رغم التحذيرات الدولية وفي خطوة استفزازية... أنقرة تنوي إنشاء قاعدتين عسكريتين دائمتين في ليبيا

الأحد 14/يونيو/2020 - 12:59 ص
طباعة رغم التحذيرات الدولية فاطمة عبدالغني
 
في الوقت الذي تتكثف فيه المساعي الدولية لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية، تحذر أنقرة لزيادة تدخلها العسكري في ليبيا من خلال إقامة قاعدتين عسكريتين دائمتين غربي البلاد.
وفي هذا السياق كشفت وسائل إعلام تركية أن أنقرة تشرع في إقامة قاعدة عسكرية جوية في مطار الوطية مزودة بمنظومات دفاع جوي وغرفة عمليات لطائرات مسيرة.
إضافة إلى قاعدة بحرية أخرى في ميناء مصراتة بقدرات هجومية دائمة وتجهيزات استطلاع وسفن حربية.
ومن جانبها كشفت صحيفة "يني شفق" التركية أن أنقرة تخطط لتحويل ميناء مصراتة إلى قاعدة بحرية تركية دائمة، كما كشفت الصحيفة أن الشركة النفطية التابعة لأنقرة ستقوم بالتنقيب عن البترول والغاز، وذلك وفق لمذكرة التفاهم البحرية الموقعة بين أردوغان ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج في نوفمبر الماضي والتي لاقت رفضًا دوليًا ومحليًا فيما وصفها البرلمان الليبي بالخيانة العظمة.
وكتبت الصحيفة التركية الموالية لأردوغان صراحةً؛ إنه "بالتزامن مع الاستفزازات اليونانية في شرق المتوسط والتوتر المتزايد هناك، يتطلب وجود قوات بحرية تركية في المياه الإقليمية الليبية وبناء على ذلك يعتقد تحويل ميناء مصراتة إلى قاعدة بحرية تركية دائمة".
وأوضحت الصحيفة أن التعاون العسكري بين ليبيا وتركيا سيرتقي إلى مستويات أعلى بعد الزيارة التي قام بها إلى أنقرة يوم 4 يونيو رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج.
ويرى المراقبون أن الأنباء المتعلقة بإنشاء قاعدتين عسكريتين في ليبيا تأتي لتكشف المزيد عن أهداف الوجود التركي في البلاد والذي لطالما غلفته أنقرة بذرائع مختلفة.
إذ يبدو أن حكومة أنقرة تريد وجودًا عسكريًا دائمًا يضمن سيطرتها على الثورة النفطية الليبية، وهو أمر يواجه بمعارضة متزايدة من الدول الإقليمية وبلدان الاتحاد الأوروبي، وهي تطورات  تنذر بتصعيد في المنطقة وسط دعوات لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية والحد من التدخل التركي هناك.   
وهو الأمر الذي أكده اللواء جمال مظلوم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، حيث قال "إن عزم تركيا إقامة قاعدتين عسكريتين في مصراتة والوطية، خطوة تأتي استمراراً للدور الاستعماري ومحاولة زيادة تواجدها في المنطقة العربية.
وأوضح مظلوم في تصريحات صحفية له أن "تركيا تتواجد بالفعل في عدد الدول العربية، فهي متواجدة في سوريا وفي قطر ولها أكبر قاعدة خارجية في الصومال والآن تتواجد في ليبيا وتمكن لنفسها".
وتابع: "تركيا أيضا تحاول التواجد في جيبوتي وربما قد تكون وصلت إلى اتفاق معها، وكذلك تحاول التواجد في منطقة سواكن السودانية، كما تحاول التواجد في تونس في ظل حكم تنظيم الإخوان".
وأشار مظلوم إلى أن ليبيا تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا، ويمكن من خلال أن تهدد الساحل الإفريقي بالكامل.
واستطرد: "القاعدتين تمثلان كنزا بالنسبة لتركيا، ويمكن من خلالها أن تكون نقطة انطلاق لتركيا في الساحل الإفريقي واعتبارها بوابة الدخول للقارة الإفريقية، كذلك يمكن أن تمثل بؤرة إرهابية كبيرة جداً، إذ أن في جنوب ليبيا يتواجد أفريقيا الوسطى والنيجر ومالي ونيجيريا، وكلها تضم بؤر إرهابية إضافة إلى تشاد، وهو ما يشكل خطراً إرهابياً على مصر وكل دول المغرب العربي وكل الدول العربية والإفريقية".
ولفت مظلوم إلى أن منطقة شرق ليبيا يتواجد بها جزء كبير من النفط الليبي، مؤكداً أن تركيا تضع نصب أعينها على هذا النفط.
هذا وكانت شركة البترول التركية "تباو"، تقدمت في مايو الماضي بطلب إلى حكومة فايز السراج في العاصمة الليبية طرابلس للحصول على إذن بالتنقيب في شرق البحر المتوسط، ليصبح المطمع الاستعماري للأتراك في ليبيا واضحا جليا لا يحتاج إلى أي شرح.
يذكر أن حكومة فايز السراج، وقعت اتفاقا مع تركيا في نوفمبر 2019 لإقامة منطقة اقتصادية خالصة من الساحل التركي الجنوبي على المتوسط إلى سواحل شمال شرق ليبيا. وأثار ذلك غضبا دوليا واسعا، خاصة من قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي، بسبب الاتفاق الذي يصفونه بـالمخالف للقانون الدولي.

شارك