارية حيث "قبضة اليد" التي اتخذها "عصبة الثائرين" هو شعار استخدمته حركة 6 أبريل في مصر- وايضا تلويح المحتجين في ايران وسوريا والعراق والفلسطين، وغيرهم، عند الهتاف "الموت لأمريكا".

كذلك حركة الجهاد الفلسطينية تتخذ من "قبضة اليد" شعارا لها، وذلك يجرح البعض ان تنظيم "عصبة الثائرين" تنظيم يحمل الوجهتين، الشيعية السنية، وقد يكون نسخة العراقية من حركة الجهاد الفلسطينية، جسد سني وروح الحرس الثوري.

و تعرّف الجهاد الفلسطينية عن نفسها على أنّها "حركة إسلامية جماهيرية مجاهدة مستقلة، الإسلام منطلقها، والعمل الجماهيري الثوري والجهاد المسلح أسلوبها، وتحرير كامل فلسطين من الاحتلال الصهيوني هدفها".

لذلك مع  "شُحّ معلوماتيّ" يمكن القول  أن هذا التنظيم الوليد يكون خرج من رحم الميليشيات الشيعية ومتأثر أيضا بادبيات القاعدة وداعش.

الخبير الامني العراقي، هشام الهاشمي، يقول إن  تنظيم " عُصبة الثائرين" غير معروف من قبل ضمن عناوين الفصائل المسلحة العراقية.

وأضاف أن أسم " عُصبة الثائرين"  مقتبس من ادبيات حركات الجهاد الفلسطينية، ويبدو انه قريب من الفصائل الثلاثة التي باركت استهداف معسكر التاجي الذي تتواجد فيه القوات الأمريكية.

المحل السياسي والخبير في الشؤون العراقية محمود جابر، يرى ان تنظيم "عصبة الثائرين" هو يشكل جيل جديد من العمل المسلح يجمع بين تقنية الجهاد السنى وتسليح القوى الشيعية.

وأضاف جابر لـ"بوابة الحركات الاسلامية"،  الفيديو الذي اعلن فيه التنيظم تبني ملية التاجي، يستخدم فيه تقنية جهادية بطريقة التسجيل والبيان وتصوير العملية، وكذلك طريقة الالقاء، بالاضافة الى المفردات المستخدمة.

وتابع أيضا التنظيم بالتأكيد على الثأر من قتلة قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وكذلك استخدامه عبارة "صدق العلى العظيم"، وهي صيغة شيعية في ختام تلاوة الأية، بدلا من "صدق الله العظيم" لدى السنة يرجح ان التنظيم مزيج من التنظيمات الشيعية والسنية، وهو يشكل بداية جديدة للعمل المسلح في العراق.