استنجاد غريق بغريق... أردوغان وتميم يخلان بالقوانين الدولية ويقيمان زيارة رسمية للدوحة

الجمعة 03/يوليو/2020 - 12:13 ص
طباعة استنجاد غريق بغريق... فاطمة عبدالغني
 
في أعقاب التسارع غير المسبوق بعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد ونتيجة لسياسات تميم  وأردوغان الفاشلة في مواجهة تداعيات الفيروس الذي حول الدوحة وأنقرة لبؤرة لتفشي كورونا، ورغم التحذيرات الدولية من الانتقال والسفر بسبب انتشار وباء كورونا بجميع أنحاء العالم، قرر أردوغان كسر الإجراءات الاحترازات الصحية وزيارة قطر لمقابلة تميم، وتتزامن الزيارة مع استمرار الجرائم التي ترتكبها القوات التركية ومرتزقة أردوغان في ليبيا وسوريا والعراق. 
وبحسب مصادر مطلعة لا تعد هذه الزيارة مختلفة عن سابقتها، حيث يبحث أردوغان عن الأموال، لتمويل عملياته العسكرية في  سوريا والعراق وليبيا، إلى جانب اقتصاده المنهار بفعل جائحة كورونا المستجدة. 
فمن جانبه كشف الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط أمجد طه، عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيلتقي  قيادات حوثية وإخوانية يمنية في قطر. 
وكتب عبر تغريدات له على "تويتر" الأربعاء 1 يوليو "عاجل؛ غدا شبه إغلاق كامل للدوحة وحالة طوارئ غير معلنة في قطر، وتدابير أمنية مشددة بوجود عسكري تركي، وأردوغان سيصل قطر وسيلتقي كل وزراء نظام تميم بشكل فوري لأخذ 5 مليارات دولار وتوقيع اتفاقيات لدعم مليشيات ليبيا وسوريا ولتشكيل غرفة عمليات وإعلام تدير أمور إرهابيي طرابلس".

وأضاف:  سيوقع الأمير تميم مع أردوغان اتفاقيات اقتصادية وأمنية وعسكرية وإعلامية، وتمويل لنظام تركيا يصل لخمسة مليارات دولار لدعم مليشيات الإرهاب في ليبيا وسوريا، وتوسيع عمل القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، كما سيلتقي أردوغان عددا من قيادات الحوثي والإخوان في اليمن".
وبحسب تقارير إعلامية يواجه الرئيس التركي عدة أزمات داخلية تتعلق بنقص هائل في الموازنة التي تم استهلاكها بشكل غير شرعي في حروبه الخارجية، فضلاً عن التداعيات الاقتصادية لتفشي وباء كورونا، وتجلت تلك المشكلات بقوة مع إصرار المعارضة على معرفة مصير مليارات الليرات التي تم جمعها لمواجهة تفشي وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية.
وليست قطر بحال أفضل من نظيرتها أنقرة فبحسب تقرير سابق  لموقع المعارضة القطرية "قطريليكس" لاحقت الخسائر الدوحة طيلة الثلاثة أعوام الماضية في ظل مقاطعة دول الرباعي العربي لقطر، واستغلت كل من تركيا وإيران المقاطعة العربية للدوحة لاستنزاف مواردها، بالإضافة إلى عدم نجاح قطر في الحصول على دعم وتأييد سياسي على الصعيد الدولي، فيما تكبد تنظيم الحمدين خسائر مفجعة منذ إعلان دول الرباعي العربي نتيجة دعم وتمويل نظام تميم للإرهاب، حيث ارتفعت الديون الخارجية لقطر لأكثر من 25%، فضلاً عن ارتفاع إجمالي الدين العامّ إلى أكثر من نصف تريليون ريال، ودفعت هذه الخسائر النظام القطري للارتماء في أحضان تركيا وإيران، فدعم تميم الليرة التركية بأكثر من 25 مليار دولار أي ما يعادل نصف ميزانية الدوحة لهذا العام.
ولم تقتصر خسائر قطر من المقاطعة العربية على الجانب الاقتصادي فقط، بل انعكست تلك الخسائر على الصعيد السياسي، حيث تعيش الدوحة حالة من العزلة الإقليمية المتصاعدة، ما وضح جلياً في عدم التمثيل السياسي للدوحة عربياً وعالمياً، فقد غاب تميم بن حمد عن العديد من القمم العربية والدولية، وزادت المقاطعة العربية من صعوبات تواصل الدوحة مع الأطراف الأخرى، كما قلصت من عوامل الاستثمار الخارجي، خاصةً أن أغلب مستثمريها كانوا من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث انخفضت الودائع بقيمة تبلغ 40 مليار دولار من الودائع الخاصة.
وإلى جانب كل تلك الأزمات كان حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الأسبق، غرّد مُنذ أيام كاشفاً عن تخوّف بلاده من إغلاق قاعدة العديد الأمريكية، التي تحمي آل ثاني من الداخل والخارج، بقوله "السياسة الجديدة التي يبدو أن الولايات المتحدة تتجه بموجبها إلى الانسحاب من بعض مناطق العالم، أو تقليص وجودها العسكري فيها، ربما تكلف القوة الأعظم في العالم كثيراً.. ويعلل الأمريكيون هذا التوجه بالأعباء الاقتصادية المترتبة على وجود قواعدهم العسكرية في أنحاء العالم".
وحذّر حمد بن جاسم من أنّ "أمريكا ستفقد قوتها العالمية التي كانت تجلب لها الكثير من المزايا الاقتصادية والمالية المباشرة وغير المباشرة.. ومما لا شك فيه أن دولاً مثل الصين وروسيا والهند مستقبلاً ستملأ هذا الفراغ".
وأضاف "كما ستخسر الولايات المتحدة مزايا مبيعات الأسلحة المتفوقة وقوة شركاتها المختلفة التي تستمدها من القوة الأمريكية العسكرية. فحين تنسحب القوة العسكرية الأمريكية من الدول التي توجد فيها ستتبعها تلك الشركات، لأن كثيراً من الدول تحسب حساب لأميركا بسبب قوتها العسكرية على النطاق العالمي".
ويرى المراقبون أن تصريحات السياسي القطري المعروف ويبدو أنّها جاءت في الوقت المناسب للرئيس التركي، إذ يُتيح له ذلك ممارسة المزيد من سياسة الابتزاز للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من بوابة أنّ القواعد العسكرية التركية في قطر باتت الملاذ الوحيد له لحمايته من تهديدات الداخل والخارج على حدّ سواء، خاصة مع المعلومات المُتزايدة عن استياء شعبي في الدوحة وإحباط عدّة مُحاولات انقلاب عسكرية.

شارك