تظاهرات درعا.. تصاعد الرفض الشعبي لوجود إيران في الجنوب السوري

الجمعة 15/مايو/2020 - 02:01 ص
طباعة تظاهرات درعا.. تصاعد علي رجب
 

 

خرجت مظاهرات جديدة في محافظة درعا جنوب سوريا، مساء اليوم، في مدينة طفس ومنطقة سحم الجولان وعموم ريف درعا، طالبت بخروج الميليشيات الإيرانية من المنطقة، وهتف المتظاهرون “سورية حرة حرة إيران تطلع برا”.

وتشهد درعا توترا كبيرا في عموم مناطقها، يترافق مع استياء شعبي كبير من الممارسات التي تعمد إليها قوات النظام، والمتمثلة بحشود عسكرية كبيرة جرى استقدامها بغية عمل عسكري مرتقب أن يتم خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة، وفقا للمرصد السوري.

وقالت تقارير اعلامية،إن المظاهرات خرجت في مدن وبلدات "طفس" و"تل شهاب" و"الكرك الشرقي" و"سحم الجولان" و"حيط" بريفي درعا الشرقي والغربي.

وتشكل درعا اهمية كبرى في الاستراتيجية الايرانية، سوريا منطقة الشام، حيث تعد نقطة مركزي في طريق "طهران- بغداد- دمشق- بيروت" بالاضافة لقربها من الحدود الاردنية والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتمد إيران على أسلوبين لتعزيز وضمان سيطرتها على كل من درعا و القنيطرة خصوصا على المدى القصير والبعيد، وهما نشر المذهب الشيعي وتشكيل ميليشيات عسكرية تابعة لها هناك.

وقدرت منظمة مجاهدي خلق –المعارضة الايرانية- مجمل قوات النظام الإيراني في سوريا يتخطى 70 ألف شخص، بينهم 20 ألفا من الميليشيات العراقية ومثلهم من الأفغان، إلى جانب 7 آلاف من باكستان، ونحو عشرة آلاف مسلح من ميليشيات حزب الله.

ويضم  الجنوب السوري، ثكنة زينب ومقر اليرموك ومقر صواريخ سام واحد في أزرع، ترابط فيه الوحدة الصاروخية لفرقة المهدي شيراز، وقوات الجو التابعة لقوات الحرس الثوري الإرهابي.

ولفتت تقارير اعلامية عدة، إلى ان إيران تحاول  بالترغيب (الدعوة إلى التشيع)، والترهيب (تشكيل ميليشيات عسكرية)، بناء هلال شيعي يبدأ من سفوح جبل الشيخ المتصلة مع حدود لبنان حيث توجد ميليشيا حزب الله الشيعية، وصولا إلى حدود الأردن ثم باتجاه ريف دمشق.

وأوضح المرصد السوري، أن الميليشيات الإيرانية واصلت التجنيد في جنوب سوريا والضفاف الغربية لنهر الفرات، كاشفًا أن "سرايا العين" التابع للواء 313 العامل في شمال مدينة درعا السورية، بالإضافة إلى مراكز "صيدا وداعل وازرع"، تقوم بعملية التشيع والتجنيد الممنهج، ويواصل حزب الله اللبناني ترسيخ نفوذه في القنيطرة عبر استقطاب الشبان الهاربين من ملاحقة أجهزة النظام السوري الأمنية بشأن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، ونظرًا لتردي الأحوال المعيشية مع انعدام فرص العمل، تتركز عمليات التجنيد والتشييع في كل مدن "البعث وخان أرنبة".

وأكد المرصد السوري، أن أعداد المتطوعين للميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري، ارتفع خلال مارس الجارى إلى أكثر من 5350، بينما ارتفع أعداد من جرى تجنيدهم في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها بعد عمليات "التشيُّع"، ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور، إلى نحو 3600 من الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة.

من جانبه يقول الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد بناية،: إن التظاهرات السورية في درعا تشكل جزءًا من تصاعد الرفض الشعبي لإيران وميليشياتها في سوريا، مؤكدًا أن الإيرانيين أصبحوا غير مرحب بهم في الداخل السوري.

وأضاف بناية لـ"بوابة الحركات الإسلامية" أن تلك التظاهرات تشكل عامل قلق للنظام الملالي وميليشياته في سوريا، لأن الرفض الشعبي يعد تهديدًا مباشرًا لوجوده، خاصة في المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية بالجنوب السوري.

وتابع الخبير في الشؤون الإيرانية قائلا إن "درعا" تشكل جزءًا من الطريق الإيراني الذي يمتد من طهران عبر العراق إلى حزب الله في لبنان وأيضًا تشكل ورقة قوية في يد نظام المرشد علي خامنئي والحرس الثوري الإيرانى في تهديد الضغط دوليًّا باستهداف أمن الدول المجاورة.

واختتم بناية قائلًا: إن إيران تنظر لدرعا كموقع استراتيجي من حيث الضغط على المملكة الأردنية الهاشمية وإحدي نقاط استهداف الخليج العربي، وهو ما يعني أن تنازل إيران عن وجودها رغم تصاعد الغضب والرفض الشعبي، تعد مسألة غير مطروحة في الإستراتيجية العسكرية الإيرانية بسوريا حاليًا.

 

شارك