تبرئة طالبان.. لماذا اتهمت واشنطن داعش بتنفيذ هجمات الاربعاء في أفغانستان؟

الجمعة 15/مايو/2020 - 03:14 ص
طباعة تبرئة طالبان.. لماذا علي رجب
 

وجهت الولايات المتحدة الامريكية اتهامات لتنظيم داعش في أفغانستان بالوقوف وراء الهجمات التي شهدتها أفغانستان، الاربعاء الماضي، والتي ادت إلى عشرات القتلى والجرحى، والحرص على تبرئة ساحة حركة طالبان.
وقال الممثل الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد، إن الولايات المتحدة خلصت إلى تقييم مفاده أن تنظيم "داعش" ولاية خراسان هو الذي نفذ هجومين في أفغانستان هذا الأسبوع، استهدف أحدهما مستشفى في كابول وقتل فيه طفلان حديثا الولادة.
وقال خليل زاد على تويتر "بدلا من الوقوع في فخ تنظيم داعش، وتأجيل السلام أو خلق عقبات، يجب على الأفغان أن يتحدوا لسحق هذا التهديد ومتابعة فرصة تاريخية للسلام".
كذلك ذكر موقع سايت الاستخباراتي أن تنظيم داعش في خراسان، الفرع الأفغاني لتنظيم داعش، أعلن مسؤوليته عن تفجير ننكرهار.
وندد الرئيس الأفغاني أشرف غني بالهجومين في كلمة أذاعها التلفزيون يوم الثلاثاء وقال إنه أمر الجيش بالتحول إلى “الوضع الهجومي” من الوضع الدفاعي بينما تسحب الولايات المتحدة قواتها وتحاول التوسط في محادثات سلام.

وأضاف غني “من أجل توفير الأمن في الأماكن العامة وإحباط هجمات وتهديدات حركة طالبان وغيرها من الجماعات الإرهابية، أُصدرت الأمر لقوات الأمن الأفغانية بالتحول من الوضع الدفاعي إلى وضع هجومي وبدء عملياتها ضد الأعداء”.

وقال حمد الله مهيب مستشار الحكومة للأمن القومي على تويتر “لا يبدو أن هناك فائدة تذكر في مواصلة إشراك طالبان في ’محادثات السلام’”.
وينشط تنظيم داعش في ننكرهار ونفذ عددا من الهجمات الكبرى في كابول خلال الشهور الماضية. وألقت قوات الأمن يوم الاثنين القبض على قائده الإقليمي في كابول.
يُعد فرع ولاية "خراسان"، اسس في يناير 2015،  واحدًا من أقوى فروع تنظيم "داعش"، لما يتمتع به من قدرة على الانتشار والتمدد، خاصة في المناطق القبلية الباكستانية وولاية "ننجرهار"، وبعض مناطق ولاية "كونر"؛ حيث يحكم سيطرته على عدد من المناطق، ويفرض فيها قوانينه الصارمة، وهو ما كشفه من خلال إصداره المرئي "الحياة في ظل الشريعة"، الذي نشره في فبراير 2017.
 وحتى المناطق التي لا يحكم قبضته عليها، مثل "هلمند" و"فراه" وغيرها، تمكن التنظيم من التواجد فيها، من خلال بعض المجموعات التابعة له، حيث يستفيد من انتشار الفكر المتشدد في تلك المناطق في تجنيد عناصر جديدة.
ويتميز تنظيم "ولاية خراسان" باحترافية مقاتليه، وامتلاكهم خبرة عسكرية وتنظيمية عالية، نظرًا إلى أن معظمهم كانوا أعضاء سابقين في حركة "طالبان"، قبل أن ينشقوا عنها ويباعوا "داعش"، وهو ما سمح لهم بالقيام بعمليات نوعية ومؤثرة، والتي كان من أهمها استهداف السفارة العراقية في أفغانستان في نهاية يوليو 2017، وكان قد سبقها عمليات أخرى أكثر دموية، من أشهرها الهجوم على المستشفى العسكري في العاصمة كابول في 8 مارس 2017، مما أدى إلى مقتل 49 شخصًا، وكذلك استهدافه للمحكمة العليا، مما أسفر عن مقتل 21 شخصًا على الأقل، في فبراير 2017.

ولا يقتصر التنظيم على تلك الأهداف، فهو يستهدف أبناء الطائفة الشيعية من الهزارة، بشكل شبه مستمر، من خلال هجمات انتحارية، من أهمها: الهجوم الذي استهدف مسجدًا للشيعة في مدينة هرات غربي أفغانستان، في مطلع أغسطس 2017، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 30 شخصًا، وإصابة العشرات بجراح.
كما شنت ولاية خراسان العديد من الهجمات على الجنود الأمريكيين، مثل الهجوم الانغماسي الذي أعلن عنه التنظيم في أبريل 2017، وقال إنه أسفر عن مقتل عدد من الجنود الأمريكيين، وما يقرب من 15 جنديًا أفغانيًّا، وكذلك هجوم آخر بالقذائف أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين في منطقة "أغز"، التابعة لمنطقة "ده بالا"، في ولاية "ننجرهار" طبقًا لما جاء في العدد (89) من مجلة "البناء" الداعشية، في يونيو 2017، والذي دعا من خلاله إلى ضرورة تكثيف الهجمات على القوات الأمريكية.
ويرى مراقبون ان اتهام الولايات المتحدة لتنظيم داعش، ياتي لعدة أهداف، أولا: الابقاء على الهدنة بين الحكومة الافغانية وحركة طالبان.
والهدف الثاني هو ابقاء على فرصة السلام كما ذكر زلماي خليل زاد، وهو ما يعني اصرار الولايات المتحدة على انجاح عملية السلام بما يحقق مصالحها في أفغانستانن ودعم حكومة أشرف غني.
الهدف الثالث هو التأكيد على وجود عدو مشترك لحركة طالبان والحكومة الأفغانية والولايات المتحدة، وهو مواجهة إرهاب تنظيم داعش، بما يسعل لواشنطن تحقيق مساعيها بالتوصل لاتفاق تاريخي بين كابل وطالبان.







شارك