انتهاكات وجرائم بالجملة.. إدانات عربية ودولية ضد ميليشيات الوفاق في ترهونة

الجمعة 19/يونيو/2020 - 10:18 ص
طباعة انتهاكات وجرائم بالجملة.. أميرة الشريف
 
في ظل الانتهاكات اللانسانية التي ترتكبها ميليشيات حكومة الوفاق في ترهونة وبعض المدن الليبية في حق المدنيين، استنكرت عدد من الدول ومنظمات إقليمية دولية وعربية ارتكاب الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق ومرتزقة تركيا التجاوزات الخطيرة وتعذيب المدنيين في ترهونة وبني وليد والأصابعة وصبراتة.
ونشر مسلحو ميليشيات الوفاق على مواقع التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة مقاطع توثق مرورهم الوحشي عدد من المدن الليبية، ومنها إعدامات ميدانية واعتقال وتعذيب واقتحام للمنازل ونهب محتوياتها وإحراقها وسلب الأملاك العامة والخاصة وتخريب المنشآت.
ووفق حقوقيون، تصل مئات الجرائم المرتكبة إلى مستوى الإبادة الجماعية في ترهونة وبني وليد والأصابعة وقصر بن غشير.
كما دخل أكثر من 4 آلاف عنصر من جبهة النصرة والمتطرفين الموالين لتركيا مدينة ترهونة، ما تسبب في نزوح الآلاف من المدنيين فيما تعرض من تبقوا في المدينة للقتل.
وذكرت تقارير إعلامية أن الانتهاكات في ترهونة وجنوبي العاصمة طرابلس، لم تقتصر على استهداف المدنيين وممتلكاتهم فحسب، بل تسببت في نزوح 16 ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة. 
في هذا السياق، أعلن وزير العدل الليبي محمد لملوم، وقوع مجازر ارتكبت بحق عائلات بمدينة ترهونة ترقى إلى "جرائم إبادة".
وقال لملوم، في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية للوزارة عبر فيسبوك، أن "مجازر ترقى إلى جرائم إبادة ارتكبت بحق عائلات معينة مثل عائلتي التعاجي وهرودة".
وأضاف أن "جرائم مدينة ترهونة كجبل الجليد لم تر منه السلطات إلا قمته"، معربا عن "الصدمة إزاء حجم الانتهاكات وأعداد القتلى".
ولفت إلى أن وزارة العدل "شكلت لجنة يرأسها طبيب شرعي بخصوص المقابر الجماعية، وتعمل تحت إشراف مكتب النائب العام للحفاظ على الأدلة، وعدم العبث بها".
من جانبها، دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا حكومة الوفاق إلى فتح تحقيق في عمليات النهب وتدمير الممتلكات في ترهونة والأصابعة، فيما أعرب السفير الألماني في ليبيا عن صدمته إزاء التقارير الواردة عن انتهاكات حقوقية فظيعة في مدينة ترهونة، عقب دخول الميليشيات الموالية لحكومة فايز السراج إلى المنطقة.
من جانبها، أعلنت جامعة الدول العربية أنها تتابع بانزعاج بالغ التقارير الخاصة باكتشاف عدد من المقابر الجماعية معظمها في مدينة ترهونة الليبية خلال الأيام الماضية.
ودعت إلى إجراء تحقيق متكامل بهذا الشأن وفقا للقانون الدولي، كما نبهت الجامعة إلى عدم مشروعية أساليب احتجاز وإهانة وتعذيب المدنيين سواء كانوا من الليبيين أو من جنسيات غير ليبية.
كما عبر أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، عن قلقه من الأوضاع في ليبيا، التي وصفها بشديدة الصعوبة والخطورة، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة تحت مظلة الأمم المتحدة.
وقال: "نحن دعم دعوة الأمم المتحدة لإجراء تحقيق في كافة الانتهاكات في ليبيا. لا بد من التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة الليبية".
وأضاف "حلف الناتو يدعم الجهود المبذولة بقيادة الأمم المتحدة وكذلك مبادرة مؤتمر برلين ومخرجاته".
وكانت فرنسا قد طالبت بإجراء محادثات مع دول حلف الناتو بشأن دور تركيا العدواني في ليبيا، حيث باتت العلاقات متوترة مع أنقرة بسبب سياستها في ملفات عدة آخرها الملف الليبي.
وحرر الجيش الليبي، مناطق سيطرت عليها ميليشيا حكومة الوفاق، ثم حرر مدينتي ترهونة وبني وليد شرق العاصمة، إضافة إلى كامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة "الوطية" الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.
وتعاني ليبيا، منذ سنوات، من صراع مسلح على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين وتسبب بأضرار مادية واسعة.

شارك