مجددًا "عصبة الثائرين".. ذراع إيران الجديدة في العراق تهدد السفارة الأمريكية

الأحد 05/أبريل/2020 - 12:08 ص
طباعة مجددًا عصبة الثائرين.. فاطمة عبدالغني
 
عبر مقطع فيديو جديد حذرت "عصبة الثائرين" المدعومة إيرانيًا، من هجوم مستقبلي ضد السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء في بغداد. وأظهر الفيديو طائرة مسيرة تخترق أحدث منظومات الحماية الامريكية الـ" C-RAM" بالعراق.
يذكر ان منظومة الـ C-RAM الامريكيه المتطورة التي تعد من المنظومات التي يصعب جدا اختراقها أو فك تشفيرها، هي نفس المنظومة التي ادخلتها واشنطن مؤخرا لقاعدة عين الأسد لتأمين حمايتها.
وفي بيان صدر بعد نشر فيديو لفصيل "عصبة الثائرين"، قالت فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم 
ايها الشعب العراقي الثائر والمقاوم 
هذه سفارة الشر تحت انظارنا وفي مرمى صواريخنا ولو شئنا لجعلناها هبائاً منثورا وقد خبرتم بأسنا ودقة ضرباتنا.
ويسلط الفيديو الضوء على المركبات العسكرية والمباني ومنصة هبوط طائرات الهليكوبتر، التي يفترض أنها جميعها مناطق حساسة في السفارة. 
ويبدو من غير الواضح متى تم تصوير اللقطات. ومع ذلك تسببت طائرة بدون طيار تجارية مجهولة الهوية تحوم فوق السفارة في مايو الماضي في دخول المجمع لإغلاق مؤقت.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تهدد فيها "عصبة الثائرين" المصالح الأمريكية في العراق فقد سبق وأعلنت في مقطع فيديو لها منتصف مارس المنصرم، تبنيها هجوما على معسكري التاجي، مهددة في الوقت نفسه باستهداف القوات الأميركية، باستخدام المنصات الصاروخية التي بحوزتها.
وظهر ملثم في الفيديو حاملا بندقية، وهو يطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين عسكريين، مغادرة الأراضي العراقية.
وكانت عصبة الثائرين قد نشرت بيانها الأول، وتبنت فيه الهجوم على معسكر التاجي يوم 11 مارس، الذي أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين، ومجندة بريطانية، وإصابة آخرين من قوات التحالف الدولي.
وأوضح البيان أن العملية جاءت ردا على اغتيال قيادات الحشد الشعبي، ومن أبرزهم أبو مهدي المهندس الذي قتل في غارة أمريكية رفقة قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني.
وحتى الآن، لا توجد معلومات واضحة بخصوص الحركة الجديدة، إلا أن شعارها يشبه شعار الحركات المدعومة من إيران، كحزب الله اللبناني و”فاطميون” الأفغانية، و”زينبيون” الباكستانية، وحركات أخرى في الحشد الشعبي.
علاوة على ذلك  فإن شعار عصبة الثوار ، الذي يعكس شعار فيلق الحرس الثوري الإيراني ووكلائه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يلفت الانتباه إلى موقعها داخل "محور المقاومة" في إيران.
وفي هذا السياق يرى الصحافي المتخصص في الجماعات الشيعية، مهند الغزي، إن هذا الفصيل "لم يعرف في الساحة العراقية من قبل، سواء خلال أيام وجود القوات الأمريكية أو بعد انسحابها، ولا أثناء الحرب في سوريا ولا حتى عند ظهور داعش".
ويرى الصحفي أن "بالإمكان التخمين من شكل الشعار المقتبس من الحرس الثوري الإيراني، أنه فصيل تابع لطهران"، مضيفا أن الحركة الجديدة "وهمية، ويتخفى وراء التسمية أحد الفصائل الرئيسية الموجودة على الساحة العراقية".
ولفت الغزي إلى أن شكل المنصات المستخدمة في إطلاق الصواريخ، يشبه كثيرا تلك المستخدمة من قبل الفصائل القريبة من إيران.
ومن جانبه أوضح المحلل السياسي أحمد الأبيض، أن عصبة الثائرين ما هم إلا حركة عصائب أهل الحق، وقد أسسها علي شمخاني (الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني) وربطها به شخصيا، كما تموَّل الحركة من إيران من أجل استهداف القوات الأميركية في العراق.
ويرى الأبيض أن جماعة أهل الحق اضطرت إلى تغيير لونها والعمل تحت اسم وغطاء جديد وهو عصبة الثائرين، بعد اختفاء قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق عن المشهد، عقب الغارة التي استهدفت أبو المهدي المهندس وقاسم سليماني.
وأشار الأبيض إلى أن عصائب أهل الحق قد فقدت سيطرتها على بقية ميليشيات الحشد الشعبي، وقد تجلى الخلاف بينهم في حوادث حرق مقرات الميليشيات، التي ادعت أن المتظاهرين هم من أحرقوها، وهذا غير صحيح.
كما يرى الأبيض أن من ضمن أسباب تأسيس هذه الحركة، هو أن إيران تريد قوة عسكرية نخبوية في العراق تكون تابعة للقيادة الإيرانية بشكل مباشر.
من ناحية أخرى أكد الخبير الأمني هشام الهاشمي على انه تنظيم يعيد منهج الجماعات الخاصة عام 2007 او التي عرفتها الأبحاث المختصة بـ"فرق الموت" والتي كانت مجموعة من خلايا راديكالية شيعية تعتقد ان الحل بالمقاومة والسلاح، وقتال القوات الأمريكية بوسائل الحرب الهجينة أو حرب العصابات أو قتال الشوارع.
وتابع الهاشمي “تعتمد في مهاراتها على تدريبات ومناهج حزب الله اللبناني، ومدرسة عماد مغنية، و‫منهج المجاميع الخاصة الذي يركز على أساليب العمل الأمني والاختراق الاستخباري وصناعة غطاء قانوني للحركة والتنقل، والدقة بالأهداف باستخدام خبراء ضمن قوات خاصة بتصنيع السيارات المفخخة ومهارة في القنص والاغتيالات".‬
واضاف الهاشمي أن "استخدام الصواريخ، هذه الوسائل تساعد تنظيم عصبة الثائرين على إثبات حضور شبحي، ومسؤوليتها عن استهداف المعسكرات والقواعد الأمريكية المشتركة، وبذلك تحمي الفصائل الأخرى من المطاردة الأمريكية، وايضا إظهار قدرتها على المناورة السرية في الساحة بعيدًا عن المطاردة الامريكية والعراقية”.
وما أن اقبل مارس عام 2020 حتى ارتفعت وتيرة الاستهداف لعصبة الثائرين، وفتحت صفحة لها جديدة ضمن الفصائل المسلحة التي أعلنت مقاومتها للوجود الامريكي في العراق، ظهور هذا التنظيم بعد تشجيع ومباركة كتائب حزب الله وكتائب النجباء وكتائب سيد الشهداء، يعطينا إشارة على المنهج والغطاء.
‫ولفت الهاشمي بحسب الاعترافات التي سربت عن التحقيقات مع مالك كراج السيارات الذي انطلقت منه 33 صاروخًا وعثر على 7 منصات، وان هذه المجموعة صغيرة ولديها خبرة في استطلاع الأهداف واختراق العدو، ومهارة في تنفيذ المهمة ولديها غطاء امني يسمح لها بالحركة والتنقل وتجاوز نقاط التفتيش الأمنية.‬
‫وتابع الهاشمي "خلال مشاهدتي لفيديوهات المجاميع الخاصة العراقية وايضا لفيديوهات خلايا ومفارز عماد مغنية في لبنان، فيما يتعلق باستخدام صواريخ الكاتيوشا هناك شبهٌ الى حد التطابق في نصب المنصات وفي صناعتها وحتى شبه كبير في ألوان الطلاء الخارجي لجسم الصاروخ والمنصة".‬
وأردف الهامي، "هذا التحليل يقودنا إلى ان هذه العمليات سوف تستمر في استهداف القوات الامريكية والتحالف الدولي، وهي لا يعنيها قتل الكثير منهم، وإنما استفزازهم برد غير مدروس ينتج عنه أخطاء غير مقصودة تنتهي بقتل قوات امنية او عسكرية او مدنية عراقية، صناعة الرفض والتذمر الشعبي من الوجود الأجنبي".
وختم الهاشمي بالقول "أصدرت عصبة الثائرين بيانا مكتوبا ومقروءً، ومن ثم فيديو لملثم يقرأ البيان، وان الإفادة من هذين البيانين تكمن في معرفة قائمة العمليات التي تبنتها، وتحليل النصوص، وتحليل اللوجو الذي هو خليط من لوجو كتائب حزب الله وكتائب النجباء وسيد الشهداء، وابتعادهم عن اللون الأصفر ربما للتمويه".

شارك