"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الثلاثاء 17/مارس/2020 - 08:08 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم  17  مارس 2020.
الاتحاد: «التحالف» يستهدف مواقع وتعزيزات للحوثيين
استهدفت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، أمس، تحركات وتعزيزات عسكرية لميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظات الجوف ومأرب وصنعاء شرق البلاد.
وذكرت مصادر محلية لـ«الاتحاد»، أن مقاتلات التحالف شنت أربع غارات على مواقع وتحركات للميليشيات الحوثية في مديرية خب والشعف الواقعة شمال شرق محافظة الجوف، وتدور فيها مواجهات متقطعة بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثي التي كانت استهدفت قبل ساعات، بصاروخ باليستي، موقعاً للجيش في المديرية ذاتها، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من العسكريين.
وأفادت مصادر عسكرية في الجوف، بأن قوات الجيش المرابطة في مديرية خب والشعف أسقطت، مساء الأحد، طائرة مسيّرة استطلاعية تابعة لميليشيات الحوثي، أثناء تحليقها في أجواء المديرية.
وقصف الطيران العربي، أمس، موقعين للحوثيين، يعتقد أنهما لإطلاق الصواريخ الباليستية، في منطقة العرقوب بمديرية خولان شرق العاصمة اليمنية صنعاء. كما شنت مقاتلات التحالف، أكثر من 15 غارة على مواقع وتحركات وتعزيزات لميليشيات الحوثي في مديرية صرواح القريبة والتابعة لمحافظة مأرب.
وبحسب مصادر ميدانية في الجيش اليمني، فإن الغارات الجوية على الحوثيين في صرواح أعاقت محاولات الميليشيات التقدم من وسط وشرق المديرية باتجاه مدينة مأرب التي تسيطر الحكومة اليمنية عليها منذ أكتوبر 2015.
وفي شمال البلاد، دمر الطيران العربي هدفين تابعين لميليشيات الحوثي في منطقة المزرق بمديرية حرض الحدودية مع السعودية في شمال محافظة حجة.
وقتل أربعة مدنيين، وجرح خامس بانفجار ألغام كانت زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في مناطق سكنية ومزارع بمديرية ميدي المحررة في شمال غرب محافظة حجة.
وذكر الجيش اليمني، على موقعه الإلكتروني، أمس، أن ثلاثة مدنيين تتراوح أعمارهم بين 14 و35 عاماً، قتلوا عندما انفجر لغم من مخلفات ميليشيات الحوثي بدراجة نارية، كانت تقلهم شمال قرية بني فايد في مديرية ميدي، مشيراً إلى مقتل رجل في العقد السادس من عمره، جراء انفجار لغم زرعه الحوثيون بمزرعة في منطقة الجعدة بالمديرية ذاتها، فيما أصيب رجل آخر بانفجار لغم ثالث في منطقة قريبة شمال ميدي.
وإلى الجنوب من محافظة حجة، أعلنت القوات اليمنية المشتركة، المدعومة من التحالف العربي، نزع عبوات ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي في منطقة حيوية شرق مدينة الحديدة، الميناء الاستراتيجي على البحر الأحمر.
وذكر مصدر في القوات المشتركة، أن الفرق الهندسية التابعة للواء الأول عمالقة، قامت بنزع وتفكيك عدد من العبوات الناسفة التي قامت ميليشيات الحوثي بزرعها في محيط نقطة المراقبة الثالثة نقطة الارتباط في طريق كيلو 16 شرق الحديدة، موضحاً أن ميليشيات الحوثي قامت بزرع العبوات الناسفة، مستغلة انسحاب ضباط الارتباط التابعين للقوات المشتركة، الأسبوع الماضي، احتجاجاً على إصابة زميلهم العقيد محمد الصليحي بنيران حوثية.
وواصلت ميليشيات الحوثي، أمس، خروقاتها النارية لاتفاق السلام الهش في محافظة الحديدة، وقصفت بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية، مواقع تابعة للقوات المشتركة، وتجمعات سكنية في عدد من مديريات الحديدة.

الخليج: الحوثي يتكبد خسائر فادحة ويخسر رهان الأنفاق في الحديدة
تكبدت ميليشيات الحوثي، أمس الاثنين، خسائر بشرية ومادية فادحة، فضلاً عن خسارتها الرهان على استراتيجية حفر الأنفاق لتنفيذ تسللات صوب المناطق المحررة في جبهات محافظة الحديدة، غربي اليمن.

وأفاد مصدر ميداني بالقوات المشتركة، بأن بقايا جيوب الميليشيات الحوثية المتمركزة في مزارع الحسينية بمديرية بيت الفقيه دفعت بالعشرات من عناصرها إلى أنفاق ومخابئ مستحدثة في مزارع المواطنين شرق منطقة الجاح الاستراتيجية في ذات المديرية، ضمن خروقاتها المتصاعدة للهدنة الأممية ومحاولاتها البائسة لاختراق خطوط التماس والتقدم صوب المناطق المحررة.

وأضاف المصدر، أن وحدات الاستطلاع في القوات المشتركة رصدت تجمعات المتسللين ومخازن أسلحة لحظة تسليحهم منها لتنفيذ التسلل وسرعان ما تم دكها بضربات مباشرة.

وأكد أن مدفعية القوات المشتركة وجهت ضربات مركزة حققت أهدافها بدقة عالية، ودفنت معظم المتسللين داخل تلك الأنفاق والمخابئ فيما لاذ الناجون بالفرار، كما تم تفجير ثلاثة مخازن أسلحة وتدمير جرافة (شيول).

يذكر أن ميليشيات الحوثي الانقلابية رفعت من وتيرة تصعيدها الواسع للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، غربي اليمن، وذلك من خلال استهداف القرى والأحياء السكنية ومزارع المواطنين في مختلف مديريات الحديدة. واستهدفت ميليشيات الحوثي، القرى السكنية ومزارع المواطنين في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه جنوبي الحديدة، ضمن سلسلة جرائمها الإنسانية بحق المدنيين العزل.

وقالت مصادر محلية، إن الميليشيات استهدفت القرى السكنية المأهولة بالسكان بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والأسلحة القناصة على فترات متقطعة.. مضيفة: إن ميليشيات الحوثي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة عيار 14.5 وعيار 12.7 على مزارع المواطنين بشكل همجي.

من جانب آخر، أعلنت قوات الجيش الوطني اليمني، أمس، إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لميليشيات جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في محافظة الجوف، وذلك عقب رصدها أثناء التحليق شرقي مدينة الحزم، بينما قصفت مدفعية قوات الجيش اليمني، مواقع وتجمعات وتعزيزات للميليشيات الحوثية في سلسلة جبال صلب ونجد العتق، جنوبي غرب مديرية نهم، شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات الحوثيين، علاوة على تدمير آليات قتالية.

الخليج: الانقلابيون يستغلون المساجد لحشد مقاتليهم إلى الضالع
تستغل ميليشيات جماعة الحوثي الانقلابية، المساجد في مدينة إب، شمال اليمن، لحشد المقاتلين إلى جبهات القتال في محافظة الضالع، كما ألزمت الجماعة الحوثية، القبائل بإرسال أبنائها طواعية للقتال في جبهات الضالع. يأتي ذلك مع استماتة الميليشيات الحوثية الانقلابية في مواصلة الدفع بالتعزيزات بالأفراد المقاتلين والأسلحة المختلفة من جبهات القتال في نهم شرق صنعاء ومحافظة مأرب إلى جبهات القتال في الضالع، وذلك رغم تلقي الميليشيات هزائم وضربات متتالية وخسائر فادحة بالأرواح والعتاد.

الشرق الأوسط: الحوثيون يستثمرون «الوباء» لحشد المجندين
على رغم إعلان الجماعة الحوثية وقف عمل المدارس والجامعات خشية انتشار فيروس «كورونا المستجد»، كما تزعم، فإنها ماضية على قدم وساق في إقامة عشرات الفعاليات والاحتفالات الحاشدة في ذكرى مقتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي، بحسب ما أعلنته وسائل إعلامها.

وتزامن إصرار الجماعة على إقامة هذه الفعاليات ذات الصبغة الطائفية في صنعاء وغيرها من المحافظات، مع استغلالها انتشار الفيروس في العالم من أجل استقطاب مزيد من المجندين للقتال في صفوفها، بحجة أن ذلك هو السبيل الوحيد لحمايتهم من الإصابة بالمرض، وفق ما أفادت به مصادر محلية في صنعاء. وتتهم المصادر الميليشيات الحوثية بأنها تستغل كل جائحة أو وباء فيروسي للاستفادة منه بشتى الطرق والوسائل وتحويله إلى سلعة جديدة يمكن من خلالها التحشيد لجبهاتها القتالية من جهة، وجني ملايين الريالات عبر حملات الابتزاز والنهب المتخذة بحق اليمنيين من جهة ثانية. وأكدت المصادر أن ميليشيات الانقلاب، المسنودة من إيران، مستمرة في تنفيذ حملات تجنيد واسعة في صفوف الشبان في صنعاء للزج بهم في جبهات القتال، تحت ذريعة إنقاذهم من الإصابة بفيروس «كورونا».

وطبقاً لما أكدته المصادر، فقد وزعت الميليشيات الحوثية بالتزامن مع حملتها، إستمارات تجنيد تتضمن جميع بيانات المجندين الجدد لإرسالهم للقتال في جبهاتها القتالية المختلفة. ولم تستثن حملات التجنيد الحوثية، منذ مطلع العام الحالي، فئة أو جماعة أو مؤسسة في مناطق سيطرتها، إذ استهدفت طلبة المدارس والجامعات وموظفي القطاعات الحكومية والخاصة، وغيرهم من فئات وشرائح المجتمع.

ويعيش السكان في صنعاء ومدن يمنية أخرى خاضعة للميليشيات حالة من الخوف والقلق الشديدين مع الانتشار المتسارع لهذا الفيروس عربياً وعالمياً. وأبدى عدد من السكان، في أحاديث لهم مع «الشرق الأوسط»، تخوفهم من وصول الوباء الخطير إلى مناطقهم، كونهم مروا بتجارب مريرة وأوضاع قاسية في ظل قبضة وحكم الميليشيات الحوثية التي لا تأبه، بحسب قولهم، لصحة وحياة اليمنيين كما تدعي، بل تكرس جلّ جهدها وطاقتها لابتزازهم ونهب مدخراتهم لصالح المجهود الحربي.

وأكدت قيادات في حكومة الانقلاب أن تفشي «كورونا» لا يعنيها. ونقلت وسائل إعلام الجماعة عن رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور قوله خلال فعالية للجماعة، أول من أمس، إن «العالم يهرب من التجمعات اليوم هرباً من فيروس كورونا، وشعبنا اليمني ليس لديه شيء يخسره، فقد متنا من الكوليرا والدفتيريا وفيروسات كثيرة، والعالم لم يتحدث عن هذا الأمر، ومن الطبيعي أن يموت هؤلاء اليمنيون».

ووصف مراقبون محليون الإجراءات التي اتخذتها الميليشيات الحوثية على مضض للوقاية من «كورونا»، بأنها «مجرد إجراءات حوثية شكلية ليس لها أي أثر أو وجود على أرض الواقع». واعتبر المراقبون أن الميليشيات تحاول حالياً أن تظهر للعالم عبر وسائل إعلامها وعبر بعض القرارات والخطوات التي اتخذتها، أنها تحرص على صحة وحياة اليمنيين في مناطق سيطرتها، مع أنها هي من تقتل اليمنيين وتحرمهم من أبسط مقومات الحياة ومن المساعدات الإغاثية، وتفجر المنازل وتنهب ممتلكات الدولة.

ومنذ انقلاب الميليشيات على السلطة الشرعية، شهدت المناطق اليمنية الخاضعة لقبضة الجماعة تفشياً مخيفاً لعدد من الأمراض المستعصية والأوبئة، مثل «الدفتيريا» و«الكوليرا» وحمى الضنك وإنفلونزا الخنازير وغيرها. وذلك بالتوازي مع استمرار التدمير الممنهج من قبل الانقلابيين للقطاع الصحي، ونهب المساعدات الإغاثية الطبية المقدمة من المنظمات الدولية.

وعلى مدى السنوات الماضية، أطلقت منظمة الصحة العالمية حملات عدة للقضاء على تلك الأوبئة. وحذرت المنظمة أيضاً، في بيانات سابقة، من تحول الدفتيريا والكوليرا وغيرها، إلى أوبئة مهلكة تفتك باليمنيين. وتزامن ظهور عدد من تلك الأوبئة في اليمن، مع تصاعد تحذيرات أممية من أن البلاد على شفا أسوأ مجاعة في العالم منذ 100 عام، في ظل ما تعيشه معظم المناطق اليمنية من نقص حاد في المساعدات الطبية والأدوية، وإغلاق مرافق صحية كثيرة نتيجة الحرب التي أشعلها انقلاب الميليشيات.

الشرق الأوسط: الميليشيات تخسر قائدها في الضالع وتقصف الجوف بصاروخ باليستي
أفاد مصدر في محافظة الجوف اليمنية بتمكن قوات الجيش الوطني من إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس، أثناء رصدها تحلق فوق مواقعهم بالمناطق الشرقية لمدينة الحزم، مركز المحافظة، وذلك عقب استهداف الميليشيات قيادات عسكرية في الجيش الوطني بصاروخ باليستي أثناء اجتماع عسكري لهم في منطقة اليتمة شمال المحافظة.
وفي حين أسفر القصف الحوثي، وفق مصادر إعلامية يمنية، عن مقتل 3 قادة عسكريين وإصابة 3 آخرين، قال المتحدث الرسمي باسم محور الجوف بالمنطقة العسكرية السادسة، ربيع القرشي، إن «هذا الاستهداف الممنهج من قبل تلك الميليشيات يأتي جراء الضربات والهزائم التي تتلقاها على أيادي الجيش الوطني وقبائل دهم بمنطقة اليتمة».
وجاء القصف الحوثي في وقت واصلت فيه الميليشيات الحوثية دهم منازل السكان في مدينة الحزم ونهبها، علاوة على قيامها باقتحام محال تجارية؛ بما فيها محال بيع الذهب، وإغلاقها بعد نهبها، وفقاً لما أكده سكان محليون.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني سقوط قتلى بصفوف ميليشيات الانقلاب، بينهم قيادي بارز، إضافة إلى تدمير مواقع عسكرية وتعزيزات حوثية، في جبهات نهم، شرق صنعاء، ومنطقة الفاخر بمديرية قعطبة شمال الضالع (جنوب).
وذكر الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر نت» أن عدداً من ميليشيات الحوثي الانقلابية سقطوا بين قتيل وجريح؛ بينهم القيادي البارز المكلف قيادة عمليات الميليشيات في جبهة الفاخر المدعو محمد المروني، والذي قتل خلال المواجهات التي دارت هناك.
وأكد الجيش أن «ميليشيات الحوثي المتمردة المدعومة إيرانياً تواصل حشد مقاتليها منذ أسابيع لمحاولة تحقق أي تقدم بمواقع قوات الجيش في جبهات القتال غربي المحافظة، لكنها باءت بالفشل والانكسار الذريع نتيجة للتصدي والصمود الأسطوري لقوات الجيش».
وخيم الهدوء الحذر، أمس، على معظم جبهات القتال شمال وغرب محافظة الضالع بعد أيّام من المعارك العنيفة، وذلك بالتزامن مع تحركات للميليشيات الانقلابية في ضواحي محافظة إب المحاذية للضالع.
وفي جبهة نهم، شرق العاصمة صنعاء، ذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة في بيان له، مساء الأحد، أن «مدفعية الجيش الوطني دكت تجمعات وتعزيزات ومواقع تتمركز فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية في مواقع متفرّقة بمديرية نهم»، وأن «القصف المكثف استهدف مواقع وتجمعات للميليشيات الحوثية في جبال صلب جنوب غربي مديرية نهم، وأسفر عن مقتل وجرح العشرات من عناصر الميليشيات».
وأشار إلى أن «مدفعية الجيش استهدفت أيضاً تعزيزات كانت في طريقها للميليشيات الحوثية في صلب ونجد العتق، وأسفر القصف عن تدمير عدد من الآليات المتنوعة ومصرع جميع من كانوا على متنها».
في السياق الميداني نفسه، تمكنت القوات المشتركة، الأحد، من تفكيك عبوات ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية بمقر نقطة المراقبة الثالثة بخط «كيلو 16»، شرق مدينة الحديدة.

وقالت قوات «ألوية العمالقة» الحكومية، في بيان لها، إن «الفرق الهندسية التابعة لـ(اللواء الأول عمالقة) قامت بإتلاف وتفكيك عدد من العبوات الناسفة التي قامت ميليشيات الحوثي بزرعها في محيط النقطة الثالثة لضباط الارتباط، حيث استغلت ميليشيات الحوثي انسحاب ضباط الارتباط التابعين للقوات المشتركة بسبب استهداف زميلهم العقيد محمد الصليحي، لتقوم الميليشيات بزرع العبوات الناسفة».
يأتي ذلك بعد يوم واحد من تفجير ميليشيات الحوثي مقر ضباط الارتباط في النقطة الخامسة «سيتي ماكس» شرق مدينة الحديدة. وأكدت «قوات العمالقة» أن «الميليشيات الحوثية رفعت من وتيرة انتهاكاتها وتصعيدها العسكري، من خلال استهداف مواقع القوات المشتركة، والأحياء السكنية، ومزارع المواطنين في مختلف مديريات المحافظة الريفية بجنوبها».
وضمن سلسلة جرائمها بحق المدنيين، شنت الميليشيات الحوثية، أمس، قصفاً مكثفاً على قرى ومزارع المواطنين في منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه، جنوب الحديدة، بمختلف الأسلحة المتوسطة والقناصة، من دون ذكر وجود أي خسائر بشرية في أوساط المدنيين.

الشرق الأوسط: الانقلابيون يحرقون 160 طناً من قمح «الغذاء العالمي» في تعز
في وقت تتخوف الأمم المتحدة من توقف نحو 30 برنامجاً إغاثياً في اليمن ابتداء من الشهر المقبل بسبب نقص التمويل، واصلت الميليشيات الحوثية انتهاكاتها بحق المساعدات الإنسانية، إذ اعترفت يوم الأحد بإحراق 160 طناً من القمح الأممي في محافظة تعز (جنوب غرب).
وفي حين زعمت الجماعة أن عملية الإتلاف تولاها عناصرها المسيطرون على مكتب الصناعة والتجارة في محافظة تعز، لم يعلق برنامج الغذاء العالمي على الفور على الحادثة.
ويقول عاملون يمنيون في برنامج الإغاثة إن الميليشيات الحوثية عادة ما تقدم على احتجاز كميات الغذاء لفترات طويلة أو تقوم بمنع توزيعها من المخازن ما يجعلها عرضة للتلف.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت أخيراً وقف مساعداتها الإنسانية في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية اعتبارا من نهاية مارس (آذار) الجاري بسبب فساد الجماعة وعراقيلها أمام الوصول الإنساني.
وفي أحدث تصريحات رسمية للحكومة اليمنية، اتهم وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بنهب ما يقارب 900 قافلة إغاثية، كانت في طريقها لإغاثة المواطنين في مناطق مختلفة.
وكان الأسبوعان الأخيران شهدا في صنعاء اجتماعات مكثفة بين ممثلي المنظمات الأممية والإنسانية وبين قيادات الجماعة الحوثية أملاً في أن تخفف الجماعة من القيود التي فرضتها على أنشطة المنظمات.
واشترطت الجماعة الحوثية، على المنظمات الحصول على موافقة مسبقة من قادة الجماعة على المشاريع الإغاثية كافة التي تعتزم تنفيذها في مناطق سيطرة الميليشيات وتحديد السقف الزمني للتنفيذ، إضافة إلى القبول برقابة الجماعة على تنفيذ المشاريع، وفق ما ذكره لـ«الشرق الأوسط» عاملون في المجال الإنساني.
ورغم التلويح الدولي بخفض المساعدات الإنسانية وتقليص برامج الإغاثة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، فإن الجماعة تحرص بإصرار على وضع المزيد من القيود أمام عمل المنظمات الدولية، وفق ما أفادت به لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة في صنعاء.
وفي حين أدت العرقلة الحوثية المستمرة لنشاط المنظمات الإنسانية إلى حرمان الملايين من الحصول على المساعدات في موعدها بانتظام في صنعاء وغيرها من المناطق، زعمت المصادر الرسمية للجماعة أنها اتفقت مع المسؤولين الأمميين على إجراءات تتعلق بتحديد الفترة الزمنية قبل تسليم المشاريع المقترحة إلى قادتها الحوثيين والفترة الزمنية المحددة لإنجاز الإجراءات المتعلقة بالمشروع.
وعلى رغم إعلان الجماعة قبل أكثر من أسبوعين أن برنامج الغذاء العالمي سيبدأ في صرف المساعدات النقدية في صنعاء، إلا أن عراقيل أخرى فرضتها الجماعة أدت إلى عرقلة إنجاز المشروع التجريبي.
ونفى برنامج الأغذية في اليمن ما زعمته الجماعة الحوثية عن التوصل إلى اتفاق مع البرنامج لبدء توزيع المساعدات النقدية في صنعاء على المسجلين في قوائم البرنامج. وقال في بيان سابق إنه «لا يمكن إطلاق المرحلة التجريبية إلا بعد حل القضايا العالقة». وأوضح أنه «سيبدأ تقديم المساعدات النقدية إلى الأسر المستحقة عند توفر آلية التحقق البيومتري (نظام البصمة) لضمان وصول المساعدات النقدية للأسر المستحقة».
وكانت مصادر في الحكومة الشرعية وتقارير أممية اتهمت الجماعة بأنها تفرض على وكالات الإغاثة والمنظمات دفع اثنين في المائة من قيمة مشاريعها في مناطق سيطرتها، من دون أن تلقي بالاً لتبعات ذلك على ملايين السكان الذين يتضورون جوعاً، غير أن الجماعة زعمت أنها تراجعت عن هذا القرار.
من جهته، كان مدير شعبة التنسيق لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية راميش راجاسينغام حذر من أن 30 برنامجاً رئيسياً مهدداً بالتوقف في اليمن.
وقال في كلمته أمام مجلس الأمن في جلسته الأخيرة بشأن اليمن، إن أكثر من 30 برنامجاً ستتوقف في أبريل (نيسان)، إذا لم يتم الحصول على تمويل. وأوضح أن الريال اليمني يعاني من أزمة، إذ تصل قيمة الدولار في الجنوب إلى 650 ريالاً، وفي صنعاء 600، لافتاً إلى أن هناك نزاعاً بين الأطراف بشأن اختلاف وتضارب نسب تحويل الريال.
وفي مسعى تبريري للقيود التي فرضتها الجماعة الحوثية على المنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في مناطق سيطرة الميليشيات، كالت الجماعة قبل أيام تهماً بـ«الفساد» و«الابتزاز» لهذه المنظمات زاعمة أنها «تجاوزت المعايير» التي فرضتها الجماعة.
وطلبت الميليشيات من المنظمات الدولية الالتزام بما وصفته بـ«الخطط والبرامج والمقترحات التي تعدها فيما يتعلق بالاحتياج ومناطق عمل المشروع ومواقع التنفيذ وعدم تغيير منطقة ونوعية المشروع المتفق عليه» إلا بعد موافقة الجماعة كتابياً على ذلك.
وزعمت الاتهامات الحوثية أن بعض المنظمات «تقدم طلبات تصريح التقييم من دون التنسيق المسبق معها في التقييم، كما أنها لا تقدم كامل الوثائق الخاصة بالتقييم ليتم إقرارها من الإدارة المختصة وهي إدارة المتابعة والتقييم».
وتدعي الجماعة أن بعض المنظمات تعمل على تغيير مقراتها من دون التنسيق المسبق وتجاهل التعليمات المتعلقة بالضرائب ولا توافيها بالبيانات والمعلومات الخاصة بأي جهة محلية منفذة للمشاريع التي تمولها المنظمات، إلى جانب أنها تقدم مشاريع غير مكتملة الوثائق أو غير ملتزمة بالمعايير المتفق عليها.
وشددت الجماعة على أنه «يتوّجب على المنظمات والهيئات الدولية قبل التوقيع على أي اتفاقية فرعية، عرض المسودة على المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي لدراستها وإبداء الرأي حولها وبعد الحصول على موافقة المجلس على الاتفاقية تقوم المنظمة والجهة المستفيدة بتوقيع الاتفاقية الفرعية وتقديمها للمجلس لتعميدها».
واشترطت الميليشيات الحوثية إلزام المنظمات الدولية بتحديد أجور ورواتب موظفيها بما يتناسب مع ميزانية المشاريع إلى جانب تزويدها بتقارير سنوية عن عملها ومشاريعها في موعد لا يتعدى الأسبوع الأول من فبراير (شباط) من كل عام، وكذا إلزام المنظمات بإعطاء الأولوية لعناصر الجماعة في التوظيف والحد من الموظفين الأجانب.

شارك