الإخوان في الجزائر.. مصالح إرهابية تسعي لتدمير البلاد

السبت 21/مارس/2020 - 02:15 ص
طباعة الإخوان في الجزائر.. أميرة الشريف
 
اعتادت جماعة الإخوان الإرهابية في الجزائر علي لعبة التلون مع الوضعيات والمواقف، فهم لا يهتمون إلا بمصالحهم وأهدافهم الدنيئة فقط، فعلي الرغم من وضع السلطات الجزائرية عدد من الإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا المستجد لحماية الشعب من الوباء، فالأزمات الإنسانية  باتت خير دليل علي محدودية فكر الجماعة الإرهابية، بل وإثبات محاولاتهم توظيفها لصالحهم، وهو أمر يمكن معاينته من تعامل قيادات الإخوان وغيرها من الإسلاميين مع ما ترتب عن انتشار الوباء، حيث اعتبرت قيادات إسلامية قرارات تعليق صلاة الجماعة مؤامرة على الإسلام، وروّجت أن الفيروس عقوبة إلهية.
من جانبه، أشار رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبدالرزاق قسوم، العضو بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يقوده يوسف القرضاوي، إلى أن هيئته لا تملك المعطيات التي دفعت بوزارة الشؤون الدينية إلى غلق المساجد وتعليق الصلوات حتى إشعار آخر، موضحًا أنه في حال ما إذا كانت اللجنة الوزارية للفتوى قد اعتمدت على إحصائيات ومعطيات تؤكد تفشِّي فيروس كورونا خلال الصلاة داخل المساجد، فإنه يجوز لها أن تتخذ مثل هذا الإجراء؛ لحماية المصلين والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري يوسف بلمهدي، تعليق صلاة الجمعة وغلق المساجد؛ كإجراءات ترمي إلى الوقاية من الوباء والحد من انتشاره، لكن مع الإبقاء على رفع الأذان، مع التشديد على ضرورة التزام الجميع بالتدابير والإجراءات اللازمة في هذا الصدد، اعتبر المفتي، شمس الدين الجزائري، أن الفتوى غير صحيحة، وأبرز أنه لا يشكك في نيَّات مَن اتخذ القرار بشأن السعي للحفاظ على أرواح الناس وصحتهم؛ لكن الذي اتخذ القرار تسرَّع ولم يدرس الموضوع جيدًا، متسائلًا: ما دام تقرر إغلاق المساجد بدعوى أنها أمكنة يجتمع فيها الناس، فهل يمكن إغلاق الثكنات ومقرات الدرك والمستشفيات التي يوجد فيها آلاف الناس؟، وختم بأنه كان بالإمكان تزويد المساجد بأجهزة قياس الحمى كتلك الموجودة في المطارات.
ووفق تقارير إعلامية، يرى السياسي والبرلماني الجزائري السابق خوجة الأرقم، أن الموقف الرافض لقرار تعليق الصلوات في المساجد يعكس أمرَين؛ الأول هو عدم اقتناع البعض بالخطورة البليغة للوباء؛ حيث يعتبرون المسألة مجرد مسرحية حيكت بدوافع استراتيجية أو اقتصادية لا تهمنا في جميع الأحوال، حسب رأيهم. أما الثاني فيُحيلنا إلى انعدام الثقة بين السلطة وشريحة مهمة من الجزائريين؛ وهو ما يهمنا أساسًا ويستوجب المسارعة في اتخاذ كل ما من شأنه جبر هذا الإشكال.
وقال الأرقم:إن موضوع فيروس كورونا لا يزال ملتبسًا ومعطياته وخلفياته يلفها الغموض؛ لكن إن سلَّمنا بخطره الداهم حقيقة، فالتدابير التي أقرتها الجزائر بما فيها غلق المساجد وتعليق الصلوات ضرورة يمليها واجب المحافظة على حياة الجزائريين.
وكان، انتقد رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية الإخواني عبدالله جاب الله، ما أسماه تعطيل الجماعات والجمعات، مؤكدا أن غلق المساجد وتعطيل الصلوات بسبب انتشار فيروس كورونا يحتاج إلى التريث، وقال مدوّنا على صفحته الخاصة بموقع فيسبوك: إننا نعيش في زمن عطل الناس فيه العمل بشرع الله تعالى وناصبه معظمهم العداء، وشنوا عليه أنواعا من الحروب لإبعاده عن حياتهم، زاعما أن ظهور الأمراض الجديدة جاء بسبب تفشي الفاحشة بين الناس وحول ما وصفها بمحاولات الهروب من كورونا من خلال تطبيق الحجر الصحي.
وقال جاب الله: لجأوا إلى محاولات الهرب منه بتطبيق الحجر، محاولة منهم لحماية مواطنيهم وحذا النظام في الجزائر حذوهم فلجأت السلطات إلى سلسلة من إجراءات وقائية رغم محدودية الانتشار لهذا الفيروس إلى حد اليوم، وساند هذه الإجراءات العديد من الجهات العلمية وبالغ بعضها، فدعت إلى غلق المساجد وتعطيل الصلوات بها دون النظر إلى قدسية الجماعات والجمعة وبلا توَرّ ولا تثبت، لافتا إلى أن أمر المساجد والصلوات ليس كغيره ولا يقاسُ بغيره، فالصلاة هي أحب الأعمال إلى الله تعالى وهي الفريضة التي لا تسقط على المسلم أبدا من ساعة تكليفه إلى الوفاة، وتؤدّى في جميع الأحوال والظروف بالطريقة المقدورة، وهي عنوان التحرر من كل عبودية إلّا العبودية لله تعالى.
وتابع جاب الله، كان السلف الصالح يولون المساجد والصلاة فيها عناية خاصة، وكانوا يحرصون على اللجوء إلى الله تعالى وخاصة في مناسبات الفزع للتضرع إلى الله تعالى بصفة جماعية وسؤاله المغفرة والرحمة والفرج وقضاء الحاجات، لأنهم يؤمنون أن البلاء لا ينـزل إلا بمعصية ولا يرفع إلا بتوبة، مشددا على أنه “كان الأولى في مثل هذا الظرف العصيب أن يلجأوا إلى المساجد يتضرعون إلى الله تعالى بصفة جماعية وفردية ليرفع عنهم هذا البلاء، وكان الأولى أن يتعامل مع الصلاة والمساجد بكثير من الحذر والتحفظ.
ويري محللون، أن غلق المساجد رغم حساسية الموضوع، يعد قرارًا سليمًا؛ تفاديًا لانتقال العدوى بالفيروس وسط المصلين، قائلًا: “يجب على رافضي غلق المساجد أن يدركوا أن دخول شخص مصاب بفيروس كورونا إلى مسجد سيخلف إصابة المئات في دقائق معدودات.
وتحاول جماعة الإخوان الإرهابية ركوب الموجه بأي شكل حتي لو علي حساب الشعب، فمصالحهم وهيمنتهم في المقام الأول لديهم لا يهتمون ولا يبالون بشئ أخر.

شارك