الاغتيالات.. حلقة خفية بين رجل قطر والإرهاب في الصومال

الجمعة 29/مايو/2020 - 08:05 ص
طباعة الاغتيالات.. حلقة علي رجب
 
في مشهد متكررة يكشف الوضع الأمني الهش وعلاقة الجماعات الإرهابية بجل قطر في مقديشو، فهد ياسين، مدير الاستخبارات والامن القومي الصومالي، تصاعدت العاصمة الصومالية مقديشو  ظاهرة الاغتيالات لشيوخ العشائر واعضاء البرلمان والمسؤوليين، والذين يغلب عليهم رفض النفوذ القطري التركي في الصومال.
وشهدت مقديشو التي يسيطر عليها رجال فهد ياسين، الخميس 28 مايو 2020، اغتيال أوغاس حسين محمد داود، أحد شيوخ العشائر البارزين وحارسه في منطقة سوق بعباد بالعاصمة مقديشو، وتمكن النفذي الضالعين في الجريمة بالهروب.
وأفاد شهود عيان أن مسلحين بالمسدسات أطلقوا النار على، أوغاس حسين محمد داود الذي كان أحد المندوبين الذين شاركوا في انتخاب نواب مجلس الشعب الصومالي وحارسه ما أدي إلي مقتلهما.
ووصلت قوات الأمن الحكومية كالمعتاد إلي موقع الحادث بحثا عن منفذي الاغتيال إلا أنها لم تنجح في إلقاء القبض علي مرتكبي جريمة القتل.
وفي 25 مايو الجاري، نجا المسؤول بالشرطة الصومالية، الجنرال علي حرسي بري المعروف بـ"بعلي غاب" يوم أمس الاحد من محاولة اغتيال بعد استهداف سيارته بتفجير في مديرية “وابري” بالعاصمة مقديشو.
وأدى التفجير الناجم عن لغم أرضي زرع في جانب الطريق إلى إصابة شخصين من المارة بجروح، ولم تتحمل جهة مسئوليتها عن الهجوم الذي يعتبر الثاني من نوعه يتعرض له الجنرال علي غاب خلال أسبوع.
وكان الجنرال قد تعرض يوم الأربعاء 20 مايو لهجوم أدى إلى مصرع أحد حراسه وإصابة ثلاثة آخرين، وجاءت الهجمات التي تستهدفه بعد تعيينه رئيسا لقسم الصحة في الشرطة الصومالية بالإنابة قبل أسبوعين.
وأعلنت حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن محاولة اغتيال جنرال في الشرطة الصومالية إثر استهداف سيارته بلغم أرضي في مديرية هدن بالعاصمة مقديشو.
عمليت الاغتيال لم تتوقف عند رجال الامن والجيش شيوخ العشائر بل استهدفت ايضا رجال الاعمال، حيث شهدت منطقة “ساي بيانو” في مديرية هدن بالعاصمة مقديشو، اغتيال رجل الأعمال علي ناليي، من قبل مسلحون.
وذكرت تقارير صومالية أن "ناليي" الذي كان يعمل في استيراد السيارات رفض أمرا من المسلحين بتسليم هاتفه المحمول ما أدى إلى إطلاقهم النار عليه وأخذهم الهاتف، وتمكن المسلحون من الفرار من مسرح الجريمة قبل وصول القوات الأمنية إليه.
كذللك اغتيل الصحفي الصومالي سعيد يوسف، 4 مايو 2002، في العاصمة مقديشو بواسطة سكين.
ووقع الحادث في منطقة “سي بيانو” حيث هاجم رجل الصحفي وطعنه بالسكين أربع مرات وأرداه قتيلا، واشارت الشرطة الصومالية إلى أنها اعتقلت الجاني الذي يخضع للتحقيق لدى إدارة البحث الجنائي.
وقد نددت نقابة الصحفيين الصوماليين بالحادث وبعثت تعازيها إلى أسرة وأصدقاء يوسف.
تصاعد عمليات الاغتيالات والانفلات الأمني في مقيشو، ياتي مع تصاعد الاتهامات من قبل قوى صومالية بعلاقة قطر وتركيا بالجماعات الارهابية والميليشات المسلحة في  الصومال.
ترتبط تركيا وقطر بعلاقات قوية مع النظام الصومالي والذي يديره من خلف الستار رجل قطر فهد ياسين مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي، والذي اتهم من قبل جنرالات ومسؤلين سابقين في وكالة الاستخبارات الصومالية بوجود علاقة تربط "ياسين" بـحركة الشباب الاهاربية.
ويعتبر المراقبون أن فهد ياسين من الشخصيات الأكثر تأثيراً في الساحة السياسية الصومالية في الوقت الحالي، وحيث بات يعرف بمنفذ سياسات نظام الدوحة في البلاد.
وفي وقت سابق فتح تحرير الرهينة الإيطالية سيلفيا رومانو من حركة الشباب الإرهابية في الصومال، التساؤلات حول علاقة الاستخبارات التركية بالجماعات الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي، وتمويل تركيا للارهاب عبر سياسة تحرير الرهائن.
وقد أعرب منتدى الأحزاب الوطنية المعارض في الصومال، في رسالة بعثها  إلى الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو ورئيس مجلس الشعب محمد مرسل شيخ عبد الرحمن ورئيس مجلس الشيوخ عبدي حاشي عبد الله ورئيس الوزراء حسن علي خيري، 19 مايو، عن قلقه من المعلومات الكثيرة في هذه الأيام التي تتحدث عن علاقات وتعاون بين وكالة الاستخبارات والأمن القومي وبين حركة الشباب الإرهابية الأمر الذي أثار الشكوك لدى الشعب الصومالي.

وأشار المنتدى إلى أنه رأى أنه لا يمكن الاستخفاف بتلك المعلومات نظرا إلى الخطورة التي يشكلها ذلك على الأمن القومي، ونظرا إلى الأحداث الكبيرة التي شهدتها البلاد بما فيها اغتيال عمدة مقديشو ومحافظ إقليم بنادر السابق المهندس عبد الرحمن عمر عثمان “يريسو” والمسئولين الآخرين وإلى سلوك قيادة الوكالة،
وطالب المنتدى – لتعزيز ثقة الشعب بوكالة الاستخبارات والأمن القومي وإزالة قلقه وقلق أنصار الحكومة ومنتدى الأحزاب الوطنية – بإجراء تحقيق عاجل ومستقل في حادث الهجوم على مقر بلدية مقديشو الذي أودى بحياة المحافظ وعمدة العاصمة السابق وغيره من المسئولين.
يرى مراقبون ان الانفلات الأمني وعمليات الاغتيال، مخطط قطري تركي ينفذه رجل قطر فهد ياسين في الصومال للسيطرة عل الدولة الصومالية عبر سياسة " الخوف ولالترهيب"، في ظل سيطرة الدوحة وأنقرة على وكالة الاستخبارات والامن القومي.
وكشف المدير السابق لوكالة المخابرات والأمن الوطنية الصومالية، عبدالله محمد علي "سنبلوشي"، عن دعم قطر لأخطر الحركات الإرهابية في القارة الإفريقية وهي حركة الشباب الصومالية ماليا، مشيرا إلى العلاقات القطرية المتينة مع المنظمة الإرهابية أثمرت عن نجاح الحكومة التركية فى اطلاق سراح عاملة الإغاثة الإيطالية، سيلفيا رومانو التي وقعت في قبضة الحركة.
وأشار"سنبلوشي" إلى أنه لا يعرف الدور القطري الحقيقي في الإفراج عن رومانو لكنه أوضح أن الجميع يعلم علاقة قطر مع حركة الشباب وتاريخها في تسهيل وتنظيم المحادثات مع الحركة فيما يتعلق بدفع الفدى المالية إليها مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها.
كما وجه “سنبلوشي” في مقابلة مع تلفزوين “دلسن” المحلي انتقادات شديدة إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية وقيادتها، لافتا إلى أن الحكومة الحالية كانت تعمل في السنوات الثلاث الماضية على خلق الفتن وإعادة البلاد إلى الوراء سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وأضاف أن سياساتها أدت إلى انعدام الثقة بينها وبين الشعب الصومالي والولايات الإقليمية والمجتمع الدولي.
ووجه رئيس جهاز المخابرات والأمن القومي السابق اتهامات خاصة إلى الرئيس محمد عبد الله فرماجو ورئيس جهاز المخابرات والأمن القومي الحالي فهد ياسين وحمّلهما مسئولية ما حدث.
وذكر سنبلوشي أن الحكومة حاولت تغيير كل شيء تم الاتفاق عليه بين الأطراف الصومالية بما في ذلك تشكيل الولايات الإقليمية وتأسيس القوات الوطنية وقوانين البلاد.




شارك