"مركز سيتا".. ذراع إعلامي تركي لتلميع وجه الإخوان

الثلاثاء 24/مارس/2020 - 12:36 م
طباعة مركز سيتا.. ذراع أميرة الشريف
 
اعتادت جماعة الإخوان الإرهابية في أنحاء العالم علي إيجاد موطئ قدم إعلامي لها، تبث من خلاله سُمها للرأي العام وتلمع صورتها أمام العالم، وبالفعل استطاعت الجماعة علي مدار المرحلة الماضية التأثير بقوة من خلال أذرعها الإعلامية في مختلف الدول وعلي رأسهم قطر وتركيا، وكان لأنقرة النصيب الأكبر من الإذاعات الإخوانية والأخبار الكاذبة التي تتناقلها وسائل الإعلام التركية، حيث تدرك جماعة الإخوان جيدا أهمية المنصات الإعلامية في التأثير وتغيير الموقف الجمعي.
وتقوم جماعة الإخوان ببث كل ما لديهم من أكاذيب وتضليل حتي لو كلفتهم الغالي والنفيس من أجل أن تصبح لهم كلمة مسموعة، لذلك يحرصون على استغلال كل الوسائل خاصة السوشيال ميديا والتي تعد الأكثر تأثيرا وانتشارا وأيضًا أكثر الوسائل التي يمكن من خلالها بث الأكاذيب ونشر الشائعات لتسترهم خلف الشاشات.
 ولعل أبرز وأحدث دليل، في يناير الماضي، عندما  رصد قطاع الأمن الوطني في إحدى الشقق السكنية بمنطقة باب اللوق، إحدى اللجان الإلكترونية تعمل تحت غطاء مركز "سيتا" للدراسات الذي تدعمه جماعة الإخوان الإرهابية بتمويل من تركيا، وذلك لبث وإعداد تقارير سلبية تتضمن معلومات مغلوطة ومفبركة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والحقوقية وإرسالها لتركيا، بهدف تشويه صورة البلاد على المستويين الداخلي والخارجي، وتم ضبط 4 أشخاص بينهم تركي، و3 مصريين في حين ظل شخص خامس هارب يحمل الجنسية التركية.
مركز سيتا
"سيتا"، هو مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تأسس عام 2005 تحت هدف معلن وهو مساعدة الحكومة التركية فى تحليل وفهم القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية التركية وغيرها من السياسات الخارجية الخاصة بالدول الأخرى، مع وجود شبهات استخباراتية فى التجسس على دول المنطقة، فقد أكدت جمعية الصحفيين الأتراك فى وقت سابق أن هذا المركز يعد تقارير بالتعاون مع المخابرات التركية.
ويعتبر مركز مركز سيتا من أضخم المراكز وله عدة أفرع، مقره الرئيسى فى أنقرة وله فرعان كبيران فى مدينة إسطنبول ومدينة واشنطن فى الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن أبرز المعلومات المغلوطة التي ظهر المركز من خلالها وبقوة،  بعد تنفيذ حكم الإعدام على المتهمين باغتيال النائب العام هشام بركات فى فبراير 2019، فى وقت انطلاق القمة العربية الأوروبية فى شرم الشيخ، نشر سيتا تقريرا يهاجم فيه مصر بسبب إعدام الإرهابيين الذين نفذوا عملية الاغتيال بدم بارد، واصفاً إياهم بشباب المسلمين، وقد جاء فى هذا التقرير الذى نشر باللغة التركية والإنجليزية: "ماذا يعنى تنفيذ إعدام هؤلاء الشباب، فى الوقت الذى يتواجد فيه الضيوف الأوروبيون فى شرم الشيخ؟.. إنها محاولة من السيسى لإرضاء الغربيين الذين دعموه بعد القضاء على حكم الإخوان".
وجاء أيضاً فى التقرير: "ألا يدركون أن الحركات الإسلامية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، التى تتعرض للأذى المستمر، لا تُمنح الفرصة للتعبير عن نفسها والعيش بسلام على أسس مشروعة، الأمر الذى سيدفع هذه الجماعات إلى السرية ويؤدى فى النهاية إلى العنف والإرهاب"!.. وهنا إشارة واضحة لتبرير العنف والإرهاب الذى تقوم به الجماعة الإرهابية.

وبالانتقال إلى موقع سيتا باللغة العربية، فهو دائم مهاجمة مصر ويحاول باستمرار إثارة الكراهية فى نفوس المواطنين بالتركيز على الأوضاع الاقتصادية وصعوبة المعيشة.
ويضم فريق العمل بالمركز جنسيات مختلفة من بلجيكا وسوريا ولبنان، حيث تعتمد فكرة شعاره على الربط بين شكل رأس القلم، وهو يرمز إلى الكتابة، وحجر الملك فى لعبة الشطرنج، للدلالة على التحكم فى الآخرين كقطع الشطرنج بهدف تحقيق المصالح، وفى أعلى رأس القلم نجمة مثمنة الأضلاع، على شكل البوصلة، تشير إلى الإتجاهات الأربع وتشعباتها.
ووفق تقارير إعلامية، هناك تباعية بين المركز ومجلة «Insight Turkey»، وهى مجلة أكاديمية أنشأها طالب كوجوك جان، وهو أستاذ علم الاجتماع فى جامعة مرمرة فى اسطنبول وعضو بارز فى حزب العدالة والتنمية وكان نائباً لحزب أردوغان فى البرلمان التركى عن أضنة حتى 2018 وهو أحد المقربين من الرئيس التركى.
ونشرت المجلة في تقرير لها يناير الماضي، عن توسعات وأهمية تركيا وأردوغان فى المنطقة، وتحكمه فى المنطقة مثل لعبة الشطرنج، حيث جاء في التقرير: منذ محاولة الانقلاب التى تمت فى 15 يوليو 2016، تم توحيد قوة القوات المسلحة التركية، وتنفيذ ثلاث عمليات ناجحة عملية درع الفرات، وعملية غصن الزيتون، وعملية ربيع السلام فى شمال وشمال شرق سوريا، ونتيجة لذلك عززت تركيا موقعها فى النزاع السورى مما يدل على تحكمها فى زمام الأمور كلعبة الشطرنج.
وتحدث التقرير أيضاً عن أزمة الغاز فى البحر المتوسط وجعل تركيا أشبه بالضحية التى تطالب بحقها، وتواصل تأمين مصالحها فى شمال قبرص إلا أن الأفعال من الدول المحيطة والاتحاد الأوروبى أعاقت أى حل عادل لجميع الأطراف الإقليمية!.
وهذا المركز، لم يكن الوحيد الذي تندرج تحته عدة منصات تركية تدار أيضًا من الخارج وتحاول تجنيد أكبر قدر من الشباب بعد عمليات غسيل المخ من أجل نشر تقارير كاذبة تحاول تصديرها للعالم،  فكثيرا من مراكز الدراسات الإستراتيجية والتى تدعى جهودها فى مجال حقوق الإنسان والفكر والتعبير ما هى إلا واجهة لبث الشائعات والفكر المغلوط وتوجهات أفراد أو دول لا تريد سوى تحقيق مصالحها.

ومن المنصات الإلكترونية المهمة التى تستخدمها تركيا فى الشرق الأوسط "رؤية تركية" التابعة أيضًا لمركز "سيتا، والتي تستخدم مجموعة من التحليلات والتقارير التى تبرر تصرفات وسياسات النظام التركى بالمنطقة للدفاع عن المصالح التركية وعلى سبيل المثال يبرر الموقع الخاص بها أفعال اردوغان وانتهاكاته فى شرق البحر المتوسط على أنها حماية للأمن التركى وثرواته، ويتابع بشكل مستمر الخطوات التى تقدم عليها تركيا وكذلك علاقاتها الخارجية وسياساتها.
وتقوم الأجهزة الأمنية بجهود كبيرة وخطوات جادة للتصدى لهذه الكيانات، وهو ما ظهر فيما قامت به تجاه مركز سيتا فى مقر وكالة الأناضول التركية.

شارك