أميركا والحل السياسي في ليبيا

السبت 27/يونيو/2020 - 03:46 م
طباعة أميركا والحل السياسي حسام الحداد
 

يوم بعد يوم تزداد الأزمة الليبية تطورا نظرا لتعنت حكومة الوفاق الموالية لتركيا والتنظيم الدولي لجماعات الإخوان وفي محاولة للمجتمع الدولي للسيطرة على الوضع الليبي طرحت العديد من المبادرات كان أهمها المبادرة المصرية والتي تدعو للحل السياسي بعد خروج الميليشيات المسلحة وقد انضمت الولايات المتحدة الأميركية الى الأصوات المطالبة بتفكيك الميليشيات والتي مثلت أحد شروط الجيش الوطني الليبي لإنهاء الأزمة في البلاد لما تمثله تلك المجموعات المسلحة المتطرفة من خطر على استقرار ووحدة ليبيا.

وقالت الخارجية الاميركية في بيان نشرته الجمعة أن اللقاء الافتراضي الذي جمع قبل يومين بعضا من مسؤوليها ومسؤولين في حكومة السراج طالب بضرورة تفكيك الميليشيات في البلاد.

وأكدت الولايات المتحدة أن "انتهاء الحصار على طرابلس خلق فرصة جديدة وضرورة لمعالجة قضية الميليشيات في الشرق والغرب الليبي".

وكان الجيش الوطني الليبي شن عملية عسكرية في أبريل 2019 لتخليص العاصمة طرابلس من سيطرة الميليشيات المرتبطة بالاخوان او القاعدة لكن التدخل العسكري التركي حال دون اتمام العملية.

وقدمت أنقرة دعما عسكريا الى حكومة الوفاق كما قامت بنقل مرتزقة من سوريا عبر مطاراتها حيث ادت تلك الجهود في النهاية الى انسحاب القوات الليبية من مدن الغرب الليبي أمام تقدم مقاتلي الوفاق الذين ارتكبوا جرائم في مناطق مثل ترهونة.

وجددت واشنطن رفضها للتدخلات الأجنبية في ليبيا بما فيها التدخلات التركية رغم ان العديد من المراقبين للشأن الليبي يرون أن التدخل التركي كان بضوء اخضر اميركي لكن المعادلة تغيرت مع تصاعد الرفض الدولي 

وأكدت الولايات المتحدة دعمها لكل المبادرات للحل السياسي بما في ذلك المبادرة المصرية التي أعلن عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لكن حكومة الوفاق تتعنت وترفض المبادرة وذلك بتحريض تركي.

وترفض واشنطن ممارسة ضغوط حقيقية على الوفاق وداعميها الأتراك لقبول المبادرة المصرية وإنهاء حلم السيطرة على مدينة سرت وقاعدة الجفرة رغم الخطوط الحمراء المصرية وذلك خوفا من النفوذ الروسي المتصاعد في منطقة شمال أفريقيا وجنوب المتوسط.

لكن قوى دولية على غرار فرنسا مستاءة من التدخل التركي في ليبيا وعربدة انقرة في البحر المتوسط.

وفي خضم ذلك ظهر تقارب فرنسي روسي لمواجهة التدخلات التركية في ليبيا وفي الشرق الاوسط حيث دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إلى وقف إطلاق نار في ليبيا.

وبحسب بيان الكرملين الروسي، اتفق الرئيسان في اتصال عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، على وقف إطلاق النار، واستئناف الحوار بين الأطراف من جديد، استنادا إلى مخرجات مؤتمر برلين، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2510.

ولفت البيان إلى أن الرئيسين تباحثا الوضع الليبي بشكل تفصيلي.

وعلى صعيد آخر، أفاد البيان أن بوتين أطلع نظيره الفرنسي على الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب السورية.

وذكرت وسائل إعلام روسية، أنّ بوتين أوضح في حديثه أنّ الأجندات المشتركة للبلدين تشمل الإرهاب والهجرة، وكورونا، إلى جانب سوريا وليبيا والبلقان وأوكرانيا.

وشدّد بوتين في حديثه، على أهمية توحيد القوى لمجابهة المشاكل المشتركة.

وبالمقابل أشار ماكرون إلى أهمية القارة الأوروبية حيال المشكلات الإقليمية قائلاً: "ينبغي تهيئة الظروف الحقيقية من أجل تأسيس حوار ثنائي ومتعدد الأطراف.

وأضاف قائلا: "يجب أن تدرج الأزمات في ليبيا وأوكرانيا وسوريا على أجندتنا، إلى جانب القضايا التي سيتم التعاون بها في المستقبل كالصحة والاقتصاد والبيئة"، بحسب البيان.

وحسب تقرير ميدل ايست اون لاين، من الممكن أن يكون التقارب بين روسيا وفرنسا الدولة المهمة في حلف الناتو وفي المعسكر الغربي مقلقا لواشنطن لكنه في النهاية تقارب ضروري لوقف التدخلات التركية خاصة وأن المجموعات المتطرفة المدعومة تركيا في ليبيا أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الأمن القومي الفرنسي.

ويظهر ان باريس لن تظل مكتوفة الأيدي في انتظار واشنطن لإنهاء التدخلات التركية وحالة الفوضى جنوب المتوسط.

شارك