غارات على تمركزات للميليشيات في قاعدة معيتيقة/دراسة سورية تتحدث عن توظيف النظام «داعش» لتخويف السويداء/داعش يعود بعد غياب.. ويتبنى هجوما ضد الجيش الليبي

الثلاثاء 26/مايو/2020 - 01:02 ص
طباعة غارات على تمركزات إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح  اليوم 26 مايو 2020.

الحكومة الأفغانية تفرج عن أول 100 سجين من «طالبان»

أطلقت السلطات الأفغانية سراح 100 سجين من «طالبان» وذلك في إطار الرد على هدنة مفاجئة لثلاثة أيام أعلنتها الحركة بمناسبة عيد الفطر، فيما لا يزال وقف إطلاق النار صامداً لليوم الثاني.
وتبدو الهدنة، وهي الثانية من نوعها في غضون نحو 19 عاماً من الحرب في أفغانستان، صامدة لليوم الثاني بعد ترحيب الحكومة بها وإعلانها خطة لإطلاق سراح ألفي سجين من طالبان. وقال الرئيس أشرف غني إن الحكومة مستعدة أيضاً لإجراء محادثات سلام مع «طالبان»، تعتبر أساسية لإنهاء حرب دامت قرابة عقدين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جاويد فيصل: إن «حكومة أفغانستان أفرجت عن مئة سجين من طالبان من سجن باغرام». وأوضح أن الخطة تهدف إلى دعم عملية السلام وستستمر حتى إطلاق سراح ألفي سجين. وقال: إن «وقف إطلاق النار صامد ولم ترد أنباء عن أي انتهاك حتى الآن»، مضيفا أن السلطات تنوي إطلاق سراح مئة سجين يوميا.
وتابع «نأمل أن يؤدي هذا الأمر في نهاية المطاف إلى سلام دائم يتوق إليه شعب أفغانستان ويستحقه».
وفي مدينة قندوز في شمال البلاد، التي هاجمتها «طالبان» قبل أيام فقط، ساد الهدوء مع احتفال السكان بالعيد.
وقال عتيق الله صاحب متجر من قندوز: «منذ يومين فقط ساد الذعر المدينة». وأضاف: «اليوم تخرج وتشعر وكأنه لم يعد هناك قتال، الناس يحتفلون بالعيد». 
ووقف إطلاق النار الحالي هو الأول الذي تبادر إليه «طالبان»، وكانت البلاد شهدت في العام 2018 خلال عيد الفطر هدنة بادر إليها غني.
وقالت الشرطة: إنّ إقليم أوروزكان المضطرب في جنوب البلاد كان أيضا هادئا. وقال قائد شرطة المقاطعة حاجي لال آغا: «القتال كان متواصلاً كل يوم لكن منذ إعلان وقف إطلاق النار لم تطلق طلقة واحدة». وأضاف: «إنه أمر جيد بشكل خاص لسكان ترين كوت الذين يسمعون صوت إطلاق نار كل يوم»، في إشارة إلى عاصمة الإقليم.
وقالت الشرطة إنه لم ترد تقارير عن وقوع معارك في قندهار التي كانت معقلا لطالبان، فيما ساد السلم مقاطعة خوست الجنوبية الشرقية أيضاً.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان «نحن نراقب عن كثب وقف إطلاق النار والأوضاع، ولم يسجل أي تحرّك كبير للعدو منذ إعلان وقف إطلاق النار». لكنه أكد فتح تحقيق بشأن هجوم بالهاون وقع الأحد في ولاية لغمان أدى إلى مقتل 5 مدنيين.
وتصاعد العنف منذ أن وقعت «طالبان» اتفاقا مع واشنطن في فبراير ينص على انسحاب كافة القوات الأميركية من البلاد بحلول مطلع العام المقبل.
كما يمهد الاتفاق الطريق لمحادثات سلام أفغانية أفغانية، وينص على أن تفرج الحكومة أولاً عن ما يصل إلى 5000 سجين من طالبان، بينما سيفرج المسلحون عن حوالي 1000 من عناصر قوات الأمن القومي.
وقبل إعلان الحكومة أمس الأول، إطلاق سراح ما يصل إلى 2000 سجين من طالبان كبادرة حسن نية، أفرجت كابول بالفعل عن 1000 سجين من طالبان بينما ترك المسلحون ما يقرب من 300 من عناصر قوات الأمن الأفغانية.
وتصر طالبان على أن حكومة كابول يجب أن تفرج عن 5000 من أعضائها على النحو المتفق عليه في اتفاق السلام مع الولايات المتحدة.
وكتب المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين على تويتر: «يجب استكمال هذه العملية من أجل إزالة العوائق على طريق بدء المفاوضات داخل أفغانستان». ورحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بوقف إطلاق النار لكنّه ذكّر طالبان بأنهم «تعهّدوا بعدم السماح للمساجين المطلق سراحهم بالعودة إلى القتال».

مقتل 10 أشخاص في تبادل إطلاق نار بين قائدين محليين شمال البلاد
قال مسؤولون أمس، إن 10 أشخاص قتلوا في تبادل إطلاق نار بين قائدين محليين مسلحين بإقليم «تخار» شمال أفغانستان.  وقال متحدث باسم حاكم الإقليم إن تبادل إطلاق النار وقع في منطقة «كالافجان» بالإقليم، وأسفر أيضاً عن إصابة 5 أشخاص. وأكد مير أحمد قاسم، أحد أعضاء مجلس الإقليم، وقوع الحادث، وقال إن 9 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصييب 9 آخرون.
وقد خمد إطلاق النار بعد تدخل قوات المنطقة. ولم يعرف بعد الدافع وراء تبادل إطلاق النار ولكن يشار إلى أن قائدي الميليشيات اللذين تبادلا إطلاق النار في حالة تنافس منذ وقت طويل.

غارات على تمركزات للميليشيات في قاعدة معيتيقة

قال الجيش الوطني الليبي إن الدفاعات الجوية التابعة له تمكنت من إسقاط 94 طائرة تركية مسيّرة منذ أبريل 2019، مؤكداً أن تطوير القدرات الجوية للقوات خلال الأيام الماضية مكنها من تحقيق نتائج دقيقة على الأرض، وتحجيم دور الميليشيات المسلحة التي تحاول استهداف الجيش الوطني غرب البلاد.
وأكد الجيش الليبي أن القوات المسلحة الليبية نجحت في إلقاء القبض على الكثير من قيادات تنظيم داعش خلال الفترة الماضية، متهماً تركيا بنقل عدد كبير من الإرهابيين والمرتزقة بتسيير الرحلات الجوية إلى ليبيا لدعم ميليشيات حكومة الوفاق.
وكشفت تقارير صحفية ليبية عن هبوط طائرتين قادمتين من تركيا، تحملان أكثر من 300 من المسلحين والمقاتلين المرتزقة السوريين، في مصراتة شمال غرب ليبيا. ويأتي الكشف عن هذه الرحلات بين إسطنبول ومصراتة بالتزامن مع إعلان مصادر ليبية أمس الاثنين، تنفيذ الجيش الوطني الليبي ضربات جوية دقيقة على مواقع للميليشيات الإرهابية في مديرية أمن غريان، شمال غربي البلاد.
وكثفت قوات الجيش الوطني الليبي غاراتها الجوية على تمركزات ميليشيات الوفاق في مدينة غريان، وذلك تمهيداً لتقدم الوحدات العسكرية للقوات المسلحة الليبية إلى داخل المدينة لتحريرها بشكل كامل من قبضة المسلحين.
وكشف المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، مساء الأحد، عن اعتقال واحد من أخطر عناصر داعش بعد انتقاله إلى الأراضي الليبية برعاية المخابرات التركية.
وأشار المسماري إلى أن وحدات القوات المسلحة الليبية في محاور طرابلس تمكنت من القبض على الداعشي السوري محمد الرويضاني المكنى أبو بكر الرويضاني أحد أخطر عناصر داعش في سوريا، وانتقل إلى ليبيا برعاية المخابرات التركية كأمير لفيلق الشام، مضيفاً «قبض عليه وهو يقاتل مع ميليشيات السراج التي يقودها ضباط أتراك». ولفت المسماري إلى أن القبض على الداعشي دليل آخر على العلاقة بين أردوغان وتنظيم داعش والتنظيمات المتطرفة.
سياسياً، أعلن عدد من أعضاء البرلمان الليبي شرق البلاد تأييدهم لمبادرة رئيس مجلس النواب لحل الأزمة الليبية، مشيدين بما وصفوه بـ«فلسفتها» القائمة على تجربة تأسيس ونشأة الدولة الليبية وما تحمله من حلول جذرية للأزمة متمثلة في تشكيل السلطة التنفيذية على أساس الأقاليم الثلاثة التاريخية وآلية الاختيار واتخاذ القرار وتوزيع الثروة بشكل عادل.
ودعا أعضاء البرلمان الليبي إلى قبول المبادرة دون التفاف أو محاولات تفريغها من فلسفتها بالانتقائية التي ذكروا أنها أفسدت كل التسويات السياسية، وذلك للانطلاق نحو تأسيس ليبيا الثانية القائمة على العدل والتسامح.
يأتي ذلك وسط أنباء عن اعتزام الأمم المتحدة تنظيم جولة جديدة من المفاوضات السياسية خلال أيام، وسيكون من محاورها مبادرة رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح مع بعض الطرح الجديد، وسط ترجيحات بأن يعين رئيس المجلس الرئاسي الليبي من المنطقة الشرقية، ويذهب مقعد رئيس مجلس النواب الليبي إلى الجنوب، وأن يكون مقر المجلس الرئاسي في مدينة بنغازي، مع حكومة منفصلة يكون رئيسها من غرب ليبيا.
وتستند مبادرة رئيس البرلمان الليبي إلى تقليص المجلس الرئاسي من تسعة نصفهم غير موجودين إلى ثلاثة، وتشكيل حكومة منفصلة وإعادة كتابة الدستور، مع استمرار مجلس النواب الليبي إلى حين إجراء انتخابات تشريعية.
(الاتحاد)

حزب تونسي: مشروع «الإخوان» لن يطبق في المغرب العربي

وجه الحزب الدستوري الحر التونسي المعارض أصابع الاتهام إلى زعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشي بالعمل على ترسيخ أجندة خارجية تقضي بتوسيع التواجد «الإخواني» في المنطقة.

ويتصاعد الضغط يوماً بعد يوم على رئيس الحركة منذ إرساله تهنئة علنية إلى رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بعد استيلاء الميليشيات الموالية له على قاعدة الوطية في خرق للموقف الرسمي التونسي ودبلوماسية الحياد.

وقالت رئيس الحزب المعارض في البرلمان عبير موسي في كلمة توجهت بها إلى الغنوشي «لن يمكنكم تطبيق المشروع الإخواني في تونس وفي المغرب العربي ولن يتسنى التحكم في مفاصل الدولة». ويأتي الكلام على خلفية الدعم الذي يقدمه الغنوشي وحزبه حركة النهضة «الإخوانية» لحكومة الوفاق الموالية للمحور التركي القطري دون التنسيق مع المؤسسات الرسمية في البلاد

وأعلن مكتب البرلمان التونسي عقد جلسة عامة في الثالث من الشهر المقبل لمساءلة الغنوشي. وأوضحت موسى في كلمتها في إحدى المحطات الإذاعية في تونس، أن الحزب لن يتنازل عن السيادة الوطنية التونسية ولن يقبل بالمراوغات والمغالطات التي يتوخاها رئيس البرلمان.

في غضون ذلك، كشفت مصادر حزبية تونسية، أمس، أن حركة النهضة رفضت التوقيع على وثيقة «عهد التضامن والاستقرار»، التي طرحها رئيس الحكومة التونسية إلياس الفخفاخ على أحزاب الائتلاف الحاكم؛ بهدف تنقية المناخ السياسي في البلاد.

واشترطت الحركة التي يتزعمها رئيس البرلمان، الغنوشي، توسيع الحزام السياسي، وتكوين حكومة وحدة وطنية، تضم حليفها في البرلمان حزب قلب تونس؛ للتوقيع على الوثيقة، وفق ما أكدته المصادر ذاتها.

وكان الفخفاخ عرض منتصف الشهر الجاري وثيقة من 7 نقاط على الأحزاب المكونة للسلطة التنفيذية؛ بهدف إذابة جليد الخلافات بينها، وإقرار «وحدة التضامن الحكومي»؛ حيث التقى الأحزاب المساندة لحكومته؛ لحثها على التوقيع على وثيقة تضمن حداً أدنى من العمل المشترك بينها حكومياً وبرلمانياً، معرباً عن انزعاجه من ارتفاع منسوب التوتر السياسي في البلاد.

ويعتقد مراقبون أن المطالبة بحكومة «وحدة وطنية» كشرط للتوقيع على وثيقة التضامن، يكشف عن انعدام الثقة بين الائتلاف الحاكم، ويؤشر على أن الحركة «الإخوانية» أصبحت في حالة من الضعف وفي موقف أقلية؛ لكنها تواصل في المقابل الإيهام بأنها في موقع قوة وتتحكم في مصير الحياة السياسية، وفق تقديرهم.


مقتل 13 جهادياً في اشتباك في شمال بوركينا فاسو

قتل 13 «جهادياً» السبت أثناء «اشتباك» مع الجيش في مقاطعة سوم في شمال بوركينا فاسو.
وقال مصدر أمني إن «اشتباكاً وقع السبت بين مجموعات إرهابية مسلحة ووحدات عسكرية كانت في مهمّة استطلاع في منطقة غاسيليكي (في سوم ) وقُتل 13 جهادياً على يد الوحدات التي ردّت بسرعة على الاحتكاك بالعدو».
وأكد مصدر أمني آخر أنه «لم تسجّل أي خسارة» في صفوف الوحدات مشيراً إلى أن «القوات المسلحة التي هزمت المهاجمين، صادرت آليات عدة وأسلحة حربية».

وأُطلقت عملية تمشيط بدعم من مجموعة مكافحة الإرهاب، وفق المصدر نفسه.
وفقدت القوات الأمنية الأسبوع الماضي عدداً من عناصرها في هجمات عدة.
وقُتل الجمعة ثلاثة أشخاص بينهم جندي في هجوم استهدف دورية عسكرية في شرق البلاد. وبحسب مصادر أمنية، قُتل جهاديان أثناء هذا الهجوم.
والأربعاء قُتل دركيان و47 «إرهابياً» خلال عملية لمكافحة التمرّد الجهادي في واريبيري الواقعة على بعد 40 كلم تقريباً من باراني في شمال غرب بوركينا فاسو، بحسب ما أعلنت رئاسة أركان الجيش.
والاثنين قُتل سبعة أشخاص، هم جنديان وخمسة متطوعين من كتائب الدفاع عن الوطن، في هجوم مسلّح استهدف دوريتهم في شمال بوركينا فاسو وتبنّته «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، أبرز تحالف جهادي في منطقة الساحل يتبع لتنظيم القاعدة ومقرّه في مالي.
وتشهد بوركينا فاسو هجمات جهادية متكرّرة، غالباً ما تتشابك مع نزاعات طائفية، ما أدى إلى مقتل قرابة 800 شخص منذ 2015، وأجبر نحو 840000 شخص على الفرار من ديارهم.
(الخليج)


دراسة سورية تتحدث عن توظيف النظام «داعش» لتخويف السويداء

أشارت دراسة قام بها باحثون سوريون إلى أن النظام السوري استعمل تنظيم «داعش» في السويداء جنوب البلاد للضغط على الدروز في وقت رفض أبناؤهم المشاركة في الخدمة العسكرية بعد تحول الاحتجاجات في 2011 إلى عمل مسلح.
وميزت الدراسة «بين توظيف وجود (داعش) المثبت بكلّ الحالات، وبين التوظيف بالتنسيق، وهي حالاتٌ مثبتة بالأدلّة». وقالت، إن السلطة الأسد «وظفت وجود (داعش) في محافظة السويداء عبر إخافة مجتمع السويداء بإفلات توحّش (داعش)».
وصدرت عن «المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونيّة»، و«مركز دراسات الجمهوريّة الديمقراطيّة»، دراسة على شكل كتابٍ، بعنوان «التوظيف في الصراعات الضدّيّة: سلطة الأسد» و«تنظيم داعش في محافظة السويداء»، للباحثين يوسف فخر الدين وهمام الخطيب، وراجعها المحامي أنور البني.
بيّنت الدراسة، أنّ إطلاق السلطة «المتطرفين وقادتهم من سجونها وشت منذ البداية بأنّها ستوظّف وجودهم لتخريب الثورة، وإرهاب السوريين، وابتزاز العالم لإعادة تفويضها بحكم سوريا على أنّها خيارٌ أقلّ سوءاً منهم. وعلاقة سلطة الأسد بـ«(داعش) في محافظة السويداء لم تكن استثناءً في خريطة الصراع على الأراضي السورية».
وأوضحت الدراسة، أنّه بعد أحداث عام 2000 التي أطلقت السلطة عليها «أحداث البدو للإمعان في إدارة الفتنة وتأجيجها بين الدروز والبدو، تجدّد العداء بين الفريقين (البدو والحضر)، لكنّه أخذ طور الكمون، وبينما حاولت فاعليّاتٌ اجتماعيّة من كلا الطرفين جسر الهوّة، استمرّت الأجهزة الأمنيّة، مباشرة أو عبر مرتبطين بها، في تكريس هذه الهوّة للاستثمار فيها بناءً على سياسة (فرّق تسد)، من دون وقوع أحداثٍ تذكر حتى عام 2011» وأنه «بعد انطلاق الثورة في 2011، اعتمد رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، العميد وفيق ناصر، على مجموعة من البدو والدروز والحوارنة، اعتماداً مركزيّاً لافتعال الأزمات داخل محافظة السويداء ومع جارتها درعا، حيث توزّعت هذه المجموعة بقيادة جامل البلعاس المقرّب من وفيق ناصر والمدار من قبله؛ فانخرط بعض عناصرها في الجيش الحرّ والمفضوحون منهم بقوا على علاقاتهم مع النظام من دون تستّر، وآخرون تعاونوا مع (جبهة النصرة). وعند ظهور (داعش) انتمى بعض عناصرها من البدو إليه وبايعوه وأصبحوا قادة في صفوفه».
استعرضت الدراسة الحراك المجتمعي في محافظة السويداء وأبرز محطّاته؛ حيث بيّنت «كيف تفاعلت محافظة السويداء مع الثورة السورية كباقي المحافظات في سوريا؛ فأصبحت (المضافات) فيها (صالونات) للحديث عن الشأن العامّ، واختلفت الآراء بين مؤيّدٍ للحراك ورافضٍ له ومشترطٍ عليه. وسرعان ما انطلقت الاحتجاجات في المحافظة، إلّا أنّها أخذت طابع النخبويّة. ولم تشهد السويداء احتجاجاتٍ شعبيّة واسعة، باستثناء مظاهرات تشييع الشهداء، ولا سيما المظاهرة التي خرجت في تشييع الشيخ وحيد البلعوس، قائد حركة (مشايخ الكرامة)». وقد طُرِحت في البداية شعاراتٌ في إطار الإصلاح السياسي من قبيل: رفع حالة الطوارئ، وإلغاء الأحكام العرفيّة، والحقّ في تداول السلطة، وكفّ يد الأجهزة الأمنيّة... ثمّ ارتفع سقف تلك الشعارات بفعل قمع السلطة الأمنيّة وعدم تجاوبها مع مطالب المحتجّين، فأصبحت تتناول رأس النظام، ورُفع شعار «إسقاط النظام»، ثمّ «إعدام الرئيس»، وهو ما ينطبق على جميع المناطق السورية التي شهدت احتجاجات. وعرّجت الدراسة على النشاط النقابي في إطار الثورة، ولا سيما نشاط المحامين الأحرار، كما وقفت على الاحتجاجات ذات الطابع المطلبي وأبرز الحملات المطلبيّة. كما أشارت إلى ظهور حركة «مشايخ الكرامة»؛ ذلك أن «السلطة، وإن لم تكن راضية عنها إلّا أنّها كانت تحاول ألّا تصل إلى التصادم العنيف المباشر معها طالما (الحركة) تنشدّ إلى البنية الطائفيّة في المحافظة، فتراعي المؤسّسة الدينيّة الرسميّة الممسوكة من السلطة، وتكرّس موضوعيّاً الانقسامات الطائفيّة، وتعجز عن إنتاج بناءٍ وطني ديمقراطي يجمع السوريين ولو تراكميّاً عبر رحلة آلامهم. وبيّنت الدراسة كيف أنّ سلطة الأسد تخلصت من قائد (الحركة) عندما حاول الخروج من المحلّي إلى الوطني والالتقاء مع المعارضة في منتصف الطريق».
واستعرضت الدراسة وجود «التنظيم» وتمدّده في بادية السويداء وتعامله مع عشائر البدو القاطنين فيها، وتوقعت عند «معركة الحقف» في 19 مايو (أيار) 2015 و«شقا» في 3 يوليو (تموز) 2015، ثم «الأربعاء الأسود» في 25 يوليو 2018، حيث قتل 254 شخصاً من أبناء محافظة السويداء، وضحيّتين من النازحين إليها، وخمس ضحايا من مقاتلي الفزعة من جرمانا وحضر في ريف دمشق.
وميزت الدراسة «بين توظيف وجود (داعش) المثبت بكلّ الحالات، وبين التوظيف بالتنسيق، وهي حالاتٌ مثبتة بالأدلّة». وقالت إن السلطة الأسد «وظفت وجود (داعش) في محافظة السويداء عبر إخافة مجتمع السويداء بإفلات توحّش (داعش)، ومن ثم استثمار وجوده لإخماد حركات الاحتجاج في المجتمع واستنزاف قوة الفصائل الأهليّة فيه بهجمات التنظيم، إضافة إلى استثمار السلطة وجود التنظيم في ضرب فصائل المعارضة المسلّحة في محافظة درعا، وقبلها في محافظة ريف دمشق». ومما عدّته الدراسة تنسيقاً بين السلطة والتنظيم هو إمداد سلطة الأسد لـ«داعش» بالسلاح عبر ميليشياتها والمهرّبين المرتبطين بها، وجعل محافظات الجنوب السوري سوقاً للمحروقات التي يستخرجها التنظيم يدويّاً وهو ما مدّ شريان حياة للتنظيم، إضافة إلى غضّ النظر عن تمدّد «داعش» في بادية السويداء.

حفتر يتعهد استمرار القتال ويتوعد تركيا وحكومة السراج

تعهد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي مجدداً، بمواصلة القتال ضد تركيا وحليفتها حكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج، في العاصمة طرابلس، وحثّ مقاتليه على محاربة ما وصفه بالاستعمار التركي حتى تحقيق النصر. وهنّأ حفتر أمس قواته بمناسبة حلول عيد الفطر، مؤكداً «استمرار جهاد أبناء القوات المُسلحة المُرابطين لنصرة الوطن وإعادة الأمن والاستقرار لكل ربوعه». وكان حفتر الذي تتعرض حملته التي بدأت قبل 13 شهراً لانتزاع السيطرة على العاصمة لمزيد من الضغوط الإقليمية والدولية، قد خاطب في كلمة صوتية مقتضبة، مساء أول من أمس، قوات الجيش في جميع محاور المواجهة مع الاستعمار التركي الغاشم، قائلاً: «يا من تصنعون المجد وأنتم تواجهون هذا المستعمر البغيض الطامع في خيراتنا، بعد أن سجد له العملاء»، مضيفاً: «أنتم تخوضون حرباً مقدسة مفتوحة على كل الجبهات، حرباً شاملة ليس فيها إلا النصر». وفي تعهد جديد بمواصلة القتال، قال حفتر: «كما تعودنا في حروبنا ضد الإرهاب سنقاتل ونقاتل حتى نرد المستعمر ذليلاً مذموماً مدحوراً».
وتزامناً مع هذا التهديد، أعلن الجيش عن تعزيز قواته في العاصمة طرابلس حيث بثّت شعبة إعلامه الحربي لقطات مصورة لتحرّك سرية من الكتيبة 128 مُشاة من مدينة بنغازي في شرق البلاد، بعد إتمام تعزيزها بأحدث العتاد والتجهيزات، مشيرة إلى «وصولها إلى محاور القتال، تعزيزاً ودعماً لوحدات القوات المُسلحة المُرابطة هناك». وقال من بدا أنه قائد السرية: «نحن جيش مشى مسافة 1000 كيلومتر لتحقيق النصر، كلمة الانسحاب ليست في قاموسنا». وساعدت تركيا قوات حكومة الوفاق على تحويل دفة الصراع العسكري حول العاصمة وتحقيق مكاسب في الآونة الأخيرة، بما في ذلك انتزاع السيطرة على قاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية، ومنطقة مدن الساحل الغربي، الممتدة من العاصمة طرابلس غرباً، وصولاً إلى معبر رأس جدير الحدودي مع تونس.
وأشاد اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، بما وصفه بالأداء الباهر الذي أظهرته قواته أول من أمس في محاور طرابلس. واعتبر في بيان له أمس أن «ثمار التخطيط الجيد للمعركة بدأت واضحة في إدارتها بمستوييها الاستراتيجي والتكتيكي، ما يضمن تنفيذ المهام والواجبات المترتبة على أمر العمليات العام للحرب على الجماعات التكفيرية المتطرفة والعصابات الإجرامية والغزاة الأتراك».
وقال الجيش الوطني إنه نصب أيضاً كميناً في معسكر اليرموك في طرابلس، وأوقع مقاتلين من الطرف الآخر بين قتيل أو أسير، حيث أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة عن اعتقال عدد من «المجرمين وأذيال المستعمر من الميليشيات والمرتزقة»، بالإضافة إلى سقوط عدد كبير من الجثث في معسكر اليرموك، بعد ما وصفه بكمين محكم في جنوب طرابلس. كما أعلن المركز أن منصات الدفاع الجوي للجيش أسقطت طائرة تركية مسيرة بالقرب من مصنع 51 في مدينة بني وليد. وبثّت ‎شعبة الإعلام الحربي للجيش الوطني، مساء أول من أمس، لقطات فيديو لقواته من أمام معسكر اليرموك، بعد التصدي لما وصفته بهجوم غادر من «مجموعات الحشد الميليشياوي المدعوم تركيا»، وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وأسر عدد منهم. وقصف سلاح الجو بالجيش الوطني تمركزات من وصفهم مركزه الإعلامي بـ«مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مدينة غريان»، على حد وصفه، وبثّ تسجيلاً للدخان الناتج عن القصف الذي طال معسكر الشؤون الفنية خلف معسكر معروف بـالسلخانة داخل المدينة، التي سيطرت عليها قوات الوفاق الصيف الماضي.
في المقابل، اكتفى فائز السراج رئيس حكومة طرابلس بتهنئة قواته، في بيان أصدره مساء أول من أمس، على ما حققته من «انتصارات على طول الجبهة وفي كل المحاور». من جانبها، اتهمت أمس عملية بركان الغضب التي تشنها قوات حكومة الوفاق، الجيش الوطني بقصف الأحياء المدنية وقسم النجدة في غريان، بالإضافة إلى مطار معيتيقة الدولي المغلق في طرابلس، بوابل من القذائف الصاروخية، معتبرة أن ذلك «يؤكد ادعاءاتهم الكاذبة ومزاعمهم الباطلة في وقف إطلاق النار». وكان الناطق باسم قوات الوفاق قد أعلن في بيان في ساعة مبكرة من صباح أمس أنها بدأت في مطاردة قوات الجيش في آخر معاقلها بمحيط طرابلس، والمدن الغربية، وتعمل على إعادة الحياة لأحياء جنوب العاصمة، وتابع: «ما زلنا نرصد تحركات العدو في الخطوط الخلفية لمحاولة التحشيد وإنقاذ الموقف الميداني المنهار، ورجالنا على أهبة الاستعداد لسحقهم».
وسبق لنفس المتحدث أن أعلن مساء أول من أمس مقتل مدنيين اثنين بعد رجوعهما لتفقد منازلهما في منطقتي صلاح الدين والمشروع، إثر انفجار ألغام، وطالب المواطنين بعدم العودة لمنازلهم في المناطق المحررة مهما كانت الأسباب، باعتبارها مناطق عمليات عسكرية يمنع الاقتراب منها.
وعلى الرغم من انسحاب قوات الجيش وتراجعها الأسبوع الماضي للخلف لمسافة تراوح بين كيلومترين و3 كيلومترات حول طرابلس، أعلنت قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً أنها استعادت السيطرة على 3 معسكرات؛ الصواريخ واليرموك وحمزة، وهي الأكبر بجنوب العاصمة طرابلس، وكانت تحت سيطرة الجيش منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقالت قوات حكومة الوفاق إنها تقدمت في بعض المناطق النائية في طرابلس، مشيرة إلى أنها اضطرت لشقّ طريقها عبر الألغام والعبوات الناسفة الأخرى التي اتهمت الجيش الوطني بزرعها.

أنقرة تدفع بمزيد من المرتزقة إلى ليبيا

كشف أحد المواقع المتخصصة في رصد حركة الطيران الحربي، عن نقل تركيا مرتزقة من إسطنبول إلى مصراتة، للقتال في صفوف الميليشيات المساندة لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج. وذكر موقع «اتيمال رادار» الإيطالي أنه قام بتعقب طائرة تضع علامة القوات الجوية الكينية، لكن رمزها السداسي (C9D52F)، يؤكد أنها تابعة لسلاح الجو التركي غادرت إسطنبول متجهة جنوباً نحو الأراضي الليبية، مؤكداً أن الطائرة نقلت مرتزقة إلى ليبيا. وأضاف الموقع أن هذه الطائرة ذاتها قامت برحلات من إسطنبول إلى مصراتة، يومي الخميس والجمعة الماضيين، متوقعاً أنها ستقوم برحلات أخرى إلى ليبيا. وأشار الموقع أيضاً إلى أنه رصد رحلة قامت بها طائرة عسكرية تركية من إسطنبول إلى مصراتة، قائلاً: «غادرت بالفعل أول طائرة من طراز (سي 130 إي) تابعة لسلاح الجو التركي مصراتة بالفعل».
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بوصول دفعة جديدة من المرتزقة إلى ليبيا، مؤلفة من 500 سوري تابعين إلى الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، للمشاركة إلى جانب حكومة الوفاق في العمليات العسكرية الدائرة حول طرابلس.
وأشار المرصد إلى أن عدد المرتزقة الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن بلغ 10 آلاف و100 شخص، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المقاتلين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ 3400 مقاتل سوري.
وأشار إلى أن بين هؤلاء المرتزقة نحو 200 طفل، غالبيتهم من فرقة «السلطان مراد»، تم تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر إغراء مادي. كما وثق المرصد السوري، أمس، مقتل 10 من المرتزقة في المعارك الدائرة على محاور عدة داخل الأراضي الليبية، إضافة لأسر عدد منهم في مواقع مختلفة.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن خطوات تركيا في ليبيا غيرت الموازين، وحالت دون تحول الصراع الدائر في البلاد إلى حرب أهلية. وأضاف جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية، أن «الجميع يقر بأننا غيَّرنا الموازين عبر خطواتنا في ليبيا، وإلا لكان الصراع تحول إلى حرب أهلية وحرب شوارع، وأصبح كارثة بالنسبة لليبيا. وإذا كان الحديث يدور الآن عن وقف إطلاق نار في ليبيا، فهذا بفضل تركيا». وأشار إلى أن بريطانيا تدعم حكومة السراج والمسار السياسي في ليبيا، مثلما تفعل تركيا، وأن الحل الوحيد هو الحل السياسي، ويتعيَّن على حفتر إدراك ذلك.
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة لم تعد تثق في حفتر، إلا أنها لا تفصح عن ذلك علناً أمام الرأي العام. وأضاف كالين، في مقابلة تلفزيونية أيضاً، أن تركيا تبذل جهوداً لإخراج الشعب الليبي من حالة الفوضى التي يعيش فيها منذ 10 سنوات، وأنها موجودة في ليبيا بموجب اتفاقيات رسمية وفي أطر شرعية، «ولا ترضخ لحفتر ولا لغيره». وتابع أن تركيا تبذل جهوداً من أجل الدفع بالعملية السياسية لإنهاء حالة عدم الاستقرار التي ظهرت عقب الإطاحة بالقذافي، وهذه الجهود ليست أحادية، وإنما في إطار الجهود التي تسيرها الأمم المتحدة. واعتبر كالين أنه على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً ضد ما وصفه بـ«السلوك غير القانوني والطائش واعتداءات حفتر».
(الشرق الأوسط)

مبايع البغدادي ومنظر العمليات الانتحارية بضيافة وزير أوقاف قطر

أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، مؤخراً، عن مشاركة "راشد الغنوشي" رئيس البرلمان في تونس، وزعيم حركة النهضة ذراع "جماعة الإخوان المسلمين" التونسية، مساء يوم الاثنين 18 مايو 2020، عن بُعد، في جلسة دينية عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وتحمل عنوان (وآمنهم من خوف).

هذا البرنامج الحواري الرمضاني، الذي دأبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، على إعداده خلال شهر رمضان المبارك، منذ العام 1935، عبر جلسات نقاشية حول "مشكلات وقضايا تهم الأمة الإسلامية ومستقبل أمنها الثقافي الشامل والتحديات التي تواجهها"، وفقاً لما هو مذكور على الصفحة الرسمية لمنصة "وآمنهم من خوف".

الغنوشي وأجندة قطر وتركيا
ورغم الجدل الدائر والمثار شعبياً في تونس حول زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان، والتي كان آخرها توقيع عريضة إلكترونية للتحقيق بشأن مصادر ثروته المشبوهة، إلى جانب اتهامات بتنفيذ أجندة سياسية مرتبطة بالمشروع الإخواني ومحاولة تمرير مشروعين لاتفاقيتين تجاريتين "مشبوهتين" مع تركيا وقطر.

وكانت قد أفادت وزارة الأوقاف في إعلان صادر عنها، نشرته بصفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" بأن الجلسة والتي ستنظم عبر موقعها ستشهد مشاركة الغنوشي، والذي قدمته الوزارة تارة على أنه "مفكر" إسلامي، وأخرى على أنه "شيخ".

إلى جانب "الغنوشي"، و"يوسف القرضاوي" الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين ومفتيها، جمع البرنامج الحواري باقة من أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (المصنف على قوائم الإرهاب للرباعية العربية)، من بينهم الباكستاني "محمد إلياس"، ومن إندونيسيا "نصر الله جاسام"، ومن الهند "يوسف الندوي"، ومن مصر "محمد يسري" نائب رئيس رابطة علماء المسلمين، ومن الصين "يوسف مافودة".

وليس من المستغرب حضور "الغنوشي" التونسي إلى قطر، والمشاركة في إحدى مبادراتها فهو قديم الصلة بالنظام القطري، كما أنه من المراجع الفكرية والسياسية والتنظيمية لدى قطر في حراكها العالمي، وخاصة من خلال ذراعها المعروف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي يتخذ من الدوحة مقراً له، بصفته عضواً سابقاً في مجلس أمناء الاتحاد.

الندوي.. هنأ وبايع البغدادي
لكن اللافت هو أن يستضيف وزير الأوقاف القطري ممثلاً لحكومته، مشاركين رئيسيين أمثال: الداعية الهندي "سلمان الندوي"، والذي كان أول من اعترف في شبه القارة الهندية، بداعش وقدم تهنئته الشخصية لـ"البغدادي" في رسالة وجهها إليه بمناسبة توليه منصب "الخليفة".

ومما جاء في رسالته التي اطلعت عليها "العربية.نت" قال: "من سلمان الحسيني الندوي، سبط أبي الإمام أبي الحسن علي الندوي، أحد خدام الإسلام إلى أمير المؤمنين أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام، السيد أبي بكر البغدادي الحسيني ونفع به الأمة، ورفع به راية الإسلام، فضيلة الشيخ القائد الإسلامي، إنني متابع منذ زمن لأخبار الدولة الإسلامية، وكنت متحمساً جداً حيال ذلك، كما تابعت أخبار أفغانستان من أيام الجهاد ضد السوفييت، كانت الخلافات بين التنظيمات المقاتلة في سوريا أمراً سيئاً بالنسبة لنا، ومع ذلك، وفي نفس الوقت، سمعنا الخبر السار بأنك استوليت على الموصل في العراق وحققت النصر على الطاغية المالكي".

الدم.. "وآمنهم من خوف"
ورغم العنوان الذي اختارته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية للبرنامج الحواري "وآمنهم من خوف"، ورسالته التي كما زعم الموقع الرسمي بأنه يسعى إلى: "تجديد عهد الأمة الإسلامية بأصواتها الحية المعتدلة المسموعة.. ومنبراً يبعث الأمل في نفوس شباب الأمة من أجل الإسهام بشكل فعلي في مكافحة أفكار التشدد والغلو"، بالإضافة إلى محاربة من تقمصوا: "جلباب العلم الشرعي بغير علم وساقوا فريقاً من شباب الأمة إلى جحيم الغلو وأغرقوهم في بحار من الدماء..".

أتى وزير الأوقاف القطري غيث مبارك الكواري، إلى جانب "الندوي" صاحب التهنئة "الشهيرة" للبغدادي زعيم تنظيم "داعش"، بمشارك رئيسي آخر وهو "نواف هايل التكروري"، رئيس هيئة علماء فلسطين، وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي.

التكروري، كان قد حصل على درجة الماجستير في الفقه وأصوله، برسالة عنوانها "العمليات الاستشهادية في الميزان الفقهي" في العام 1998.

قدمها كل من محمد الزحيلي وكيل كلية الشريعة بجامعة دمشق، وأحمد معاذ الخطيب، خطيب وإمام مسجد بني أمية الكبير سابقاً، ورئيس الاتلاف السوري ما بين 2012-2013.

منظر العمليات الانتحارية
ومما جاء في مقدمة رسالته عن العمليات "الاستشهادية" وفق وصفه قال: "فهذه بلاد الشيشان تسام خسفاً وخراباً وتدميراً، ويذوق أهلها ألوان العذاب.. وبلاد البوسنة والهرسك ذاقت الأمرين لأنها بقعة مباركة.. فتآمر الشرق والغرب وأخذ دوره في تضييع هوية هؤلاء المسلمين.. والمسلمون في كشمير وفي الهند قاطبة.. وفي لبنان عاث اليهود فساداً.. وأما فلسطين أم القدس الشريف فقد عاث فيها أذل خلق الله..".

وأضاف: "ومن هناك كان قضاء الله تعالى في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها المسلمون أن تبدأ ثمار الصحوة الإسلامية في العالم تؤتي أكلها، ويبدأ حملتها مع الضيق وقلة الطول يحملون لواء الدفاع عن كرامة الأمة ويرفعون راية الجهاد في سبيل خلاصها.. فتطوع الشباب بدمائهم، لا هروباً من الحياة أو المسؤولية.. وإنما إيماناً منهم بأن الجهاد هو السبيل الوحيد لتحرير البلاد والعباد".

ورسالة "نواف التكروري" عضو مجلس أمناء الاتحاد عن العمليات الانتحارية هي لا تقتصر على المشهد الفلسطيني وإنما كما ذكر: "ينسحب على الجهاد في كل مكان، فما في البحث من أحكام يصلح أن يكون للشيشان ولأهل كشمير والسودان والصومال والفلبين ولكل المسلمين المجاهدين في سبيل الله في كل مكان وما ذكر فلسطين إلا تمثيل لا حصر".

مواقف ودعوات نواف التكروري لا تنحصر في رسالة الماجستير الخاصة به، وإنما بنشاطاته أيضاً ومحاضراته التي يلقيها من محل إقامته في العاصمة التركية "إسطنبول"، وهي مقر هيئته، ومنه على سبيل المثال لا الحصر، مرثيته التي نعى فيها "عمر عبد الرحمن" الزعيم الروحي والحركي للجماعة الإسلامية"، الذي كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة لتورطه في هجمات نيويورك 1993.

و"عمر عبد الرحمن" هو أحد أهم منظري التكفير والخروج على الأنظمة، الداعي إلى إقامة "الفريضة الغائبة" وهي الجهاد، وإعادة الخلافة.

المشارك الثالث
أما المشارك الثالث الذي حظي بمساهماته الدائمة في الحوار الرمضاني مع غيث الكواري وزير الأوقاف القطري، هو المصري "محمد يسري إبراهيم"، الذي رأى في كتابه "قراءة في الاستراتيجية الغربية لحرب الإسلام.. ولتستبين سبيل المجرمين" الصادر عام 2011 ، أن من إيجابيات تفجيرات الـ11 من سبتمبر ما وصفه بتمحيص وتمايز المعسكرات: "فمعسكر الكفر وأشياعه ومعسكر الإسلام وأتباعه إلى جانب.. وكما خرج أهل الايمان كالإبريز النقي من هذه الفتنة، وقد تحرر ولاؤهم لله ولرسوله وللمؤمنين، فقد سقط أهل الإرجاف التغريبي والنفاق العلماني.. وأعيد طرح مفاهيم الولاء والبراء والأخوة والعداء..".

وأضاف في معرض حديثه عن العراق وأفغانستان وطالبان: "هذا الصوت الجهادي المبارك الذي يتردد صداه في جنبات الأرض اليوم في أنحاء شتى، إنما هو ثمرة مباركة لجهاد الأفغان وأهل العراق وفلسطين والفلبين وكشمير، وهذا يبرهن عملياً بأن الجهاد ماض إلى يوم القيامة.. ونفي الغثائية ومحاربة الوهن، وتجدد الأمل عبر المجاهدين الصادقين..".

تلميذ سفر الحوالي
أما المغربي عادل رفوش، المشرف العام على مؤسسة ابن تاشفين للدراسات، وأحد تلاميذ السروري "سفر الحوالي"، (الموقوف أمنياً لدى الاجهزة الأمنية في السعودية)، فمن مآثره رسالة وجهها إلى من وصفهم بـ "علماء الانقلاب"، والتي جاءت عقب عزل محمد مرسي، وانتهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين، في ثورة 30 يونيو، في مقال له حمل عنوان "الأخرسون.. إلا القرضاوي ومن معه"، نشر في أغسطس 2013، وحرض فيه "رفوش" على العلماء والدعاة من غير جماعة الإخوان، وكذلك على الحكام العرب، داعياً إلى محاربتهم قائلاً: "وقد قمت الشواهد اليقينية على أن هؤلاء الانقلابيين وأشباههم من أعداء الفضيلة، لا يؤمنون بالمبادئ إلا حين تخدمهم ولا يدافعون إلا على أنفسهم ولاء لأسيادهم وبيعاً للشعوب والأوطان، يغالبون الشريعة والشرعية"، مستشهداً بأبيات شعرية حلا لذلك بقوله: "لا عدل إلا أن تعادلت القوى.. وتصادم الإرهاب بالإرهاب".

واستكمل "عادل رفوش" مهاجمته للأنظمة والحكام العرب بقوله: "هم الإرهاب والإفساد حقاً.. وفي إعلامهم حرب تكاد ... صناديق الدمقرطة احتيال.. ويحمي الحق في الأبد الجهاد، إلا فانطلقوا يا حراس الفضيلة، أين أنتم أيها الموقعون عن الله مولاكم الحق".

عنوان عكس أفكار الحضور
هذا الحوار الرمضاني "وآمنهم من خوف"، والذي لم يأخذ من اسمه نصيب، يأتي في ظل إعلان الخطاب القطري الرسمي أنه ضد الإرهاب وضد العمليات الانتحارية.

ونتذكر في هذا الصدد اتخاذ الدوحة مقراً لمكتب مكافحة الإرهاب الدولي التابع للأمم المتحدة، بعد توقيع قطر مؤخراً مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

والذي جاء في أعقاب الاجتماع الثنائي الذي عقده مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في مقره في نيويورك، وجمع بين الروسي "فلاديمير فورونكوف" وكيل الأمين العام لشؤون مكافحة الإرهاب، ورئيس اللجنة الوطنية القطرية لمكافحة الإرهاب "عبد العزيز الأنصاري"، ضمن ما سمي بـ "الحوار الاستراتيجي الأول".

بل يشارك أيضا مع وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية القطري، ووفقاً إلى إعلان "منصة آمنهم من خوف" الإلكترونية، باقة من الشخصيات التابعة للاتحاد القطري لعلماء المسلمين.

داعش يعود بعد غياب.. ويتبنى هجوما ضد الجيش الليبي

تبنى تنظيم داعش هجوماً استهدف بوابة عسكرية للجيش الليبي في تراغن جنوب ليبيا، بحسب ما أفادت وكالة أعماق التابعه له، الاثنين.

وأسفر الهجوم الذي وقع قبل يومين عن تدمير آلية عسكرية للجيش عند مدخل مدينة تراغن.

في غضون ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن القائد العسكري المحلي عبد السلام شنقله، أن المتفجرات خبئت في مركبة تابعة لقوات "الجيش الوطني الليبي"، مؤكدا أن الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا.

وهذا الهجوم هو الثاني الذي يتبناه "داعش" ويستهدف "الجيش الوطني الليبي"، حيث سبق أن أعلن التنظيم في 21 مايو قصف 3 مواقع لقوات حفتر جنوب البلاد.

كما يأتي الهجوم الجديد بعد ساعات على إعلان "الجيش الوطني الليبي" مساء أمس الأحد القبض على أحد قياديي التنظيم محمد الرويضاني المكنى بأبي بكر الرويضاني، الذي قيل إنه انتقل من سوريا وقاتل في صفوف قوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا.

وأعلن "داعش" تنفيذ هذين الهجومين بعد أشهر من غياب أي تقارير حول عملياته في ليبيا.

وقال مصدر عسكري في "الجيش الوطني الليبي" لـ"رويترز" إن نشاط تنظيم "داعش" يتزايد في جنوب ليبيا بعد إلقاء القبض على القيادي المذكور.

أتى تبني داعش بعد ساعات على إعلان الجيش الليبي في وقت متأخر مساء الأحد القبض على أحد قيادات التنظيم الإرهابي يقاتل في صفوف ميليشيات الوفاق.

وقال المتحدث باسم الجيش، أحمد المسماري، في حينه إن "قوات الجيش الليبي ألقت القبض على محمد الرويضاني، المكنى أبو بكر الرويضاني"، واصفاً إياه بأحد أخطر عناصر داعش الذين انتقلوا من سوريا إلى ليبيا برعاية تركيا.

كما أكد أن "الرويضاني كان يقاتل مع تشكيلات الوفاق عند القبض عليه"، متهماً الاستخبارات التركية بنقله إلى ليبيا كمسؤول عن فيلق الشام، بحسب تعبيره.

يذكر أن الجيش الليبي لطالما اتهم تركيا بنقل عناصر من "النصرة سابقاً" وداعش إلى ليبيا للقتال ضمن صفوف ميليشيات حكومة الوفاق.
(العربية نت)

شارك