ثلاث رهائن فرنسيّين وعراقي.. نجاح جديد لماكرون في مواجهة الإرهاب

الجمعة 27/مارس/2020 - 04:24 ص
طباعة ثلاث رهائن فرنسيّين علي رجب
 

نجحت فرنسا في تحرير تحرير ثلاث رهائن فرنسيّين وآخَر عراقيّ يعملون في منظّمة "إس أو إس كريستيان دوريون" غير الحكوميّة تعمل في دعم المسيحيين المشرقيين في ظل المخاطر التي تواجها الاقليات في بلاد الرافدين بعد الاحتلال الامريكي في 2003.

أعلنت الرئاسة الفرنسيّ، مساء الخميس 26 مارس 2020، أنّه تمّ تحرير ثلاث رهائن فرنسيّين وآخَر عراقيّ يعملون في منظّمة "إس أو إس كريستيان دوريون" غير الحكوميّة كانوا اختُطفوا في بغداد يوم 20 يناير 2020.

وقالت الرئاسة في بيان موجز "بذلت فرنسا قصارى جهدها للتوصّل إلى هذه النتيجة. يعبّر رئيس الجمهورية عن امتنانه للسلطات العراقية على تعاونها".

وفي يناير 2020 أعلنت الجمعية الكاثوليكية الفرنسية، فقدان أربعة من موظفيها هم ثلاثة فرنسيين وعراقي منذ الاثنين في بغداد.

وقال بنجامين بلانشارد، مدير عام منظمة "اس اواس كريتيان دوريان" غير الحكومية التي تساعد المسيحيين المشرقيين، إن الرجال الأربعة وهم جوليان ديتمار، ألكسندر كودارزي، أنطوان بروتشون، وطارق ماتوكا "فقدوا في محيط السفارة الفرنسية".

كما أضاف خلال مؤتمر صحافي في باريس، 24 يناير2020، أنه "لم يتم طلب فدية" ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن فقدانهم. إلى ذلك أوضح أن الفريق المفقود كان في بغداد "لتجديد تأشيراتهم وتسجيل الجمعية لدى السلطات العراقية"، لافتاً إلى أنهم "موظفون متمرسون يعملون معنا منذ سنوات".

من هي "كريتيان دوريان"؟

ومنظّمة "كريتيان دوريان" التي تنشط أيضًا في سوريا ولبنان ومصر هي واحدة من جمعيّات خيريّة غربيّة عدّة تعمل مع المسيحيين في الشرق الأوسط.

وتعمل الجمعيّة في العراق منذ العام 2014 عندما سيطر تنظي مداعش على محافظة الموصل مرغِمًا عشرات آلاف المسيحيّين والأيزيديّين على النزوح. وهي تنشط بشكل أساسي في أربيل عاصمة كردستان حيث لجأ كثير من المسيحيين.

 

المسيحون في العراق

وقبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 كان عدد المسيحيين في العراق، الذي يُعدّ الموطن الأقدم للمسيحيّين في العالم، يُقدّر بنحو 1,5 مليون مسيحي.

وتعد المسيحية ثانية كبرى الديانات في العراق من حيث عدد الأتباع، بعد الإسلام. وهي ديانة مُعترَف بها في الدستور العراقي، الذي يعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية يتوزع أبناؤها على أنحاء مختلفة من البلاد، وتتكلم نسبة عالية منهم اللغة العربية، بجانب اللغات القديمة التي سادت في المنطقة إبان العصور القديمة. ومن أبرز هذه اللغات اللغة السريانية بلهجاتها العديدة.

وبعد إطاحة صدّام حسين، عانى المسيحيّون اضطهادًا واسعًا تجسّدت ذروته في عمليّات التطهير التي ارتكبها تنظيم داعش  عام 2014.

وبحلول عام 2019 انخفض عدد المسيحيين إلى نحو 250 ألفًا، وفق ما قال المطران بشار وردة رئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانيّة خلال خطاب ألقاه في بريطانيا العام الماضي، محذّرًا من أنّ المجتمع المسيحي في المنطقة "على وشك الانقراض".

ويقول المطران الآشوري العراقي عمانوئيل يوخنا: في كافة أنحاء العراق يعيش نحو ربع مليون مسيحي. 80 إلى 85 في المائة منهم يعيشون في كردستان العراق وفي محافظة نينوى، التي تقع فيها أيضا الموصل.

وأضاف في مقابلة سابق مع DW:" وفي الأجزاء الأخرى من العراق يعيش حوالي من 40 ألفا إلى 50 ألف مسيحي. والمسيحيون هم السكان الأصليون للعراق حيث يعيشون منذ 2000 سنة كمسيحيين، وقبلها كآشوريين قبل أن يأتي العرب والإسلام بفترة طويلة. واليوم نحن كأقلية. لكن من المهم بالنسبة لهويتنا داخل أنفسنا أننا نحن السكان الأصليون في البلاد.".

ويرى مراقبون  اعلان الرئاسة الفرنسيةالافراج عن الرهائن الاربع، يشكل انتصار دبلوماسي للرئيس إيمانويل ماكرون، في ظل  جهود فرنسا في محاربة الإرهاب والتطرف ودعم الاستقرار والأمن العالمي.

وشدد المراقبون ان الرئيس  الفرنسي نجح في الافراج على الرهائن في ظل سياسته فرنسا القوية مع العراق،واقليم كردستان العراق، لافتين إلى التعاون الفرنسي العراقي في مكافحة الارهاب.

واعتبرو انه الافراج عن الرهائن يشكل جهدا كبيرا بين باريس وبغداد واربيل، وياتي استكمالا  لتعاون الفرنسي العراقي في مواجهة الارهاب، بعد موافقة فرنسا على محاكمة الفرنسيين من أعضاء تنظيم داعش أمام القضاء العراقي.

 

 

 

شارك