تهديد ووعيد.. دلالات عمليات اعتقال العراق عناصر ميليشيات إيران

السبت 27/يونيو/2020 - 01:09 ص
طباعة تهديد ووعيد.. دلالات علي رجب
 
تهديد ووعيد.. دلالات
دخل العراق مرحلة جديدة ، مع اعتقال جهاز مكافحة الإرهاب العراقي ، العشرات من عناصر الميليشيات الكائفية المواليى لإيران، على خلفية الهجمات الصاروخية ضد المصالح الأمريكية في البلاد، في سابقة منذ بدء تلك الهجمات قبل ثمانية أشهر.
وتشير تقاريرعراقية عدة إلى اعتقال جهاز مكافحة الارهاب العراقي، 23 من عناصر  ميليشيات عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي ، بينهم قيادي إيراني الجنسية،  وصادرت صواريخ كانت معدة للإطلاق على المصال الأمريكية
ومنذ أكتوبر 2019، استهدف أكثر من 33 صاروخا منشآت عراقية تستضيف دبلوماسيين أو جنودا أجانب، منها ستة هجمات خلال الأسبوعين الماضيين فقط.
وتبنت جهات غامضة عدداً قليلاً من تلك الهجمات، اعتبرها محللون واجهة مزيفة للفصائل الموالية لإيران.
في دلالة على خطورة الوضع، عقد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الأسبوع الماضي اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني لمناقشة مسألة الصواريخ، وتعهد ملاحقة المسؤولين عنها.
ويضم جهاز مكافحة الإرهاب قوات النخبة الأفضل عتاداً وتدريباً، وقد أنشأه الأمريكيون بعيد الغزو في العام 2003، وعادة ما تناط به المهمات الأكثر صعوبة.
وشن المتحدث الأمني باسم كتائب حزب الله العراق، أحد الفصائل العسكرية الموالية بشدة لإيران في العراق، هجوما عنيفا على رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، الجمعة، واصفا إياه بعميل الأمريكيين و"المسخ الغادر"، مهددا إياه بالعقاب و"العذاب"، قائلاً: "نتربص لكم".
كما زعم أن أنصار الميليشيات، الذين جابوا شوارع العاصمة العراقية بغداد في وقت سابق فجرا الجمعة، مستعرضين قوتهم وسلاحهم، وموجهين رسائل تهديد ووعيد ضد كل من يمسهم، أطلقوا سراح العناصر الذين اعتقلوا ليل الخميس إثر مداهمة قوة من مكافحة الإرهاب لأحد مراكز هذا الفصيل في العراق، حيث وجدت صواريخ معدة للإطلاق.
من جانبه لوح زعيم ميليشيا عصائب الحق قيس الخزعلي، بالفوضى ردا على اعتقال الحكومة العراقية لعناصر من الحشد، واصفاً مداهمة مقر الحشد الشعبي بالحدث الخطير مشيرا إلى أن قرار الاعتقال ليس عراقياً.
واعترف الخزعلي في تصريح متلفز، بأن كل عمليات القصف التي تمت في العراق كانت تستهدف الأمريكيين، قائلاً "لم يتم استهداف أي معسكر للقوات العراقية وإنما مقرات أميركية"، مشدداً على أنه "لا يوجد اي فصيل من فصائل المقاومة يستهدف المؤسسات الحكومية في المنطقة الخضراء".
كما أكد أن مذكرة القبض على عناصر الحشد صدرت من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مباشرة،مضيفا :"نصيحة إلى الكاظمي لا تقف ضد ابناء الحشد الشعبي لأنهم يمثلون الشعب"، وقال أنه "لا رئيس الوزراء ولا غيره يستطيع الوقوف بوجه ابناء الحشد الشعبي المطالبين بالسيادة"، واصفاً حكومة الكاظمي بالمؤقتة "عملها اجراء الانتخابات المبكرة وعبور التحديات الاقتصادية".

تهديد ووعيد.. دلالات
من جانبه وصف المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، إقدام قوات مكافحة الارهاب العراقية على اعتقال العشرات من كتائب حزب الله العراقية  الموالية لإيران بـ”الخطوة الجريئة”.

وقال الزعتر عبر “تويتر”: ” المداهمات والإعتقالات التي قامت بها الأجهزة الأمنية تجاه ميليشيات موالية لإيران تعد خطوة جريئة نظراً لنفوذ هذه الميليشيات وقدرتها على التأثير على الأجهزة الداخلية في العراق ، وبالتالي فهذه الخطوة ستقود إذا ماإستمرت لإستعادة هيبة المؤسسة الأمنية العراقية”.

وأضاف المحلل السياسي السعودي:” حملة الإعتقالات التي قامت بها القوات العراقية لـ 53 عنصرا من الميليشيات الموالية لإيران ، خطوة لابد من تدعيمها بعدد من الخطوات أهمها تجريد هذه الميليشيات من سلاحها وتقليص تأثيرها داخل النظام وذلك لفرض واقع جديد في العراق يمهد لنيل إستقلاليته من التبعية الإيرانية”.

وأكدا الزعتر أن  العراق :يحتاج إلى كسر حاجز التردد وتبني سياسة صارمة لإستعادة سيادته على مؤسساته ، وحملة الإعتقالات التي قامت بها القوات الأمنية لـ 53 عنصرا من الميليشيات الموالية لإيران ، تعكس وجود قدرة داخل المؤسسة الأمنية العراقية على التجرد من المؤثرات الخارجية".

تهديد ووعيد.. دلالات



من جانبه قال  أسامة الهتيمي، باحث في الشأن الإيراني،:"بلا شك فإن عملية المداهمة التي قامت بها عناصر أمنية عراقية لأحد فصائل الحشد الشعبي واعتقال نحو 14 منهم لا تعد على الإطلاق إشارة على تراجع نفوذ كتائب حزب الله العراقي أو أي من الفصائل الموالية لإيران في العراق ولكنها مجرد محاولة حكومية استباقية تسعى إلى تحقيق هدفين رئيسيين أولهما عدم التصعيد مع الولايات المتحدة الأمريكية إذ كانت تسعى الكتائب وبعض عناصر الفصائل الولائية الأخرى إلى قصف محيط بعض القواعد العسكرية التي تضم عددا من القوات الأمريكية فضلا عن السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء وهو القصف الذي تكرر خلال الفترة الماضية عقب اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في العراق يناير الماضي".
وأضاف الهيتمي في تصريحات لـ"بوابة الحركات الاسلامية" :"أما الهدف الثاني فهو تفادي إحراج الحكومة العراقية التي لن يكون بمقدورها أن تمنع القوات الأمريكية من الرد على عمليات الاستهداف والتي تعتبرها أمريكا تجاوز لا يمكن الصمت بإزاءه كونه يهدر من كرامتها ويهدد أمنها ومن ثم فإن الرد الأمريكي سيكون بمثابة انتهاك جديد للسيادة العراقية وفق تصور رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي الذي يحاول أن ينجح في مهمته الرئيسية وذلك بأن يوازن في علاقاته ما بين طهران وواشنطن في إطار الخطة التي وضعت من أجل الإبقاء على شكل النظام السياسي الحاكم للدولة العراقية على ما هو عليه بعدما كاد الحراك الشعبي أن يطيح بالمنظومة السياسية كلها ويتخلص من النفوذ الإيراني ومبدأ المحاصصة الطائفي".
واختتم قائلا أنه :"في هذا الإطار فإنه لا يمكن القول بأنه من المرجح أن يشهد العراق في المستقبل القريب تراجع لنفوذ هذه الميليشيات يؤكد على ذلك رد فعل هذه الميلشيات على عملية المداهمة والاعتقال بعد أن خرج مسلحوها في شوارع بغداد والمنطقة الخضراء يهددون ويتوعدون فيما لم تتحرك الأجهزة الأمنية تجاه ذلك".

شارك