مجلس الأئمة الفدرالي الاسترالي.. جذور إخوانية تحت عباءة الدين

الثلاثاء 24/مارس/2020 - 11:26 ص
طباعة مجلس الأئمة الفدرالي فاطمة عبدالغني- أميرة الشريف
 
استطاعت جماعة الإخوان الإرهابية غرس جذورها داخل أستراليا، بسبب دعم الأحزاب السياسية الليبرالية لهجرة المسلمين، وتشجيعها التعددية الثقافية، وهو ما فعله مجلس الأئمة الفدرالي الاسترالي الذي زرع جذوره في البلاد تحت عباءة الإسلام، فمن المعروف أن الإخوان فرضت سيطرتها في وقت ما بجميع أنحاء العالم، وهو الأمر الذي لم يدوم طويلا واتخذت دول عدة قراراها بحظر الجماعة ووضعها علي قوائم الإرهاب، ويقول حزب الحرية في أستراليا إن الشعب الأسترالي ينبغي أن يشعر بالقلق، لأن جماعة متطرفة مليئة بالكراهية، مثل الإخوان المسلمين، تستطيع العمل بتواطؤ من الحكومة الاتحادية، ويري أن الإخوان محظورة في دولتين غربيتين هما روسيا وألمانيا، وقد حان الوقت لحظر هذه الجماعة وأنشطتها في أستراليا أيضاً.
إن حظر جماعة الإخوان في أستراليا من شأنه أن يرسل رسالة قوية، مفادها أن أستراليا لا تتسامح مع المتطرفين المسلمين.
وفي أول مارس الجاري،  انعقد الاجتماع الثالث عشر، للجمعية العمومية لمجلس الأئمة الفدرالي الأسترالي الإخواني، بحضور عدد من الرؤساء وأعضاء مجالس الأئمة من نيو ساوث ويلز، فيكتوريا، كوينزلاند، جنوب أستراليا، أستراليا الغربية، وأئمة الإقليم الشمالي، بحسب بيان المجلس وناقشت الجمعية العامة مختلف الموضوعات والقضايا التي تهم مسلمي أستراليا.
ووفق بيان للمجلس، ناقش العديد من المقترحات والاستراتيجيات المتعلقة بالاتجاه المستقبلي للمجلس والجالية المسلمة الأسترالية، ومن بين الأمور التي تمت مناقشتها أهمية الوحدة المستمرة للأئمة في أستراليا والجالية المسلمة الأسترالية، إضافة إلى أهمية الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسلمين الأستراليين والمساهمات الإيجابية في بلادهم والأرض التي يعيشون عليها. 
إلي ذلك، فقد تم تقديم رؤية   2020للمجلس والتي تمثلت في الحفاظ على سلطتها الدينية وتمثيل المجتمع المسلم في أستراليا وتعزيز التعاليم التقليدية للإسلام السائد.
وبحسب البيان ناقش المجلس في اجتماعه أهمية تشجيع الجالية المسلمة الأسترالية على التواصل بشكل أكبر مع المجتمع الأسترالي الأوسع وأصحاب المصلحة المهمين من الحكومة المحلية والولائية والفدرالية. 
وفي سابقه هي الأولي من نوعها أعلن المجلس الإخواني عن انضمام عضوه جديدة وهي هالة أميرة من ولاية فكتوريا، حيث تعد أول عضوة امرأة في المجلس.
كما أعلن المجلس عن إنشاء المجلس الاستشاري الوطني للمرأة تحت إدارة مجلس الأئمة الفدرالي الأسترالي، والذي سيعنى بشؤون المرأة المسلمة الأسترالية.
وزعم بيان المجلس، أن الهدف المعلن له هو الحفاظ على اتصال أقوى مع النساء المسلمات الأستراليات والاستماع إلى مشاكلهن وردود الفعل والاقتراحات في ما يخدم مصلحة المسلمين في المجتمع.
لكن في المقابل يبدو أن الهدف هو، العمل على استقطاب المرأة باعتبارها عنصر أساسي في الحراك الاجتماعي، استغلال ضعف المؤسسات الداعمة لقضايا المرأة، إبراز المرأة كنموذج يعنى بقضايا المسلمين بجميع فئاته المجتمعي، استغلال المرأة كونها المسؤول عن التنشئة والأمومة، فمن خلالها يترعرع جيل جديد يحمل الفكر الإخواني، قدرة المرأة على التحرّك والتجنيد بشكل أسهل من الرجل، مما يمكنها من إيصال ونشر الفكر الإخواني.
ويتشكل مجلس الأئمة الاسترالي من 20 عضوا من جميع الولايات الاسترالية، بينهم المفتي، ويرأسه شادي سليمان، حيث انتخبته الجمعية العمومية للمجلس في دورتها التاسعة التي انعقدت في سيدني نوفمبر 2015.
ويعد سليمان من أبرز الشخصيات الإخوانية في أستراليا، وهو أحد مؤسسي مجلس الأئمة الأسترالي، وكان يتولى منصب أمين للسر للمجلس لعدة ولايات سابقة، ويترأس حاليا مركز الشباب المسلم في سيدني يوـ ام ـ اي(UMA) ، حيث يشرف المركز حاليا على أكثر من 5 مراكز لإقامة صلاة الجمعة في سيدني، كما يشرف على عدد من برامج تأهيل الشباب المسلم بالمشاركة مع الهيئات الحكومية الأسترالية.
ويعتبر مجلس الأئمة في أستراليا الذي تأسس عام 2006 أكبر هيئة إسلامية استرالية جامعة، تشكل إطاراً موحداً للأئمة والمشايخ والدعاة المسلمين في القارة الأسترالية.
 ويضم المجلس حاليا أكثر من 500 إمام وشيخ من الأئمة والدعاة موزعين على عدد من المجالس في خمس مدن رئيسية هي: سيدني وملبورن وكوينزلاند واديلايد والعاصمة كانبيرا وبيرث في غرب أستراليا .
ويناط بالمجلس مهمة انتخاب المفتي الأسترالي العام، حيث انتحب المجلس منذ تأسيسه اثنين من المفتين هما الشيخ فهمي الأمام من ولاية فيكتوريا، والمفتي الحالي الدكتور إبراهيم أبو محمد الذي انتخب في سبتمبر من العام 2011.  
ولدى المجلس عدد من المكاتب واللجان أهمها لجنة مكتب الإفتاء والبحوث التي يرأسها مفتي أستراليا الدكتور إبراهيم أبو محمد، ولجان أخرى تهتم بالعلاقات العامة في المجتمع الأسترالي والحكومة الأسترالية، والدعوة والتعليم، والعلاقات الشخصية والأسرية.

شارك