إخوان الجزائر واستغلال كورونا في العودة للمشهد السياسي

الخميس 19/مارس/2020 - 11:48 ص
طباعة إخوان الجزائر واستغلال حسام الحداد
 
كعادتها دوما في استغلال الحدث للترويج لها على صفحات التواصل الاجتماعي ونشر الشائعات وتخويف الجمهور تارة والتقرب له باسم الدين تارة أخرى، حاولت جماعة الاخوان الارهابية في الجزائر كما في غيرها من الوطن العربي استغلال انتشار فيروس كورونا للتقرب من الجماهير ونقد الحكومات، بزعمها حماية الدين فقد انتقد رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية الإخواني عبد الله جاب الله، ما أسماه “تعطيل الجماعات والجمعات”، مؤكدا أن غلق المساجد وتعطيل الصلوات بسبب انتشار فايروس كورونا يحتاج إلى التريث، وقال مدوّنا على صفحته الخاصة بموقع فيسبوك “إننا نعيش في زمن عطل الناس فيه العمل بشرع الله تعالى وناصبه معظمهم العداء، وشنوا عليه أنواعا من الحروب لإبعاده عن حياتهم”، زاعما أن ظهور الأمراض الجديدة جاء بسبب تفشي الفاحشة بين الناس وحول ما وصفها بـ”محاولات الهروب من كورونا” من خلال تطبيق “الحجر الصحي”.
وقال جاب الله “لجأوا إلى محاولات الهرب منه بتطبيق الحجر، محاولة منهم لحماية مواطنيهم وحذا النظام في الجزائر حذوهم فلجأت السلطات إلى سلسلة من إجراءات وقائية رغم محدودية الانتشار لهذا الفايروس إلى حد اليوم”، و”ساند هذه الإجراءات العديد من الجهات العلمية وبالغ بعضها، فدعت إلى غلق المساجد وتعطيل الصلوات بها دون النظر إلى قدسية الجماعات والجمعة وبلا توَرّ ولا تثبت”. لافتا إلى أن “أمر المساجد والصلوات ليس كغيره ولا يقاسُ بغيره، فالصلاة هي أحب الأعمال إلى الله تعالى وهي الفريضة التي لا تسقط على المسلم أبدا من ساعة تكليفه إلى الوفاة، وتؤدّى في جميع الأحوال والظروف بالطريقة المقدورة، وهي عنوان التحرر من كل عبودية إلّا العبودية لله تعالى”. وتابع جاب الله “كان السلف الصالح يولون المساجد والصلاة فيها عناية خاصة، وكانوا يحرصون على اللجوء إلى الله تعالى وخاصة في مناسبات الفزع للتضرع إلى الله تعالى بصفة جماعية وسؤاله المغفرة والرحمة والفرج وقضاء الحاجات، لأنهم يؤمنون أن البلاء لا ينـزل إلا بمعصية ولا يرفع إلا بتوبة”. مشددا على أنه “كان الأولى في مثل هذا الظرف العصيب أن يلجأوا إلى المساجد يتضرعون إلى الله تعالى بصفة جماعية وفردية ليرفع عنهم هذا البلاء، وكان الأولى أن يتعامل مع الصلاة والمساجد بكثير من الحذر والتحفظ”.
المثير للاهتمام أن راعية الإخوان وناشرة خطابهم والمتبنية لمواقفهم دولة قطر، اضطرت بعد تردد، إلى اتخاذ ذات القرار الذي أثار غضب حلفائها من الحكومات الأخرى، حيث وجهت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، الإثنين، بإغلاق المساجد وإيقاف صلوات الجماعة بفروضها الخمسة وصلاة الجمعة، اعتباراً من صلاة ظهر الثلاثاء إلى حين توفر شرط الأمان والطمأنينة للمصلين، وذلك في إطار تعزيز الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار فايروس كورونا.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن "هذا القرار يأتي عملاً بمقاصد الشريعة العليا وعلى رأسها حفظ النفس وحماية للمصلين والمجتمع من أذى الوباء، ومساهمة في تمكين وزارة الصحة العامة وهي الجهة المختصة بمحاربة انتشار الفايروس ميدانياً، وتأسيساً على فتوى اللجنة الشرعية بالوزارة والتي جاء فيها ‘في حال ما إذا أقرت الجهات الصحية أن الوباء عام وأن احتمالية انتشاره في الأماكن العامة مؤكد، وأن خطره محقق غير موهوم، يمكن منع التجمعات".
وبعد أن أوحت بأن المرض المنتشر هو عقاب إلهي أو رسالة غيبية للدول والحكومات والأنظمة، عادت لتقول “إنها إذن فرصة للبشرية جمعاء لمراجعة مسارها الذي انحرف عن جادّة الصواب، بما أدى إلى انتشار المظالم والجرائم الفردية والجماعية، كما أدى إلى تفشّي الأمراض وكدر العيش، ولذا نقولها مجردة للأفراد والدول والمنظمات: نعم إن الأخذ بسلاح العلم وبكل وسائل العلاج وأحدثها، وتنفيذ كل سبل الوقاية العلمية واحتياطات السلامة واجب حتميّ وضرورة شرعية، ولكن في الوقت نفسه لا بد من أخذ العبر والدروس والمسارعة بالرجوع إلى الله، وتجديد عُرى الإيمان وتوثيقها، ومراجعة أعمالنا، والكف عن الظلم المُستشري، وذلك من أوجب الواجبات، عسى الله سبحانه وتعالى أن يرفع هذا البلاء عن البشرية”.
 ومن خلال بيانها حاولت الجماعة أن تستغل انتشار فايروس كورونا لخدمة شعاراتها الدينية، فالأمر بالنسبة لها ليس سوى غضب رباني على التجمع الإنساني، بسبب ما تراه خروجا عن الدين الذي تختص بتمثيله في العالمين، وهو خطاب اعتادت على توجيهه لأنصارها برد كل ما يدور على الأرض لأحكام السماء.
وتصدت دار الإفتاء المصرية لتلك الدعوات التي وصفتها بـ”البغيضة” والتي أطلقتها عناصر في جماعة الإخوان وتنظيم داعش الإرهابيين لنشر فايروس كورونا على نطاق واسع، وعدتها دليل ضعف، حيث كشف “المؤشر العالمي للفتوى”، التابع لدار الإفتاء، أن الإخوان وداعش يستغلان وسائل التواصل الاجتماعي في تحريض الناس على نشر فايروس كورونا المستجد بين صفوف الجيش والشرطة المصريين والمؤسسات الحكومية. وأورد المؤشر العالمي للفتوى فيديو متداولا عبر صفحة التواصل الاجتماعي للإخواني الهارب بهجت صابر، يدعو فيه كل من يُصاب بالإنفلونزا أو ارتفاع في درجة الحرارة (كاشتباه في كورونا) لنشر الوباء الذي يكافحه العالم لكبح جماحه.

شارك