القرة بوللي.. معركة جديدة للجيش الليبي لدحر ميليشيات طرابلس

السبت 23/مايو/2020 - 05:10 ص
طباعة القرة بوللي.. معركة أميرة الشريف
 
تتواصل المعارك في ليبيا بين قوات الجيش الليبي وقوات الوفاق المدعومة من تركيا، في مدينة القرة بوللي، حيث شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني من جهة، وميليشيات تابعة لحكومة طرابلس مدعومة بمرتزقة سوريين أرسلتهم تركيا من جهة أخرى.
وأعلن المركز الإعلامي لغرفة علميات الكرامة التابعة للجيش، أن القوات تمكنت من دحر الميليشيات على مشارف مدينة ترهونة وتكبيدهم خسائر في 3 محاور، مع استمرار تقدم القوات باتجاه القره بوللي.
وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي، قال المركز، إنه تم تدمير عربة جراد، تابعة لقوات الوفاق، الغضافة إلى آسر أحد عناصر الميليشيات، ومقتل أخرين في محور عين زارة.
وأوضح المركز، أنه تم أيضا تدمير عدد 2عربات مدرعة وآلية مصفحة في جنوب طرابلس، وهي التي قتل فيها الميليشياوي نورالدين النعاس بعد استهدافه أثناء محاولته اقتحام محور الطويشة.
وقالت مصادر عسكرية إن الاشتباكات التي وقعت في مدينة القرة بوللي جنوب شرقي طرابلس، تعد الأعنف منذ فترة، خاصة بعد زيادة تمركزات الميليشيات وتعزيزها بفرق من المرتزقة وعناصر إرهابية، في محاولة للتقدم نحو مدينة ترهونة.
وقال مصدر عسكري باللواء التاسع بالجيش الليبي إن سلاح المدفعية استهدف منصتي صواريخ "غراد" ومنظومة دفاع جوي تابعة للميليشيات، كانت تستخدمها في قصف مدينة ترهونة بالصواريخ.
وتتركز الاشتباكات العنيفة التي يستخدم فيها الجانبان الأسلحة الثقيلة وسلاح الجو في منطقتي القوه بوللي الساحلية، وهي البوابة الشمالية لترهونة، والطويشة، في المدخل الجنوبي الغربي لمدينة ترهونة.
ويشتد القتال علاوة على ذلك في محاور جنوب العاصمة، وخاصة في منطقة صلاح الدين.
وعلى النقيض من محاور جنوب العاصمة، تؤكد مصادر متطابقة أن هجمات القوات الموالية لحكومة الوفاق في اتجاه ترهونة من الشمال والجنوب لم تتكلل بالنجاح حتى الآن، خاصة بعد أن شنت طائرات الجيش غارات على قواتها المتقدمة، ما أجبرها على الانسحاب في محور القره بوللي.
الجدير بالذكر أن المعركة الدائرة حاليا حول ترهونة وفي ضواحي العاصمة الجنوبية، هي بمثابة المعركة الحاسمة الأخيرة لقوات "الجيش الوطني" في غرب البلاد.
والأربعاء أطلقت الميليشيات 60 صاروخ "غراد" استهدفت بها مواقع في ترهونة، مخلفة أضرارا بالغة في منازل المدنيين.
وجاء القصف كرد على اقتراح الجيش الليبي بهدنة إنسانية خلال عيد الفطر، لكن ميليشيات طرابلس رفضتها وردت عليها بالصورايخ التي استهدفت المدنيين.
وفي سياق متصل أكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، إسقاط دفاعات الجيش 5 طائرات تركية مسيرة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، منها اثنتان كانتا تستهدفان المدنيين في ترهونة.
ومنذ ما يقرب من شهرين، تحاول ميليشيات طرابلس ومرتزقة تركيا اقتحام مدينة ترهونة الواقعة 88 كيلومترا جنوبي طرابلس، للاستيلاء عليها وقطع خطوط الإمدادات عن غرف العمليات العسكرية للجيش الليبي المتقدمة في العاصمة الليبية.
ومنذ أول أبريل فرضت الميليشيات المتطرفة حصارا على مدينة ترهونة، وقطعت عنها الخدمات، إضافة إلى استهداف الإمدادات الطبية والغذائية الواردة لها.
وتسبب الحصار في تفاقم الوضع الإنساني بالمدينة، وقالت مصادر طبية في ترهونة إن أكثر من 36 ألف حالة من مرضى السكري تعاني نقص الإنسولين، بسبب فساد المخزون نتيجة انقطاع الكهرباء.
وتتابع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بقلق كبير التطورات الميدانية والحشود العسكرية حول مدينة ترهونة.
 وإذ تذكر البعثة جميع الأطراف بواجباتهم وفق قانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني الدولي، فإنها تحذر من ارتكاب أية أعمال انتقامية تستهدف المدنيين.
من جانب آخر، انضمت السفارة الأمريكية لدى ليبيا إلى بعثة الدعم الدولية في هذا البلد، في التعبير عن القلق من الصراع المسلح الطويل، مشيرة إلى أن الوقت حان لوقف فوري للتصعيد من جميع الاطراف، والعودة إلى مفاوضات 5 + 5 التي تقودها الأمم المتحدة.

شارك