خسائر الخطوط القطرية.. كيف حول كورونا حلم الحمدين احتكار سوق الطيران إلى كابوس؟

الخميس 04/يونيو/2020 - 10:06 ص
طباعة خسائر الخطوط القطرية.. علي رجب
 

تحول مساعي النظام القطري لاحتكار سوق الطيران في العالم، عبر توسع عدد الوجهات التي تسيّر رحلاتها إليها إلى أكثر من 170 وجهة في مختلف أنحاء العالم، وامتلاك 250 طائرة، فيما لديها 300 طائرة تحت الطلب، تبلغ قيمتها أكثر من 85 مليار دولار، وشراء أسهم في شركات طيران عدة، من الاحتكار الخطة التي تقود النظام القطري لنهايته، مع الخسائر الكبير للشركة القطرية مع تفشي فيروس كورون"كوفيد19" وتراجع حركة السفر وايضا توقعات بعدم عودتها إلى مستوى ديسمبر 2019 قبل 3 إلى 5 سنوات.

خطة التوسع والاحتكار التي كان يتباها بها رئيس الشركة القطرية، أكبر الباكر، أصبحت السلاح الذي اردت في وجه النظام القطري، لتسجّل 2.33 مليار ريال (640 مليون دولار) خسائر في مارس 2020، مقارنة بخسائر 251.6 مليون ريال (69.55 مليون دولار) في العام المالي 2017 – 2018، وهو ما يوضح حجم الكارثة الاقتصادية لسياسة الاحتكار والاستحواذ التي يتبعها الحمدين، فكان يسعى للسيطرة على السماء كما سيطرة على الساحرة المستديرة بقنوات "بي إن سبورت".


التوسع لاحتكار السوق

تشير أرقام الخطوط القطرية إلى انها سعت عبر طرق مختلفة لاحتكار سوق الطيران في العالم، غير مكترث بالخسائر التي تجنيها الشركة الوطنية وتسحب من الاحيتاطي النقدي للشركة القطرية.

فلخطوط الجوية القطرية، تمتلك أكبر أسطول طائرات في العالم، يضم أكثر من 250 طائرة تتجه إلى 177 وجهة عالمية عبر مقر عملياتها في مطار حمد الدولي.

ومجموعة الخطوط الجوية القطرية، التي تضع شركة الطيران بين أصولها، كان يعمل لديها 46684 موظفا في نهاية سنتها المالية السابقة في مارس 2019 ، اعلنت تسريح عشرات العمال في مايو الماضي.

 وأطلقت الخطوط القطرية رحلاتها مؤخراً إلى كل من الرباط في المغرب، وإزمير في تركيا، ومالطا، ودافاو في الفلبين، ولشبونة في البرتغال، ومقديشو في الصومال، ولنكاوي في ماليزيا وغابورون في بوتسوانا.

وفي يناير 2020، اعلن أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية؛ أن "سوف تنضم ثمانِي وجهات جديدة إلى شبكة وجهاتنا العالمية بالإضافة إلى الوجهات التي قمنا بالإعلان عنها سابقاً، وهي سانتوريني في اليونان، ودوبروفنيك في كرواتيا، وأوساكا في اليابان. ومع هذا الإعلان".

الباكر كشف عن المخطط القطري وهو الاستحواذ واحتكار سوق الطيران رغم الخسائر، قائلا إن وجهات الخطوط القطرية:" سوف يزداد عدد وجهاتنا إلى 177 وجهة في مختلف أنحاء العالم، لنؤكد مكانتنا كإحدى أكثر شركات الطيران التي تسيّر رحلاتها إلى أكبر عدد من الوجهات عالمياً. وسوف تعزز هذه الزيادة من سعينا المتواصل إلى تقديم المزيد من خيارات السفر للمزيد من المسافرين سواءً بغرض السياحة أو العمل".

كورونا يقلب الطاولة

ولكن مع انتشار فيروس كورونا، وفي ظل خسائر الخطوط القطرية في الأعوام الثلاثة السابقة ، وتوقف اغلب رحلاتها ، حيث ابقت على 35 وجهة من بينها أوسلو وفيينا وزوريخ في مايو الماضي، فيما كانت تسير رحلاتها الى 177 وجهة في يناير 2020، وفقا لبيانات الشركة، وهو ما يوضح حجم الخسائر القطرية في 2020، وتحول حلم الحمدين للسيطرة على سوق الطيران إلى استنزاف لاقتصاد الشعب القطري.


في السنة المالية الماضية، تعمّقت خسائر الخطوط القطرية، إذ بلغت خسائرها التراكمية بنهاية السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2019، نحو 4.14 مليار ريال قطري، مقارنة بـ2.03 مليار ريال قطري بنهاية السنة المالية السابقة.


وبحسب البيانات المالية للناقلة القطرية، تضاعفت خسائرها بأكثر من 8 مرات خلال العام المالي المنتهي في الـ31 من مارس2020، لتسجّل 2.33 مليار ريال (640 مليون دولار)، مقارنة بخسائر 251.6 مليون ريال (69.55 مليون دولار) في العام المالي 2017 – 2018، وهو ما يوضح حجم الكارثة الاقتصادية لسياسة الاحتكار والاستحواذ التي يتبعها الحمدين، فكان يسعى للسيطرة على السماء كما سيطرة على الساحرة المستديرة بقنوات "بي إن سبورت".

وقال الرئيس التنفيذي أكبر الباكر في المذكرة الداخلية إلى أطقم الضيافة "علينا أن نواجه واقعا جديدا حيث أٌغلقت حدود كثيرة وهو ما أدى إلى إغلاق الكثير من وجهاتنا ووقف تحليق طائرات... بينما لا يلوح في الأفق تغيير ايجابي فوري".

وأضاف قائلا "الحقيقة أننا ببساطة لا يمكننا الاستمرار مع الأعداد الحالية ونحتاج إلى الاستغناء على عدد كبير من الوظائف بما يشمل أطقم الضيافة"، موضحا أنه يجري الاستغناء عن عدد من الوظائف بسبب تداعيات كوفيد-19 .


وقال اباكر "التأثير الذي لا نظير له على صناعتنا تسبب في تحديات كبيرة لكل شركات الطيران، ويجب علينا أن نتحرك بشكل حاسم لحماية مستقبل نشاطنا".


وقال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية لرويترز إن شركته ستحاول تشغيل نصف مقاعدها.


ومنتصف مارس الماضي، استغنت الخطوط القطرية عن نحو 200 موظف، وقالت إنها تنوي تنفيذ خفض آخر كبير في عدد من الوظائف، وأخطرت أطقم الضيافة بأن يستعدوا لتسريحات قادمة.


كذلك تعتزم الخطوط الجوية القطرية تقليص أسطولها من الطائرات بمقدار الربع، وفقا لما كشفته وكالة رويترز، مشيرة إلى مستقبل غامض لعلميات الشركة ما بعد الجائحة. 

وأوضحت رويترز أن الخطوط القطرية أوقفت جزءا من أسطول طائراتها وأعادت طائرات أخرى إلى المؤجرين وخفضت رحلاتها، في مؤشرات على المستقبل غير المستقر للشركة.




الاتجاه الى الاستدانة


وذكرت تقارير اقتصادية عديدة إلى انه مع ارتفاع خسائر  الخطوط الجوية القطرية، فان الشركة تجري محادثات مع بنوك بشأن قروض بقيمة مليارات الدولارات، إذ تتأهب شركة الطيران المملوكة للدولة القطرية للبدء في إعادة بناء شبكتها التي تضررت بفعل فيروس كورونا.


وفي مارس الماضي قالت الخطوط القطرية، إنها تسحب من احتياطياتها النقدية وستسعى في نهاية المطاف للحصول على دعم من الحكومة القطرية.

وصرح الباكر بأنه من الصعب القول متى ستعود الشركة لتحقيق ربحية بسبب كورونا.

خسائر الخطوط القطرية تشكل انعكاس لسياسة الحمدين في الاحتكار الاستحواذ، حد السقوط المدوى، والذي فضحته وعرته كورونا.









شارك