ثلاثة بطاركة يكشفون الوجه الطائفي لاردوغان

الأحد 28/يونيو/2020 - 09:19 م
طباعة ثلاثة بطاركة يكشفون روبير الفارس
 
طائفية أردوغان تجاه  الأقليات المسيحية في تركيا  أمر مترسخ في بنية  حزب العدالة والتنمية التركي ويتسق مع دعم أردوغان للارهاب ورفضه الاعتراف بالابادة الأرمنية 
وفي هذا التقرير نرصد مواقف لثلاثة من كبار رجال الدين المسيحي تكشف عن هذا الوجه الطائفي عند خليفة الإرهاب 
البابا فرنسيس 
اظهر أردوغان العداء لبابا الفاتيكان البابا فرنسيس عندما استخدم  البابا مصطلح الإبادة الأرمنية ودافع البابا فرنسيس  عن استخدامه مصطلح “الابادة” لوصف المجازر التي تعرض لها الارمن في عهد السلطنة العثمانية، مؤكدا ان الامر كان سيبدو “غريبا” لو انه لم يكرر في يريفان مصطلحا سبق له وان استخدمه في روما.

وقال البابا للصحافيين  انه “بعدما شعرت بنبرة خطاب الرئيس (الارمني سيرج سركيسيان)، وبما انه سبق لي وان استخدمت هذا اللفظ في ساحة القديس بطرس ، فكرت انه سيبدو غريبا اذا لم استخدم الكلمة نفسها” في يريفان.

واضاف “لم استخدم هذه الكلمة بروح هجومية، بل موضوعيا”
وعندما اضاف البابا  كلمة “ابادة” الى خطابه الاول افرح الارمن واثار غضب تركيا.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جنليكلي ان تصريحات البابا “مؤسفة جدا وهي ليست تصريحات موضوعية تتطابق مع الحقيقة”، مشيرا الى انه “من الممكن معاينة خصائص عقلية الحملات الصليبية في انشطة البابا”.

ورد الفاتيكان على اتهامات المسؤول التركي بالقول ان البابا “لا يقوم بحملات صليبية” كما انه لم ينتقد تركيا “بروح صليبية” عندما اشار الى الابادة الجماعية للارمن.

ولفت البابا في تصريحه للصحافيين  الى أنه ذكر مرتين “بين مزدوجين” الاعلان الخطي ليوحنا بولس الثاني في 2001.

واضاف “لقد تحدثت دوما عن ثلاث ابادات حصلت في القرن الماضي: تلك التي تعرض لها الارمن وتلك التي ارتكبها هتلر وتلك التي ارتكبها ستالين”.

وشرح البابا  بأن المجازر التي تعرض لها الارمن ولم يعاقب عليها مرتكبوها كانت مثالا احتذى به هتلر لاحقا حين اراد القضاء على اليهود لان العالم لم يكترث للمجازر التي راح ضحيتها الارمن.

وقال البابا الارجنتيني انهم اخبروه ان هتلر قال حين اراد ابادة اليهود “ولكن من يتذكر الارمن؟ فلنفعل نفس الشيء مع اليهود”.

واضاف  “في الارجنتين نتحدث عن الابادة الارمنية. انا لم اكن اعلم بوجود كلمة اخرى. انا لم اسمع صيغا اخرى الا عندما وصلت الى روما، صيغ مثل المأساة المروعة والشر العظيم” وهكذا يريد أن يهرب أردوغان من العار الذي يكرره حاليا ضد السوريين والاكراد .
ايا صوفيا يكشف موقف 
 بطريرك الأرمن في تركيا، ساهاك مشعليان،  إزاء إعادة متحف “آيا صوفيا” ومطالبته بإعادتها إلى مسجد، وتخصيص مكان لعبادة المسيحيين اي مسجد وكنيسة  كما كان الحال عليه عقب احتلال القسطنطنية، عام 1453. عن طائفية أردوغان المقيته فهو يرفض أن تتحول ايا صوفيا لمسجد وكنيسة لتكون رمزا وطنيا يعبر عن المحبة والإخاء وكيف ذلك وهو يدعم الإرهاب.
وكان البطريرك  “مشعليان” قد صرح بأن ، إن متحف أيا صوفيا في إسطنبول، الذي ظل مسجداً للمسلمين بعد فتح السلطان العثماني محمد الفاتح للمدينة منذ 500 عام قبل تحويله إلى متحف في ثلاثينيات القرن الماضي، ينبغي أن يظل مكاناً للعبادة لا متحفاً.

وأضاف أن “آيا صوفيا تأسس بجهد 10 آلاف عامل وبإنفاق ثروة كبيرة. عدد لا يحصى من أعمال الترميم والإصلاح التي شهدها المعبد، وجهود وقف السلطان محمد الفاتح.. كل ذلك لم يكن للمحافظة عليه كمتحف بل كمكان للعبادة”.

وأردف: “أعتقد أنه بدلاً من اندفاع السياح الفضوليين هنا وهناك لالتقاط الصور، فإن سجود المؤمنين وجثوهم على ركبهم باحترام وخشوع يعد أكثر ملاءمة مع طبيعة هذا المعبد”.

كما طالب بطريرك الأرمن، بتخصيص مكان داخل آيا صوفيا لعبادة المسيحيين، حتى يكون رمزا للسلام الإنساني.

وتتزامن هذه التصريحات لبطريرك الأرمن، مع جدل قائم في تركيا خلال الأيام الأخيرة، بإعادة “آيا صوفيا” إلى مسجد، بعدما تم تحويله إلى متحف في بدايات تأسيس ما يعرف بالجمهورية التركية الحديثة.

وظلت آيا صوفيا مركزا للمسيحية الأرثوذكسية حتى عام 1453م، عندما احتل الأتراك العثمانيون المدينة تحت حكم السلطان محمد الثاني، المعروف باسم الفاتح، وبعد 916 عاما من الخدمة كنيسةً، تحولت إلى مسجد جامع يرمز للنصر والفتح، وعلى الرغم من ذلك، لم يجر تدمير فسيفساء الكنيسة المميز، بل تمت تغطية الرسوم والأيقونات المسيحية بالجبس التي ظهرت من جديد بعد ترميم الكنيسة في القرن العشرين.

وعقدت في آيا صوفيا صلاة الجمعة الأولى بعد فتح القسطنطينية، واستخدمت مسجدا لمدة 482 عاما، واعتبرت جوهرة العالم الإسلامي، لتعرف باسم “المسجد الكبير”، وبعد انهيار الإمبراطورية العثمانية تمّ تحويلها إلى متحف في عام 1935، ومنذ ذلك الحين لم ينقطع الجدل بين المؤرخين والمثقفين والسياسيين في تركيا بشأن مصير درة عمارة إسطنبول العريقة.

ويدور النقاش المستمر بين مؤيدي أن تبقى متحفا تاريخيا مثلما هي حالها الآن، وبين من يريد إعادتها جامعا كبيرا عملا بوصية السلطان العثماني محمد الفاتح.

هذا وتتجه الأنظار في تركيا هذه الأيام، إلى جلسة قضائية مرتقبة في يوليو/المقبل،لجلسه   المحاكم العليا في البلاد، والتي ستشهد بث القرار في القضية المرفوعة ضد قرار مجلس الوزراء عام 1934، الذي قضى بتحويل “آيا صوفيا” من مسجد إلى متحف.

وبالعودة إلى تغريدات بطريرك الأرمن في اسطنبول بهذا الخصوص فلابد من التنويه أن هذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها بطاركة ومسؤولي الطائفة الأرمنية عن آراء مغايرة لآراء أبناء جلدتهم في المواضيع الحساسة التي تمس تركيا كدولة نظرا لإنتمائهم لهذه الدولة من جهة وخشية على سلامتهم وسلامة أفراد الجالية من جهة أخرى.. وهو أمر يتفهمه الأرمن في كل أنحاء العالم كما تتفهمه القيادة الأرمنية في يريفان.
بطريرك الكلدان
وحول ارهاب تركيا في العراق قال 
بطريرك بابل للكلدان الكاردينال روفائيل ساكو أن  الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات تركية في منطقة كوردستان بشمال العراق أثارت  المخاوف حيال مصير السكان المحليين، ومن بينهم جماعات مسيحية تنتمي إلى الكنيستين الكلدانية والأشورية، وهي تعاني أصلا من انعدام الأمن الذي يشهده هذا البلد منذ سنوات طويلة.

وذكرت مصادر تركية أن هذه الهجمات الجوية التي وقعت على مقربة من الحدود مع تركيا استهدفت مواقع تابعة لحزب العمال الكوردستاني، الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية. وقد سقطت القذائف في تخوم مدينة زاخو حيث يعيش حوالي مائتي ألف شخص، معظمهم من الأكراد والمسيحيين الكلدان، والتي هي مسقط رأس بطريرك بابل للكلدان الكاردينال روفائيل  ساكو
وفي حوار مع موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، استهل البطريرك ساكو ، مشيرًا إلى أن تركيا تسعى إلى استهداف المقاتلين الأكراد الذين يتخذون قواعد لهم في جبال إقليم كوردستان، 

وأوضح بأن السلطات التركية لم تُطلع الحكومة العراقية مسبقًا على الغارات الأخيرة التي استهدفت عددًا من القرى يقطنها المسيحيون، وقد أسفرت عن سقوط عشرة قتلى مدنيين على الأقل. كما لم يسلم من الصواريخ أحد المدافن المسيحية الكلدانية. بعدها ذكّر البطريرك ساكو بأن السكان عانوا الأمرّين، وقد ذاقوا أيضًا طعم النزوح والتهجير، مشيرًا إلى أن المنطقة لم تنعم بالاستقرار منذ سنوات طويلة، وهي مشاكل تتطلب حلاً من خلال الحوار لا عن طريق الحسم العسكري.
وهي اللغة التي لا يفهمها أردوغان

شارك