طرابلس.. نزاعات لا تنتهي علي أنقاض الشعب الليبي

الجمعة 29/مايو/2020 - 11:48 ص
طباعة طرابلس.. نزاعات لا أميرة الشريف
 
تصاعدت وتيرة  القتال بين قوات الجيش الليبي وقوات الوفاق، في عدد من المحاور جنوب العاصمة طرابلس، حيث تمكنت دفاعات الجيش من إسقاط طائرة تركية مسيّرة انتحارية.
واندلعت مواجهات بالأسلحة الثقيلة بين طرفي النزاع في محاور الرملة وعين زارة ووادي الربيع والخلاطات جنوب طرابلس، بعد يوم من سيطرة الجيش على محور الكاريزما وتقدمه باتجاه محور المطار، في حين تحدّثت مصادر عسكرية عن تحرّك عدّة كتائب عسكرية ومنظومات للدفاع الجوّي نحو مدينة مصراتة.
وأفادت مصادر محلية، بسماع أصوات اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمدفعية، في الأحياء الجنوبية للعاصمة، كما أشار آخرون إلى تحليق مكثف للطيران التركي المسيّر في سماء العاصمة الليبية.
وذكرت المصادر أن الاشتباكات العنيفة تجددت بين قوات الجيش وتشكيلات تابعة لحكومة الوفاق مدعومة بالمرتزقة السوريين، وقد تركزت بمناطق وادي الربيع وعين زارة وطريق المطار والرملة، بعد هدوء شهدته خلال ساعات الصباح الأولى
كما تم تبادل القصف المدفعي في وادي الربيع بين الجيش وفصائل الوفاق بعد محاولتها الهجوم على تمركزات الجيش بالمنطقة الواقعة جنوب شرق طرابلس، مع استمرار وصول تعزيزات الدعم لقوات الجيش من قاعدة الجفرة.
كان اللواء فوزي المنصوري آمر محور عين زارة وقوة عمليات أجدابيا، قال أمس إن قوات الوفاق استخدمت طائرات مسيّرة جديدة من طراز (ألباغو) ذات الجناح الثابت المعروفة باسم (الكاميكاز)، موضحا أنها طائرات انتحارية بدون طيار، سبق وأن تم استخدامها من قبل ميليشيات الحوثي في اليمن.
وأضاف في مقطع فيديو عرض خلاله بقايا إحدى الطائرات التي تم إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية للجيش، أن هذه الطائرة تعمل على تفجير نفسها حال اقترابها من الهدف، ومصنعة من قبل شركة (إس تي إم) التركية للصناعات الدفاعية، مشيرا إلى أن قوات الوفاق شاركت بحوالي 10 طائرات انتحارية في الهجم على محوري كاريزما وعين زارة، ورغم ذلك تمكن الجيش من صدهم وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والآليات والذخائر.
يأتي هذا في ظل التحذيرات الأوروبية من "سورنة" الأزمة الليبية، وسط تدفق السلاح والمرتزقة من الخارج.
من جانبه أكد دبلوماسي علي أن الاتحاد الأوروبي يتواصل مع الأطراف الليبية كافة على مدار الساعة لتفادي انزلاق ليبيا في سيناريو الأزمة السورية.
وحذرت عدة أطراف دولية من دعم أطراف خارجية لأطراف النزاع الليبي، موضحين أن حكومة الوفاق مدعومة من تركيا تجلب إلى الأراضي الليبية مقاتلين سوريين بأعداد كبيرة، بآلاف عدّة".
وتشهد ليبيا فوضى وصراعاً منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وقد زاد الوضع تأزماً خلال السنوات الأخيرة مع دخول تركيا على الخط بشكل واضح، عبر جلب آلاف المقاتلين السوريين إلى العاصمة الليبية بغية دعم الوفاق، فضلاً عن الدعم العسكري.
في سياق أخر، أعلنت حكومة الوفاق، أن 30 مهاجرا قتلوا في بلدة مزدة في جنوب-غرب العاصمة، التي تقبع تحت سيطرة ميليشيات متطرفة وعصابات إجرامية.
وأوضحت وزارة الداخلية في بيان لها، أن "أحد المشتبه بضلوعهم في عمليات الاتجار بالبشر مقيم ببلدة مزدة، وقد تعرض للقتل (على يد) مهاجرين غير شرعيين أثناء عملية تهريبيهم".
وأضافت "قام أهالي المجني عليه برد فعل انتقامي، حيث قاموا بقتل 26 مهاجرا من (بنغلادش) و4 أفارقة، إلى جانب جرح 11 مهاجرا اخرين نقلوا إلى المستشفى".
وأشارت وزارة الداخلية إلى قيامها بتعميم أسماء الجناة لملاحقتهم وتقديمهم إلى العدالة.
وقالت صفاء مسيهلي المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إن المنظمة علمت بالمأساة وتتابعها للحصول على المزيد من التفاصيل وتقديم المساعدة للناجين.
وتعد بلدة مزدة الجبلية الواقعة على نحو 150 كلم في جنوب-غرب طرابلس، إحدى الطرق المفضلة لدى المهاجرين غير الشرعيين الآتين عموما من منطقة الساحل وغرب أفريقيا وحتى آسيا.
وتعد ليبيا منذ فترة طويلة وجهة للمهاجرين الذين يجذبهم اقتصادها القائم على النفط وموقعها الذي يجعلها نقطة عبور مهمة للراغبين في الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
وأصبحت العاصمة طرابلس مدينة لعصابات التهريب والميليشيات المسلحة التي تفرص سلطتها بقوة السلاح على السكان، وذلك في مقابل دعم حكومة فايز السراج.
وكان تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتيريس، قد كشف أمام مجلس الأمن الدولي في 26 أغسطس 2019، الظروف المأساوية التي يعيش فيها المهاجرون المحتجزون في مراكز اعتقال غير قانونية تحت سلطة حكومة السراج.
وبحسب التقرير الذي رفعته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، فقد "ظل المهاجرون واللاجئون يتعرضون للحرمان من الحرية والاحتجاز التعسفي في أماكن احتجاز رسمية وغير رسمية، وإلى التعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي، والاختطاف للحصول على فدية، والابتزاز، والعمل القسري، والقتل غير المشروع".
وأدت الفوضى التي عمّت ليبيا في أعقاب سقوط القذافي، إلى تحول البلاد إلى إحدى نقاط الهجرة غير الشرعية الرئيسة باتجاه القارة الأوروبية.

شارك