حركة الشباب الصومالية وعلاقاتها بقطر وأجهزة أمنية

الأربعاء 17/يونيو/2020 - 09:52 ص
طباعة حركة الشباب الصومالية حسام الحداد
 
أعلنت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن اغتيال موظف في وزارة المالية في الحكومة الصومالية أول أمس الأحد 15 يونيو 2020، في منطقة “الجمهورية” بمديرية كاران بالعاصمة مقديشو.
وأشارت الحركة في بيان نشرته علي شبكة الإنترنت إلي أن مقاتليها أطلقوا النار علي عبد الله بريسي الذي كان يعمل لقسم الضرائب في وزارة المالية الصومالية فأردوه قتيلا.
ووفقا لشهود عيان وصلت سلطات الأمن الصومالية مكان الحادث، إلا أنها لم تتمكن من إلقاء القبض علي علي مرتكبي الجريمة الذين لاذوا بالفرار فورا.
بعد هذا الإعلان مباشرة وجهت العديد من الإتهامات للحركة بعلاقات مع النظام القطري وجهازي الإستخبارات والأمني القومي الصوماليين، وفي هذا الإطار سئل عبد الله محمد علي “سنبلوشي” رئيس وكالة المخابرات والأمن القومي الصومالية السابق في مقابلة مع قناة العربية عن دور قطر في تحرير العاملة الإغاثية الإيطالية سيلفيا رومانو من حركة الشباب.
وأشار إلى أنه لا يعرف الدور القطري الحقيقي في الإفراج عن رومانو لكنه أوضح أن الجميع يعلم علاقة قطر مع حركة الشباب وتاريخها في تسهيل وتنظيم المحادثات مع الحركة فيما يتعلق بدفع الفدى المالية إليها مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها.
وأوضح سنبلوشي أن قطر تتمتع بالنفوذ داخل حركة الشباب وأنها تقدم الدعم لها عبر طرق كثيرة بما فيها وسطاء صوماليون أو رجال أعمال أو وكلاء يعملون في المنظمات القطرية وأحيانا يتم ذلك عبر طرق غير رسمية.
وذكر أن حصول مقاتلي الشباب على الفدى المالية عنصر أساسي في زيادة عملياتهم العسكرية والاستخباراتية في الصومال ودول أخرى من بينها كينيا وأوغندا وأضاف أن ذلك قد يمكنها من توسيع عملياتها وتنفيذ هجمات في مناطق بعيدة مثل المملكة المتحدة.
وأضاف أن دفع الفدى قد تكون مجرد حجة في المشاركة في تمويل الأنشطة الإرهابية في الوقت الذي بات فيه العالم يراقب عن كثب تلك التحركات ونقل الأموال غير المشروعة التي تصل إلى بعض المجموعات المتطرفة مثل حركة الشباب.
وأكد أن حصول حركة الشباب على الأموال سوف يزيد من قدراتها على تجنيد المزيد من المقاتلين وتدريبهم وشراء أعداد متزايدة من الأسلحة وشن مزيد من هجمات مميتة داخل الصومال وخارجه مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي نفس السياق أعرب منتدى الأحزاب الوطنية المعارض في رسالة بعثها في التاسع عشر من الشهر الجاري إلى رئيس الجمهورية محمد عبد الله فرماجو ورئيس مجلس الشعب محمد مرسل شيخ عبد الرحمن ورئيس مجلس الشيوخ عبدي حاشي عبد الله ورئيس الوزراء حسن علي خيري عن قلقه من المعلومات الكثيرة في هذه الأيام التي تتحدث عن علاقات وتعاون بين وكالة الاستخبارات والأمن القومي وبين حركة الشباب الإرهابية الأمر الذي أثار الشكوك لدى الشعب الصومالي.
وأشار المنتدى إلى أنه رأى أنه لا يمكن الاستخفاف بتلك المعلومات نظرا إلى الخطورة التي يشكلها ذلك على الأمن القومي، ونظرا إلى الأحداث الكبيرة التي شهدتها البلاد بما فيها اغتيال عمدة مقديشو ومحافظ إقليم بنادر السابق المهندس عبد الرحمن عمر عثمان “يريسو” والمسئولين الآخرين وإلى سلوك قيادة الوكالة،
وطالب المنتدى – لتعزيز ثقة الشعب بوكالة الاستخبارات والأمن القومي وإزالة قلقه وقلق أنصار الحكومة ومنتدى الأحزاب الوطنية – بإجراء تحقيق عاجل ومستقل في حادث الهجوم على مقر بلدية مقديشو الذي أودى بحياة المحافظ وعمدة العاصمة السابق وغيره من المسئولين.
كما طالب أيضا بالتحقيق فيما يتم تناوله في مواقع التواصل الاجتماعي من الاتصالات بين قيادة وكالة الاستخبارات وحركة الشباب وتقديم نتائج ذلك إلى الشعب الصومالي.
ودعا المنتدى إلى منع استخدام المواقع الرسمية لوكالة الاستخبارات في أغراض خاصة لتضليل الشعب الصومالي وتضخيم عناصر من حركة الشباب لتحقيق مصالح خاصة، كما دعا إلى إبعاد السياسيين الذين لهم أهداف خاصة من قيادة الوكالة وإسناد قيادتها إلى الخبراء في مجالي الأمن والاستخبارات.
وأعرب المنتدى عن أسفه من إقصاء الخبراء الأمنيين والاستخباراتيين من الوكالة وتسليم قيادتها إلى شخصيات لها أهداف سياسية الأمر الذي أدى إلى انحراف الوكالة عن عملها، مؤكدا أن رد الحكومة الصومالية على الاتهامات التي وجهتها كينيا إلى وكالة الاستخبارات الصومالية بالتعاون مع حركة الشباب لم تكن كافية ومقنعة للشعب الصومالي وداعميه من المجتمع الدولي.
وكان كثير من الجنود والضباط العاملين في الوكالة تم تسريحهم عن العمل أو ضمهم إلى الشرطة الصومالية، فقد تناولت وسائل الإعلام الصومالية يوم أمس الثلاثاء تجريد المدير السابق لمخابرات محافظة بنادر إبراهيم معلم عبد الله من عضويته في الوكالة ومن رتبته بعد إقالته من منصبه في فبراير الماضي، وتعرض قبله لمثل ذلك نائب رئيس الوكالة السابق عبد الله عبد الله.
وقد أشار السيناتور محمد أمين شيخ عثمان في منشور عبر حسابه في فيسبوك إلى استهداف بعض الصوماليين العاملين في وكالة الاستخبارات والأمن القومي منذ تولي فهد ياسين رئاستها دون تحديد من هم المستهدفون.
وذكر عضو مجلس الشيوخ الصومالي أن هناك أهدافا خاصة فيما يتعلق بتسريح العاملين في الوكالة بطريقة غير قانونية وتدوين عملاء جدد من بعض الصوماليين وإقصاء آخرين الأمر الذي ينذر بعقبات كبيرة في المستقبل، محذرا من سوء استغلال السلطة وتهديد وعزل الضباط الذين لم يتواكبوا مع المخططات الهدامة لقادتهم، مشيرا إلى أن قيادة البلاد وقادة القوات المسلحة ومسئولي الوكالة سيتحملون العواقب الوخيمة لذلك

شارك