مرتزقة أردوغان في ليبيا.. بين الفرار والحصار

الأربعاء 18/مارس/2020 - 12:19 م
طباعة مرتزقة أردوغان في أميرة الشريف
 
يبدو أن المعركة الحاسمة التي يخوضها الجيش الوطني الليبي، ضد مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدأت تؤتي بثمارها، فبعد أن كانت الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا تسعي للسيطرة علي العاصمة طرابلس، باتت الأن علي أتم الاستعداد للفرار من انتصارات الجيش الذي يضرب بيد من حديد كل من يهدد أمن واستقرار ليبيا.
وووفق تقارير إعلامية، يبحث مرتزقة أردوغان عن مدن وقرى ليبية متاخمة للحدود المشتركة مع تونس مثل زوارة الساحلية ونالوت وجادو وكاباو بجبل نفوسة، للفرار من حصار الجيش الليبي والاستعداد لشن هجومات على تمركزات الجيش الوطني في المناطق المجاورة.
ويقوم الأن مرتزقة أردوغان الذين استقدمهم الديكتاتور العثمانلي من سويا رفقة عدد من الضباط والخبراء الأتراك، بالانتقال إلى تلك مدن صبراته وصرمان الساحليتين أو مناطق أخرى كالزنتان والرجبان في الجبل الغربي، وكذلك قاعدة الوطية الجوية والمدن المحاورة لها بهدف التخطيط لإقامة نقاط رقابة تركية بها، لكن الجيش الليبي رد تحركات المرتزقة على الحدود الغربية إلى محاولتهم البحث عن قاعدة يتمركزون فيها في حال هزيمتهم في طرابلس.

الناطق باسم قوات الجيش أحمد المسماري، أكد علي انتقال الإرهابيين الذين يقاتلون ضد الجيش في طرابلس، إلى مناطق متاخمة للحدود التونسية في حال تلقيهم الهزيمة، قائلاً: إن الإرهابيين يحاولون إنشاء قاعدة على حدود تونس لينتقلوا إليها في حال خسروا طرابلس، وأن حرس الحدود في تونس ليسوا مسيطرين تماماً ولدينا ملاحظات على بعض المناطق في الحدود.
إلي ذلك، أكد حزب مشروع تونس الممثل في البرلمان التونسي، أن الحرب على الإرهاب هي وطنيّة وإقليميّة وعالميّة وتدعو في هذا الإطار لاتخاذ موقف رسمي واضح ضد الدّول التي تساند الإرهاب وتنقل الإرهابيين بمن فيهم النظام التركي الذي تهدّد سياسته الخرقاء في ليبيا الأمن الوطني التونسي وفق بيان له.
وفي وقت سابق، حذرت بعض الأحزاب والمنظمات التونسية من نقل المرتزقة والإرهابيين من الشمال السوري إلى الغرب الليبي، معتبرين ذلك تهديداً مباشراً لأمن بلادهم.

لكن قوى سياسية وإعلامية مرتبطة بمشروع جماعة الإخوان الإرهابية في تونس ومنها حركة النهضة لا تخفي تأييدها للتدخل التركي الذي ترى فيه دعماً لحلفائها في ليبيا.
ويري مراقبون أن مرتزقة أردوغان يحاولون استعادة فترة الاحتلال العثماني بالانتشار في طرابلس ومصراته والزاوية ونالوت، بغاية استهداف المناطق القبلية الداعمة للجيش الوطني في غرب ووسط البلاد، لكن غرفة عمليات الكرامة أكدت أن كل التحركات التركية خاضعة للمتابعة، وأن الجيش الوطني له قوات منتشرة في أغلب المناطق الغربية وهي تطوق كل مراكز تجمع المرتزقة.
وقالت المصادر إن حسم معركة طرابلس بات وشيكا ولن يتجاوز شهر رمضان القادم، دفعت تركيا إلى الإسراع بإرسال المزيد من المرتزقة إلى ليبيا في مسعى لتغيير موازين القوى الميدانية لجهة دعم ميليشيات حكومة السراج التي تصدعت صفوفها.

وأضافت أن المخابرات التركية فتحت خلال الأيام الماضية مكتباً بإدارة أبوثروت التركماني، في منطقة عفرين، لتجنيد المزيد من المرتزقة، لإرسالهم إلى ليبيا، حيث يتم تجميعهم حالياً في مقر مدرسة أمير الغباري بعفرين، لافتة إلى أن أغلب الذين يتم تجنيدهم حالياً ينتمون إلى عدد من الفصائل السورية الموالية لتركيا.
المصادر لفتت إلي أن كل متقدم مدني للتسجيل يحصل على مبلغ 800 ليرة تركية، وقطعة سلاح من طراز (كلاشينكوف) لدعم عوائلهم المقيمة في المنطقة، على أن يحصلوا الرواتب بعد دخولهم الأراضي الليبية.
ووفق تقارير إعلامية، يشهد المكتب إقبالاً كبيرًا نظرًا للظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها النازحون.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد في الـ7 من مارس الجاري، ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس إلى نحو 4750 مرتزق، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1900 مجند جديد.
ولفت المرصد في آخر تقاريره إلى استمرار عمليات التجنيد سواء في عفرين أو مناطق درع الفرات أو منطقتي سري كانيه وتل أبيض/كري سبي، رغم تخطي أعدادهم للرقم الذي طلبته تركيا من قبل وهو 6000 عنصر.
وأشار المرصد إلى ارتفاع أعداد القتلى بين صفوف المرتزقة السوريين إلى 117 قتيلاً، منوهًا إلى وصول 150 مقاتل من ضمن الذين توجهوا إلى ليبيا، إلى أوروبا، دون ذكر تفاصيل إضافية.

شارك