التنظيمات الإرهابية المدعومة من تركيا تعرقل تنفيذ بنود وقف إطلاق النار في إدلب

الثلاثاء 17/مارس/2020 - 10:51 ص
طباعة التنظيمات الإرهابية فاطمة عبدالغني
 
في يومها الأول تضطر لاختصار  مهماتها، هكذا كان واقع حال الدورية التركية- الروسية المشتركة، التي تم تسيرها على طريق حلب - اللاذقية الدولي " M4" في سوريا، فبحسب وزارة الدفاع الروسية فإن جماعات مسلحة اعترضت طريق الدورية حيث حاول هؤلاء استخدام المدنيين كدرع بشرية في مناطق الخط الرابط بين شرق سوريا وغربها، مما أجبر الدورية على اتخاذ مسار أقصر.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان أصدرته أمس الاثنين 16 مارس "تحتشد في منطقة إدلب لخفض التصعيد تشكيلات مسلحة كبيرة تابعة لتنظيمات إسلامية مختلفة بينها هيئة تحرير الشام وحراس الدين، اللذان يواصلان استخدام المبادئ الإيديولوجية والأساليب الإرهابية لتنظيم القاعدة.. ومن الجدير بالذكر أن التنظيمين المذكورين أعلاه رفضا الاعتراف بالاتفاقات الروسية التركية الأخيرة حول إعلان نظام وقف إطلاق النار في هذه الأراضي".
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن "صفوف التشكيلات الإرهابية المتمركزة هناك تضم كثيرا من الدواعش، بينهم هؤلاء الذين تم إجلاؤهم في حينه عبر ما يسمى بالممرات الآمنة من مناطق أخرى في سوريا".
وأكدت الوزارة أن "عناصر التشكيلات الإرهابية استفادوا من فترة الهدوء وعالجوا أنفسهم وأعادوا تسليحهم، بفضل الدعم من الخارج، والآن يقومون بشن عمليات هجومية مضادة".
وشددت الخارجية الروسية: "أيا كانت جنسية الأشخاص الذين سلكوا طريق العنف والإرهاب، من الضروري أن تتم محاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها. وهناك خياران ممكنان فقط، إما القضاء على الإرهابيين حال مقاومتهم المسلحة، أو محاسبتهم جنائيا وفقا للقانون".
وأضافت: "ضمان تحقيق المحاسبة هو بالذات ما ترتكز عليه جهودنا الدبلوماسية في اتصالاتنا مع الزملاء الخارجيين".
وعلى صعيد متصل ذكرت صحيفة "الوطن" السورية أمس الاثنين أن: "تنظيمات إرهابية في شمال غرب سوريا أعلنت، رفضها مخرجات جميع اجتماعات سوتشي وموسكو وأستانا وجنيف" بما في ذلك اتفاق وقف النار الأخير في إدلب.
وقالت الصحيفة في نبأ تحت عنوان "تنظيمات إرهابية مدعومة من النظام التركي ترفض اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب": أعلنت ما تسمى غرفة عمليات "وحرض المؤمنين" التي تضم العديد من الميليشيات الإرهابية في بيان نقلته وكالات معارضة، رفضها مخرجات الاتفاق الروسي – التركي الذي نص على وقف إطلاق النار في إدلب.
يذكر أن غرفة عمليات "وحرض المؤمنين" تضم مجموعة من المليشيات المدعومة من تركيا منها "حراس الدين وأنصار التوحيد وجماعة أنصار الإسلام وأنصار الدين".
وكان وفد عسكري روسي أجرى محادثات الثلاثاء 10 مارس في أنقرة مع مسؤولين أتراك ووقعا يوم الجمعة 13 مارس على اتفاق حول بنود وقف إطلاق النار في منطقة إدلب، تنص على تسيير دوريات مشتركة اعتبارا من يوم 15 مارس الذي صادف يوم أول أمس على طول الجانب المحدد لطريق "M4".
ويرى فريق من المراقبين أن الخلافات بدأت تدب من جديد بين موسكو وأنقرة على الرغم من الاتفاق بين الرئيسين الروسي والتركي خلال قمتهما الاخيرة في موسكو بشأن إدلب. 
وهو اللقاء الذي أثمر عن اتفاق تضمن وقف إطلاق النار في المحافظة اعتبارًا من السادس من مارس وإنشاء مراكز تنسيق بين الجانبين لمراقبة الهدنة على طريق " M4" بالإضافة إلى تسيير دوريات مشتركة على الطريق الرابط حلب باللاذقية، وإنشاء ممر أمن على مسافة 6 كيلومترات من جانبين الطريق الدولي.
وبانتظار الضغط التركي على الفصائل السورية الموالية لها حتى تلتزم باتفاق إدلب الأخير يعود الجدل من جديد حول مصير الاتفاقات بين موسكو وأنقرة، وخاصة في ظل تهديدات جبهة النصرة والفصائل الموالية لها باستهداف الدوريات المشتركة على طريق حلب – اللاذقية.
من ناحية أخرى ترى تقارير صحفية أن روسيا بدأت في تركيز اهتمامها السياسي، في إطار تنفيذ "اتفاق موسكو"، على كسر عظام التنظيمات الإرهابية في إدلب، ضمن استراتيجيتها الثابتة، التي تعد أن الأزمة في إدلب أمنية، بالدرجة الأولى، ومن ثم لا بد من القضاء على الإرهاب بكافة تنظيماته وصوره، وهو ما لا يحظى بذات الأولوية لدى تركيا، ولذا يعد ما حدث بشأن فشل تسيير الدورية الأولى نقطة فارقة، ربما يؤجل تسيير المزيد من الدوريات، وهو ما يعني تعطيل أحد بنود الاتفاق، إلى حين تطهير منطقة طريق " M4"، من التنظيمات الإرهابية.

شارك